روايات

رواية ورد الحته الفصل الثانى بقلم الكاتبه نورا نبيل حصريه وجديده 

رواية ورد الحته الفصل الثانى بقلم الكاتبه نورا نبيل حصريه وجديده 

حسن في اللحظة دي كان قادر يدفنه في مكانه، بس لا… سيد عاوز كده، عاوزه ينفعل، عاوز المشاكل تكبر أكتر.

حسن أخد نفس عميق، وبصله نظرة وعد… نظرة معناها إن الموضوع لسه مخلصش.
أما ورد، فكانت واقفة مكانها، الدموع محبوسة في عينيها… وعقلها بيصرخ بسؤال واحد:
إزاي هتطلع من المصيبة دي؟!
الحارة كلها كانت مقلوبة، الهمس والوشوشة شغالين، وكل واحدة من الستات عاملة نفسها عارفة الحقيقة. ورد واقفة وسطهم، رجليها مش شايلينها، والدم في عروقها بارد. إزاي؟ إزاي الكلام ده بيتقال عليها؟
سيد، اللي كان واقف بعيد ومبسوط باللي حصل، رفع حاجبه وقال بسخرية:
“إنت بتدافع كده ليه يا حسن؟ لو مظبوط اللي بيتقال، يبقى ردك ده…”
حسن لف ناحيته بسرعة، وخطواته كانت تقيلة وهو رايح عليه. الناس بعدت، وكأنهم عارفين إن اللي جاي مش سهل.
“لو مظبوط؟” حسن قالها بصوت واطي بس كان زي السكين.
سيد ابتسم ابتسامة جانبية، ولسه هيتكلم، بس حسن قاطعه:
“أنا ممكن أعدّي غلطتك دي، بس أوّل ما تفتح بُقّك بكلمة تانية، ساعتها مش هرحمك.”
سيد ضحك ضحكة مستفزة وقال:
“شكلها تهمك أوي…”
حسن كان خلاص، أعصابه وصلت لآخرها، وقبل ما سيد يكمل كلمته، كانت قبضة حسن في وشه، وقبل ما حد يقدر يستوعب اللي حصل، سيد وقع على الأرض، والدم نازل من شفته.
الحارة كلها شهقت، والناس وقفت مكانها، مستنية تشوف اللي هيحصل بعد كده.
ورد بصت لحسن بصدمة، مش عارفة إيه اللي ممكن يحصل تاني، بس كانت متأكدة من حاجة واحدة…
الليلة دي مش هتعدي على خير.
سيد مسح الدم اللي نازل من شفته، وبص لحسن بنظرة كلها غضب وحقد، بس برضه كان فيه لمعة غريبة في عينه… كأنه كان مستني اللحظة دي.
وقف على رجله وهو بيضحك ضحكة مستفزة، وقال بصوت مليان خبث:
“أهو كده، هو ده حسن اللي نعرفه… راجل الحارة اللي بيمد إيده أول ما حد يتكلم!”
الناس بدأت تتهامس تاني، وكأنها لقت حاجة جديدة تتكلم عنها، بس حسن ما كانش مهتم بيهم. كل تركيزه كان على سيد، اللي واضح إنه مش ناوي يسيب الموضوع يعدي.
“إنت عارف إني ما بضربش حد من غير سبب.” حسن قالها بصوت هادي، لكنه تقيل كالصخر.
سيد ابتسم وقال:
“وأنا قلت حاجة؟ بس يا خسارة… شكلك وقعت في اللي أنا عاوزه بالظبط.”
حسن رفع حواجبه،بغيظ وحسّ إن فيه حاجة غلط. سيد عمره ما كان غبي، ولو هو مستفزه بالشكل ده، يبقى أكيد مخبي حاجة.
وفجأة، واحد من العيال اللي شغالين مع سيد دخل يجري وسط الزحمة، ووشه مليان هلع وهو بيقول:
“سيد! البيت عندك فيه ناس بتكسره!”
الناس كلها لفّت، وسيد اتصدم للحظة، قبل ماياخد نفس عميق ويجري ناحيته، بس وهو بيعدي من جنب حسن، همس له بكلمة واحدة:
“لعبت معايا… لعبت معاك.”
حسن فهمها فورًا. سيد كان عارف إنه هيضربه، وكان مجهز الرد من قبل ما يحصل. بدل ما يرد الضربة بضربة، قرر يوقع حسن في مصيبة.
ورد كانت لسه واقفة مكانها، مش قادرة تفهم كل حاجة بتحصل بسرعة كده. بصّت لحسن، لقت وشه متغيّر وعينيه فيها غضب مميت.
صابر قرب منه وقال بصوت واطي:
“واضح إنه مش هيهدى، وإنت دلوقتي بقت عندك مشكلة أكبر.”
حسن ضم ايده بغضب وسأل:
“إيه؟”
صابر زفر وقال:
“الحارة كلها شافتك بتضربه، ولو حصل له حاجة في بيته… الكل هيقول إنك السبب.”
حسن حرك رقبته، وكأنه بيحاول يهدّي الغضب اللي جواه، قبل ما يقول بجملة واحدة بس:
“مش هسيب حقي، ولا هسيب ورد في القذارة اللي عملها سيد.”
…بإستفزاز، لكن حسن ما استناش، قرب أكتر وقال بصوت واضح قدام كل اللي بيتفرجوا:
“ورد شريفة وبنت ناس، واللي يشكك في ده، يبقى بيشكك فيا أنا كمان.”
الهدوء نزل على المكان، لكن التوتر كان واضح في العيون. سيد لسه محافظ على ابتسامته، بس في لمعة غيظ في عينه. حسن ما ادّلوش فرصة يرد، كمل بصوته القاطع:
“وأي حد هيتكلم عنها تاني، هيتكلم معايا الأول.”

بص حواليه، والتفت ناحية ورد اللي كانت وشها محمر من الغضب والإحراج، لكن في نفس الوقت، عنيها كان فيها لمعة امتنان وخوف. خوف من اللي جاي، وامتنان لأن حسن ما سبهاش لوحدها في المواجهة دي.

يتبع

 

انت في الصفحة 2 من 2 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل