
في المساء
طرقت رزان باب غرفة مكتب جدها ودلفت الا الداخل لتجد وسام هناك ابتسم ما ان رأها … ابتسمت له وهي تجلس عل الكرسي المقابل له …
ترك وسام الملف الموجود بين يديه واخذ يتأملها كانت تبدو متوترة من امر ما …
” مالك يا رزان عاوزة تقولي حاجة …؟!”
تسائل وسام بجدية لتجيبه رزان :
” انا عاوزة اشكرك يا وسام لولاك مكنتش خرجت براءه … ”
“متقوليش كده يا رزان احنا ولاد عم يعني دم واحد
تطلعت رزان اليه بصمت بينما أردف متسائلا :
” بقيتي احسن دلوقتي ..؟”
” بحاول استوعب كل اللي حصل بس مش قادرة …”
قالتها بالم ليتنهد وسام بصمت ثم يقول :
” عارف الموضوع صعب بس لازم نتقبله …
امال سالي تعمل ايه …؟”
“وسام انا عاوزة اقولك موضوع مهم …”
“ايه …؟”
سألها بقلق لتجيبه بتردد :
” امي رجعت …”
” عارف …”
” عرفت منين …؟!”
سألته باستغراب ليجيبها :
” مهي جت هنا وشافت سالي …”
انتفضت من مكانها قائلة :
” بتقول شافت سالي ازاي تتجرأ وتجي هنا …”
” اهدي يا رزان واسمعي …”
” اهدى ايه هي عاوزة مننا ايه اصلا هي مش اختارت تبعد عننا …”
” عل فكرة الست طلعت مظلومة … ”
” يا سلام مظلومة …”
قالتها بسخرية ليقول وسام بضيق :
“ممكن تقعدي وتسمعي …”
جلست رزان عل مضغ بينما اخذ وسام يسرد لها ما قالته ماجده بعد ان عرفه من مازن …
ما ان اكمل حديثه حتى قهقهت رزان بصوت عالي ثم قالت :
“والمفروض اني اسامحها بعد اللي قالته ده …؟!”
” يا رزان …”
قاطعته :
” ده مش مبرر هي سابتنا سنين طويلة مع جد مفيش فقلبه رحمه تخلت عننا عشا خاطر ابنها … خليها تشبع بيه بقى جايه عاوزة مننا ايه …”
اردفت بعدها قائلة :
“من فضلك انسى الموضوع ده يا وسام وبلاش نفتحه تاني الست دي مكانش ولا هيكون ليها دور فحياتنا …”
قالتها وهي تنهض من مكانها متجهة الا الخارج الا انه استوقفها صوت وسام وهو يسألها :
“تتجوزيني …؟!”
استدارت ناحيته وهي ترمقه بنظرات غير مصدقة :
” العمر مفاضلش فيه كتير يا رزان نتعب نفسنا ليه … خلينا نتجوز …”
” ياريت كان عندي ثقة كفاية فيك يا وسام بس انا بخاف منك …”
قالتها بصدق حقيقي ليقول بجدية :
” نجرب مش هنخسر حاجة مش يمكن خوفك يطلع مش بمحله …”
تطلعت اليه بعدم اقتناع بينما تنهد وسام وهو يدعو ربه ان توافق عل طلبه فهو يريدها ولا يريد شيء اخر غيرها …
بعد مرور اسبوعين اخرين
في المشفى وتحديدا في احدى الغرف الخاصة كانت سالي ترقد عل سرير المشفى بعد ان اجرت العملية بجانبها يجلس مازن ممسكا بيدها … ويجلس حوليها وسام ورزان وريم ووالدة مازن …
كان الجميع يتحدثون سويا بمرح وسعادة فعملية سالي نجحت بامتياز …
سمعوا طرقات عل الباب يتبعها دخول الدكتور محمد مبتسما وهو يسأل سالي عن احوالها لقد اصرت سالي ان يجري هو لها العملية كونها ارتاحت له وبالرغم من معارضة رزان لهذا في بادئ الامر الا انها وافقت عل مضغ خوفا عل سالي …
بعد ان تأكد محمد من سلامتها استأذنهم خارجا وهو يرمي رزان بنظراته المترجيه مما جعلها تلكز وسام في ذراعه …
” فيه ايه …؟”
هتف بها وسام حانقا لتقول له :
” بيبصلي بنظرات غريبة فاكر اني هعطف عليه وعل امه …”
” متبقيش قاسية كده يا رزان …”
قالها وسام بنفاذ صبر لتضربه عل ذراعه قائلة بغيظ :
” انا قاسية ولا انت اللي نحنوح …”
“نحنوح فيه بنت تقول لخطيبها كده …”
قالها بصدمة شديدة بينما أشاحت هي وجهها بعيد عنه …
في هذه الأثناء دلف فادي الا الغرفة فانصدم الجميع حالما رأوه خصوصا بذقنه الطويلة التي نمت …
تقدم ناحية سالي قائلا :
” حمد لله عل سلامتك يا سالي عاملة ايه دلوقتي ….”
” انا بخير الحمد لله انت عامل ايه يا فادي …؟”
“كويس الحمد لله…”
التفت اليهم جميعا قائلا :
” انا جيت عشان اطمن عل سالي واودعكم….”
” تودعنا …”
قالها وسام متسائلا ليجيبه فادي :
” انا قررت اسافر أمريكا واشتغل هناك …”
تطلعت اليه رزان بحزن شديد بينما تسائلت سالي بالم :
” ليه يا فادي متخليك معانا …”
” حابب ابعد شويه وابتدي من جديد …”
اقترب من سالي بعدها وقبلها من رأسها ثم قال :
” سامحيني يا سالي انا مكنتش ليكي الاخ اللي بتحلمي بيه …”
مسحت دموعها وهي تقول :
” عمري مزعلت منك يا فادي انت اخويا الوحيد …”
ربت عل كتفها بحب ثم ودع مازن وأسرته بعد ان أوصاه عل سالي …
” اشوفك بخير يا ابن عمي …”
قالها وسام وهو يضمه بقوةً ابتعد عنه بعدها وتقدم ناحية رزان التي بالكادداستطاعت ان تخفي دموعها
ضمها اليه وقبلها من رأسها ثم ابتعد عنها قائلا :
” سامحيني يا رزان …”
” مسامحاك يا فادي …”
تنهد بارتياح ثم استدار لهم قائلا :
” اشوف وشكم بخير …”
خرج بعدها لتدلف ماجده بدلا عنه انتفضت رزان من مكانها بعصبية وهمت ان تخرج الا ان يد ماجده أوقفتها وهي تقول :
” استني يا رزان استني ارجوكي …”
” المكان اللي انتي فيه انا مليش مكان فيه …”
” سامحيني يا بنتي سامحيني ارجوكي …”
” مقدرش ..”
قبض وسام عل ذراع رزان وجذبها خارج الغرفه بينما تقدمت ماجدة من سالي التي أشاحت بوجهها بعيدا عنها …
انحنت ماجدة ناحيتها وهي تقول :
“حمد لله عل سلامتك يا حبيبتي …”
ثم بدأت في البكاء شعرت سالي بالشفقة من اجلها فاستدارت ناحيتها متسائلة :
” طب بتعيطي ليه دلوقتي …؟”
“سامحيني يا بنتي سامحيني بالله عليكي …”
قالتها وهي تهم في تقبيل يدها لتبعدها سالي فورا وهي تقول بدموع :
” مسامحاكي مسامحاكي يا ماما …”
ضمتها والدتها بقوة ثم جلسا يتحدثان سويا …
بعد حوالي ساعة ودعتها والدتها وخرجت وكذلك والدة مازن وريم …
اقترب مازن منها قائلا بحب :
” وحشتيني …”
” وحشتك ايه منا قدامك طول الوقت …”