
سابتها وراحت أوضتها ، غيرت هدومها واتوضت وصلت وفضلت قاعدة مكانها تدعي ربنا يلهمها دايما للصح واللي فيه الخير ليها ولبيتها .
كريم فضل معاهم عايز يروحلها بس حماه وأخو مراته قاعدين ومحروج يسيبهم ، طه لاحظ توتره وعارف انه عايز يطلع لمراته فبص لكريم : بقولك يا كريم حور نامت على دراع مامتها خلينا نطلع نرتاح شوية ، الكل أعتقد محتاج يرتاح بعد السفر ده .
كريم وقف : تعال هطلع معاك لأوضتك .
طه أخد مراته وبنته وطلع مع كريم وكمان عبدالله طلع معاهم عند مراته .
كريم أخيرا قدر يدخل أوضته كانت أمل لسه مكانها على سجادة الصلاة ، أول ما دخل قامت من مكانها تقلع الإسدال وهو بيراقبها بصمت .
قعدت على السرير وهو دخل غير هدومه وخرجلها قعد قصادها وقال بهدوء : هتكلميني امتى ؟
بالرغم من ان جواها كتير بس قالت بإيجاز: أنا بكلمك
قرب أكتر مسك ايديها الاتنين وسألها بتردد : مش هنتكلم عن اللي انتشر النهارده ومغرق السوشيال ميديا ؟
جاوبت سؤاله بسؤال : هو احنا محتاجين نتكلم عنه يا كريم ؟ أو هنتكلم عن ايه بالظبط ؟
ماعرفش يجاوب سؤالها لانه لو قال اه فده معناه ان في حاجة محسساه بالذنب ولو قال لا فممكن يتفهم انه بيتجاهل مشاعرها وإحساسها
حاول يرد بحيادية: كنت فاكر اننا مش محتاجين نتكلم لحد ما لقيت مراتي جاية في أتوبيس مش مع أهلها بحجة ان مفيش مكان .
أمل جت تبعد بس ضغـــط على ايديها : ما تهربيش
بصتله بنرفــــزة وشدت ايديها بعنـــف و وقفت : مش بهــــرب وبطل تتهـــــمني بالهــــروب
وقف زيها وقال بجدية : هبطل أتهمك لما يكون رد فعلك الأولاني هو انك تتكلمي معايا ، اتكلمي معايا يا أمل ، مش شرط يكون الهـــــروب بانك تسيبيني أو تسيبي البيت أو تبعدي ، الهــــروب ممكن يكون بانك تاخدي باص لوحدك تحاولي ترتبي فيه أفكارك لوحدك أو حتى ممكن يكون بمجرد الصمت أو انك تبعدي وشك بعيد عني ده بالنسبالي هـــــروب .
وقفت قصاده وواجهت عينيه بعينيها بتحدي : اديني قدامك وعينيا في عينيك ومش هسكت حاضر عايز تتكلم نتكلم يا كريم اتفضل قول اللي عندك .
رد بعصـــبية طفيفة: أنا مش مرتب ولا محضر كلام أقوله علشان تقوليلي اتفضل زي ما يكون عندي مقالة ولا محاضرة هقولها .
هزت دماغها وقالت بتفكير : طيب تمام مش محضر كلام ، طيب انت بتقول اتكلم اتفضل اتكلم وأنا هرد علشان ما أبقاش بهــــــرب بصمتي ، اتفضل .
أخد نفس طويل لان الكلام بالشكل ده غير مبشر أبدا: ليه شبهتيني بالزوج الخاين اللي عامل عملة وبيداريها بسهرتنا ؟ ايه اللي عملته ادالك الانطباع ده ؟
استغربت سؤاله : ده اللي عايز تتكلم فيه ؟
أكد : أيوة ده اللي عايز أتكلم فيه ، من البداية خالص ليه التشبيه ده ؟ ليه الإحساس ده ؟
أمل لفت وشها بعيد فشدها بتصميم: عينك تفضل في عيني ما تبعديش ، هنتكلم وعيوننا في عيون بعض يا أمل
بصتله باستغراب من أسلوبه وكلامه فردت بسؤال : ليه وافقت تحضر ندوة ناريمان ؟
زعــــق بنفاد صبر : يا ربي منك يا أمل مش هنلف وندور على ندوة ناريمان ، ومش هنفضل نجاوب كل سؤال بسؤال لان أقدر أقولك ليه لا؟ ليه أرفض أتكلم في ندوة عن مجالي اللي بعشقه ؟ ليه أقول لا؟ لمجرد انها بنت ؟ هل احنا بالسطحية دي ولا عدم الثقة وصلت بينا لكده ؟
أمل بررت : الشخصية دي لا ، دي مش أي ندوة وبعدين انت مش مقطع الدنيا ندوات يعني
كريم بعقلانية: طيب نتكلم بالعقل ، شخصية معروفة زي ناريمان ليها وضعها ومكانتها عاملة سنتر أو صرح ضخم له وضعه وله اسمه وهتخصصه لأهم حاجتين في العصر بتاعنا اللغه والبرمجة وجت طلبت مني أشارك بمجالي وخبرتي وفوق كل ده انها عاملة للطلبة تخفيض مهول كمساعدة للشباب ازاي وبأي عقل تخيلتي اني ممكن أرفض أشارك في حاجة زي دي ؟ أنا أساسا لو عندي وقت كنت شاركتها بالفعل ماديا و علميا بس ماعنديش وقت وساعتها فكرت فيكي انتِ وفي حلمك انك تكوني معيدة ودي فرصة جت لحد عندي فرشحتك بدون تفكير .
أمل بتهكم : انت شايف كده ؟ اني أروح أدرّس عند ناري الغندور دي فرصة ؟
كريم نفخ بضيـــق ونفاد صبر وحاول على قد ما يقدر يفضل متفهم : السنتر ده فيه أساتذة كبار في كل المجالات وفيه شركا كتير ، أمل من امتى أفقك ضيق بالشكل ده؟ ان وسط كل ده ما شوفتيش غير واحدة ؟
أمل بعدت عنه لانها بالفعل غيرتها مسيطرة عليها ده مش هتقدر تنكره فقالت بغضب : طيب أفقي مش ضيق وهوسعه ، روحت حضرت واتكلمت وتاني يوم السوشيال ميديا كلهم بتتكلم عن قصة عشق جديدة لجوزي المفروض أوسع أفقي ازاي معلش ؟ يعني المفروض أعمل ايه انت قولي لاني بصراحة الوضع ده لأول مرة أتحط فيه
قرب منها ورد بلوم: تثقي في جوزك وحبيبك وأبو ابنك ، تثقي فيا لما أقولك ان مفيش أي حاجة بيني وبين ناريمان وما شوفتهاش من ساعة الموبايل غير لما جتلي تطلب مني أشارك .
أمل بصتله بحـــدة وغيــــظ ومسكته من هدومه : انت متخيل اني شاكة فيك يا كريم ؟ أو شاكة ان في حاجة بينك وبينها ؟
كريم بصلها وحاسس انه مابقاش فاهم حاجة فسألها بحيرة واضحة : امال رد الفعل ده ايه يا أمل ؟ اتهــامك ليا بالزوج اللي عامل عملة ده ايه ؟ حوارنا ونقاشنا وبنلف وندور حوالين بعض ده ايه يا أمل ؟ ماهي درجات كل واحدة بتسلم لواحدة ، أنا حاليا مابقيتش فاهم احنا بنتكلم في ايه وليه ؟
أمل بصت للأرض وباعتراف بخفوت : تشبيهي ليك امبارح الصبح كان من باب الغيرة مش أكتر ، مجرد غيــــظ وغيرة وبعترف بغبــــائي
قرب منها رفع وشها وردت بخفوت زيها: طيب حلو أوي كده ، ايه بقى اللي مضايقك دلوقتي ؟
عينيها اتعلقوا بعينيه وأحاسيس كتيرة جواها ملخبطاها فهمس برجاء : ايه اللي مزعلك وباعدك عن حضني فهميني علشان أتنفس في حضنك يا أمل
كلامه هزها وأنفاسها اضطربت من قربه وهمسه، حاولت تهرب بعينيها بس ماسمحلهاش فردت بصدق : صورة واحدة بس اللي ضايقتني من كل اللي اتكتب واتقال
سألها بهمس : أنهي صورة ؟ لان معظمهم متركبين وأكيد انتِ عارفة وفاهمة ده
نظراتهم اتعلقت ببعض وهو مستنيها تكمل فعاتبته : اللي ايدك في ايدها ، اديتها اللي كانت عايزاه من أول يوم دخلت فيه مكتبك ، حطيت ايدك في ايدها ليه ؟
كان عارف كويس جدا ان ده اللي هي هتتكلم فيه فرد بصدق : هي سلمت على سيف والصحافة بتصورها وبعدها مدت ايدها ليا ، رفضت ….
حكى الموقف اللي حصل كله وهي بتسمعه بغضب مشتغل من ناريمان
بعد ماخلص كمل : هي حطتني قدام الأمر الواقع وأحرجتني بالفعل واترجتني في لحظتها ما أحرجهاش وسط عالمها و وسط اصحابها والافتتاح بتاعها بس برضه رفضت وكنت مصمم لحد مالقيتها بتعمل زي ماقلتلك ، آسف يا أمل بجد بس والله ما مديت ايدي
كان صادق وهي حست بده بس رفضت تعترف وكابرت فقالت بتهكم : وهل لما الصورة اتاخدت ده منع القصص والحوارات يا كريم ؟ ولا برضه القصص والحوارات اتحبكت ؟
مسك ايديها الاتنين: ماكنتش أعرف ان القصص والحوارات بالفعل محبوكة يا أمل ومن بدري ومن قبل الندوة .
بصتله بحيرة : قصدك ايه ؟
فهمها بهدوء : قصدي ان كاميرات تتحط في مكتبي يصوروني معاكي ، مشاريع تتفشكل واتفاقات تبوظ ، صور تتحط وقصص تتحبك ، في حد بيخــــرب حياتي عمدا يا أمل ، معرفش هل ناريمان شريكة في ده ولا الموضوع مجرد صدفة وحد بيراقبني واستغل ده ، أمل بجد أنا مش فاهم أي حاجة بس اللي فاهمه اني حاليا مش حمل صـــراع معاكي انتِ، محتاجك جنبي تدعميني وتقفي معايا لحد ما أعرف مين اللي عايز يدمـــر حياتي وليه ، اللي حصل ده مالهوش أي تأثير نهائي غير عليا أنا وانتِ ، المقصود به انه يعمل دربكة بيني وبينك ، الكلام مجرد تكهنات وفرقعة إعلامية مالهاش تلاتين لازمة والصور كلها عادية ليا ولسيف ولكل المشتركين لكن المقصود كان ان انتِ تتضايقي ، ليه معرفش ؟ مين معرفش ؟ عندي مليون سؤال مالهمش إجابات ومحتاجك معايا خطوة بخطوة لاني حاسس ان دي مجرد البداية يا أمل واللي جاي هيكون أصعب بمراحل من مجرد الصور دي أو الكلام الأهبل اللي اتكتب ، اقفي جنبي ومعايا
– بصلها برجاء وكمل – ينفع تكوني شريكة حيرتي ومشاكلي زي ما انتِ شريكة حياتي ؟
حطت ايديها على صدره وهي حاسة بمدى صدقه وقالت بثقة: أنا سلمت حياتي كلها وبقيت شريكة حياتك بكل ما فيها فازاي بتسألني أكون شريكة تاني ؟ ما أنا بالفعل شريكتك يا كريم ، أنا اوريدي شريكتك يا حبيبي .
فرح بكلامها وأخدها في حضنه بلهفة و واطمئنان وابتسم انه سمع لنصايح اصحابه انه ياخد الأمور بهدوء واحتواء ويتكلم معاها ويحطوا مع بعض النقط على الحروف لحد ما يفهموا مشكلتهم ويلاقوا حل صح .
أمل فضلت في حضنه وفضلوا يتصالحوا ويتعاتبوا ، غمضت عينيها تنام من تعب الليلة اللي فاتت واللي قبلها والسفر بس قبل ما تروح في النوم موبايل كريم رن ، تجاهله أول مرة بس رن تاني فاتعدلت : رد شوف مين ليكون حد عايز حاجة مهمة .
مد ايده أخد موبايله والاتنين اتصدموا باسم ناريمان ، كريم لسه هيحط الموبايل على الكومود و يتجاهل اتصالها علشان خاطر أمل بس مسكت ايده بإصرار: رد عليها شوفها عايزة ايه ؟
رفض بهدوء : مالهوش لزوم و
قاطعته بقوة : رد عليها يا كريم مش هتهـــرب منها
بصلها باستغراب : أنا مش بهـــــرب
نظراتها بتسأله امال ده ايه لو مش هـــروب؟ اتنهد قبل ما يفتح المكالمة ويفتح الاسبيكر علشان أمل ورد على مضض : افندم
ناريمان استغربت النبرة اللي رد بها بس تجاهلتها : انت شوفت النت واللي مكتوب فيه ؟
رد بهدوء تام : مكتوب ايه فيه ؟
ناريمان اتنرفـــزت : باشمهندس كريم لو سمحت يعني حتى لو ما شوفتش أكيد اللي حواليك شافوا
كريم بنفس هدوئه : وبعدين ؟
ناريمان مافهمتش هو بيتكلم بالشكل ده والبرود ده ازاي وليه : وبعدين ايه ؟ تخيلت انك هتمسحه من الصبح ، ليه ما مسحتهوش ؟ ليه سايب الموضوع يكبر والناس ترغي فيه ؟ أنا مش عارفة بصراحة أفسر ده بايه ؟ سبق وحذفت تليفوني كله علشان صورة أخدتها ودلوقتي السوشيال ميديا مقلوبة وانت بتتكلم بالهدوء والبرود ده ؟
