
الورطة الذهبية الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم الكاتبه اميره جابر حصريه وجديده
(إياد يجلس في مكتبه الصغير المزدحم بالأوراق، يحتسي قهوته الباردة التي نسيها منذ الصباح. زميله كريم يجلس أمامه يتصفح هاتفه بلا اهتمام.)
كريم: (بتنهيدة) إياد، اسمع، أنا وصلت لقناعة إن الحياة مش مستاهلة كل هالعذاب. المفروض الواحد يولد مليونير، يعيش حياته بالسفر والرحلات، ويموت وهو بضحك. مش قاعدين نشتغل بمرتبات بالكاد بتكفي… حتى الكافيتيريا صارت تغلي سعر الساندويش!
إياد: (ساخراً) والله عندك حق… بس لو كنت مليونير، أول شي بعمله إني بشتري حصانة تمنع صوتك من الوصول لأذني.
كريم: (يضحك) لا جد، تخيل فجأة يطلعلك قريب غني مات وتركلك ثروة؟
(يرن هاتف إياد برقم غريب.)
إياد: (متردداً) مين هاد؟ شكلها شركة إعلانية، أكيد بدهم يقنعوني إني فزت بسيارة وبالنهاية بيطلبوا مني رسوم توصيل!
كريم: رد يمكن حدا مديون إلك ومش عارف يسدّك، وبعتلك مصاري عالبيبال!
إياد: (يضحك) بيبال؟ أنا إذا لقيت ١٠٠ ليرة زيادة بمحفظتي بحس إني فزت باليانصيب!
(يرد على الهاتف.)
إياد: (رسمياً) مرحباً، من معي؟
المحامي: (بصوت رسمي) أستاذ إياد، أنا المحامي جلال السيوفي. أعتذر عن الإزعاج، لكن لدي أخبار هامة بخصوص ورثكم من عمكم الراحل السيد رفعت السيوفي.
إياد: (متفاجئاً) مين رفعت السيوفي؟
المحامي: (بهدوء) عمك.
إياد: (ينظر إلى كريم بحيرة) عندي عم اسمه رفعت؟!
كريم: (بهمس) إذا بدو يتركلك فلوس، قول آه عندي!
إياد: (على الهاتف) آه… أكيد، طبعاً! عمّي رفعت… يا الله! كم كنت أحبه! (يتمتم لكريم: “أنا بحب الفلوس مش رفعت”)
المحامي: (بجدية) حسنًا، عمكم الراحل ترك لكم مبلغًا ماليًا محترمًا، لكن هناك شرطًا أساسيًا للحصول عليه.
إياد: (بحذر) شو الشرط؟
المحامي: يجب أن تكون متزوجًا في غضون أسبوع من الآن، وإلا ستذهب الأموال إلى جمعية “محبي القطط الشاردة”!
(يسود الصمت في الغرفة.)
إياد: (يضحك بعصبية) حضرتك تمزح، صح؟
المحامي: (بحزم) أبدًا، هذا نص الوصية.
إياد: (مصدوماً) أسبوع؟! أسبوع شو؟ أسبوع كرة القدم؟ أسبوع الموضة؟ ولا أسبوع نهايتي المحتومة؟!
المحامي: (بارتباك) أسبوع من الزمن العادي، سبعة أيام، ١٦٨ ساعة، ١٠٠٨٠ دقيقة…
إياد: (ممسكاً برأسه) دقيقة، دقيقة! أنا أعزب، بالكاد بقدر أقنع البائع بالسوبرماركت يعطيني كيس بلاستيك زيادة، كيف بدي أقنع بنت تتجوزني بهاليومين؟!
كريم: (بمرح) والله فرصة… تزوج وحصّل المصاري، وإذا ما عجبك الوضع… “طلقها قبل ما تتعشى”!
إياد: (يتمتم) إذا تزوجت بهالسرعة، أكيد رح تقتلني قبل الفطور!
المحامي: (بهدوء) على كل حال، القرار لك. لكن تذكر، الوقت ليس في صالحك.
(يغلق إياد الهاتف، يحدق في كريم الذي يبادله النظرات.)
كريم: (مبتسماً) شو؟ نشتري بدلة العريس؟
إياد: (يضع رأسه بين يديه) أنا رسمياً في ورطة… ورطة ذهبية!
(روُبى، كاتبة السيناريو المجنونة، تجلس في مقهى، تكتب على اللابتوب الخاص بها، وهي تضحك وحدها.)
رُبى: (تتمتم) آه، لازم البطل يقع بالبُحيرة بعد ما يعترف بحبه… لا، لا، الأحلى إنه يقع قبل ما يعترف، بس كيف؟ آه! يمكن صديق البطل يدزّه بالغلط؟ ولا يجي كلب يجري و…
(يرن هاتفها، تنظر إلى الشاشة.)
رُبى: (بمرح) إياد؟ ليش حاسّة إنه عامل مصيبة؟
(ترد.)
إياد: (متوتراً) روُبى، بدي منك خدمة حياتية، مستعدّة؟
رُبى: (بحماس) خدمة حياتية؟ أكيد! بس إذا فيها جريمة، بحب أكون المجرمة مش الشاهدة!
إياد: (يتمتم) لا، الجريمة رح تصير فيي إذا ما لقيت حل… اسمعي، عندي أسبوع واحد أتزوج، وإلا بروح عليّ ورث ضخم، يعني ثروة!
رُبى: (بصدمة مصطنعة) واااو! ألف مبروك يا عريس! بس لحظة… عروستك وينها؟
إياد: (يهمس) هون المشكلة! ما في عروس، بدي حدا يمثل إنه زوجتي لبضعة أيام، بس تمثيل احترافي!
رُبى: (تضحك) عريس بالإيجار؟! حلوة هاي، بس ليش حاسّة إني رح أنبسط وأنا بعذبك بهالموضوع؟
إياد: (بخوف) لا لا، بدنا شغل نظيف! نعمل اتفاق، نتصرف طبيعي، وأنا بدي الفلوس… وبوعدك نصيبك محفوظ.
رُبى: (تفكر) والله الموضوع مغري… طيب، بس عندي شرط.
إياد: (بحذر) شو هو؟
رُبى: بما إني أنا اللي رح أمثل دور زوجتك، لازم نضيف لمسات درامية للقصة!
إياد: (بتوجس) لمسات درامية؟ زي شو يعني؟
رُبى: (بحماس) مثلاً، بقلب الاجتماع مع المحامي، بوقف وأقول: “إياد حبيبي، قولهم عن رحلتنا لعلاج الكلاب في إفريقيا!” أو يمكن أدعي إني عندي فقدان ذاكرة لحظي، وكل خمس دقائق أسألك: “إنت مين؟ ليش لابس بدلة؟”
إياد: (مذهولاً) روُبى، أنا بدي مساعدة، مش أطلع على نشرة الأخبار بعنوان “شاب فقد عقله بعد زواجه الوهمي”!
رُبى: (تغمز) هون المتعة يا صديقي! جهّز حالك، رح نخلي هالأسبوع ذكرى لا تُنسى!
(يضع إياد رأسه على الطاولة بيأس، بينما روُبى تضحك بحماس.)
الورطة الذهبية
الفصل الثاني
(بعد ساعة من المكالمة، يجلس إياد في مقهى شعبي ينتظر رُبى، وهو في حالة يرثى لها. عيناه مليئتان بالشك والتوتر، بينما يتخيل كيف ستدمر خطط رُبى مستقبله تمامًا.)
إياد: (يتمتم) ليش أنا حاسس إني رح أدخل دوامة ما رح أطلع منها؟
(تظهر رُبى فجأة وهي ترتدي نظارات شمسية ضخمة، وشالًا ورديًّا، وتتقدم نحوه بخطوات درامية كأنها نجمة هوليوودية.)
رُبى: (بصوت عالٍ) إييياد! حبِّي! وحشتنييي!
(يرتجف إياد وينكمش في مقعده، بينما يحدق بهما الناس في المقهى بفضول.)
إياد: (بهمس) يا مجنونة، لا تفضحينا!
رُبى: (بمرح) لازم ندخل الجو من هلا، رح نكون زوجين عاشقين ومجانين ببعض!
إياد: (يضرب جبهته) أنا المجنون الوحيد هون، لأني وفقت على هالمصيبة!
رُبى: (بحماس) أول شي، لازم نحدد تفاصيل علاقتنا… كيف التقينا؟ شو الأكلة اللي بحبها؟ كيف اعترفت لي بحبك؟
إياد: (متنهداً) التقينا بالصدفة، أكلي المفضل الملوخية، وأنا ما اعترفت لك بشيء، هاي كذبة مش علاقة حب حقيقية!
رُبى: (تتأفف) شو هالتفكير العقيم! لازم قصة حب درامية… مثلاً، التقينا لما كنت عم بشتغل بروفيسورة في جامعة أكسفورد وأنت كنت طالب عندي، ووقعت بحبك رغم فارق العمر!
إياد: (بصدمة) فارق العمر؟! إنتِ أصغر مني بسنة!
رُبى: (ببرود) التفاصيل مش مهمة، المهم الحب!