
أكرم بصوت صادق وملئ بالعاطفة: زهرة الحب مش هيكون حجيجى لو ماكناش مستعدين نواچه كل حاچة عشانه. آنى بحبك ومش هجدر أتخيل حياتى من غيرك دا آنى مصدجت لاجيتك.
مسحت زهرة دموعها بظهر يدها وأغمضت عينيها للحظة وكأنها تحاول اتخاذ القرار وقالت…
زهرة: لو كنت فعلاً بتحبنى هتواچه أبوك وهتحارب عشاننا آنى مس هجدر أعيش فى الضل طول حياتى ياأكرم وعمرى ماهجبل إنى أحط راس ابوى فى الطين عشان ارضيك ابوى غالى عليا حتى لو هو السايس هيفضل مجامه عالى واتشرف بيه جدام البلد كلاتها.
احتضنها أكرم برفق، وكانه يريد ان يمنحها الامان التى تفتقده وقال….
أكرم: هعمل اكده يازهرة مهما كان التمن آنى مش هسيبك واصل.
أغمضت زهرة عينيها وسمحت لنفسها بالاستسلام للحظة لتشعر بصدق كلماته وتنهدت قائلة….
زهرة: آنى معاك ياأكرم بس أوعاك تخذلنى أو تجهر جلبى لان ساعتما مفيش حاچة هتخلينى اسامحك فاهمنى ياابن الناس.
ظلت تلك اللحظة مشحونة بالعاطفة والخوف من المجهول، لكنهما يقرران مواجهة الصعاب معا بغض النظر عن التحديات التى تنتظرهما.
عاد اكرم من الاسطبل وذهب الى المنزل فوجد سما تجلس بالحديقة شاردة يبدو على معالمها الحزن كنا انها فقدت الكثير من وزنها واصبحت ملامحها منطفئة فاقترب منها بهدوء حتى لايفزعها وتنحنح بهدوء لتشعر بوجوده….
أكرم بابتسامة : كد اكده الجمر والنچوم شاغلة تفكيرك يامرت ابن عمى.
سما بابتسامة باهتة: ازيك يااكرم اتفضل اقعد.
اكرم: مالك ياام نچمة شايفك حزينة هو راغب مزعلك فى حاچة جوليلى وآنى أچيبلك حجك منيه.
سما: لا ابدا مفيش حاجه انا كويسة اطمن لكن شكل كدا انت اللى فى حاجة عندك عاوز تقولها اتكلم انا سمعاك.
أكرم بتردد: دايما خبرانى اكده ياام نچمة.
سما بثقة: زهرة مش كدا؟!
شعر كرم بالحيرة تجاه مشاعره لزهرة واراد نصيحة سما فطالما وقفت بجانبه فى كثير من المواقف وقامت بارشاده للقرار الصحيح.
اكرم بصوت هادئ وهو يتطلع الى الزهور بالحديقة: آنى مش عارف اعمل ايه ياام نچمة آنى بحب زهرة بس فى نفس الوجت عارف ان ابوى مش هيوافج.
ابتسمت سما بحنان ووضعت يدها على يده برفق وربتت عليها وهى تقول: ياأكرم الحب مش سهل خصوصا لم تكون العيلة ليها تقاليدها وأفكارها بس لو كنت متأكد من حبك لازم تقاتل وتحارب عشانه.
تنهد إكرم ومرر يده فى شعره بحيرة وقال: لكن آنى لو حاولت أواچه ابوى هيتخانج معاى وممكن يخرمن من كل حاچة زهرة مش زى باجى البنتة وآنى مش عاوز أضيعها من يدى.
سما وهى تبتسم بهدوؤ وتحاول منحه الشجاعة: اللى بيحب بجد بيضحى الحب مش دايما سهل لكنه يستاهل لو بتحب زهرة ماتبهاش تضيع منك بس خلى قلبى صافى واختار الطريق الصح.
نظر لها اكرم بامتنان وهو يشعر بالراحة فى كلماتها: هحاول بء آنى محتاچك تكونى چارى زى ماكنتى دايما.
سما وهى تبتسم برقة وتمسح دمـ,ـعة صغيرة فرت هاربة: انا دايما هنا ياأكرم مش هسيبك لوحدك فى اى وقت ربنا يعلم انى بعتبرك زى اخويا بالظبط.
بعد ان غادر اكرم الحديقة عائدا الى البيت بقيت سما تجلس هناك تتأمل الزهور بعينين زائغة تتسائل عما اذا كانت نصيحتها قد حملت الامل الذى احتاجه أكرم. فجأة خرج عثمان من الظل حيث كان يقف بعيدا يتأمل كل شئ فى صمت ويستمع الى حديثهما خطواته كانت بطيئة وحذرة وصوته مشوب بمرارة ملحوظة عندما قال….
عثمان بنبرة متهكمة: ماشاء الله بتعرفى تجدم. نصايح وتدعمى الأحبة تفتكرى ان كلامك ده هيغير حاچة؟!
ارتبكت سما عندما سمعت صوته وشعرت بأن الارض تميد تحتها فهى لم تتوقع وجوده فتجاهلته فى البداية، تحاول الحفاظ على هدوئها لكنها كانت تعلم جيدا ان المواجهة حتمية فرفعت راسها لتراه واقفا امامها عينيه تشتعلان بالحزن والمرارة.
سما بتنهيدة ثقيلة: عثمان! مكنتش اعرف انك هنا، مش من حقك تحكم عليا دلوقتي انت متعرفش الظروف اللى كنت فيها.
اقترب عثمان خطوة اخرى وكانت ملامحه يسقط عنها قناع الهدوء الذى حاول جاهدا الحفاظ عليه.
عثمان بمرارة واضحة: اااه الظروف… دايما فى حچة عنديكى مش اكده؟! حچة عشان تتخلى عنى وتسيبنى حچة خلتك تروحى تعيشى فى ضل أخوى، أخوى اللى سرج من كل حاچة كتى فين لما روحت السچن؟ لما اتهمونى ظلم؟ لما كنت بصرخ وأجول آنى برئ؟ كنتى مع مين؟ مع اللى خد حياتى كلها وباعها مع اللى خلانى أعيش المرار طول الخمس سنين اللى فاتوا، خمس سنين ياسما.
كانت كلمات عثمان كالسياط تضرب روحها بلا رحمة حاولت ان تحتفظ برباطة جأشها لكنها شعرت بأن الذنب يخنقها.
سما بصوت مختنق: ماكانش عندى خيار تانى ياعثمان كنت مضطرة اعمل كدا عشان نجمة كنت فاكرة انك مش هترجع تانى وان حياتنا خلاص انتهت غصب عنى استسلمت ماكنتش قادرة اعمى غير كدا.
ضحك عثمان ضحكة قصيرة مملوءة بالالم ثم هز رأسه وكأنه يسخر من كلامها…
عثمان بحدة: كنتى مضطرة تتخلى عن حب عمرك وتروحى تعيشى مع اللى غدر بيه انتى ماكنتيش بتحمى نچمة انتى كنتى بتحمى نفسك من مواچهة الحجيجة.
بدات دموعها تتساقط وتحاول ان تدافع عن نفسها ولكنها كانت تشعر بالعجز امام لهيب الاتهامات.
سما بصوت منكسر: ماتعرفش ازاى كان صعب عليا كل يوم اشوفك قدامى ومعرفش حتى اتكلم معاك قلبى اتحرق اكتر من مرة ومش عارفه اعيش بضمير مرتاح من ساعة ماخرجت من السجن.
اقترب عثمان منها وبعيناه مزيج من الغضب والالم ونبرة تفيض بالمرارة.
عثمان: لو كان فى ضمير فعلاً مكنتيش حطيتى يدك فى يده آنى كان ممكن اسامحك لكن لما افتكر انك اللى اخترتى تسيبينى فى السچن وتتچوزى أخوى بجيت مش جادر حتى اتطلع فى خلجتك آنى مش جادر اسامحك واصل آنى مش هطلب منيكى حاچة بس عمري ماهنسى انك خذلتينى.
تركها عثمان ورحل تاركا سما تغرق فى صمـ,ـتها فى عاـ,ـصفة من الندم والدموع بينما كانت كلماته الاخيرة ترن فى اذنيها كجرح لن يندما ابدا.
يتبع