
طرق عثمان الباب ودخل اليهم ووجه حديثه الى الخادمة….
عثمان: انزلى انتى وآنى هوكلها بيدى.
نجمة بتردد وهى تتمسك بالخادمة: لا دادة هى اللى هتأكلنى.
نظر لها عثمان وهو يشعر تجاهها بشئ غريب وكأن شيئا ما يجذبه نحوها لكنه لا يعرف السبب فجلس على ركبتيه وجذبها برفق من يدها ونظر لها بابتسامة حانية يحاول بها ان يكون وديا وهو يقول…
عثمان: ازيك يانچمة هو انتى ليه مش عاوزة تاكلى الوكل بتاعك؟
نجمة بتردد: انا مش جعانة دلوقتي انا عاوزة العب.
عثمان بحنان: بس انتى لازم تاكلى الاول وبعدين ابجى العبى كيف مابدك.
نجمة: خلاص هخلى دادة تاكلنى.
عثمان: انتى ليه بتبعدى اكده وماسكة فى الدادة ليه هو انتى خايفة منى ياحبيبتى؟
نجمة بخوف: انا مش عاوزة اتكلم معاك.
عثمان بعدم فهم: ليه ياحبيبتى مش عاوزة تتحدتى وياى هو آنى زعلتك فى حاچة دا آنى عمك صحيح انتى متعرفنيش زين لانى كنت مسافر لما اتولدتى بس ادينى رچعت اهو وحابب اتعرف عليكى مش يمكن نبجى أصحاب.
نجمة وهى تنظر للارض وتشعر بعدم الراحة وتحاول تجاهل نظراته: مش هينفع نبقى أصحاب عشان انت وحش بابا قالى انك عملت حاجات وحشة.
شعر راغب بالألم وهو يسمع كلماتها وسب راغب فى نفسه لانه هو الذى زرع تلك الافكار فى عقلها الصغير فتنهد وحاول رسم الابتسامة وقال بصوت دافئ….
عثمان: أنا عارف انك سمعتى عنى حاچات مش زينة بس انا مش عايز منيكى غير انك تدى لنفسك فرصة تشوفينى كيف ما أنا مش زى ما اتحكالك عنى.
تظل نجمة صامتة للحظات، ثم ترفع رأسها بحذر وكأنها تحاول أن تفهم من يكون هذا الرجل فقالت بتساؤل…..
نجمة: هو انت ليه رجعت؟ ليه ما فضلتش بعيد؟!
تنهد عثمان وهو يحاول أن يعبر عن مشاعره بشكل صادق: رچعت عشان فى حاچات لازم تتصلح… حاچات غلط حصلت وآنى كنت بعيد.
ثم التفت للخادمة واشار لها بعينيه ان تخرج من الحجرة وأخذ نجمة واجلسها على بجواره وبدأ فى اطعامها وتحدث معها بحنان….
عثمان: تعرفى انك شبه مامتك جوى حتى حديتك زيها بالظبط.
نجمة: يعنى انا حلوة زى مامى.
عثمان: انتى أچمل نچمة شافتها عنيا.
نجمة وهى تشعر بالحيرة، لكنها تجد فى صوته شيئا يجعلها تشعر بالأمان: يعنى انت مش هتسيبنا تانى ياعمو؟!
عثمان وهو يبتسم برفق ويشعر بالارتباك من مشاعر غريبة تملأ قلبه تجاهها: مش هسيبك واصل حتى لو آنى مش چزء من حياتك، هفضل دايما موچود علشانك.
فى تلك اللحظة يشعر عثمان بشئ من الأمل على الرغم من عدم معرفته بحقيقة نجمة. كان قلبه يخبره بأن شيئا خاصا يجمعهما لكنه لايستطيع تحديد ماهو بالضبط.
مرت الايام على ابطالنا فكان عثمان يتقرب كل يوم من نجمة كما انها اصبحت شديدة التعلق به، اما راغب فكان الغل والحقد يأكلان قلبه لعدم استطاعته الوصول لقلب سما وشعوره بارتباط نجمة بعثمان وخوفه من ان يفقدها يوما ما اما سما فحدث ولا حرج فقد كانت تعيش حرفيا فى الجحيم فحب عمرها امامها يوميا ولاتستطيع محادثته ولا النظر فى عيونه. كم تمنت لو ترتمى بين أحضانه فتلقى هموم الدنيا عن عاتقها كان قلبها يكتوى بالنار حينما تراه يلاعب نجمة وهو لايعلم بانها ابنته وفلذة كبده، كانت تشعر بالقهر والذل كلما اقترب منها راغب.
اما الان فحان الحديث عن فرد آخر من أفراد العائلة وهو أكرم صالح البحيرى ذلك الشاب البالغ من العمر ثمانية وعشرون والذى كان قلبه يتراقص طربا بعشق زهرة ابنة السايس الخاص بهم ففى احدى الامسيات دخل اكرم الاسطبل يبحث عن لحظة هدوء بعيدا عن البيت، فوجد زهرة هناك تعمل على تنظيف احد الخيول. حملت تلك اللحظة التى جمعت بينهما توترا خفيفا فكلاهما يشعر بمشاعر قوية تجاه الاخر لكنهما يتجنبان الحديث عنها بسبب العوائق العائلية.
حاول أكرم كسر الصمت فتحدث بهدوء قائلا….
أكرم: كيفك يازهرة مكنتش متوجع اشوفك اهنه كنت فاكر انى هبجى لحالى لان مش بعادة تاجى اهنه دلوكيت.
التفتت زهرة نحوه وهى تحاول الحفاظ على هدوئها وتحدثت قائلة….
زهرة: آسفة لو كنت ضايجتك بس حدايا شغل كتير النهاردة والحصان محتاچ رعاية خاصة.
شعر أكرم بأن عليه التحدث أخيراً عن مشاعره فاقترب منها ببطء وقال…..
أكرم بنبرة حانية: مضايجتنيش… بالعكس آنى كنت عاوز اتحدت وياكى يازهرة وبصراحة مش هلاجى فرصة تانية أحسن من دى عشان أجولك على اللى چوايا.
توقفت زهرة عن العمل، ونظرت إليه بعينيها الداكنتين بقلق وخوف من المجهول وقالت بتوتر…
زهرة بتوتر: عاوز تجول ايه يااكرم؟!
اخذ اكرم نفسا عميقا واستجمع شجاعته للتحدث وقال: آنى عارف إن كل حاچة معجدة بيناتنا… العيلة والتجاليد، وأبوكى اللى بيشتغل عندينا، بس آنى مش جادر أبعد عنيكى يازهرة.
شعرت زهرة بمزيج من الحيرة والفرح، وحاولت اخفاء ابتسامتها المرتبكة وتحدثت بتردد قائلة…
زهرة بتردد: انت مش فاهم ياأكرم… اللى بتجوله ده مش هينفع. عيلتك مش هتجبلنى أبداً وابوك هيكون اول واحد يعترض ماهو مش معجول زينة شباب عيلة البحيرى ياخد بت السايس.
أكرم بصوت ملئ بالاصرار وهو يقترب منها ويمسك يدها برفق: آنى مش هسيب حاچة تجف بيناتنا حتى لو كان ابوى انتى مش مچرد بت السايس انتى عندى اكتر من اكده بكتير.
زهرة وهى تتراجع ببطء وتبتلع دموعها وتشعر بالخوف من المستقبل: أكرم آنى بحبك… بس خايفة من اللى هيحصل لو عرفوا اللى بيناتنا ده.