
سيف وضح : مش حابب يمسحها المهم …
مروان قاطعه : قبل المهم مؤمن اتصل بيك أصلا كان عايزك لانك مش بترد على موبايلك فانت سيبتهم وروحت فين ؟
سيف بملل: يا ربي منكم ، جبت همس من الكلية ها عندكم أسئلة تانية ؟ ده ايه الرخامة دي ؟
سبيدو بمزاح : ناس ليها همس وناس ليها – بص لمروان وكمل بسخرية- وناس ليها مروان
مروان بصله باستفزاز : مروان هيسيبك وبكرا هيتجوز وتفضل انت زي القرد لوحدك
سبيدو بغيظ : ايه الخيانة دي ؟ ما تخلي همس تشوفلي عروسة يا سيف يعني وقعت أنا من قعر القفة؟
سيف بصله لوهلة قبل ما يرد بمكر: عندها واحدة صاحبتها اسمها خلود هي اينعم محتاجة ضبط إعدادات بس تنفع
سبيدو بتفكير : أنا الاسم ده عدى عليا قبل كده ؟ هي دي من الإخوة الأعـــداء ؟ ولا بيتهيألي ؟
مروان بتوضيح : دي كانت انتيمتهم التالتة بس مرة واحدة قلبت عليهم وراحت سلمتهم تسليم أهالي لرئيس القسم وكانت هتتسبب في رفـــدهم الاتنين
سبيدو بص لسيف بذهول قبل ما يقول بتهكم : ماكنتش أعرف انك بتحبني أوي كده
سيف ضحك بعدها قال بجدية: نتكلم في المهم اقعدوا
قعدوا وسبيدو قال: قول يا سيدي ايه المهم ؟
الباب خبط وسيف رد فأخته دخلت : سيف أ..
قطعت كلامها أول ما شافت انه مش لوحده وقالت باختصار- هجيلك وقت تاني
سيف بهدوء: في ايه يا آية خير ؟ مفيش حد غريب اتكلمي
سبيدو قلبه بيدق بسرعة وبيتمنى لو ينفع يلتفت ناحيتها يشوفها بس فضل مكانه لان سيف أنظاره عليه
آية أول ما شافت ظهره عرفته واتمنت لو ينفع تدخل وتتكلم أكتر بس سيف مش هيسمحلها ، نفسها لو تفهم إحساسها ده معناه ايه كل ما تشوفه ؟ ليه نبضاتها بتزيد بالشكل ده ؟ ليه التوتر ده ؟ ليه اللخبطة دي كلها ؟
انتبهت على صوت أخوها : آية، بقولك في ايه ؟
جاوبته بتوتـــر حاولت تداريه وتظهر طبيعية: خلصت الملف اللي طلبت مني أدرسه وبعتلك ملاحظاتي كلها على إيميلك
سيف شكرها فانسحبت وقفلت وراها الباب اتنفست بصوت مسموع زي ما يكون مفيش هوا في مكتب أخوها أو اللي فيه أخدوا الهوا كله .
سبيدو حاول يكون طبيعي وما يظهرش إحباطه انها دخلت وخرجت بدون حتى ما يلمحها ولا عينيه يغرقوا في عينيها .
سيف بجدية : سبيدو انت بجد سيبت موضوع السباقات والدارك ويب والليلة دي كلها ؟
سبيدو اتوتـــر ومش عارف سر سؤاله ايه وليه : اه طبعا سيبتها بس ليه ؟
مروان ابتسم لانه شبه فهم دماغ صاحبه ، سيف بوضوح: عايزك معايا هنا .
سبيدو بصله بعدم فهم فوضحله أكتر : انت تمسك المصنع وتديره ، محتاج حد صـــارم ، قيادي ، مش سهل وله في اللف والدوران ويقدر يفهم ويسيطر على اللي حواليه وأهم حاجة أكون بثق فيه وانت بتتوفر فيك الصفات دي كلها ، فينفع انت تكون مدير المصنع ؟ بالليل هتكون في المعرض بتاعك والصبح هتكون في المصنع قلت ايه ؟
سبيدو اتصدم بعرض سيف وماعرفش بالفعل يقول ايه ؟ هل يرفض؟ هو عنده شغله الخاص به، ولا يقبل ويكون قريب من آية ويحسن صورته عندهم كلهم وياخد خطوة جدية لما يظهر انه جاد ؟ الموضوع كان محير تماما .
مروان خبطه على دراعه : يا ابني ايه ؟ ما تنطق
سبيدو بصلهم الاتنين بحيرة واضحة : مش عارف الموضوع بجد مفاجئ ليا ، طيب يا سيف اديني فرصة أقلب الموضوع كده في دماغي وبعدين أنا أفهم ايه في إدارة مصنع ؟
سيف هز دماغه بتفهم : انت بتعرف تسيطر على اللي حواليك وشخصيتك قيادية ، الإدارة هتتعلمها بسيطة ، هسيبك لبكرا فكر ورد عليا بس بجد يا سبيدو أنا محتاجك معايا فحط ده في دماغك وانت بتفكر .
قام يمشي وفكر يعدي عليها يرمي السلام مش أكتر بس تراجع ؛ خليه ياخد قرار الأول ، نزل من الشركة ولبس البرنيطة بتاعته ، راح لعربيته وقف جنبها وبص للشركة وراه بتشتت، أول مرة يحتار بالشكل ده .
آية خارجة من الشركة بعد نهار متعب وخصوصا لان أخوها غايب معظم اليوم ، قربت من عربيتها وفوجئت بحد ساند عليها لابس برنيطة على دماغه ومنزلها على وشه ، بصتله بحذر وفضول فانتبه ورفع وشه فاستغربت : سبيدو ؟ ماعرفتكش من بعيد
اتعدل بسرعة: آية ازيك
وقفت قصاده : الحمدلله ، أخبارك ايه ؟
رد بهدوء : الحمدلله بخير .
سألته بفضول : خير في حاجة ؟ سيف كان عايزك ولا انت اللي جاي ؟
استغرب فضولها وسأل نفسه هل ده مجرد فضول ولا هي حابه تعرف أي أخبار منه وعنه ؟
بصلها كتير قبل ما يرد : سيبك من سيف واللي عايزه ، قوليلي انتِ خير في حاجة ؟
ماكانتش فاهمة قصده ايه أو بيتكلم عن ايه فقالت بحيرة : في حاجة في ايه بتتكلم عن ايه ؟ انت جيت الشركة ودلوقتي واقف هنا فأنا بسألك خير يا سبيدو ؟
بصلها بعمق وماردش عليها وفجأة غير رأيه و اداها ظهره ومشي وهو بيقول بجمود: مفيش بعد إذنك .
قالت بسرعة : استنى هنا – لفت في مواجهته وقفته وسألته – فهمني في ايه ؟ جاي في ايه وماشي كده ليه ؟ فهمني قبل ما تمشي .
بصلها بتردد بس في نفس الوقت حاسس بغــيظ منها ومرة واحدة انفـــجر فيها : انتِ اللي فهميني في ايه ؟ وسارة دي عايزة مني ايه؟
بصتله باستغراب: يعني ايه عايزة منك ايه؟
رد باتهام: أنا اللي بسألك صاحبتك مالها بيا وجابت رقمي منين ولا تكوني انتِ اللي اديتيهولها؟
شهقت بصدمة: انت اتجننت هو أنا أعرف رقمك أصلا علشان أديه لحد؟ وبعدين ليه هعمل كدا ؟
رد بسخرية: والله معرفش اسألي صاحبتك انتِ أدرى بها لتكون فاكرة انها هتقدر توقعني
بصتله بعدم استيعاب: أنا ماليش دعوة بكل اللي بتقوله ده ولا أعرف انها كلمتك أصلا
سابته ومشيت خطوتين بس وقفها بتنبيه: ابعدي عن سارة يا آية نصيحة مني
لفت وشها بعيد عنه وقالت بجمود : ممكن تسيبني في حالي أنا مش عايزة أتأخر أكتر من كده .
اتنهد بضيق وقال بهدوء مفتعل : هقولك كلمتين من راجل لف وشاف بنات كتير
بصتله فكمل بجدية: صاحبتك مش محترمة وعلاقتك بها شبهة ليكي ، اللي سهل عندها تجيب رقم راجل وتكلمه وتترمي قدامه تبقى رخيصة وهتبقى حريصة انها تخلي كل البنات كدا
بصتله بذهول من كلامه وضيق من سارة انها كلمته بس ردت بمكابرة: سارة محترمة هي ممكن تكون عايزة حاجة بس مش أكتر فبلاش تتكلم عنها كدا
بصلها بمغزى: هي فعلا عايزة ، صاحبتك فاكرة اني هضعف قدام دلعها
ردت باندفاع: انت ظالمها على فكرة ، وأكيد قلت لسيف كدا علشان يمنعني أكلمها ومش بعيد تكون قدمتله تقرير عني أنا كمان
الذهول سيطر عليه وردد : أقدمله تقرير ؟ ازاي يعني ؟
بعدت وراحت لعربيتها : أرجوك يا سبيدو
وقف قصادها بينها وبين عربيتها وسألها بتصميم : قصدك ايه بالتقرير ده ؟ أنا مش بقدم لسيف تقارير ومش فاهم بتتكلمي عن ايه ؟
زعقـــت بغيظ: يعني زي ما اتصلت به وقلتله على موضوع العربية هتروح تقوله سارة كلمتك وهو يجي يتخانق معايا أنا
زعـــق بحدة: أنا مش فاهم ايه مشكلتك في اتصالي بسيف ؟ الموضوع بيزنس و
قاطعته بتهكم : بيزنس ؟ طيب البيزنس خلص وأعتقد انك قلت سلمت العربية امبارح فبعد إذنك البيزنس خلص
زقته وبتحاول تركب عربيتها وهو حاول يوقفها : آية مش قصدي المعنى اللي فهمتيه ، آية استني لو سمحتي
ماسابتلهوش فرصة وقفلت باب عربيتها في وشه واتحركت وهي رافضة تسمع حرف زيادة منه .
راقب عربيتها وهي بتبعد واستغبى نفسه لانه مش قصده أبدا ان اللي بينهم بيزنس هو قصده العربية بس لصاحبتها لكن اللي بينهم ؟ بس ايه هو اللي بينهم ؟ اتنهد بضيــق انها حتى ماسابتلهوش فرصة تسمعه .
عبدالله مع أسرته بيفكر في الصور اللي شافها والكلام المكتوب ومتضايق ، سميرة لاحظت شروده فسألته : مالك ؟
رد بضيق: تفتكري أمل هتعمل ايه في الأخبار اللي انتشرت؟
سميرة بعقلانية: أمل فاهمة الوسط بتاع جوزها عامل ازاي وانه كله إشاعات
طه بتفكير: بس كريم مش بيسلم على أي واحدة فازاي سلم عليها؟
سميرة بثقة: أكيد في مبرر، كريم احنا عارفينه كويس وإن شاء الله الموضوع يتحل
عبدالله بهدوء: ربنا يهدي سرهم ، شوية واتصلي ببنتك اطمني عليها وأنا هكلم كريم أفهم منه
أهل كريم وصلوا وهو ومؤمن استقبلوهم وكل واحد شال ابنه ، كريم قرب من أبوه بلوم: أمل ليه ماجتش معاكم ؟
حسن وضح : قالت مفيش مكان وهنتزتق مع بعض ليه ؟ انت ناسي اننا كنا رايحين معاك ودلوقتي رجعنا مع عمتك ؟
كريم بهدوء: كنتم استنيتوا أجي آخر النهار وجينا بكرا
حسن سأله بجدية : اللي اتكتب عنك ده ايه ؟ وليه ؟ ومين عايز يشوشر على حياتك بالشكل ده ؟ في حاجة بينك وبينها ؟
بص لأبوه بحــدة : انت بجد بتسألني السؤال ده ؟
حسن بنزفــزة : ما أنا لازم أسألك السؤال ده لان كلام زي ده مش هيطلع من فراغ يا إما له أساس يا حد قاصده
كريم ابنه عايز ينزل فنزله وتابعه بيجري هو وإيان بعدها بص لأبوه بعجز : معرفش مين ومعرفش ليه أو غرضه ايه .
مؤمن قرب منهم : كريم مش هتروح تستنى أمل في المحطة ؟ زمانها على وصول .
كريم بصله بتأكيد: اه هروح بعد إذنكم .
خرج ومؤمن وراه وقفه برا وقال برجاء: أبوس ايدك بطل غبـــاء واتعامل – فكر لحظة قبل ما يكمل جملته – اتعامل زي ما بتتعامل مع مشاكل اللاب ، لما بتقابلك مشكلة في اللاب بتتعامل بحذر جدا فاعتبر أمل كده واتعامل على الأساس ده .
ماردش وركب عربيته وبعد شوية وصل المحطة ودخل يقعد يستناها .
الأتوبيس وصل فوقف يتابع كل اللي نازل في انتظارها لحد ما نزلت أخيرا وأول ما نزلت بصتله مباشرة وكأن في وصلة بينهم بتعرفهم مكان بعض أو بتربطهم ، عيونهم متعلقة ببعض وفي حوار خفي بينهم .
كريم اتحرك من مكانه وراح عندها بابتسامة: حمدلله على سلامتك
ابتسمت باقتــضاب : الله يسلمك ، الجماعة وصلوا بخير ؟
طمنها عليهم بعدها سألها باهتمام: ليه ركبتي أتوبيس ؟
حاولت ترد بشكل طبيعي : عربية فيها طه ومراته وبابا وماما وعربية عمتك ركب معاهم باباك ونونا فقلت خلاص أركب الباص – كملت بنبرة حاولت تكون مرحة لكن فشلت – حنيت لأيام الجامعة والسفر .
كرر بإصرار: أمل بقولك ليه ركبتي الباص ؟
بصت لعينيه وصـــرخت جواها ( ليه حطيت ايدك في ايدها ؟)
كريم مستنيها ترد بس حاسس باللي جواها واللي مستنيها تقوله أو تعاتبه .
هـــربت من عينيه وبصت حواليها : يلا من هنا ، حاسه ان الأنظار علينا .
مسك ايدها يخرجوا برا ، ايده ضمت ايدها وخارج وهي وراه ، أمل بصت لايديهم وبصتله وحاسة بكلام كتير جواها مش عارفة ترتبه ولا عارفة تصيغه بس اللي عارفاه ان قلبها موجوع لكن مش قادرة تحط ايدها على موطن وجعها ، ايده اللي حاضنة ايدها وبيضغط عليها بالشكل ده حسستها شوية بالأمان انه معاها وليها وجنبها ولآخر العمر هو ليها .
فوجئت انه بيفتح باب عربيته واستغربت امتى خرجت برا المحطة وامتى وصلت لحد هنا؟! بصتله فابتسم بحنان: اركبي يلا .
ساعدها تقعد مكانها وقفل الباب وقعد مكانه واتحرك في صمت، ماكانش عارف يقول ايه ولا يروح فين ولا عارف حتى يفكر ، كل حاجة مشوشة .
افتكر نصيحة مؤمن وابتسم ، هيتعامل زي ما بيتعامل مع مشاكل اللاب والبرمجة .
اقترح : تعالي نتغدى برا، أنا
قاطعته بهدوء : كريم أرجوك أنا تعبانة ومحتاجة أرتاح ممكن نروح البيت ؟ أرجوك
قبل ما يرد تراجع ؛ وفكر ؛ هو مش بيهـــ.اجم اللاب بالعكس بيجرب حل ورا حل لحد ما يلاقي الحل الصح ، بيتعامل بحذر أول حل فشـــل يجرب غيره .
بصلها : طيب تمام ناكل أي حاجة في البيت ، هروحك ترتاحي حاضر .
الصمت بينهم مزعج ، قطعه بتردد: أمل شوفتي ….
قاطعته بسرعة : بلاش نتكلم ، علشان خاطري بلاش خلينا نروح ونرتاح وبعدها ربنا يسهل .
كريم اتنفس برتم معين علشان يفضل هادي ، حل تاني فشـــل هيفضل هادي وهيفكر في غيره .
أمل استغربت كريم اللي دايما ردود أفعاله عصبية وصعبة لكن المرة دي هادي ، ليه هادي ؟ هل إحساس بالذنب ؟ خــــوف ؟ احترام ؟ ايه يا ترى اللي مخليه هادي كده ؟
المهم ان طالما هو هادي فهي هتعمل زيه وهتتكلم بهدوء وبدل ما كل مرة بتاخد قرار غـــبي وبعدها تندم فالمرة دي مش هتاخد قرار ، هتستنى تشوف ايه اللي هيتم .
وصلوا البيت كان الغدا جاهز والكل قعد في جو شبه صامت كل واحد غرقان في أفكاره الخاصة .
خلص الغدا وشربوا القهوة وقعدوا كلهم يتكلموا ، أمل اعتذرت منهم تطلع ترتاح وأمها وقفت : خديني معاكي يا أمل قوليلي أرتاح فين يا بنتي
أمل أخدت مامتها للأوضة اللي هترتاح فيها وقبل ما تخرج أمها مسكت دراعها: مالك قالبة وشك ليه ومش بتكلمي جوزك ومش على طبيعتك ؟
أمل حاولت تظهر طبيعية : مفيش يا ماما بيتهيألك .
أمها ضغـــطت على دراعها : أمل حبيبتي اسمعيني ، أنا شوفت اللي اتكتب عن جوزك على النت وشوفت صور البنت دي .
أمل بصت للأرض و مش مستعدة تتكلم مع أمها اللي لاحظت ده فقالت بتفهم : أنا مش هتدخل في حاجة بس كل اللي هقولهولك ان في ألف واحدة تتمنى تكون هنا مكانك وبيحاولوا فعلا يقربوا من جوزك بس جوزك الله يحميه ويحرسه بيحبك وأخلاقه عالية يبقى أي مهاترات ما نقفش عليها ، نعدي يا أمل
ردت بضيـــق : يعني ايه ؟ وبعدين انتِ شوفتيني عملت ايه يعني ؟ أنا ما فتحتش بوقي بحرف
سميرة بنرفـــزة : صمتك بيقول كتير يا أمل ، قلبة وشك بتقول كتير ، الواحد ساعات مش بيحتاج للكلام علشان يوصل إحساسه لشريك حياته ، ثقي تماما ان إحساسك واصل لجوزك ومش محتاجة تتكلمي ، حافظي على بيتك وجوزك يا أمل مش هقول تاني .