جاوبها بهدوء وأمل في حضنه بتسمعه باهتمام : قبل كده كانت صورة لمراتي في حضني وأنا ما أحبش ان حد يصورني وينشر صورة لمراتي لكن دلوقتي ده – سكت يحاول يلاقي الكلمة المناسبة أو يوصلها انه مش مهتم ومش فارق معاه فكمل ببرود – ده فرقعة صحف صفرا وكلام لا بيودي ولا يجيب ومفيش حد أهبل ممكن يصدقه أو يفكر ان في علاقة بيني وبينك ، فهمسح ليه ؟ الموضوع مش مهم
ناريمان اتنرفـــزت أكتر : دي صوري ودي سمعتي وتقولي مش مهم ؟
كريم اتعدل و زعــــق : وده كان احتفالك ودول الصحفيين اللي انتِ عزميتهم بنفسك واخترتيهم يغطوا الافتتاح ، دول اختيارك كلهم يا أستاذة وبصراحة مش داخل دماغي انهم يطلعوا يتكلموا عليكي بالشكل ده ، الناس دي حد زاققها تتكلم كده وبما ان الموضوع مش تبعي وما يخصنيش ومش من اختياري فهنا الكرة في ملعبك والمفروض أنا اللي أسألك ليه الناس دي كتبت بالشكل ده وأخدوا الانطباع ده منين ؟ وفوق كل ده ليه مديتي ايدك وانتِ عارفة كويس اني هحرجك ؟ وشديتي ايدي غصب كمان فليه كل ده ولا من جواكي عارفة ان ده ممكن ولو بنسبة بسيطة يضايق حد تاني ؟ واعتمدتي اني هخـــاف وأتوتر وأمسح كل حاجة وبالتالي سمعتك محفوظة ؟
ناريمان بغضب : لتاني مرة غرورك بيعميك يا كريم يا مرشدي وسمعتي محفوظة غصــــب عن أنف الكل
رد ببرود : طيب خلاص يبقى متضايقة ليه ؟
حاولت تتكلم بهدوء زيه : مابحبش حد يجيب في سيرتي بس زي ما انت قلت مش هندي الموضوع أكبر من حجمه ، المهم أعتقد دلوقتي انت هتنسحب من السنتر ومش هتبعت حد من عندك صح ؟ هتفهم ده و
اتصدمت بأمل اللي قاطعتها وقالت بثقة : اعذريني يا أستاذة لو بتدخل بس ليه افترضتي اننا هننسحب ؟ الموضوع زي ما كريم قالك مالهوش أهمية فبالتالي مش هيغير من اتفاقنا ، شوفي هتبدئي امتى وبلغيني وهبدأ على طول وبانتظام .
كريم صعـــــق من كلام أمل بس ابتسم وعرف ان كيدهن عظيم فعلا ، أمل مش بتتقبل الهزيمة أبدا .
ناريمان حاولت تداري حقدها وهي بترد بتساؤل: انتِ هتكملي ؟ متأكدة ؟
أمل بكبرياء : طبعا أنا تلميذة كريم المرشدي ومش متعودة أنسحب من حاجة بدأت فيها ، بلغيني وقت ما تبدئي ، يلا نسيبك في رعاية الله ، السلام عليكم
قفلت قبل ما تستنى منها رد وبصت بتساؤل لكريم اللي باصصلها بابتسامة: بتبصلي كده ليه ؟
ابتسم بحب : لا بس فاجئتيني يا أمل عبدالله فاجئتيني يا حتة من قلبي لا حتة ايه ده انتِ قلبي كله ودقاته.
ابتسمت ورجعت لحضنه من تاني بدون ما تعلق بس من جواها إصرار انها مش هتسمح لحد يخــــرب بيتها أو حياتها أو استقرارها .
ناريمان قفلت المكالمة ورمت الموبايل من ايدها بغيــــظ ، أمل مدتلها لسانها هي وكريم لتاني مرة ، انتبهت جنبها على صوته : أفهم من نرفــــزتك ان الفرقعة دي ولا أثرت فيه ؟
بصتله بغضــــب : ولا هزته ، مراته بتطلع لسانها ليا وبتقولي أبدأ امتى ؟ تخيل يا بابا ؟
وقف جنبها وقرب منها بهدوء : اهدي اللي جاي واللي بنحضرله مش هيعرف يعدي منه وصدقيني هتطلعيله لسانك هو ومراته ومش بس كده ده انتِ هتشاركيها كل حاجة ونبقى نشوف ساعتها الثقة دي هتروح فين ؟
ابتسمت من تفكيره وقعدت على مكتبها تحلم بالخطوات الجاية ومستنية بفارغ الصبر تضــــرب ضربتها وتجيب كريم المرشدي تحت رجليها هو ومراته .
ونكمل بعدين
توقعاتكم
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيمووو