روايات

رواية اعمي في النـ,ـور الفصل الرابع بقلم حور طه حصريه وجديده 

رواية اعمي في النـ,ـور الفصل الرابع بقلم حور طه حصريه وجديده 

نبيل يحتضن يوسف وميار معًا، وهو سعيد:ربنا يسعدكم يا أولاد ويحميكم. عايزكم تملوا عليا الدنيا أحفاد!

يوسف بجدية، يتحدث بحماس:إن شاء الله يا عمي، أوعدك إني هحطها جوه عيني وهعيش بس علشان اسعدها.

نبيل بثقة:وأنا متأكد من ده. يلا، عندي شوية حاجات هخلصهم. تكونوا أنتم خلصتوا كل ترتيبات الفرح عشان نفرح بيكم.

بعد خروج نبيل، يجلس يوسف مع ميار، عينيه تتجه نحو الأرض بخجل: ميار، أنا كنت عايز أتكلم معاكي في موضوع. عايزك تعرفي كل حاجة عني.

ميار بابتسامة مشجعة:أنا أعرف عنك كل حاجة، وقبلاك. زي ما أنت، طالما أنت قررت تتغير وتبقى أحسن، فمش هحاسبك على ماضيك .

يوسف بصدق:صدقيني، أنا بقيت إنسان تاني خالص. نفسي أعيش معاكي وأعمل عيلة، وأعيش كل الحاجات اللي كنت محروم منها. بس كمان، أنت من حقك تعرفي أنا كنت عايش حياتي إزاي.

ميار بثقة:مهما كان اللي عشته، ما يهمنيش لأنه خلاص بقى في الماضي. ومع ذلك، لو حابب تتكلم، أنا هسمعك. بس عايزاك تكون فاكر، مهما كان اللي عشته، انا.عمري ما هغير رأيي فيك، أنا عايزة أكمل معاك حياتي.

يوسف بتردد، يشعر بالخجل: قبل ما أعرفك، كنت إنسان عايش بدون هدف. كنت بعمل كل حاجة غلط ممكن تتخيليها أو حتى ما تتخيليهاش. كنت
بستحقـ ـر البنات اللي كنت ببات معاهم. يعني أنا شخص كان بيتعامل مع الست عشان يشبع رغبته وبس. أخدت آباء كتير من وسط ولادهم ويتمتهم. اشتغلت في السـ ـلاح وفي المخـ ـدرات.واي حاجه وسخـ ـه ممكن عقلك يتخيلها انا اشتغلت فيها

ميار: ده ماضي مؤلم، لكنك مش لوحدك. الكل عنده أخطاء، واللي يهم هو إزاي هتتعامل مع الماضي ده.

يوسف: أنا عارف. بس ساعات بحس إني مش هقدر أتحرر من اللي عملته. الجـ ـروح دي عميقة.

ميار: الجـ ـرح ممكن يلتئم، بس محتاج وقت ومجهود. وده جزء من رحلتك عشان تبقى إنسان أحسن.

يوسف: يمكن، لكن كان عندي قناعة إن ده هو الطريق الوحيد للحياة. دلوقتي، بحاول أفتح صفحة جديدة، بس الشكوك بترجع تاني.

ميار: حاول تشوفها كفرصة. إنت دلوقتي معايا، وعايز تتغير. ده اللي يهم.

يوسف: بس عايزك تعرفي إن الماضي مش سهل نسيانه. كأن في كابوس مستمر في ذهني.

ميار: الماضي هيكون دائما جزء من حياتك، لكن إنت مش مضطر تعيش فيه. خلي عندك امل، وخلينا نكتب مستقبلنا سوا.

***********************
في حفل زفاف يوسف وميار، جلس الجميع وسط أجواء من البهجة والفرحة. كانت الألوان تملأ المكان، والضحكات تتعالى من كل زاوية، كأن السعادة قد حلت بأجنحتها عليهم مثل الطيور التي تحلق بحرية. أُضيئت العيون بلمعان الفرح، وتبادل الأصدقاء والأقارب الابتسامات الدافئة، والكل يتمنى للثنائي حياة مليئة بالحب والسعادة.

إبراهيم: أنا مش قادر أصدق، إزاي تأمن على بنتك مع واحد زي يوسف ده؟ أنت أكتر واحد عارف ماضيه عامل إزاي، ده مجرم. إزاي هتأمن على بنتك مع واحد زي ده؟

نبيل، بنظرة ثقة: أنا عايز لبنتي راجل يحميها، ويوسف هو الوحيد اللي قدر يحميها رغم كل عيوبه.

إبراهيم بعقلانية: مش معنى إنه حماكم مرة إنه شخص نقدر نثق فيه.

نبيل: كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون. الولد فعلا اتغير، وكل اللي محتاجه فرصة عشان يطلع الإنسان النظيف اللي جواه. وربك من فوق بيسامح، أنا مش هسامح؟

إبراهيم، بتفكير: مش عارف أقول لك إيه، بس يا ريت تخلي بالك. التغيير مش بيحصل في يوم وليلة.

نبيل بابتسامة، وهو يبصّ ليوسف وميار: لو قدرت تشوفهم بنفس العين اللي شايفهم بيها دلوقتي، هتفهم إن يوسف اتغير ومستحيل يرجع زي الأول.

إبراهيم بتنهيدة: أتمنى إنه يكون الشخص المناسب لبنتك ويكون قد الثقة.

***********************
في الزاوية، كان يوسف يحدق بميار بابتسامة عميقة، وكأنها نجمته المضيئة وسط الحضور، بينما تبتسم هي بدفء يذيب القلوب، ونظراتهما المتبادلة تنطق بالوعود الصامتة والأحلام المنتظرة.

يوسف، وهو جالس جنب ميار بابتسامة: أنا مش مصدق إننا خلاص اتجوزنا وإنك بقيتي مراتي.

ميار، بضحكة صغيرة ولمسة حبّ على خدّه: لا، صدق! يعني خلاص هفضل جنبك طول عمري، مش هسيبك.

يوسف، وهو يقبّل إيدها بحنان: أنتِ مش متخيلة اللحظة دي… ما كانتش حتى في خيالي، كنت متأكد إنها بعيدة ومستحيل تحصل.

ميار بابتسامة حبّ: بس حصلت. مفيش حاجة مستحيلة لو عايزينها من قلبنا.

يوسف يمسك إيديها، ويقوموا يرقصوا بين الناس: يلا نفرح. مش عايز عيني تبعد عنك تاني.

ميار فرحانة: طيب، أنا معاك، ما تخافش. مش هسيبك.

وفجأة تسمع طلقـ ـات، والكل في ذهول…

ميار في رعب: يوسف! لا!

يتساقط يوسف على الأرض وسط دمـ ـاءه، الكل جري من الخوف والرعب.

نبيل بجوارهم، الدموع تسيل من عينيه: “ديوسف… ابني.

ميار تحتضن يوسف، رأسه على حجرها ودموعها تنزل بغزارة: لا، يوسف! أنت وعدتني إنك مش هتسيبني. بابا، اعمل حاجة!

نبيل ينظر لها بحزن، عارف إن النهاية قربت.

يوسف، بأنفاس متقطّعة، ابتسامة ضعيفة على وجهه: ميار، لما كنت في الظلمة، كنت ضايع. كنت تايه في الدنيا، كل حاجة كانت غامقة، كنت عايش بلا هدف. بس إنتِ… دخلتي حياتي كالنور. اضئتي كل ركن جوايا كان مظلم.

ميار، وهي تحاول تمسك دموعها: لا، يوسف، ما تتكلمش كده. أنت هتقوم وهتفضل معايا. لازم تبقى معايا.

يوسف، بنظرة حبّ، عينيه تلمع ببقايا حياة: إنتِ النور اللي كان دايما غايب عني، اللي بيخليني أشوف الدنيا بشكل مختلف… حتى وأنا أعمى. حبيتك من أول لحظة، وكل لحظة معاك كانت حياة.

ميار، تمسك إيده بشدة: يوسف، أرجوك، ما تسيبنيش. إحنا عدينا كل حاجة صعبه مع بعض، وهنعدي من دي كمان .

يوسف، بصوت خافت: أنا عشت عمري كله ضايع… لكن معاك حسيت إني إنسان. إنتِ أغلى حاجة عندي، كل اللي عايزه… إنك تفضلي قوية.

ميار، تبكي بحرقة: يوسف، أرجوك ما تسيبنيش. إحنا كنا هنكمل حياتنا مع بعض.

يوسف، بأخر أنفاسه: أنتي زي النجمة في الليل. وجودك بيخليني أشوف الحياة بشكل أحسن. فيكي شجاعة تجيب النور حتى في ظلمه الليل ..لازم تعرفي… إن حبي ليكي كان أكبر من أي حاجة. حتى لو كنت أعمى، كنت شايفك في قلبي. عيشي حياتك، وكوني سعيدة… لأجلي.

وتنهمر دموع ميار على وجهه، تحاول تسترجع كل لحظة جميلة عاشوها سوا، في اللحظة اللي بتفارق فيها أنفاسه الأخيرة.

*************************
في ظلامي أبحث عن نورك،
عن دفء حضورك في أيامي،
أعمى كنت، لكن معك،
الحياة تلوح كأحلامي.

كنت هاربا من ماضي الأليم،

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل