
# مرام بقلم مريم اليوسف
## الجزء السابع عشر
بعد أن خرجت رزان من المطعم، وقف يوسف.
**محمد:** ع وين يا يوسف؟
**يوسف:** رايح أرجعها.
**منار:** لرزان؟
**يوسف:** لا، لمرام…
***
أوصلت مرام زين إلى والدته وأعطتها بعض المال، وقالت لها ألا تخبر أخاها عن هذا المبلغ. بعدها، ذهبت إلى المنزل وتابعت طريقها إلى غرفتها. دخلت إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها، وضعت جزدانها وموبايلها على الطاولة، ومرمت نفسها على السرير. فتحت يديها وكأنها تريد أن تريح كل عضو بجسمها، لأن التعب الداخلي يظهر على التعب الخارجي. وبعدها غطت في نوم عميق.
***
في شركة يوسف، جلس يوسف يفكر كيف يعيد حب حياته إليه. دخل سليمان مستعجلاً.
**يوسف:** شبك، ليش هيك داخل؟
**سليمان:** يوسف! لك هشام بكون عمها لمرام!
**يوسف:** أي عمهلك.
**سليمان:** شو يعني؟ انت عرفت؟
**يوسف:** أي، عرفت كلشي.
**سليمان:** وكيف عرفت؟
**يوسف:** قصة طويلة بعدين بحكيلك إياها. المهم هلق بدي مرام.
**سليمان:** أي روح لعندا.
**يوسف:** بهالبساطة؟
**سليمان:** يوسف، بدي قلك شي، إنو مرام بتحبك.
**يوسف:** وانت شو عرفك؟
**سليمان:** كان واضح بعيونها لما شافتك. حتى أنا لاحظت عليها كأنها بدها تروح لعندك وتضمك، بس في شي منعها. انت مالاحظت كيف كانو عيونها عم يبرقو، ولا دقات قلبها بينت قلبها كيف كان عم ينبض وكأنو رح يطلع من مكانه… وانت كمان كان باين عليك نفس الملامح. والدليل إنها لهلق ما تزوجت. ومرام ميت شب بيتمناها، بس ما تزوجت لأنه قلبها معك انت وبس. وبعدين، انت ما ذنبك. شي حيالاً حدا مكانك كان عمل نفس الشي. وإذا بتحبك، رح تسامحك صدقني. ضل حاول معها مرة وتين وتلاتة ومية… يوسف، مرام بتحبك. لا تخسرها.
**يوسف:** معك حق، وأنا كمان بحبها. ومستحيل أتركها تروح مني مرة تانية…
***
بعد ساعات من نوم مرام على نفس الوضعية، استيقظت على صوت الباب. تنهضت وجلست وكان رأسها يؤلمها. مسكت رأسها وبدأت تدلكه بأطراف أصابعها.
**مرام:** مين؟
**هبة:** أنا هبة.
**مرام:** ادخلي هبة.
دخلت هبة وجلست بجوار مرام على السرير.
**مرام:** خير هبة، في شي؟ قوليلي، عايزي شي؟
**هبة:** بدي أحكي معك بموضوع. وهيدا الموضوع محدا بيقدر يساعدني فيه غير انت.
**مرام:** شو حبيبتي، احكي عم اسمعك.
**هبة:** بصراحة الموضوع بخص أحمد.
**مرام:** أحمد؟! شو بــه؟
**هبة:** أنا بحبو… إيمتى وكيف ما بعرف، بس بعرف أني حبيتو وعم أشتقلو كتير.
**مرام بفرح:** عنجد؟ أي، ما قلتيلو؟
**هبة:** بصراحة لا. ما عم يعطيني فرصة.
**مرام:** ليش، شو صاير بيناتكن؟
**هبة:** هيداك اليوم لما أخدني ع المخفر، قدم معلومات للدرك، ونحنا راجعين ع الطريق، أحمد مسكلي إيدي. فأنا قلتلو إنو أنا ما بحبو، وهو زعل وقال إنو ما رح يدايقني لحتى حبو. وأنا عم أحاول من يومها اتواصل معو، وهو بيرد علي بنشافة، وما عم يعطيني فرصة أعترفلو بمشاعري. وهو باين على صوتو كتير زعلان، والله أنا قلبي عم يتقطع عليه وكمان…
**مرام:** كمان شو؟
**هبة بخجل:** اشتقتلو…
**مرام:** والله باين عليكي طابسة بالحب لشوشتك!
**هبة:** بتعرفي، أول مرة بحس بهالشعور. أحمد متل ما بيقولوا بالقصص متل الفارس أجا وخطفلي قلبي… بس أنا مجنونة يوم قلتلو إني ما بحبو. بصراحة ما كنت عرفانية حدد مشاعري.
**مرام:** ههههه دخيلو العشاق والمغرمين أنا…
**مرام:** يلا، قومي اندهي لليلى وتعالي بسرعة.
**هبة:** شو بدك تعملي؟
**مرام:** خلص، ما عليكي، قومي اعملي متل ما قلتلك.
خرجت هبة من غرفة مرام. مرام حملت هاتفها واتصلت بأحمد.
**مرام:** بون سوار أحمد.
**أحمد:** هلا مرام… خير، ليش متصلة؟
**مرام:** صح إنك غليظ، احكي معي باحترام عالقليلة.
**أحمد:** مرام، ماني رايق، لك شو بدك؟
**مرام:** هلق بتقوم بتدخل، بتعمل شاور… وبتلبس أحلا تياب عندك وبتجي لعنا.
**أحمد:** ههه ليش كل هيدا… وبعدين شوفي عندك؟
**مرام:** عاملك مفاجئة…
**أحمد:** أي، ماني جاي.
**مرام:** بلا غلاظتك، وبعدين انت شو عامل مع هبة؟
**أحمد بلهفة:** شبها هبة؟
**مرام:** ليش هيك عم تتجاهلها؟ البنت تعبانة.
**أحمد:** هبة خير، شو تعبها؟ …مرام احكي، شبها هبة.
**مرام:** تعال وشوف لحالك.
**أحمد:** جاي جاي مسافة الطريق.
أغلقت مرام الهاتف، وبعدها دخلت هبة وليلى.
**ليلى:** شوفي مروم، قال بدك إياني.
**مرام:** بدي تظبطلي هالعروس.
**ليلى:** ليش، شو عم يصير؟
**مرام:** آآخ لو تعرفي شو عم يصير في عالم غرقاني بالغرام… واليوم هبة بدها تعترف بحبها لأحمد.
هبة احمر وجهها وانزلته إلى أسفل.
**مرام:** دخيلو الخجلان، يلا بسرعة، ظبطيلا ميكب حلو وعمليها تسريحة حلوة… وليكي هيدا الفستان بيطلع عليها روعة، أنا اشتريتو وما لابسنو.
**ليلى:** خمس دقايق ويتكون أحلا بنت بالكون.
جهزت هبة ولبست الفستان. كان الفستان جميل جداً لونه أزرق فاتح سماوي، أكمامه شاش، ومن عند الخصر يفرش وطوله إلى تحت الركبة، وكان مرصع بالألماس. وليلى وضعت لها ميكب خفيف مع تسريحة شعر، كعب بنفس لون الفستان.
نزلت مرام وطلبت من ليلى أن تحضر القهوة. جاء أحمد.
فتحت له مرام الباب.
**مرام:** هلا أحمد، تفضل.
**أحمد:** مرام، وينا هبة؟ هية بخير؟
**مرام:** أي، بخير، فوت هلق وبنحكي جوا.
دخلوا وجلسوا بالصالة.
**مرام:** قلي أحمد، ليش هيك مطنشها لهبة وما عم تحكيها؟
**أحمد:** انت مين قلك؟
**مرام:** هية اجت اشتكتلي عليك.
**أحمد:** طيب وينها؟ بدي شوفها.
**مرام:** هاه ليكها اجت…
دخلت هبة، ومع إطلالتها البريئة، وقف أحمد على قدميه، وانصدم بها وبجمالها.
**هبة:** مسالخير.
**أحمد:** مسا مسالنور… اقتربت هبة منه وقدمت له القهوة مع ابتسامة جميلة، والغمازة التي تحلي خدها عندما تبتسم: تفضل القهوة.
أخذ أحمد صينية القهوة ووضعها على الطاولة، ومسك يدها وقبلها: طالعة قمر بتجنني.
خجلت هبة واحمر وجهها.
**مرام:** رح أترككم مع بعض شوي، بس لاتطولو، لأنه حرام. ههههه.
جلس أحمد وسحب هبة، جلست بجواره.
**أحمد:** انت ليش هيك عاملي بحالك؟ بتعرفي حرارتي صارت فوق المليون.
هبة قوت قلبها وقررت أن تتدلع على أحمد.
**هبة:** أنا زعلانة منك.
**أحمد:** لك، الله ياخدني لأني زعلت هالملاك.
**هبة:** لا، بعيد الشر عنك، والله يخليلي إياك.
أحمد يتأملها، وهي كانت خجلة جداً