
**ليلى:** قعدها معي… ادخل لهون وخليها تنام على كتفك.
رفع يوسف مرام وضمها إلى صدره، وكان شعرها يطير على وجهه وهو بدأ يستنشق رائحتها. اقتربت ليلى ورأت مكان الجرح، كان جرح بسيط والدم بدأ يتخثر.
**يوسف:** شو طلع معك؟
**ليلى:** الظاهر حدا ضربها على راسها، وفاقدة الوعي… والجرح سطحي، ما في داعي للمشفى. هلأ بالبيت بعقم له إياه… المهم، انت قعدها عالكرسي خلينا نفيقها.
وضعها يوسف على الكرسي، ولم يكن له قلب أن يبعدها عن حضنه.
طلبت ليلى من يوسف أن يعطيها زجاجة الماء. أخذتها وبدأت ترش على وجه مرام.
**ليلى:** مرام… مرام…
بدأت مرام تحرك رأسها وتفتح عيونها. فتحتهم جيداً وبدأت تنظر حولها.
**مرام:** وين أنا وشو صار؟
**يوسف واقف بباب السيارة:** كل شيء تمام، وانت بخير… ونحن هلق راجعين عالبيت.
**مرام:** شو صار بالعصابة والولاد؟
**يوسف:** دخيل قلبو يلي بخاف على غيره… اطمئني، العصابة مسكوهن والولاد راجعين لعند أهلهم.
مرام لاحظت بأنها بدون حجاب، وجدته بجانب ليلى، سحبته لكي تغطي شعرها لكنها تفاجأت بوجود دم عليه.
**مرام:** من وين الدم؟! أنا منيحة، صرلي شي؟
**ليلى:** إيه، يمكن حدا ضربك على راسك وغبتي عن الوعي، وفي جرح صغير براسك، لا تخافي.
وضعت مرام الحجاب على رأسها مع أنه ملطخ بالدماء.
وهُم على جنب الطريق، بدأت تمر سيارات الدرك. وتوقف حيدر وكرم وعمر عندهم.
اقترب حيدر بلهفة: مرام، انت منيحة؟
**مرام:** ابتسمت:** إيه منيحة… ميرسي الك.
**كرم:** كيف صرت، صابك شي؟
**مرام:** لا الحمد لله… خلص يا جماعة، خلينا نمشي، أنا بدي روح عالبيت أرتاح.
**حيدر:** بتحبي تروحي معي؟
**يوسف:** لا، شكراً إلك، أنا رح أوصلها بسيارتها.
تبسم حيدر من غيرته على مرام: أوك، ع راحتكم، ع إخوانكم.
ذهب كرم، وركب سيارة يوسف ومعه عمر ويوسف الصغير.
**ليلى:** كرم، انتظر، رايحة معك!
مرام لم تجادلها لأن رأسها كان يؤلمها. ذهبوا جميعاً وبقيت مرام ويوسف.
**يوسف:** بدك تضلي قاعدة هون؟ لا تقومي قعدي جنبي.
**مرام:** لا، نازلة أقعد حدك.
فتح لها يوسف الباب، وركب خلف المقود ومشى.
**مرام:** أنا مش متذكرة شي، شو صار؟
**يوسف:** كانوا عم يهربوا، وجا الدرك وقبض عليهم.
**مرام:** الحمد لله… شفت نيرمين كانت معهم.
**يوسف:** إيه شفتها، الله يلعنها… بس رح تاخد نصيبها.
**مرام:** إيه والله… آآه صح، الحمد لله عسلامة يوسف الصغير.
**يوسف:** الله يسلمك… بس بتعرفي إنو أنا خفت عليكي أكتر ما خفت على ابن أختي.
**مرام:** ما في لزوم هيد الحكي هلأ… ممكن تأسرع لأنه قرفانة من حالي ومن الدم يلي ملزق براسي.
**يوسف:** أوك… وطول الطريق يوسف يحاول يتكلم مع مرام ومرام لا تعطيه أي مجال.
كرم أوصل عمر إلى منزله وذهب إلى منزل مرام هو وليلى ليطمئنوا على مرام.
دخل عمر ومعه يوسف الصغير وركض إلى حضن أمه.
**يارا:** حبيبي يا ماما، ألف حمد وشكر لك يارب.
**سارة:** الحمد لله.
**منار:** تقبر قلبي والله كنا رح نجن عليك.
**محمود:** عمر شو صار؟
**عمر:** وهو متعب: قصة طويلة، ادخلو لأحكيلكم إياها… والفضل كله لمرام.
**محمود:** مرام ما غيرها حبيبت يوسف.
**عمر:** إيه هي.
—
في منزل مرام، نزلت مرام من السيارة، وتقدمت خطوة إلى الأمام وكانت ستقع