
– كنت شايفها انها زهره عمري… الهديه اللي ادتوهاني … لبست البدله وكرهت جهلي عشان اعجبها
وضحك ساخراً وهو يتذكر كيف كان يقف امام المرآة لساعات حتي يُنسق الوان ملابسه ويُغير تسريحة شعره من أجلها
– قدامكم كنت عاصم القاسي اللي بيداري ناقصه … ما انا هكون ايه وسطكم… مفلحتش في التعليم قولتوا هو ده اللي هيناسب الأرض ويفضل هنا يراعي مصالحنا
– كفايه ياعاصم… خديجه والدكتور ماتوا وانت اخدت حقك… عايز ايه تاني شرفك وأخدته ومحدش عارف خديجه ماتت ازاي ولا اهل الدكتور
التمعت عيناه لينفجر بعدها ضاحكاً بقوه
– الدكتور عارف… عمر عارف اني اقتلتهم مش قولتلك انت السبب
اغمض شهاب عيناه فلم يشك للحظه ان عمر يعرف بشئ… ولكن من ماذا سيخافون فالقضيه كانت قضية شرف وانتهى أمرها بالستر دون فضيحه…
– عمر لو كان عايز يفضحك كان فضحك من زمان وبدل ما انت كنت بتهدده وبتدوس عليه فضل ساكت ومفهم الكل ان سبب عدائكم رفضك للنسب وابن عمها طالب ايدها من زمان
نهض شهاب من رقدته ينفض ثيابه وعيناه عالقه بنظراته الساهمه وانفاسه المتسارعة
– فكر ياعاصم بهدوء… انت اللي بتخلق عداوة وبتنبش في الماضي لا أدهم ولا أبوك هيتحملوا يعرفوا الحقيقه ولو كنت انا اتحملتها فكل ده عشانك وعشان ذكراها وسيرتها تفضل طول العمر طيبه
واردف بحسرة وهي يتذكر كيف كانت غالية على قلبه
– اللي ماتت كانت بنت اخويا قبل ما تكون مراتك… انا سلمتها ليك ورده مفتحه كلها حياه لكن انت بقسوتك خليتها تدور على حد تلاقي معاه الحنان
وانصرف بعد كلماته الاخيره يلتقط أنفاسه بصعوبه لا يقوي على السير
وبعزم قوته طرق عاصم فوق التراب يصرخ من قهره ..وقف شهاب يغمض عيناه بقوه يتمنى لو لم يعش كل منهما هذا الآلم
ففاجعة موت طفله جاءت بعد أشهر من موت خديجة ليشعر بالتحطم وهاهي الذكرى السابعه تقترب ولم يتركه الماضي للحظه يهنأ
***************************************
ارتجف جسدها وهي تسمع صراخه على زوجته ليغلق باب غرفته بعنف متجهاً لخارج المنزل… توارت بجسدها خلف الجدار تحمل كأس الماء تغمض عينيها بقوه
ولكن عندما تحركت من مكانها وجدته قد عاد مجدداً لتتقابل عيناهم يسألها بخشونه وهو يتحاشا النظر إليها
– صاحيه ليه لحد دلوقتي
تمسكت بكأس الماء تبتلع لعابها
– انا همشي خلاص من هنا وهريحك من شوفتي
تنهد حامد بغضب يبعد انظاره عنها يخشى النظر إليها فيري فيروز في عينيها
– هيكون احسن لينا كلنا… وجودك من البدايه مكنش مرحب بي يابنت فيروز
– انا بنت إبراهيم العزيزي مش بنت فيروز مش بنت الرقاصه
صرخت دون اراده فقد سأمت من هذا النداء ومن كرهه.. احتدت نظرات حامد وهو يرمقها
– محدش اتظلم في الحكايه غيري انا… اتربيت يتيمة وانا ليا اب
واردفت بحسره ..فالسنوات عاشت تري نفسها انها ابنة راقصه والراقصه لا تنجب الا راقصه
– الكل بقى شايفني اني هكون زيها… شيلتوني ذنب معملتهوش..
واغمضت عينيها تتذكر عبارات زوج خالتها الجارحه
– رمتني لخالتي عشان مقفش قدام مستقبلها… مفتكرتنيش غير قبل ما تموت زي ما هو برضوه افتكرني في مرضه
اهتزت شفتي حامد يلجم لسانه حتى لا يعترف لها بالحقيقه فهو لا يكرهها انما يكره فيرو ولكن كبرياءه وقسوه قلبه اغلقت كل شئ.. ليعطيها ظهره راحلاً من أمامها
******************************************
التقط منير منها الهاتف وقد ملّ من شرحها لشقيقها سبب طلاقها
– مش وقت شرح ولوم اللي حصل حصل وانا هنا موجود معاها
هدأت ثورة عمر اخيراً وداخله شعور قوي بالندم من اهماله لها واتصالاته التي تأتي كل فترات بعيدة
– اسمعني كويس ياعمر
اتسعت عينيها خوفاً مما هو قدم…ونظرت له برجاء وهي تهمس
– اوعي تقوله حاجه ياخالي
تعلقت نظرات منير بها ورغم تصميمه من قبل لابلاغه عما فعله عاصم معها وتهديده لها إلا أنه تراجع بعد عرض الزواج الذي قدمه شهاب وقد نال الرجل استحسانه
– عم مراتك طلب ايدها للجواز… ايوه شهاب بيه متفاجئ ليه
– عرفنا ازاي… الراجل ياسيدي جيه يسأل عننا فشافها وعجبته.. مش بينا قرابه ولا ايه
واردف منير وقد ضاق صدره من كثر تساؤلاته
– اختك مش موافقه على الراجل… فتقنعها لا الا انتوا لا ولاد اختي ولا اعرفكم
جحظت عين قدر وهي تسمع اخر حديث خالها فالأول مره يتهم لأمر شئ يخصهم لتلك الدرجه… القى الهاتف لها بعدما ضجر
– خدي كلمي اخوكي… الواحد زهق من غباوتكم
ورحل صافعاً الباب خلفه تحت نظراتها المصدومه
*******************************************