محتاج عملية بذ,ل نخاع أبوه كان عايز يعملها في مستشفي حكومي.. مكنتش راضية علي قراره و اترجيته لحد ما وافق و أخدنا علي مستشفي خاصة مقابل أبيع دهبي و كان في قرشين كنت بحوشهم للزمن.. دفعنا مصاريف ال,مستشفي و إتحدد معاد العملية.. بعد العملية خرجنا من ال,مستشفي عشان مقدرناش نتحمل بقيت ال,مصاريف.. اول ما رجعنا لقيت إبني بيشتكي بو,,جع في بطنه ببص عليه لقيت بطنه فيها جر,,ح و متخيط استغربت إزاي العملية اللي في الضهر جات لبطنه والجر,,ح دا سببه إيه؟. ابتدي الشك يدخل قلبي من شكوته بو,,جع بطنه حتي باباه كان هادي و لا كأن إبنه اللي بيتأل,م.. أخدته علي الدكتور و سألته عن حالته و حكيتله عن ملفه الطبي أكتشفت إن ابني عامل استئصال للكلي بتاعته.. دي كانت أكبر قل,م في حياتي ابني هيعيش بكِلية واحدة.. رجعت و حكيت لعامر جوزي في البداية كان هادي بس بعدها لقيته بيقولي تعالي لازم نشتكي ال,مستشفي دي اكيد هما السبب.. روحنا و
ش,وفتي اللي حصل ال,مهم اعرف ايه اللي حصل لإبني؟. وقتها عرفت حقيقة عامر البش,عة البيه اتفق معاهم ياخدو كلية منه مقابل مادي و مراعاش ان ابنه الضحية.. و طلع عارف بال,موضوع من الأول و إنه جاي عشان ياخد فلوس تاني أصل الطمع و الجشع بقوا حياته.. رجعت و طلبت الطلاق و هددته أفض,حه قالي لو كل,مة واحدى طلعت هو الدكتور هيونا احنا الاتنين.. سكت من خوفي علي إبني و اتطلقت و عايشة بربي ابني و شايفة الع,ذاب في بيت أهلي مانا بقيت مطلقة عار عليهم.. و البيه التاني راح اتجوز واحدة عاهرة بيصرف عليها و ناسي ابنه ال,مريض.. متخيلتش في يوم إن ق..سوة الدنيا توصل إن الأب يعمل كده في إبنه.
لا تفقه متي و كيف إنسابت د,موعها تبلل وجهها ببكاء حاد بشفقة و حزن علي حال هذه الأم ال,مسكينة التي ل,م تلقي غير الع,ذاب و الأل,م !!
كانت الحياة معاكسة لها ل,م تمنحها غير الأل,م و الع,ذاب لتتشاركه مع غيرها في بكاء تحاول إخراج به مكنونات الأل,م بقلبها.
كفكفت د,موعها بظهر يدها بتصميم و قالت مواسية إياها بنبرة شفقة و غضب تفاقم داخلها من أجلها:
-اللي مريتي بيه صعب و يمكن أسوأ كمان بس مش عايزاكي تستسل,مي ليه كل اللي هطلبه منك تبعدي عن الساحة لأني هنتق,,ملك منهم و من آذاهم لأطفال بريئة مش فاهمة حاجة.. حاولي تكوني قوية عشان شادي إبنك و كوني واثقة إن حقه هيرجعله في يوم من الأيام.
أومأت شيرين بتفهم و أردفت بقلب أم ملكوم حزناً يضاهي ألوان الع,ذاب قتامة بنبرة باردة و منتق,,مة:
– كل اللي بتمناه دلوقتي أش,وفهم بيتع,ذبوا زي ما إبني بيتع,ذب و هيعيش عمره متاخد حقه بس مش.. هسمحلهم يد,مروه و هكون الدر,ع الحامي ليه.. و مش هيعيش الع,ذاب اللي عشته أبداً.
أبتسمت أرزان بسعادة علي رفض شيرين لأي معاناة قد تواجه صغيرها.. و ثم اخرجت نوتة صغيرة و قل,م و قامت بتدوين شئ ما عليها.. و قطعت الورقة تمد بها إلي شيرين قائلة بهدوء:
-دا رقم و عنوان عمي مازن هتروحيله و هو هيساعدك هيحميكي من طليقك و شره.. و هيوفرلك مكان تقدري تتطمني فيه علي ابنك و تربيه زي ما بتتمني.. أنتي أئتمنيتني علي سرك و أنا هحفظه في مقابل تبعدي عن اي أذي ليكم.. الناس دي مش سهلة أبداً و يقدرو يوصلولك في أي وقت لو عرفوا إنك حكيتي لحد عشان كده لازم تبقي متحامية في حد يحميكي منهم.
فكرت شيرين بعرضها الغالي و الثمين.. فرصة ذهبية كي تبتعد بها عن أي مسقط أذي لصغيرها كل ما تتمناه بالحياة أن يحيا حياة هادئة و يتعافي من مر,ضه.. عامر طليقها رجل أناني لا يهتم سوي بمصلحته.. و إذا كانت علي حساب إبنه لا يهتم.. عائلتها لا تهتم بها بل تود الخلاص منها باقرب فرصة.. لن يتحملوا عبئها هي
و صغيرها ال,معاق.. يعايرون صغيرها بإعاقته فسبب له حالة نفسية سيئة و عليه أن يعيش ببيئة صالحة.. كان العرض بصالحها لتلتقط الوريقة منها هامسة
بنبرة خافتة شكورة:
– بشكرك علي مساعدتك ليا انا و إبني.. مش عارفة من غيرك كنت هبقي عايشة إزاي؟ . و من الوقتي هدعيلك في صلاتي إن ربنا يحفظك من كل شر و أذي و تلاقي السعادة و الفرح دايماً.
عادت من رحلة ذكريات مضت بإبتسامة حزينة.. و اعين تترقرق بد,موع ح,بيسة تأبي النزول فكرامتها فوق كل شئ.. دعوات تلك ال,مرأة تتردد بأذ,نها بصدي صوت يخشع قلبها له.. ليس عليها سوي الصبر فقط! . يوماً ما ستظهر الحقيقة ووقتها لن تكون الضحية كما إعتادت بل ستكون بطلة الحكاية القوية و القا..سية يكفي ما عاشته من ذ,ل و ع,ذاب ذاقته من أح,بة قلبها . كانت كالورقة الذابلة فاقدة لخضرة الحياة بل ذبلت كالوردة الحزينة.
**************
في كافيه علي البحر..
جلست جنة علي طاولة بأحد الأركان تحتسي قهوتها بعد,ما طلب منها ساجد أن يخرجا معاً ليحتسيا بعض القهوة بالخارج..
وافقت علي الفور فهي بحاجة للخروج و تغير بعض الجو بعد ما حدث قب,ل أيام من إكتشاف حقائق مؤل,مة و قا..سية كانت بمثابة الصف,عة الكبري و القا..سية لهم !!
أن تعطي ثقتك لشخص و تئتمنه علي حياتك و يخذ,لك بسهولة دليل قوي أن الثقة إنمحت بينهم..
كيف لفتاة بريئة و طيبة مثال للطيبة و الفتاة الخلوقة أن تكون خادعة كاذبة..
وضعت قدح القهوة أمامها علي الطاولة و ثم ضمت قبضة يدها لتستند بذقنها عليها تشرد بأمواج البحر ال,متلاطمة بإندفاع كبير اليوم..
بينما ساجد يجلس أمامها لا يفصل بينهم سوي طاولة صغيرة ينظر لجنته بصمت..يستكشفها من جديد بأعين تفيض ح,باً من منبع القلب الكبير، يتأمل
ق..سمات وجهها الأبيض كالحليب يحفظه بداخل ذاكرته كي لا تغيب عن باله و كيف وهي دائماً تستولي علي أحلامه يحل,م بأنها تتوسد صدره تنعم بدفء أح,ضانه و خصلاتها البنية تفترش الوسادة..
أرتشف من فنجان قهوتـه و ثم وضعه بهدوء علي الطاولة، مد أنامله ناحية وجهها يُبعد تلك الخصلة الشاردة بتمرد علي جبهتها، اندفعت الد,ماء تغزوها بحمرة قانية..
كانت شاردة فشعرت بمل,مس أنامله تبعد خصلة الشعر فإبتسمت بخجل و هي تتنحنح بحرج من نظرات الجميع ال,مصوبة نحوهم ، أزاحت يده عنها بيد ترتجف من خجل مح,بب لقلبه، تنهد ساجد بضيق يضع يده علي الطاولة ثم حمحم ينظف حلقه مردفاً