روايات

رواية شهد حياتي البارت الاول والثاني بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده 

سعد :مالها قسمتك بس ده انتى ربنا انعم عليكى بجمال كل الستات يحسدوكى عليه. ابتسمت هى قائله:لا هما لو هيحسدونى فعلا يبقى هيحسدونى على جوزى حبيبى العاقل الحنين اووووووى اوى. احتضنها بحب قائلاً :ده انا الى اتحسد عليكى يا روحى على جمالك وادبك وقلبك الطيب واحلى بنوته جبتهالى. صحيح شبهك وهتجيبلى مشاكل لما تكبر زيك بس هعمل ايه بموت فيكو.
ابتسم الاثنان فاردف هو قائلاً :عندى ليكى مفاجئه. لمعت عيناها بحماس قائله :ايه هى بسرعه. ضحك على طفولتها بحب وقال :هترجعى تكملى كليتك من اول السنه بعد الاجازه على طول.
شهد:بجد.
سعد:ايوه ياروحى… انا اصلاً كنت مضايق جدا انى اتجوزتك وانتى صغيره وحملتى على طول واضطريتى تأجلى كليتك عشان الحمل وبعد كده تاخدى بالك من جورى بس خلاص جورى ماشاء الله كبرت شويه وماما كمان لازقه فيها طول النهار.. ده غير سى مالك كمان إلى محرمنى اقربلها. ضحك الاثنان على تملك ابن اخيه الشديد ناحية ابنتهم. فاكملت هى بحزن:بس ياسعد انا مش عايزة اروح الكليه.
سعد :ليه بس..
شهد :انا حاسه انى بقالى فتره معزولة عن العالم ومش هع…. قاطعها قائلاً :حبببتى عارف كل اللى حاسه بيه وده طببعى فى الاول شويه لحد ماتندمجى مع الناس تانى… وبعدين مانتى كل صحابك في نفس الكليه… حبببتى صيدله صعبه ومحتاجه تركيز ودى كليه عملى يعنى لازم حضور وانتظام وتركيز عشان كتكوتى تبقى اشطر صيدلانيه فى مصر كلها. ابتسمت له بحب فاكمل هو:تعالى هنا.. ده أنا هموتك على احكامك دى… يونس مات من الضحك عليا.
شهد:هههههههه.. الصراحه شكلك كان مسخره وانت بتتسحب وانت مخبى البصل ورا ضهرك.
سعد :اممممم.. والله طب تعاليلى بقا.وبعد وقت من اللعب هتف قائلا :هههاااااااى.. انا اللى هحكم عليك يا حلو.
شهد:اووف… ماشى. قول.
سعد بتفكير وخبث:امممممم… بدلة رقص.
شهد :نعم.
سعد مكملا:حمرا وبترتر.
شهد:ههههههههه لاااااا.
سعد:يالا يا شوشو…. يالا ياشوشو.

فى اليوم التالى
كانت مروه تجلس بتافف لاتطيق هذه الجلسة ابدا وهذا التجمع الاسبوعى الذى يجعلها تجتمع مع شهد وزوجها بينما يونس يجلس بجانب ابيه وهما يشاهدان مالك وهو يزرع الصاله ذهابا وإيابا بغضب لتأخر جورى بالنزول ومكوثها كل هذا الوقت مع شخصين غيره… زفرت مروة بغضب قائله:مالك… فى إيه خيلتنى.. رايح جاى كده ليه.
مالك:ماما سبينى فى حالى دلوقتي.
يونس وهو يكتم ضحكته :مالك بس يامالك.. متعصب ليه.. فى حاجة ياحبيبي.
مالك :اوووف.. لا مافيش…انا مش عارف هى اتاخرت ليه.. كده كتير اووى.
مروه بغضب:انا قولت كده برضه.
مالك:فى حاجة يا ماما.. عايزه حاجه.
مروه بتراجع فشخصيه مالك شديده وصارمه رغم صغر سنه :لأ.. مافيش. ثوانى وخرجت ريهام من المطبخ قائله:ابيه يونس.. وحشنى والله.
يونس بحب اخوى:وانتى كمان يا ريمو…. هتوحشينى والله.. مش قادر أصدق ان خلاص كتبنا كتابك وفرحك كمان كام شهر.
ريهام :شوفت.. كبرت صح.
يونس:ههههههه. ربنا يفرحنا بيكى ياحبيبى. انتفض الجميع منتبهين على صوت مالك الغاضب:ايه ده يا هانم.
نظروا جميعا حيث جورى تخرج من المصعد وهى بين احضان والدها ترتدى فستان احمر قصير يلائم سنها جدا وشعرها البنى الطويل كوالدتها ينساب على ضهرها بنعومه خاطفه للانفاس. شحب وجه جورى بذعر فى حين رفع سعد حاجبه قائلاً :ايه ياد انت فى ايه رعبت بنتى.
مالك بصرامه :بس ماتقولش بنتى.
سعد باستنكار:امال اقول أيه.. ماهى بنتى.
مالك:لا مش بنتك.. بنتى انا. نظر له الكل بصدمه هل هو طفل فى الثانية عشر من عمره ام رجل تخطى الثلاثين.
سعد:ليه اسمها جورى سعد العامرى.
مالك بتحدى:لا جورى مالك العامرى… هى ليا من اول ما اتولدت… ثم اكمل بغمزه :خلصانه. اتسعت أعين الجميع وهم يستمعون لحديثه ونبرة التملك الواضحه فى حديثه. نظرة الجده له قائله:انا مش عارفة انت طالع لمين كده. كذلك كان يونس يشاهد ما يحدث باستغراب شديد. هو بعمره لم يكن كذلك تجاه اى فتاه حتى مروه زوجته.
ريهام لسعد:امال شوشو فين يا سعد.
سعد وهو مازال على صدمته من حديث ابن اخيه:بتاخد دوش ونازله.
مالك بامر وصرامه:جورى… تعالي هنا. تركت جورى يد سعد سريعا وركضت ناحية مالك الذى تنهد بارتياح وهو يرفع انفه بشموخ وعظمه ازهلت الجميع.
الجد:مالك… طيب سيب جورى تسلم عليا.
مالك:سورى ياجدو ماعنديش استثناءات. صعق الرد الجميع فهمست جورى بنبره ناعمه لمالك قائله:لوكه.. هسلم على جدو.. هو وحشنى.
مالك بغضب:ماتقوليش وحشنى دى لحد غيرى.
جورى :حاضر.
الجد:يونس خلى ابنك يسيب البنت.
مالك:ماعنديش وسايط ياجدو. ضحك الجميع على جديته وشموخه. فقالت جورى:مالك.. سبنى اسلم عليه…. عشان خاطر جورى. تنهد بغضب ووافق على مضض لارضائها بينما الجميع يشاهد بزهول مايحدث وكيف انه لم يستمع غير لحديثها. ذهبت جورى وقبلت جدها واحتضنته تحت نظرات مالك الغاضبه والجميع يبتسم على وجهه المحمر غضبا ثوانى وفتح باب المصعد وخرجت منه شهد بفستان صيفى احمر مع حجاب رقيق ونقابها الجميل. اول ما رفعت عينها عن الأرض اصطدمت باعين يونس الذى لم تسطيع ان تفسر نظراته هو ايضا كذلك. بينما مروه تزفر بحنق وهى تشتم رائحه عبيرها الجميل وترى عينيها الزرقاء الواسعه تبتسم بسعاده. دخلت بعدما ألقت التحيه على الجميع وجلست بجوار سعد.
ريهام :اتاخرتى ليه يا شوشو كل ده دوش.
شهد بصوتها المميز الجميل:على بس ماغيرت هدومى.
ريهام :طب يالا نحضر السفره زمانهم جاعوا.
شهد :اوكى… يالا.
نظرت عزيزه باتجاه مروه كى تذهب وتضع معهم الطعام بينما يونس يجلس جانباً يتحدث مع سعد.
يونس بابتسامه :لا بس انت كنت مولع الدنيا امبارح. هههههههههه.
سعد:اوبس.. انت سمعتنا.
يونس:هههههههه… ابقى وطى صوتك في سكان غيرنا في العماره.
سعد:ههههههههههه.مانا حكمت عليها زى ما حكمت عليا.. دى خرجتنى اجيب بصل فى نص الليل. وجارنا بقا عمال يبصلى زى ما اكون تنين براسين.
يونس:هههههههههههه. تستاهل.
سعد:هتجننى قريب والله. ابتسم يونس بحب وهو فرح جدا لسعادة اخيه فهو لطالما اعتبره ابنة وهو من قام بتربيته وتكفل بمصاريف تعليمه منذ الصغر حتى أصبح رائدا في الجيش.
وقفت شهد بجانب السفره بعدما اعدتها هى وريهام وقليلا من مساعدات مروه المتأففه جلست جورى بالطبع بجانب مالك وسط ضحكات الجميع عليهم.
يونس:وااااو.. المكرونه النهاردة تحفه.. تسلم ايدك ياماما بجد.
عزيزه بابتسامة :لا ياحبيبي دى شهد الى عملاها. رفع نظره فتلاقت عينيهم فقال بابتسامه :تسلم إيدك.
شهد بخفوت وادب:شكراً. ابتسم سعد قائلاً وهو يقبل يديها:تسلم أيدك ياحبيبتى. نظرت له وهى تبتسم بحب بينما على الجانب الآخر بجوار يونس كانت مروه تشتعل غضبا وغيره. نظرت هى ليونس فتحدث لأبيه قائلاً :سيادة اللوا كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع.
والده :اتفضل ياحبيبي.
يونس وهو ينظر لمروه التى تنتظر حديثه بفارغ الصبر :الفيلا اللى انا اشتريتها في الكمبوند الجديد جهزت جدا وكنت حابب ننقل فيها.
الأب بابتسامه :طبعا ياحبيبي زى ماتحب… ووقت ماتحب تنقل انقل.
يونس:لا يا بابا… انا اقصد ننقل كلنا.احتدت ملامح مروه بغضب فهى ترفض مايقوله بشده.
سعد باعتراض :يونس مش هينفع دى فيلتك.. ملكك وحقك.. نعيش فيها على اساس ايه… طبعاً مش هينفع. لو بابا وماما حابين يروحوا يعيشوا معاك مش هقدر اعترض لكن انا لأ مش هينفع اعيش في مكان مش ملكى.
زفرت مروه بارتياح بينما اكمل يونس بإصرار :لأ طبعاً… انا عايز نعيش كلنا في مكان واحد.
سعد:يونس انا مش هعيش فى مكان مش ملكى.. انا املك الشقه إلى انا عايش فيها بس لانها ببساطة نصيبى لكن فيلتك حلال عليك انت.
يونس موجها حديثه لشهد:طيب كلميه انتى يا شهد. تفاجئت شهد من حديثه الموجه اليها وكذلك أظلمت اعين مروه بغضب وغيره لمجرد انه تحدث اليها ونطق اسمها فهى تغار من شهد خصوصا. تحدثت شهد بنبرة صوتها الجميله والهادئه قائله :مش هينفع فعلا يادكتور مش هنقدر نعيش في مكان مش ملكنا ومش دافعين نصيبنا فى تمنه.. انتوا الله يهنيكوا بيها يارب وتكون قدم سعد عليكوا.. وابقوا تعالوا زورونا كل اسبوع. نظر لها بعمق وقد اعجبته قناعتها قائلاً :وانا اللى قولت انك هتاثرى عليه شويه تقومى تقولى كده.
مروه قاطعه الحديث الذى طال جدآ من وجهه نطرها:خلاص يا يونس ياحبيبي… سيبهم براحتهم… ننقل احنا.
الاب:انقل انت ياحبيبى مانت مش شارياها عشان تفضل قافلها كده…. روح يابنى واتمتع… لكن انت عارف امك مش هترضى تسيب جورى ابدا. وكمان مالك. تحدث مالك بثقه تليق به جدا وهو يضع الطعام فى فم جورى:سيبهم ياجدو… انا سايبهم يتكلموا براحتهم… لكن اللى انا عايزه هيحصل… ومافيش حد هيبعد جورى عنى. صدم الجميع من حديثه بينما هو يتحدث بثقه ولا ينظر لاى شخص منهم الاجورى التى تستقبل الطعام منه بابتسامة وهو يعبث بشعرها. زفرت مروه بغضب وهى تنظر لشهد التى تتناول طعامها بهدوء ولم تغار أو يهتز لها شعره كونها تملك فيلا هى وزوجها وأموال طائله بينما سعد لا يملك غير راتبه الزهيد جدا بالنسبة لها.

فى المساء فى شقة سعد كانت شهد قد اعدت كوبين من النسكافيه وذهبت حيث يجلس سعد امام التلفاز وضعتهم وفتح هو لها احضانه للتوسطها فاردفت قائله :تفتكر يا دودى دكتور يونس هينقل فعلاً.
سعد:مش عارف… ممكن اه وممكن لأ.
شهد:لا ماتقولش كدا….. إن شاء الله ينقلوا…. يارب ينقلوا.
سعد:ههههههه… إيه يابنتى.. ليه كده.
شهد:عشان انزل تحت من غير نقاب مابقاش مضطره انزل بالنقاب لاحسن اقابله تحت ولا حاجه.
سعد:شوشو حبيبتي.. سواء نقلوا او مانقلوش انا قولتلك قبل كده لو عايزه تنزلى من غير النقاب عادى انتى إللى مصره تنزلى بيه.
شهد:اعمل ايه ابله مروه كل ماتصادف ونشوفنى من غيره تفضل تزعق وتعلى صوتها وتقول إن أنا عايزه جوزها يشوفني. اعتدل سعد من مجلسه بحدة قائلا :وانتى ازاى تسكتيلها وازاى ماقولتليش على حاجه زى دى قبل كده.
شهد بتنهيده حاره :بصراحه سكت مش عايزه مشاكل… هلبسوا وهو موجود وخلاص.
سعد:لا طبعاً انا بقى مش هسكت انا مسافر الفجر وأول ما ارجع هتكلم معاها وهبهدلها… انا ملبسك النقاب مش عشان تدين وكده انا مكتفى بالحجاب وده إلى امرنا بيه الاسلام لكن انا واهلك خليناكى تنتقبى عشان جمالك لانه فتنه وممكن يضرك بس مش معنى كده أنك تفضلى لابساه جوا البيت كمان… وياريتها بتتكلم بأسلوب كويس.. لأ دى بتتهمك أبشع التهم.. مش كفايه حاكمه عليكى تقوليلوا يا دكتور طول الوقت.
شهد بترجى تجنبا للمشاكل:سعد… عشان خاطرى… ماتندمنيش انى قولتلك… مش عايزه مشاكل.
سعد بصرامه :انتى اصلاً غلطانه انك ماقولتيش من زمان… ازاى تسمحى لحد يهينك ويتهمك كده… انا ضهرك وحمايتك ولو كنتى انتى غلبانه ومسالمه يبقى انا مش لازم اسكت وهجبلك حقك يعني هجيبه.
شهد :بس يا سعد…
سعد :شششششش. مافيش بس… هى جورى لسه ماطلعتيش من عند ماما.
شهد:ههههههه لأ ماما ومالك بيتخانقوا عليها تحت.
سعد:طب تعالى بقا عشان هتوحشينى. أخذها وغاص بها فى عالمهم الخاص.

فى شقة يونس كانت مروه تشتعل غضبا وهى تتحدث مع يونس قائله:كان لازم يعني تشكرها على الاكل… وتسلم ايدك يا شهد… ليه يعنى كل ده.
يونس بتأفف:دى تالت مره تتكلمى في الموضوع.. خلاص يابنتى ماكنتش كلمه شيليها من دماغك بقا.
مروه:انا مش حطاها في دماغي اصلا الفلاحه دى.. وبعدين انا عايزه افهم احنا ليه مش هننقل الفيلا بتاعتنا… يعني ايه جوزى مليونير وعايشه فى شقه عادية.
يونس:عاديه… بقى بذمتك دى شقه عاديه… حرام عليكى بجد دى سعرها مش تقل من 2مليون…ده غير لبسك وعربيتك الى بتغيريها كل سنه.. والخدامه…. ولبسك الى كله براندات…. عايزه ايه تانى…. ده أنا هارى نفسى شغل وسفر مش بكمل اسبوع من غير ما اسافر فيه عشان اوسع شغلى اكتر واجيب فلوس اكتر ليكى… بس انى انقل وابعد عن اخويا صعب.. انا مراعى ربنا فيكى جدا بس مش هبعد عن اخويا ده انا اللى مربية وروحي فيه…. وياريت كفايه خناق عشان عندى طيارة الصبح. تركها وغادر إلى غرفة نومه بينما هى تنظر لاثره بغضب وحقد.

فى الصباح كان سعد يهم بفتح الباب للمغادرة فالتفت الى شهد قائلاً :شوشو خلى بالك من نفسك ومن جورى وكليتك ياشهد اوكى.
شهد بحب:حاضر ياحبببى.. وبعدين لسه الكليه فاضل عليها اربع شهور… وانت اللى هتودينى بنفسك. ابتسم بحب ثم ودعها وأغلق الباب خلفه. توقف المصعد في الطابق الثالث وفتح فتهللت اسارير يونس وهو يسلم على سعد قائلاً :صباح الخير… رايح شغلك.
سعد اه.. وانت مسافر ولا ايه.
يونس:اه.. رايح الصين وهرجع كمان يومين. فتح باب المصعد فقال سعد قبل ان يذهب :طيب ابقى خلى بالك من جورى وشهد.. اوكى.. يالا سلام.. ثم ذهب سريعاً فنظر يونس لاثره باستعراب وصعد سيارته سريعاً وذهب باتجاه المطار.

بعد أربعة أيام كان يونس قد عاد من سفره ويجلس حالياً مع والده ثوانى وشاهدوا على التلفاز خبر هجوم احد الجماعات الإرهابية على كمين فى منطقه عسكرية. بهت وجه الجميع وهم يشاهدون اسم وصورة سعد من بين الشهداء. صرخت شهد ثم فقدت الوعى وسقطت ارضا…..

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
18

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل