روايات

رواية غفران”قُيو,د بلا حدود”_= السابع 7 بقلم الكاتبه أميره عمرو حصريه وجديده 

رواية غفران"قُيو,د بلا حدود"_= السابع 7 بقلم الكاتبه أميره عمرو حصريه وجديده 

عمار متسائلاً بغبطة دون مقد,مات:
-اوومال أرزان فيين؟!.. معقول تكون عارفة إني مريض و مش تيجي تتطمن علياا.
تلبك الجميع و تبادلوا النظرات ال,متوترة فكيف يجيبوه بينما ل,م يخفي علي عمار أدق التفاصيل ليلاحظ تلك النظرات و قال بشك ساوره:
-أرزان حصلها حاجة؟.. ردي يا ماما اختي جرالها إييه؟!.

تلجلجت مني و انتفضت بفزع من حدة سؤاله و لا تعل,م بما تجيب بينما ابتسمت روفان بتشفي و خبث تزامناً مع إجابة خالد بنبرة لا تدعو للشك سبيل:
-أرزان متعرفش إنك هنا في ال,مستشفي.. احنا خبينا عليها عشان هي تعبانة ش,وية وقعت من علي السل,م و رجليها انكسرت و الدكتور طلب مننا انها ترتاح و متتحركش ولوكانت عرفت باللي حصلك كانت جاتلك فوراً عشان كده اضطرينا منقولش ليها حاجة.
فغر فاههم بدهشة حينما بان علي وجه عمار الاقتناع ليتشدق بقلق عليها ل,م يزول قط:
-يعني هي كويسة و مفيهاش حاجة.. ارجوك طمني عليها.
ابتسم خالد علي خوفه وعل,م أن هذا الـ عمار يحمل مسؤولية اشقائه علي عاتقه فقد اصبح رجل العائلة بعمر مبكر ليشتد عوده الصلب مبكراً جداً.. بينما كانت روفان تشعر بالضيق و الغضب فهي تريد الشماتة بهم و رؤية ال,معاناة بأعينهم.. خاصة بعد تلك اللهفة باعين عمار تجاه شقيقته.
بنفـس الوقت انفتح الباب و دلف سامر بلهفة وسعادة قائلاً:
-عمـاار الحمدلله إنك فوقت وبقيت كويس متتخيلش أيامنا من غيرك كانت عاملة ازاي.

صد,م عمار من وجود سامر وقال بصد,مة:
-سامر أنت بتعمل إيه هناا؟!.
ازدادت صد,مته حينما وجهت له عش,ق سؤال آخر بحدة ممزوجة بغضب هاتفة:
-إيه اللي اخرك كده في الكافتيريا يا سامر بقالك نص ساعة تحت.
ارتبك سامر بينما تطلع لهم عمار بعد,م فهم فـ ماذا يربط سامر بعائلة الصياد ليغمغم بحيرة:
-سامر أنتَ تعرفهم منين؟. أنا مبقتش فاهم حاجة.
توتر سامر وود ان تنشق الأرض وتبتلعه ليردف بتوتر كي لا ينفض,ح أمره:
-هبقي احكيلك بعدين يا عمار ال,مهم نطمن عليك أنت الأول.

تفهـم عمار أن هناك خطب وراء سامر يخفيه عنه ليصمت حتي يخبره سامر بكل شئ عند,ما يصبحا علي انفراد سوياً.. بينما اطمئنت العائلة علي صحته وقد عل,موا من الطبيب بزوال الخطر عنه و أنه أصبح بخير و علي ما يـرام ليغادر الجميع النشغي علي وعد بال,مجيئ اليوم التالي.. فـ ماذا يخبأ القدر لهؤلاء الإخوة.
………………………..
راقدة فوق سرير ال,مشفي مستكينة.. مستسل,مة لل,مو,ت و كأنه طوق النجاة.. تشبثت به و هي تري يد والدها تمتد لها من بعيد.. تريد الذهاب له و الارتماء بأح,ضانه تشتكي له.. لكن أين هو؟!.. وجهها الشاح,ب باصفرار و شفتيها الزرقاء.. و الانابيب الطويلة ال,موصلة بذراعها عن طريق “الكانيولا” لتصل إلي ال,محاليل ال,مغذية لجسدها.

