روايات

الفصل السابع عشر

نادر خرج من العمليات بعد عملية طويلة استهلكته تماما ، راح أوضته مباشرة أخد شاور سريع وبعدها نام على السرير يحاول يفرد ظهره شوية يستريح ، فكر في حبيبته وابتسم لطيفها اللي بيمر في خياله ، قام جاب موبايله علشان يسمع صوتها ، فتح الموبايل ولقى رسايل من والدته فشافهم الأول يطمئن بس اتصدم بالصور اللي باعتاها واللينكات ورسايلها ، أخد نفس طويل بندم انه فتح الرسايل أصلا ، أمه مش هتتقبل ملك وبتدور على أي غلطة وكلمة تمسك فيها .
شاف المكتوب وقرأه كله باهتمام بس كلها فرقعة صحافة ، الصورة بتاعتها قديمة والباقي كله بيتكلم عن كريم وناريمان الغندور ، فجأة فكر في ملك نفسها يا ترى هل حد ضايقها بسبب الصور دي ؟
اتصل بها وهي أول ما شافت رقمه ردت بلهفة : الو نادر
صوتها كان فيه خوف وحزن فقال بلطف: حبيبتي عاملة ايه ؟ طمنيني عليكي
استغربت الدفء اللي في صوته، وفكرت معقول ماعرفش باللي اتكتب لسه ؟
نادى اسمها باهتمام: ملك انتِ سامعاني ؟
ابتسمت : سامعاك يا نادر أنا بخير انت كنت فين ؟ اتصلت بيك ما رديتش
⁃ لسه خارج من عملية طويلة جدا والحمدلله عدت على خير .
إجابته معناها انه لسه بالفعل ما شافش اللي اتكتب
سألته بتردد : مافتحتش موبايلك لسه ؟
فهم قصدها فطمنها: حبيبتي بطلي تسمحي للماضي يأثر على مستقبلك يا ملك ، خلينا في النهارده
ابتسمت بأمل : انت عرفت باللي
ماكملتش الجملة فكملها هو: باللي اتكتب عن كريم وحد ذكي جاب سيرتك واتكلم عنك ؟ ناس تافهة وفاضية فسيبك منهم وسيبي اللي يقول يقول خلينا في المهم .
اتنهدت بارتياح: ايه المهم ؟
حس بابتسامتها اللي خلته يبتسم هو كمان : المهم اني بحبك وبموت فيكي و وحشتيني وجعان
ضحكت على آخر كلمة : طيب ايه الفصلان اللي في آخر كلمة ده ؟ ما كنت ماشي حلو
ضحك ورد باعتراف: ما هي الكلمة الأخيرة دي هيتبعها تعالي نتغدى مع بعض
⁃ اممممم ان كان كده ماشي هنتقبل الكلمة الأخيرة .
كرر سؤاله : يلا نتغدى مع بعض ؟
وافقت وبعد ما قفلت معاه قامت تشوف أخوها اللي أول ما دخلت مكتبه وقف بسرعة قرب منها باهتمام : حبيبة قلبي طمنيني عنك اوعي تضايقي نفسك واللي اتكتب ده أنا هتعامل معاه و
قاطعته بسرعة : نادر حبيبي اهدا، اللي اتكتب موضوع قديم واتقفل وحد قاصد يشوشر على كريم معرفش ليه بس بالنسبالي الموضوع مش مهم .
سألها بترقب : وبالنسبة لنادر ؟
ابتسمت بحب وثقة في حبيبها : مش فارق معاه وكنت جاية أقولك انه عازمني على الغدا برا.
اتنهد بارتياح : طيب الحمد لله انه عاقل – انتبه فجأة – طيب أهله ؟ ايه وضعهم؟
ابتسامتها اختفت لانها بالفعل باتصاله وكلامه نسيت والدته ورفضها وأكيد مش هتعدي اللي حصل بالساهل ، بصت لأخوها بجهل: مش عارفة ما اتكلمناش عنهم
ربت على كتفها : سيبك منهم وما تخليش ابتسامتك تختفي ، المهم هو ، هو اللي هتعيشي معاه مش عيلته ، روحي ولو في أي حاجة كلميني وأنا هشوف كريم وأطمن عليه وعلى الوضع عنده .
رجعت مكتبها تستنى نادر اللي قالها نص ساعة بالكتير وهيكون عندها .
أول ما اتصل طارت عنده وأول ما قعدت جنبه في عربيته مسك ايدها باسها : واحشاني بجد يا ملك
ابتسمت بخجل من تصرفه وسحبت ايدها بهدوء وغصب عنها سألته : مامتك قالت ايه ؟ وباباك ؟
ماكانش حابب يتكلم في الموضوع ده فدور عربيته واتحرك فقالت بإصرار : قالولك ايه يا نادر ؟
بصلها بابتسامة : ماقالوش ماكلمتش حد فيهم أصلا .
اتنهدت بعدها قالت بتردد : اتصل بوالدك
بصلها بحيرة وبص قدامه فكررت طلبها : علشان خاطري اتصل به .
وقف على جنب وبصلها : أتصل ليه ولا أقوله ايه ؟
جاوبته برجاء : وضحله ان الكلام ده قديم وان
مسك ايدها وقال بثقة: مش محتاج أوضح لحد حاجة ، مش محتاج يا ملك ، وقت ما قلبي أعلن حبك وارتبطت قلوبنا ببعض أنا تقبلت ملك بعيوبها قبل مميزاتها ، بماضيها وحاضرها ، أخدت ملك كلها على بعضها ومستعد لأي حاجة تحصل ، مش محتاج أوضح لأي حد أي حاجة .
حطت ايدها التانية فوق ايده اللي ماسكة ايدها وقالت بتفهم : وضح لباباك بس أو اسمعه على الأقل وهديه لو هو متضايق أو … مش عارفة يا نادر تقوله ايه بس على الأقل كلمه .
وافقها علشان يريحها و بالفعل اتصل بأبوه اللي رد عليه بسرعة : نادر يا ابني ازيك يا حبيبي ، طمني عليك وعلى ملك
ابتسم وبصلها : احنا بخير الحمدلله ، ملك معايا هنروح نتغدى مع بعض .
خاطر ابتسم : ربنا يسعدكم يا ابني
نادر مش عارف يقول ايه فسأله : ماما أخبارها ايه ؟ كويسة ؟
خاطر فاهم ابنه وحيرته وسببها فطمنه: كويسة يا حبيبي، نادر انت عايز تقول حاجة ولا بتسأل علينا بس يا ابني ؟
وضح : اللي اتكتب عن ملك يا بابا
قاطعه بهدوء : اللي اتكتب كلام قديم لا يودي ولا يجيب ولا يفرق فلو بتكلمني علشان توضحلي حاجة يا ابني فأنا مش محتاج ، أما لو انت متضايق و
هنا نادر قاطعه بسرعة: أنا مش فارق معايا أنا بس قلت أشوفكم انتم .
خاطر حب يطمن ابنه : أنا زيك مش فارق معايا ولو بتسأل عن أمك فهي رأيها امبارح زي النهارده ما اختلفش المهم سعادتك انت يا ابني ، سلملي على ملك ويلا روحلها ما تتأخرش عليها .
قفل معاه وبصلها بابتسامة : ارتحتي كده ؟ يلا بقى ناكل قبل ما أسقط منك .
ابتسمت بس من جواها في حزن ان مامته رافضاها ورافضة تديها حتى مجرد فرصة .

سبيدو في عربيته رايح لسيف شركته ، جتله مكالمة من رقم غريب ، فتح الاسبيكر ورد : الو
وصله صوت ناعم: الو ازيك ياسبيدو
ضم حواجبه بتعجب: مين معايا ؟
البنت بدلال: معقول مش عارف صوتي؟ خمن طيب
زفر بضيق: أنا ماعنديش وقت للعب ده فياتقولي انتِ مين ياهقفل
ردت بسرعة: أنا سارة صاحبة آية
استغرب انها جابت رقمه فسألها: انتِ جبتي رقمي منين؟
سارة بخبث: هو سري ولا ايه؟
أكد بضيق: اه رقمي مش لأي حد
رده ضايقها بس حاولت تداري فقالت بدلال: وهو أنا أي حد برضه؟
استنكر أسلوبها ودلالها وكأنهم يعرفوا بعض وليها حق عليه فرد بحدة: ما أفتكرش اني أعرفك علشان تبقي مميزة
استغربت وقاحته بس ردت بسرعة: خلاص نتعرف
رد بجمود: ماعنديش وقت سلام
قفل قبل ما يديها فرصة انها ترد وزفر بضيق وهو بيفكر ازاي جابت رقمه؟ معقول تكون آية؟ بس آية نفسها مش معاها رقمه ، ممكن من نهلة ؟ اتنهد بضيق؛ ازاي دي تبقى صاحبة آية ؟! وهل اصحابها كلهم كدا وعندهم الكلام مع شباب عادي ؟! سؤال برز في عقله وخاف من إجابته: هل آية زي صاحبتها سهل عندها تتكلم مع أي حد؟ معروف ان الصاحب ساحب فيا ترى سارة سحبت آية ولا هما زي بعض من الأول ؟ نفض دماغه برفض لانه عارف ان سيف استحالة يسيب أخته تبقى بأخلاق سارة مهما يحصل ده غير انه بيفهم في البنات وآية شكلها مش بيدي انها زي صاحبتها
فضل طول الطريق مشتت وتفكيره هيجننه

سيف صحي على صوت موبايله ففتح عينيه وبص حواليه بيحاول يحدد صوت الموبايل ده فين ؟
انتبه انه جاي من على الأرض من بنطلونه فمد ايده يبعد همس بالراحة من على كتفه وجاب الموبايل ورد بنعاس: أيوة يا ماما
سلوى باستغراب ممزوج بقلق : انت نايم فين كده ؟
استغرب صوتها وقلقها : في حاجة يا ماما ولا ايه ؟ قلقتيني
تراجعت بسرعة : لا يا حبيبي بس بطمن عليك وعلى همس ؟ هي معاك صح ؟
اتنفس بارتياح : معايا أكيد هتكون فين يعني؟!
ردت بعصبية : طيب ما تعرفني يا سيف انها معاك ، يعني قلت هتخلص على ٢ وقلت أفضي نصر في التوقيت ده علشان يروح يجيبها لان انت مشغول ودلوقتي الساعة داخلة على ٥ وهي مارجعتش وما بتردش على موبايلها فاتجننت وقلقت عليها .
اعتذر منها : حقك عليا يا قلبي عندي دي معلش ، جبتها على هنا والوقت سرقنا موبايلها في شنطتها برا واحنا نمنا فمعلش .
سلوى سألته بتردد وقلق : سيف انت جاي على هنا صح ؟
فهم قلقها : اه جاي ماتقلقيش ، نصر عندك ؟ أنا ورايا مشوار مهم لازم أروحه فهشوف همس ولو كده نصر يجي ياخدها
بلغته انه موجود و بعدها قفل معاها وبص لهمسته اللي نايمة بسلام ، ماكانش هاين عليه يصحيها خصوصا انها صاحية من بدري جدا علشان تختار هدومها ، حياتها كانت بسيطة وسهلة وهو دخل دربكلها كل أمورها ، قد ايه حبيبته رقيقة وبريئة وهو بيعشقها ؟
مشى ايده على خدها بلطف وهمس باسمها فاتحركت و همهمت ، فكرر بابتسامة : همس حبيبتي أنا ورايا مشوار مهم ، تكملي نومك وأبعتلك نصر ولا هتقومي معايا ؟
فتحت عينيها بصتله لوهلة قبل ما تبتسم بين اليقظة والنوم: انت حلم ولا بجد ؟
ابتسم وهو بيداعب خدها : أنا بجد قدامك اهو فوقي كده وكلميني
فتحت عينيها فجأة باستيعاب واتعدلت بسرعة : أنا فين ؟ الوقت ايه ؟
مسك دراعها يهديها: اهدي انتِ معايا ونمتي يادوب ساعة احنا العصر لسه .
نامت تاني بارتياح وبصتله بخمول: في ايه طيب ؟ خليني نايمة شوية كمان .
رد بتعاطف: طيب ورايا مشوار هروح أعمله وأجيلك أو أبعتلك نصر ايه رأيك ؟
اتعدلت تاني وشدت الغطا عليها وسألته بتوتر : انت عايز تسيبني هنا لوحدي ؟
بصلها باستغراب وكرر : لوحدك ازاي ؟ هو انتِ متخيلة اني على طول هفضل معاكي ولا ايه بالظبط ؟ اه هسيبك لوحدك
كشرت من رده وبررت: بس أنا مش متعودة لسه على المكان فأيوة مش متخيلة تسيبني لوحدي
قام من جنبها وقال بتفهم : طيب قومي اجهزي عقبال ما آخد شاور سريع وبعدها أوصلك على الفيلا كملي نومك براحتك .
وقفته بسرعة : استنى هنا انت وراك ايه مستعجل عليه ؟ ما اليوم خلص خليك معايا ونروح نتغدى
رجعلها باس خدها ووضح: أكيد لو مش مضطر أسيبك مش هسيبك ، ورايا مشوار مهم أنا حكيتلك عن المصنع والدربكة اللي فيه ولازم أشوفله حل ، أخلص المشوار ده ولو لسه ما أكلتيش هاخدك نتغدى برا اتفقنا ؟ المهم قرري هتروحي معايا ولا أجيلك بعد ما أخلص ولا أبعتلك نصر ؟ اختاري وبسرعة
فكرت شوية بعدها بصتله : هستناك هنا
هز راسه بموافقة ودخل أخد شاور سريع وسابها ونزل على الشركة كان مروان في انتظاره ومعاه سبيدو والاتنين بصوا لساعتهم وسبيدو كان أول واحد يتكلم بتهكم : قلت أجيلك ٥ تيجيلي انت ونص وخمسة ؟ من امتى مواعيدك مضروبة ؟
مروان رد بمزاح: من يوم ما اتجوز أنا عايز أقولك انه ما دخلش الشركة من الصبح وكل مواعيده لغاها ، كنت فين يا راجل انت وسايبني مطحون أغطي عليك هنا وهنا ؟
بصلهم الاتنين ببرود : خلصتوا تريقة وهزار ولا لسه ؟
مروان بجدية : كنت فين صحيح ؟ بعد المصنع اختفيت
سيف باختصار: قابلت كريم ومؤمن
سبيدو بتذكر : اه شوفت الصور اللي انتشرت لصاحبك ؟ مين نشرهاله وليه سايبها ؟ يعني يمسح للخلق ويسيب الصور لنفسه ؟

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل