روايات

رواية اعمي في النـ,ـور الفصل الرابع بقلم حور طه حصريه وجديده 

رواية اعمي في النـ,ـور الفصل الرابع بقلم حور طه حصريه وجديده 

رواية اعمي في النور الفصل الرابع بقلم حور طه حصريه وجديده
________________________
بعد مرور أربعة أيام، يدخل يوسف مقر العصـ ـابة حاملا شنطة مليئة بالمال. يتوقف أمام رئـ ـيس العصـ ـابة ورجاله المحيطين به من كل اتجاه، حاملين الأسلحـ ـة في وجهه. لكن يوسف يقف بثقة، مظهره يوحي بعدم الخوف.

فلوسك اللي كانت عند نبيل، قدامك اهي، تقدر تعدها براحتك بعد ما أمشي. ده أولا. ثانيا، لو فاكر إن شوية العيال اللي رافعين السـ ـلاح دول هيقدروا
يقتلـ ـوني، أكيد انت عارف إني مش سهلة للدرجة دي. بحركة بسيطة، أقدر أخليهم يمـ ـوتوا دلوقتي.

رئـ ـيس العصـ ـابه بسخريه يقف امامه :ليه هو انت بقيت ساحـ ـر

ابتسامة ساخرة ترتسم على وجهه، بينما تتجه نظراته نحو الاثنين اللذين يرفعان السـ ـلاح على رأسه، ثم يعود بنظره إلى الـ ـرئيس. صوته هادئ، لكن الكلمات تحمل وزنا ثقيلا.:أكثر حاجة اتعلمتها في الجيـ ـش هي التمركز. والوقت. دول هما اللي يخلوك تخرج من أي كمين. هشرح لك، عشان عارف إن فهمك بطيء الاثنين اللي رافعين سلاحهـ ـم على دماغي دول، لو أنا اتحركت بس حركة بسيطة، هيقتلـ ـه بعض بكل سهولة. والاثنين اللي واقفين جنبك ممكن يجلهم طلقـ ـة من القنـ ـاص، تخلص عليهم .

يهتز رئـ ـيس العصـ ـابة قليلا، يحاول الحفاظ على ثباته، لكنه يشعر بالقلق يتسلل إلى قلبه.:طيب، فلوس نبيل جبتها وخلصنا موضوعه. وانت بقى، ثمن
خيانتـ ـك فين؟

يوسف يواصل بقوة، كلماته تتدفق كالنهر الجارف، مفعمة بالحماسة والثقة.:خيـ ـانة إيه اللي بتتكلم عنها؟ احنا تجارة مخـ ـدرات وفلوس، مش صحاب في النادي عشان تقول لي خيـ ـانة. الخيـ ـانة اللي بتتكلم عنها، مشروعه في شغلنا،مش أنا اللي هعرفك الكلام ده دلوقتي. ده انت استاذنا.

قصر الكلام. شغلي معاكم لحد هنا. خلص كل حاجة تخصكم عندي. هتفضل في الحفظ والصون طول ما أنتم بعيد، وطول ما أنتم هاديين وحلوين، أنا كمان هكون هادي وحلو. لو فكرتم تقلوا بعقلكم معايا، أنتم هتكونوا أول الخسرانين.

رئـ ـيس العصـ ـابة يقف أمامه، يحاول أن يظهر القوة، لكنه يتفجر بالضحك الساخر.:أنت ما ينفعش تسيبني.

يوسف ينظر له ببرود، وكأنه ينظر إلى شخص لا قيمة له.:ليه ما ينفعش أسيبك؟ هو أنا قاري فتحتك وانا مش واخد بالي ولا ايه؟ كلامي خلص. ولو انت حابب تخش في حـ ـرب معايا عرفني.

رئـ ـيس العصـ ـابة يتوتر، يحاول أن يظهر بمظهر القوي.:هزودك في كل عملية هتعملها. ولو عايز، ممكن أخليك شريك كمان بالنص.

يوسف يلتفت إليه، نظراته صارمة كالسيف.:أنا خلاص شغلك وفلوسك ما بقتش لازماني في حاجة. خلينا ننهي الموضوع من غير ما حد فينا يتعـ ـور، فاهمني؟

التوتر يملأ الأجواء، وكل شخص في الغرفة يدرك أن اللحظة حرجة. يوسف، بتلك الثقة الرائعة، يقف كجبل لا يتزحزح، بينما يتقلب رئـ ـيس العصـ ـابة بين الشكوك والتهـ ـديدات.

أحد رجال العصـ ـابة يتحدث بعصبية:ما ينفعش نسيبه يلوح كده بإيده ونسكت. احنا لازم نخلص من يوسف.

رئـ ـيس العصـ ـابة يرد بغضب:ما اقدرش أخلص عليه دلوقتي. الأوراق اللي معاه تخص شغلنا ممكن تمحينا.

أحد أفراد العصـ ـابة يضيف بتحدي:بس يوسف اتمادى، ولازم نوقفه عند حده.

رئـ ـيس العصـ ـابة ينفعل:لازم أخذ كل اللي معاه الأول، يا غبي! قبل ما أفكر أقرب منه. يوسف مش سهل.

أحد رجال العصـ ـابة يستعد لتنفيذ الأمر:أوامرني يا ريس، وأنا أنفذ.

رئـ ـيس العصـ ـابة يأمر بعنف:اخرجوا بره. لازم أفكر، أنا هعمل إيه. اخرجوا بره، مش عايز أشوف حد فيكم!

الجو في الغرفة مشحون بالتوتر، والرجال يتبادلون النظرات، وكل واحد منهم يعرف أن عليهم أن يكونوا حذرين في خطواتهم القادمة.

************************
«في شقة يوسف»
******************
أول ما يدخل من الباب، تجري عليه ميار بحماس:طمني، عملت إيه معاهم؟

يوسف بابتسامة مطمئنة:اهدي، خلاص، الموضوع انتهى.

ثم ينظر لنبيل ويضيف:”أنا سددت كل ديونك للبنوك. دلوقتي تقدر ترجع تمارس شغلك زي ما كنت، بس بلاش تورط نفسك تاني مع أي حد.

نبيل يقترب منه ويحضنه بامتنان، عينيه تلمعان بالفرحة:أنا بجد مش عارف أقول لك إيه يا ابني. ربنا يحميك.

يوسف يشعر بشيء جديد يتغلغل في قلبه، فهذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بحضن الأب، وهو لا يفقه شيئا عن هذا الحضن.

نبيل يبتعد قليلا ويواصل:ما تقولش كده، يا عمي. أنا اللي عايز أعتذر لك على تصرفاتي معاك قبل كده.

يوسف ينظر له، وكلمات الاعتذار تعكس عمق العلاقة بينهما، مما يزيد من شعوره بالانتماء والأمان.

ميار تقترب من يوسف، عينيها تتلألأ بالحماس:خلاص بقى، احنا عايزين نفرح، عايزين ننسى كل اللي حصل النهارده.

نبيل يتدخل برضا:معاكي حق يا بنتي، احنا مرينا بأيام صعبة. يوسف، أنت دلوقتي واحد من العيلة دي.

يوسف يبتسم، لكنه يشعر بشيء من التردد:طيب، بما إن أنا واحد من العيلة، ممكن أطلب منك طلب؟

نبيل، بفضول:طبعا يا ابني، اطلب، عايز إيه؟

يوسف ينظر لميار ثم يقول بجدية:أنا بطلب منك أغلى حاجة عندك، تديهاني، وتكون أغلى حاجة عندي، وتكمل حياتي بيها.

نبيل يبتسم ويشجع:والله يعني الموضوع ده أنا ما عنديش مانع، بس ناخذ رأي العروسة. إيه رأيك يا عروسة، موافقة؟

ميار بخجل، تبتسم: اللي تشوفه يا بابا.

السابقانت في الصفحة 1 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل