روايات

رواية أوراق الياسمين البارت الخامس بقلم يحيى الحريري حصريه وجديده 

رواية أوراق الياسمين البارت الخامس بقلم يحيى الحريري حصريه وجديده 

عندما خرجت من المكتبة، كان الضوء القادم من المدينة يعكس السماء المظلمة، كأن الليل نفسه يخبئ لها مفاجأة أخرى. كانت تعرف أن النهاية لم تأتِ بعد، بل أن المعركة الكبرى قد بدأت للتو.

وفي تلك اللحظة، أدركت حلا أن الحياة ليست عن اللحظات التي نتوقف فيها، بل عن اللحظات التي نقرر فيها أن نستمر في السير إلى الأمام، مهما كانت التضحيات.

خرجت حلا من المكتبة، وعينيها تجوبان الشوارع المظلمة، كان الليل يلف المكان كما لو كان يحاول أن يخفى الحقيقة عنها. كانت خطواتها متسارعة، قلبها يخفق بشدة، وعقلها يعج بالأفكار والتساؤلات التي لا تجد لها جوابًا. هل كانت كل تلك الأحداث مجرد لعبة؟ هل كان الجميع يلعبون معها وهي لا تعلم؟

لكن ما لم تكن تعرفه، هو أن هناك من كان يراقبها في تلك اللحظة. ظل الظلام يحجب كل شيء، ولكن قلبها كان يدرك أن ما سيحدث بعد هذه اللحظة سيغير كل شيء.

في اللحظة التي وصلت فيها إلى الزاوية، أوقفها شخص ما من خلفها.
— “أنتِ تظنين أنكِ هربتِ، أليس كذلك؟”

تجمدت في مكانها. كان الصوت مألوفًا، ولكنه يحمل شيئًا غريبًا.

— “من أنت؟” همست حلا، وهي تلتفت بسرعة.

وما إن التفتت حتى وقعت عيناها على سمير، لكن هذه المرة كانت نظراته مختلفة. عينيه مليئة بالتحدي، وكأنها ليست نفس الشخصية التي كانت تعرفها.

— “سمير؟!” قالت بدهشة، وتساءلت في نفسها: ماذا يفعل هنا؟

ابتسم ابتسامة باردة، وقال بهدوء:
— “كنتِ تظنين أنكِ ستهربين بهذه السهولة؟ لا شيء ينتهي بهذه السرعة، حلا. نحن فقط بدأنا.”

شعرت بشيء غريب في قلبها. كان سمير ليس الشخص الذي ظنته طوال الوقت. كانت الكلمات تتردد في ذهنها: الخيانة… الخيانة… الخيانة.

وفي تلك اللحظة، جاء يزن من خلفها، محاطًا بالظلال، ملامحه جادة كما لم تكن من قبل.

— “لا شيء ينتهي دون دفع الثمن، حلا. الحقيقة لم تكتمل بعد.”

فهمت الآن. كل شيء كان مدبرًا. اللعبة التي كانت تخوضها كانت أكبر مما تتصور، وكل خطوة كانت محسوبة. سمير، يزن، واللعبة التي لا نهاية لها… كانت مجرد أدوات في يد شخص آخر. شخص لا تعلم من هو بعد.

— “إذا كنتِ تظنين أن هذه هي النهاية… فأنتِ مخطئة. البداية الحقيقية الآن. يجب أن تختاري، حلا.” قال يزن، نظراته حادة.

كانت الأنفاس تتسارع، والوقت ينفد. إذا كان هناك شيء تعلمته في تلك اللحظة، فهو أنه لا شيء يأتي بدون ثمن، وأن الحقيقة دائمًا ما تكون أكثر تعقيدًا مما نتخيل.

— “اختاري، حلا. هل تريدين أن تكوني جزءًا من هذه اللعبة، أم ستقاومين؟” قال سمير، وهو يقترب منها خطوة خطوة.

ولكن قبل أن تجيب، شعرت بشيء غير متوقع. حدث شيء داخلها جعلها تتخذ قرارًا فجائيًا. نظرت إلى يزن و سمير، وأعادت تأكيد شيء واحد فقط في قلبها:

“لن أكون لعبة في يد أحد.”

ابتسمت ابتسامة غامضة وقالت:
— “لعبة؟ قد تكونون جميعًا جزءًا منها، ولكنني لن أكون.”

وأخذت قرارًا مفاجئًا. التفتت سريعًا، وركضت نحو السيارة التي كانت على مقربة. لم يكن الوقت ليصمت، ولم يكن الموقف ليتراجع. كانت تضع كل شيء في تحدٍ واحد: الخروج من تلك الدوامة، بل والأهم من ذلك… الكشف عن الحقيقة.

في تلك اللحظة، رن هاتفها مجددًا، كان الصوت من الطرف الآخر هذه المرة أكثر وضوحًا:
— “حلا، لا تظني أن الهروب ممكن. نحن نراقبك، وكل خطوة تخطينها تأتي بثمن.”

ومع هذه الكلمات، أدركت حلا أنها في قلب العاصفة الحقيقية. لم يعد الهروب خيارًا. فالحقيقة التي كانت تبحث عنها بدأت تظهر بشكل مختلف تمامًا.

وكانت الخطوات التالية هي التي ستحدد مصيرها، مصير الجميع.

النهاية أو البداية؟

تمت

انت في الصفحة 4 من 4 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل