روايات

نوفيلا شـ,ـياطين_ألانس براءة_خـ,ـادعه الحكاية_الثالثه بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده 

نوفيلا شيـ,ـاطين_ألانس براءة_خـ,ـادعه الحكاية_الثالثه بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده 

ابتسم الرجل بسخرية، ثم أمسك يده وأشار إلى أحد الزبائن الجالسين في مجلس السمر، والذي كان يلقي الأموال على الراقصات بلا حساب. قال له بنبرة تحمل التلميح والترغيب:
شايف الزبون ده؟ هيموت ويقضي ليلة مع أختك. اشتري نفسك بالليلة دي، وكل اللي هتطلبه بعد كده هيكون تحت رجلك. وكمان أختك… هينوبها من الحب جانب.

ثم دفعه برفق نحو الباب للخروج وأردف:
مفيش وقت. احتياجك هيزيد وهتتعب أكتر، ويمكن تروح فيها. روح هات أختك وتعالى. وبعدها… عيش واتهنى بحياتك. دا غير إن الملكة هتكون تحت رهن إشاراتك.

تنهد رجب بقوة، وظهر الألم على ملامحه وهو يضع يده على جسده الذي بدأ يشعر فيه بألم ينتشر ببطء لكنه لا يرحم. قال بصوت مكتوم:
الظاهر… مفيش مهرب. جهز كل حاجة… وأنا هجيب أختي وأجي. بس… هو زبون فاهم؟ بس مفيش غيره!

أومأ الرجل له بالإيجاب، كمن يطمئنه كذبًا، فانطلق “رجب” بخطوات مثقلة إلى بيته. كانت نفسه تصرخ بالرفض، لكنه كان مُستعبدًا لاحتياجه، مسيرًا لا مخيرًا.

حين وصل إلى بيته، كان يعلم أنه على وشك اقتراف جريمة لا تُغتفر، أنه سيُسلم أخته الطاهرة إلى وكر الأفعى نجوان لتُدنسها وتُسلّم جسدها لمن لا يستحق، فقط لإرضاء نزواتها وشهوة أحد زبائنها الحقيرين. كان يعلم، لكنه لم يكن قويًا بما يكفي ليقاوم الالم جراء ادمانه

***************

#نوفيلا
#شياطين_ألانس
#براءة_خادعه ج٢
#الحكاية_الثالثه
******
دلف رجب إلى الشقة التي يسكنها مع أخته المطلقة عبير، وصوته يصدح في أرجاء المكان، ينادي عليها بإلحاح:
“عبير! عبير! إنتِ فين؟”

خرجت عبير من المطبخ وهي تمسح يديها في طرف ملابسها، وقد ارتسمت على وجهها علامات الدهشة. لطالما اعتادت على عودته متأخراً، فهو يقضي لياليه في السهر منذ طلاقها وعودتها للعيش معه. بدا لها أمر عودته مبكراً غريباً، خاصة أنه بالكاد يلقي لها بالاً طوال اليوم. سألته بنبرة ممزوجة بالاستغراب والشكوى:
“مش معقول! رجعت بدري! وحسيت بأختك الغلبانة اللي سايبها طول اليوم مقطوعة؟! منك لله يا رجب، كنت راضية بحياتي مع طليقي، على الأقل كنت باكل معاه لقمة مش سايبني طول اليوم زي قرد قطا!”

ابتلع رجب ريقه بتوـ,ـتر، ثم قال بتردد واضح:
“طيب يلا، علشان ترجعي لجوزك وترتاحي مني.”

تطلعَت إليه عبير بريبة، ثم اقتربت منه ووضعت يدها على جبينه كأنها تتحقق مما إذا كان محموماً، وسألته بدهشة:
“أرجع له؟ إزاي؟ لا طبعاً! استحالة أرجعله غير لما يعرف قيمتي. مش هقدر أنكر إني لسه بحبه، لكن وجعني لما طلقني على حاجة مليش ذنب فيها، وباع عشرتي.
انسى يا رجب، أنا مش هرجعله غير لو جه بنفسه ندمـ,ـان وطلب مني السماح.”

أمسك رجب بيدها فجأة، وجذبها بعنف نحو باب الشقة، وقد بدا جـ,ـسده مرهقاً وملامحه يكسوها اضطرـ,ـاب غـ,ـريب. قال بنبـ,ـرة متوترة ومندفعة:
“بطلي دلع! جوزك عمل حاـ,ـدثة، وناس ولاد حلال خدوه عندهم، لكنه رافض يروح المستشفى قبل ما يشوفك.ومتنسيش، إنتِ لسه في شهور العدة يعني لسه مراته.”

لم تشعر عبير بنفسها وهي تهرع إلى الخارج مسرعة، دون أن تنتبه إلى أن ثيابها كانت ضيقة وتُظهر تفاصيل جسدها. لحقها رجب، ودخل غرفتها بسرعة، وأخذ عباءة سوداء كانت معلقة، ثم ألقاها لها قائلاً بحزم:
“خدي استري جسمك بالعباية دي، مفيش وقت تغيّري هدومك. لازم نلحقه قبل ما تسوء حالته.”

ترددت عبير للحظة، لكن ملامح شقيقها القلقة ولهفته جعلتها ترتدي العباءة على مضض. لم تلحظ ارتباكه ونظراته المذعورة التي تهرب من عينيها، ولا شعوره بالذنب الذي كاد ينكشف. وافقت على الذهاب معه طائعة، وهي لا تفكر سوى في زوجها السابق وما حل به.

أوقف رجب سيارة أجرة، واستقلها معها حتى وصلا إلى العمارة التي تقطنها نجوان، المرأة التي طالما وصفها بـ”الأفعى”. دلف الاثنان إلى المصعد وصعدا به إلى الشقة التي أخبرها عنها. ما إن ضغط رجب على الجرس، حتى فتح لهما الباب رجل غريب، تطاير من عينيه نظرات مشجعة خبيثة. رحب بهما بابتسامة باردة وكلمات أشعلت التوتر في قلب عبير دون أن تفهم سببها.

وقف رجب متجمداً للحظة، بينما كانت عبير تنظر حولها بشك متزايد، كأنها تستشعر شيئاً مريباً في الأجواء.

ضحك الرجل بصوت عالٍ وهو ينادي:
“رجب جاب أخته! يا ملكة، اتفضلوا… اتفضلوا، الشقة نورت!”

دخل رجب ومعه عبير، ممسكًا بيدها بقوة كأنما يحاول حمايتها من الكارثة التي ستدركها قريبًا. عيناه كانتا مليئتين بالقلق والخوف، كأنه يخشى اللحظة التي ستعرف فيها أخته الحقيقة المريرة. كيف يمكنه مواجهتها بعد أن جعلها فريسة لرغباته القذرة؟

كانت نجوان تنتظر علي نار حضورهم، اتت مسرعا واقتربت ببطء منهم وهي ترمق عبير بنظرات ماكرة، ثم قالت بنبرة مفعمة بالخُبث:
“ما شاء الله، لا بجد… انتِ تستحقي اللي هيدفع فيكي. ادخلي، خدي نصيبك، وياريت تفكري تبقي واحدة من البنات اللي بيشتغلوا معايا. والله هتكسبِ دهب.”

حدقت فيها عبير بدهشة وذعر، ثم التفتت نحو رجب وسألته بصوت مرتعش:
“هي الست دي بتقول إيه؟ مين اللي هيدفع فيا؟ ونصيب إيه؟ مش إنت قلت إن حافظ هنا؟!”

رجب غمغم متوترًا وهو يبتلع ريقه ويحاول التهرب من نظراتها:
“لا… مش قصدها. شكلها بس فاهمة غلط. أنا هفهمها.”

ابتعد رجب عن عبير بخطوات مرتبكة وجذب نجوان من ذراعها بعيدًا عنها، وهو يهمس لها بغضب مكبوت:
“اسكتي بقى، هتفضحينا! أنا قلتلها إن جوزها هنا مصاب علشان تجي معايا. خلصيني، هاتي الجرعة. جسمي واجعني، ومش قادر أتحمل أكتر.”

جذبت نجوان ذراعها منه بقسوة، ونظرت إليه نظرة تحمل كل خبثها، وقالت بصوت خافت لكنه حاد:
“اصبر لما الزبون يستلمها. لازم أتاكد إنه نالها، هو اللي هيدفعلك تمن البودرة اللي نفسك فيها.”

ثم ألقت نظرة ازدراء على عبير، وهي تضيف:
“وإنت مالقيتش غير العباية السودة دي تلبسها لها؟! هدخلها عليه كده ازاي؟ خَلّيها تغير هدومها قبل ما تدخل. وأنا هروح أجهز الأوضة اللي تستقبل دخلتهم.”

كان كلام نجوان كالمطرقة التي تضرب على رأس رجب، لكنه كان أضعف من أن يعترض أو يغير مسار ما يجري. مشى مترددًا، غير قادر على النظر في عيني أخته، التي بدأت ترتجف من الشعور بالخطر الداهم.

ضحكت نجوان بشراسة وخبث وهي تترك رجب وتذهب إلى الرجل الثري الذي لجأ إليها، طالبًا الحصول على عبير بعدما فشلت محاولاته لإغداقها بالمال وجعلها عشيقته منذ علم بطلاقها قبل شهر. ذلك الرجل لم يتوقف عند حدود الرفض، وحين عرف أن رجب هو أحد رجالات نجوان الذين يؤمنون وكرها، قرر استغلاله. طلب منها أن تأتيه بأخته، بعد أن وعدها بدفع مبلغ خرافي مقابل ليلة واحدة يقضيها معها.

لهذا وضعت نجوان خطه محكمة للسيطرة علي أخيها، باستغلال رجب. عندما بدأت تُغـ,ـرقه بجرـ,ـعات متـ,ـفاوتة من الكوكايين حتى أصبح مدمنًا، عبدًا لرغباتها وأوامرها. الآن، جاء الوقت لتحصيل الثمن الذي كانت تخطط له منذ البداية:
شرف أخته البريئة، التي ستـ,ـتحول إلى لعبة بين يدي الثري الذي رغب فيها دون أن يكترث لعشـ,ـقها لزوجـ,ـها السـ,ـابق أو نقاء قلبها.

اقتربت نجوان من الرجل الذي كان يجلس في ركن السامر. لمحت ابتسامته تتسع فور أن أشار إليها، ثم استقام واقفًا بحماس، وقال بلهجة تفيض بالوقاحة:
“يا بنت الإيه… عملتيها ازاي، المهم طمني قلبي الليلة ليلتي ولا إيه؟”

غمزته بعينها بدلال زائف أثار اشمئزازه أكثر مما أثار إعجابه، ثم قالت بابتسامة مقززة:
“إيدك على الشيك يا باشا. وأحلى أوضة ليك وليها، وخد منها كل اللي نفسك فيه، بس اديني دقيقتين أظبطهالك. البت عفيا ومش هتستسلم بسهولة.”

هزّ الرجل رأسه موافقًا، وأخرج شيكًا أمهره بمبلغ لم تكن نجوان تتخيل يومًا أنها ستناله مقابل ليلة واحدة. أخذته بسرعة ووضعت الورقة في صدرها، كأنها أغلى كنز حصلت عليه، ثم ذهبت بخطوات ثابتة نحو المطبخ.

خرجت بعد قليل تحمل كوبًا من العصير، وتقدمت نحو عبير، التي كانت تجلس مضطربة لا تفهم ما يدور حولها. قالت لها بابتسامة زائفة:
“حقك عليا يا شاطرة، افتكرتك جاية تشتغلي معانا. معلش لو كنت قلقتك. خدي العصير ده لحد ما الدكتور يخرج يطمنا على جوزك.”

مدّت الكوب نحوها، ثم أضافت وهي تتفحص عباءتها السوداء:
“ياريت تقلعي العباية دي. أنا هجيبلك حاجة تفتح النفس تلبسيها علشان لما يشوفك جوزك يفرح برؤيتك.”

عبير، التي كانت تتعلق بأمل زائف، أخذت الكوب بيدين مرتعشتين دون أن تدري أن وراء الكلمات المزخرفة مصيرًا مظلمًا ينتظرها.

رفضت عبير بعناد تغيير ثيابها، معتبرة أن هذا ليس وقتًا لذلك. لكن إصرار نجوان لم يهدأ، بينما ألقى رجب بنفسه في حالة من الاستسلام البائس، وقد بدأ الألم يُنهش جسده جراء حاجته المُلحة إلى جرعة جديدة.

قال لها بلهجة خالية من أي تعاطف:
“اقلعي العباية وخلاص! بطّلي شغل الكسوف ده… انت داخلة على جوزك.”

قبل أن تجيب، جذب العباية من فوقها عنوة، كاشفًا عن ثيابها المنزلية التي بدت مثيرة أكثر مما يمكن أن تكون عليه أي قطعة مغرية من الملابس. حاولت عبير أن تستر نفسها بيديها المرتعشتين، لكن نجوان بادرتها بكوب العصير، وهي تقول بمكر:
“خدي اشربي ده… هيهدي أعصابك علشان تعرفي تصبّـ,ـريه، يلا!”

تناولت الكوب بتردد وبدأت تحتسيه على استحياء، محاولة تجاهل إحساسها المتصاعد بالريبة. وما أن انتهت، حتى جاء أحد الرجال ليُخبر نجوان بأن الغرفة قد تم تجهيزها، وأن “الزبون” ينتظر بالداخل.

نجوان لم تستطع أن تُخفي ابتسامتها المشـ,ـحونة بالتشفي، فهي لم تكن تكره عبير إلا لكونها شريفة وعفيـ,ـفة، عكسها تمامًا. اقتربت منها وربتت على كتفها بخبث واضح، قائلة:
“الحمد لله، الدكتور قال إنه فاق. يلا، روحي له… ربنا يعينك وتسعديه.”

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل