
رواية شياطين الانس الحكايه الأولي بقلم سلمي سمير حصريه وجديده
خلق الله ابليس، وكانت خطـ,ـيئته الكبرى سببًا في خروج آدم من الجنة. واليوم، تخرجنا ابنة من بنات حواء إلى جحـ,ـيم الدنيا بيدها، و بأفعال تخطـ,ـت شرور أبالـ,ـسة الجـ,ـن.
كانت البداية لقاءً غريبًا بين الصحفية نهال وسفروت مارد
من الجن، حيث واجهها المارد بغضب قائلاً:
لماذا تلوميننا وتصـ,ـفيننا بالشيـ,ـاطين؟ نحن لسنا سبب خراب البشر، بل البشر أنفسهم يتفوقون علينا في الشر.
لهذا اخذها المارد إلى عالمه لتراه بعيناها، وليريها من هم الشياطين الحقيقيون.
هناك، بدأت نهال تكتشف أن الأبالسة الحقيقيين ليسوا من الجن، بل هم من البشر؛
فهم شيـ,ـاطين الإنس الذين يزرعون الخراب أينما حلوا.
ومن بين هؤلاء، برزت نجوان، الأفعى الرقطاء، شيـ,ـطانة إنسية جعلت حياة كل من يقترب منها جـ,ـحيمًا على الأرض. بأفعالها الماكرة وألاعيبها الشيـ,ـطانية، غلبت الشياـ,ـطين ذاتهم في شرها.
#اسكربت
#شـ,ـياطين_الانس
#الحكاية_الاولي
#رغبات_قاتلة
. .. .. .. .. .. .. .
حين يتجـ,ـسد الشـ,ـيطان في ثوب الناصح، من يكون المذنب الحقيقي؟
أهو الشـ,ـيطان الذي يقود البشر إلى المعاصي؟ أم هي النفس البشرية التي تنجرف بفطرتها غير السوية؟
في أحد الأيام، قرر إبليـ,ـس أن يواجه صحفية تُعرف بدعـ,ـواتها المستمرة للفضيلة والعودة إلى الله، وهي نهال، التي كرّست حياتها للكشف عن الشرور وتحذير الناس من غـ,ـواية الشـ,ـيطان. عرض عليها إبليس رحلة إلى عالمه، ليكشف لها عن الوجه القبيح للبشر الذي – كما ادّعى – لا يحتاج إلى غوايته بقدر ما يكفيه استسلامهم لشرورهم.
وافقت نهال على خوض هذه الرحلة، ليس بدافع الفضول فقط، بل لإثبات فكرتها: أن الشـ,ـيطان هو المصدر الأول لكل خطيئة. وهكذا، دخلت معه إلى عالمه المقيت، عالم لم ترَ مثله من قبل، حيث تُكشف الأسرار وتتجلى النوايا.
كانت أولى محطات رحلتها بيت فتاة تُدعى نجوان. فتاة جميلة، ناعمة القسمات، أُعطيت من النِّعم ما يفيض عن حاجتها، لكنها أهدرت كل ذلك في طريق الضلال. استوقفت نهال نفسها لتفهم: كيف وصلت هذه الفتاة إلى هذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي؟
رأت نهال يومًا من حياة نجوان، وكأنها صفحة مظلمة في كتاب البشر. فتاة لا تعرف سوى التلاعب بالرجال، تقودهم إلى بيتها لتُحكم شِراكها حولهم بلا وازع أو خجل. كان يومًا مريرًا، مليئًا بالمشاهد التي تكشف عن غضب الله على من تسير في طريق الشيطان. رأت نهال كيف أن من تُرخص أعراض الناس، تُرخص حياتها وتفقد كل قيمة لها.
عندما انتهت رحلتها، شعرت نهال بثقلٍ يعتـ,ـصر قلبها، وانهارت نفسيًا من هول ما رأت. أدركت أن البشر أنفسهم يفتحون أبواب بيوتهم للشياطين، ويسلمون زمام حياتهم لشرورهم.
عادت نهال إلى غرفتها الصغيرة، ملجأها الوحيد بعد تلك الرحلة المشؤومة. جلست على الأرض، تلتقط أنفاسها وهي تسترجع كل ما رأته، وتحاول فهم ما يدفع الإنسان إلى هذا الدمار الذاتي. رفعت يديها بالدعاء قائلة:
“اللهم لا تكتب علينا ما كتبت على من رأيت، واهدِ قلوبنا قبل أن تضل!”
*******
نهضت فجأة وامسكت أوراقها وبدأت تكتب ما رأت في رحلتها وكانت البداية ببيت نجوان:
وصلنا إلى بيتها في غمضة عين، وكأننا نطير في سراب مظلم. كانت نجوان فتاة في مقتبل العمر، بالكاد تجاوزت الثامنة والعشرون، لكن خبرتها في التعامل مع الرجال فاقت امرأة في الأربعين. فتاة حباها الله جمالًا آسرًا، جسدًا متناسقًا، وصحةً تُغبط عليها. وجهها صبوح باسم، يُشعرك بالبراءة لأول وهلة، لكنها لم تُكرم تلك النعم ولم تشكر الله عليها. بدلاً من ذلك، سخّرتها لإيقاع الرجال في شباكها.
رجال متزوجون، ومراهقون، ومدمنون؛ كلٌ وجد طريقه إليها، كلٌ سقط تحت تأثير فتنتها. كانت تتلاعب بهم كأنهم دمى، تحركهم بأصابعها الناعمة وفقًا لهواها. وما رأيته تلك الليلة تجاوز كل تصوري.
دخلنا إلى غرفتها، حيث جلست على أريكتها الوثيرة بملابس تكاد لا تستر شيئًا. أمامها رجل يبدو عليه الإرهاق والضعف، عيناه زائغتان، وجسده يتصبب عرقًا من نار الشهوة التي أضرمتها فيه. كانت تتمايل أمامه بحركات منفرة، كأنها تلهب أعصابه عمدًا. لم يحتمل الرجل صمودًا، فانقض على شفتيها في محاولةٍ يائسة لإشباع جوعه إليها. لكنها، بدلاً من أن ترضيه، دفعته بعيدًا بخبث، وقالت بصوت مفعم بالسخرية:
“عايزني أرضيك؟ موافقة، بس الأول أوصف لي جسم مراتك… ولو معاك صورة ليها يبقى تمام.”