كـ جثة هامدة شاح,بة الوجه فاقدة رونق الحياة!. كان يدها ممدة جانب جسدها ليمسك بكف يدها لا يصدق عينيه أن هذه ح,بيبته. تعرضت ل,محاولة . ألا يكفي ع,ذابه طيلة الأيام ال,ماضية ليأتوا الآن في محاولة لسلب حياتها و روح.. منذ سويعات قليلة أحس بانسحاب روحه وهو يستمع إلي صديقه مخبراً إياه بوجودها بال,مشفي فاقدة معال,م الحياة.
حينها هرول إلي الخارج لا يعطي اهتمام لاسئلة العائلة ال,مشدوهة لحالته الغريبة و ال,متذبذبة.. اغرورقت عيناه بالد,موع أستتركه وحيداً وتغادر.. اهون عليه أن يراها قابعة سجينة و ليست ذكري بحياته.. عش,قها حد الهوس.. عش,ق الهوس و الجنون.. رفع كف يدها لاثماً إياه و قد انسابت الد,موع من عينيه.
أمسك بكف يدها بين كفيه و خرج صوته مبحوحاً و حزيناً ليعتلي وجهه ملامح البؤس ينطق قلبه قب,ل شفتاه:
-أنت ليه بتعملي فيا و في قلبه كده!. قلبي لسه بيح,بك و خايف عليكي.. عايزة تسيبيني و تمشي خلي قلبي يبطل يدق ليكي!.. خليه يمو,ت وميدقش بح,بك، وقفيه عن النبض.
رفع كف يدها وهي نائمة لا تشعر بأي شئ شاح,بة شحـوب الأموات ليستأنف بغضب وكأنها تسمعه:

-رابطة قلبي ومقيداه بح,بك اللي عامل زي اللعنة علي حياتي،
مش قادر أكرهك حتي بعد خيا,,نتك ليا!.. ليه مش قادر أكرهك لييييييييه؟!.. جاوبينيييي قلبي بيعش,قك لدرجة ديييي؟!.. انا عمري ما ح,بيت واحدة أدك بسسس أنتِ كدابة مفيش في قلبك رحمة و لا بتحسي بياا خد,عتينيي.. أنت شي,طانة دخلت و د,مرت حياتي.. كنت عايش مبسووط قب,ل ما تدخليها سلطان زماني قلبي مكنش يعرف يح,ب.. ل,ما ش,وفتك دق ليكي لييييه؟!..
أيوة شي,طانة عشان ملكتي قلبي!.
حذرتك من خيا,,نتي و الكذب و إنك تخو,,ني ثقتي في يوم يبقي بتكسبي شي,طاني و تخسريني، علقتيني بيكي، وقعتيني بح,بك و عش,قتك، قيدتيني بلعنة عش,قك، ودلوقتي بتفكري تسبيني و تمشي، انا هنا اللي اقولك تمشي والا لاء، مش قب,ل ما تخليني اكرهك، خليني أكرهك و شيلي ح,بك من قلبي، تعرفي انا عمري ما اتخيلت اني ممكن اح,ب حد بالشكل ده!.
أنتِ أول حد يكسرني بالشكل ده. حتي ل,ما قررت او,,جع قلبك زي ما و,,جعتيني و ابينلك إنك مش فارقة معايا بتو,,جع قب,لك. بحس إن قلبي موجوع و مش قادر من غيرك.. بحس بيكي من بعيد و كأن روحي معاكي!.. إزاي قدرتي تقيدي قلبي كـده؟!. جاوبيييني إزااااااي؟!.

كانت ساكنة بسبب تأثير الأدوية لا تشعر به ليقف ينظر لها بهدوء ثم مال بجسده عليها و همس بشفتي مرتعشتان من تلك الكل,مة التي جاهد بإخراجها:
-بكـرهك،علي أد ح,بي ليكي كرهتك، أنـا بـ كـ ـر هـ ك.
نطق حروفها ببطء شديد يجعلها تستشعر معني حروفه ليبتعد عنها لتقع بنيتاه علي تلك الد,معة التي هطلت من عيناها كأنها استمعت لتلك الكل,مة بالأخص من بين ما قاله فوضع يدها علي السرير ببطء ثم رفع يده يمسح د,معة عينيها يحدق بكل إنش بوجهها لل,مرة الأخيرة.
ثم اعتدل واقفاً يجفف د,موعه التي انسابت وهو يخبرها ما بقلبه!. التفت مغادراً الحجرة تاركاً خلفه قلب ينبض بآنات العش,ق ال,مستحيل.
اغلق باب الحجرة الراقدة بها و استند بجسده علي الباب يغمض عينيه بأل,م و همس من بين شفتاه بكل,مة حاملة لآلامه:
-آآه.
ظل ساكناً بوقفته يسعر بنبضات قلبها من علي بعد مسافات تلك العاصفة الغاضبة بداخله تفاقمت إلي براكين مشتعلة. يتأل,م من دوامة الغرام تلك ال,متاهة التي كتب عليه البقاء بها طوال حياته. متي سترسو السفينة علي شاطئه.. يشاهد امواج البحر الساكنة ليشعر بأنه يقف علي بر الأمان.
جاء علي ليجده واقفاً بتلك الحالة لينادي بصوت هادئ:

-آســرر..
باعد بين جفنيه وظهرت عيناه الحمراء ليعتدل بوقفته ثم حمحم مردفاً بخش,ونة:
-إيه اللي حصل في غيابي يا علي؟!.. إزاي قدروا يسمموها و انتم كنتم فيين؟!.
ابتلع علي ريقه بتوتر ل,م يستطع النظر بأعينه و أجاب بتلعثم:
– كنا قاعدين في ال,مـ مكتب و فجـأة الكهربا قطعت وقتها كلنا اهتمينا بتصليح العطل و اكتشفنا إن السلوك مقطوعة بفعل فاعل و قتها شكيت إن فيه حاجة غلط و احنا بنصلح العطل لقينا العسك,ري اللي علي الزنزانة اللي مسجونة فيها جاي بيجري و يقول إنه ل,ما دخل يشيل الأكل لقاها مرمية ووشها ازرق و فيه سائل اصفر بيخرج من بوقها ساعتها عرفت إنهم قدروا يدخلوا و يحاولوا يوها.
كان يستمع بصمت يكبت انفعالاته و حينما انتهي علي من سرد ما حدث حتي قبض علي تلابيب ملابسه و صاح بغضب جم هادراً:
-و أنتم إزاي تسيبوا حاجة زي دي تحصل كده من غير ما تاخدوا بالكم و ل,ما شكيت إن فيه حاجة غلط سكت لييه.

ابتلع علي إها,نة صديقه و أمسك بيده يزيحها عن ملابسه يجيب:
-أولاً انا كنت لسه هتكل,م ل,ما العسك,ري جيه و اتكل,م. ثانيا احنا شايفين شغلنا كويس يا آسر و اللي حصل ده في حد من ال,مركز نفسه ساعد فيه. اما بقي كلامك الجارح فـ دا مكنش العشم يا صاح,بي.
زفر آسر و تركه ثم هتف معتذراً يغرز اصابعه في خصلات شعره البنية بغضب من ذاته:
-أنا آسف يا علي مقصدش بس اليومين دول مش عارف و لا فاهم أنا بعمل إيه..
رمقه علي بنظرة عتاب رغم تفهمه لحالته العصبية و ال,متوترة و التي تنقلب و تتغير كل دقائق فقال بنبرة عتاب:
-بس متوصلش لكده يا آسر إنك تعاملنا بالطريقة دي و تمسكني كأني مجر,,م و الا حرامي.
تقد,م آسر منه ووضع يده علي كتفه ثم قال:

-خلاص بقي ميبقاش قلبك اسود كنت متعصب و مش واعي للي بقوله و انت اكتر واحد عارفني يا علي.
تنهيدة حارة خرجت من بين شفتيه ليرد عليه بيأس:
-مفيش غيري يستحملك و يستحمل جنانك، اتعودت خلاص.
رسم آسر ابتسامة مزيفة علي شفتيه و غمغم بامتنان مربتاً علي كتفيه:
– طول عمرك اصيل يا علي، خلينا نرجع الادراة و نش,وف مين اللي ورا التسمم ده.
اومأ علي و سار الاثنان سوياً ليتجهوا إلي حيث مكان وكر الشيا,طين و بدء مخطط التخلص منها للحصول علي طرف الخيط.

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل