
“صحيت من شوية وطلعت لقيت البنات، قعدت معاهم، أنا وآية وملك وهند وهالة مع بعض، تحب أسيبهم واجيلك؟”
حس إنها في جو مبسوطة فيه، فنفى بسرعة: “لا يا روحي، أنا هقوم أفوق كده، آخد دش وأنزل أشوف الدنيا إيه، وأكلمك.”
قفل وبعد نص ساعة خرج ونزل لتحت، بس مكنش في أي حد من أصحابه، ولا بدر، ولا سبيدو، ولا نادر، ولا مروان. الطلبة وقفوه يهزروا معاه شوية، بس برضه محدش فيهم شاف حد منهم.
شوية وظهر مروان، قرب من سيف: “إنت فين يا إبني؟”
رد بتريقة: “أنا اللي فين؟”
ابتسم: “تعال طيب، عايزك في مشوار.”
سيف: “مشوار إيه؟ البنات فين؟ والرجالة فين؟”
مروان: “البنات كلهم في أوضة هند، طلعت ترتاح وكلهم طلعوا معاها. المهم عايزك معايا في مشوار، ينفع ولا إيه؟”
سيف بغيظ: “مشوار إيه؟”
“عايز أجيب ورد لهالة، وأي حاجة تانية ممكن. تيجي معايا؟ هي لسه زعلانة مني من فسخ الخطوبة وبرضه مش مسمحاني، عايز حاجة أخليها تسامحني، قولي أعمل إيه؟”
سيف اتحرك معاه: “معرفش، هي دخلتها إيه؟ أنا عندي ساندوتش شاورما ممكن يحل أي مشكلة. إنت عندك إيه دخلتها؟ لازم تعرف تدخلها منين علشان تحل أي مشكلة.”
مروان فكر: “معرفش لسه، فكرت في الورد. كل البنات بيحبوا الورد، صح؟”
سيف بحيرة: “ممكن. المهم هتخرج بإيه؟ ولا تاكسي؟”
مروان طلع مفاتيح: “طلبت عربية.”
ركبوا، واتصل سيف بهمس بلغها إنه خارج مع مروان. راحوا يشتروا هدية، وإختار معاه بوكيه ورد وسلسلة فيها قلب في النص جواه حرف الـM شكلها رقيق.
بعدها ركبوا العربية وسيف لاحظ إنهم مش في طريقهم للفندق: “يا إبني، رايحين فين تاني؟”
مروان ابتسم: “اصبر، هتعرف حالًا.”
وقف مرة واحدة وخرج عن الطريق، فسيف باستغراب: “وبعدين يا مروان؟ بتلعب؟”
ضحك: “ما تصبر وتبطل أسئلة.”
سيف ربع إيديه بغيظ وانتظر لحد ما وقف: “عطلت ولا إيه؟ كمل لحد ما تغزر بينا في أي مكان في أم الصحرا دي.”
مروان ضحك: “انزل يا عم الصياد.”
بص حواليه، بس ظلمة ومفيش أي حاجة: “انزل فين؟ إحنا وسط اللاشيء.”
نزل مروان، فسيف اضطر يفك حزامه وينزل معاه: “إيه؟ جايين نتأمل النجوم في عز الصحرا؟ يلا يا إبني، مش طالبة هبل على المسا.”
مروان ابتسم: “ما تهدى وتقول هديت؟”
سيف بغيظ: “انت محتاج للحظة تأملية يعني؟ هندرس فيها النجوم والقمر؟ بس محتاج أقولك إن القعدة التأملية دي تقعدها مع خطيبتك، مش معايا. أنا في أماكن تانية أفضل أكون فيها غير هنا.”
مروان بتريقة: “فين يعني؟ وسط الطلبة بتوعك؟ وحشوك طلبتك أوي؟”
سيف اتنهد: “آه، عندك مانع؟ طالبة واحدة وسط طلبتي أفضل أقعد معاها.”
مروان بضحك: “طيب نادي عليها، مش يمكن ترد عليك؟”
سيف بصله، وحس بسخافة. قدامه ظلام تام فكشر، هل ممكن يكون مروان بيحضر لحاجة أصلًا؟ جايبه هنا ليه؟
مروان باصرار: “نادي على حبيبتك، قول يا همس.”
سيف ساكت ومربع إيديه، بعدها اتفاجئ بصوت همس من وسط الظلمة بتتكلم بغيظ: “ما تنجز وتقول يا همس؟ هنقعد الليل كله نستناك تنطق ولا إيه؟”
سيف ضحك: “لا، وإنتِ الصادقة منتظرك إنتِ اللي تنطقي، علشان عارف معندكيش صبر.”
بص لمروان: “أوعى يكون المفروض أمشي ورا صوتها في أم الظلمة دي وأدور عليها؟”
مروان رفع إيده، وهمس ردت: “ولو قولتلك آه، تعال دور عليا وامشي ورا صوتي؟”
سيف طلع خطوة لقدام، بيحاول يستنبط مكانها وسط الظلام، بس مش شايف حاجة.
سمع صوت سبيدو بيتذمر: “لا، ماهو مش هنقعد أم الليل كله في النحنحة دي، نور يا إبني الأنوار دي.”
الأنوار كلها نورت مرة واحدة بسطوع شديد لدرجة الكل غمض عينه لوهلة علشان عنيهم تتعود على النور. اتفاجئ بكمية الناس اللي قدامه اللي نطقوا كلمة “surprise”.
بص لكمية الناس، ميز منهم أهمهم همس اللي شايلة تورته على شكل قلب كبيرة شوية وغنت “Happy Birthday to You”. كررتها مرتين وبعدها بصت لسبيدو: “لا تقيلة ، مش قادرة أكمل.”
الكل ضحك، سبيدو أخدها منها، وهمس قربت من سيف: “كل سنة وإنت طيب، حبيبي.”
سيف شال همس بحب وباسها بخفة كذا مرة: “علشان كده كنتِ مصرة كلنا نطلع الرحلة دي؟”
ابتسمت وهي حاطة إيدها على خده: “كنت حابة أعمل حاجة مميزة لحبيبي.”
رد وهمسلها بابتسامة: “وجودك لوحده كفاية في حضني.”
بص حواليه لكل الموجودين ولكل حاجة بانبهار تام، بعدها ركز على سبيدو: “عرفتي تستعيني بمين، هو الوحيد اللي يقدر ينظم حاجة زي دي بالسرعة دي. استعنتي بحد، صح؟”
همس بهزار: “كويس إنه أخد الخطوة بتاعته بسرعة، لو مكنش خدها مكنتش هعرف اتعامل.”
سبيدو بصلها بذهول، وسيف ضحك وباس همس بحب: “برافو عليكِ بجد.”
سبيدو ما قدرش يسكت: “تصدق إنكم لايقين على بعض، سبحان الله نفس الغتاتة.” قلدهم: “كويس إنه أخد الخطوة… برافو عليك.ِ.”
بعدها علق بغيظ: “إيه البرود ده؟ وبعدين أنا اللي عملت ده كله! بتحضنها هي؟ طيب أنا؟ أنا اللي عملت كل ده!”
سيف ضحك: “أحضنك إنت يعني؟ ولا أبوسك؟”
سبيدو بص له لوهلة، بعدها ابتسم: “لا يا سيدي، ولا تحضني ولا تبوسني، كفاية عليا أختك، أحضنها وأبوسها مش عايز منك حاجة.
الكل ضحك جامد، وسيف بص لهمس: “عرفتي بقى ليه مكنتش عايز أجوز أختي لحد من أصحابي؟ وخصوصًا لواحد لسانه متبري منه؟”
آية قربت منه وهي بتضحك: “سيبك منه، كل سنة وإنت طيب يا حبيبي.”
حضنته جامد وباست خده، وسبيدو قرب عايده هو كمان، بعدها شد آية جنبه. سيف مسك دراعها: “خليكِ جنبي هنا يا روحي.”
سبيدو بص له: “هو إيه ده؟ ما تركز يا عم على اللي في الحتة الشمال، بلاش الطمع هاه؟”
سيف ابتسم بمشاكسه: “أنا طماع فعلًا، أول مرة تعرف عني ده؟”
سبيدو بص لهمس: “ما تشوفي جوزك يا بتاعت خليكِ مسيطرة، ولا السيطرة حلوة على الغير؟ لاحسن ألغي باقي الليلة دي.”
همس بذهول: “إنت بتهددني؟ ده بجد؟ طيب وريني هتلغي باقي الليلة إزاي؟”
سبيدو بص لسيف بدهشة، وسيف ضحك، فبصلها بتحذير: “تحبي تجربي ألغيها بجد؟”
سيف انتظر يسمع رد همس الأول، فقالت بثقة: “إنت مش واخد بالك من حاجة مهمة أوي؟”
سبيدو بفضول: “اللي هي إيه؟ نوريني.”
همس بابتسامة ساحرة لسيف: “إن سيف موجود خلاص. مفيش حاجة تانية تفرق، ومحدش يقدر يعمل حاجة وهو موجود.”
سبيدو بص حواليه بهزار: “واحد كمانجة هنا لو سمحت، وشوية عصافير.”
سيف بصله بضحك: “امشي بقى علشان شكلك وحش أوي، كفاية لحد كده.”
سبيدو مسك دراع آية: “تعالي يا بنتي، أوريكِ القمر اللي مش عارف هو فين.”
سيف كان هيعلق، بس هوليا مسكت دراعه: “سيبهم في حالهم شوية، كل سنة وإنت طيب حبيبي.”
حضنها بحب: “روح قلبي.”
اتكلمت معاه شوية وهو عينه راحت لآية اللي بتضحك جامد على حاجة سبيدو قالها، فابتسم.
هوليا لاحظت وعلقت: “هو حد كويس. بعدين فيها إيه لما يقول تعالي أوريكِ القمر في ليلة مفيهاش قمر؟ عادي يعني.”
سيف ضحك وبص لفوق: “تصدقي فعلًا مفيش قمر ولا نجوم حتى.”
هوليا ضحكت: “إنت مش جوزتهالو خلاص؟ سيبه بقى يسعدها بالطريقة اللي يشوفها مناسبة.”
همس دخلت بينهم: “قوليله، لاحسن ده طابق على رقبيهم بطريقة أوفر.”
أنس جه يسلم على سيف ويعايده هو وبدر، وبتلقائية سألوه عن هند. بدر بص حواليه: “أعتقد راحت عند البوفيه.”
همس بتحذير: “قصدك إنها بتاكل كتير؟ مش بتاكل لنفسها ولإبنك؟ ولا هو…”
بدر قاطعها بسرعة: “هو أنا اعترضت؟ نطقت؟ قلت كلمة؟”
همس ضحكت: “بحسب.”
بدر بص لسيف وبتنهيدة: “قصيرة بس داهية.”
سيف ضحك: “لا تعليق.”
همس بتحدي: “لا، علق. لو عايز تعلق علق.”
سيف مسكها من دراعها وشدها عليه: “ما تهدي شوية؟ إنتِ عاملة زي الفتوة اللي طايح في الكل ليه؟ اهدي وارجعي للكيوته اللي كانت من شوية ومكنتش قادرة تشيل التورتة.”
همس عملت حركات بعنيها وكأنها طفلة بريئة، فأنس علق: “هو في حاجة دخلت في عينك يا هموس؟”
الكل ضحك وسيف رد عنها: “لا يا حبيبي، دي حالة هتروح لوحدها إن شاء الله.”
خاطر قرب من سيف وسلم عليه هو وفاتن، وبعدها ملك ونادر قربوا وعايدوا سيف وهمس.عز وسلوى كمان وصلوا، وكانوا فرحانين بفكرة همس جدًا، وسيف فرح بوجودهم. الطلبة كلها بدأت تقرب على مراحل وبيعايدوا سيف.
الدي جي اشتغل، والكل بيرقص ويتبسط في جو صاخب.
سبيدو شاور لبتاع الدي جي يوقف الموسيقى شوية، وبص لسيف: “دلوقتي ميعادنا نستضيف نجم حفل الليلة، اللي واثق إنه هيفرق معاك وجوده وخصوصًا للي مخططله بعد كده… خمن مين؟”
سيف بص له بترقب ورد: “الدخيلي؟ ده اللي ممكن يفرق معايا وجوده صراحة.”
سبيدو ابتسم وشاور بايده، فالإضاءة ركزت على حد نازل من عربية. كان مؤمن، وسيف راح لعنده وسلموا على بعض وفرح بوجوده.
سبيدو علق: “دلوقتي بما إن الكل موجود، تعالوا نتجنن أكتر.” طلع جنب الدي جي ومسك المايك: “معرفش تعرفوني ولا لأ، بس العبد لله كان أكبر منظم سباقات عربيات وهمية في الشرق الأوسط.”
شاور بيده فصوت عربية عالي قرب منهم، وسيف اتفاجئ إنها عربيته اللامبرجيني. نزل منها واحد من رجالة سبيدو وراح لسيف واداه المفاتيح.
سيف بص لسبيدو باستغراب: “إنت عارف إن محدش مسموح له يركب عربيتي دي ولا يحركها من مكانها؟”
سبيدو شاور على همس: “مراتك اللي جابت المفاتيح، ملناش فيه.”
سيف بص لهمس بعتاب، فهي علقت بدفاع: “كان لازم نجيب علاء الدين أمال هتتسابق بإيه؟”
سيف بصدمه: “هتسابق؟ مين قال إني هتسابق؟”
سبيدو رد عليه: “إنت ومؤمن وأنا، معملناهاش قبل كده، ومعاكم كمان ثلاثة من المحترفين: مارسيليو، ماكس، وبيتر. طلبتهم يشاركوا في سباق ودي، وما تأخروش.”
سيف بتحذير: “السباق برعاية مين يا سبيدو؟ وهيتذاع فين؟”
سبيدو بدفاع: “برعايتي الخاصة، وسباق ودي جدًا، ومش هيتذاع في أي مكان غير هنا.”
سيف بص لمؤمن، فمؤمن وضح: “هو قال فور فن بينا، مش أكتر. معرفش إن في حد من بره جاي يشارك فيه.
سبيدو نزل وانضم لهم: “دول أصحاب، والسباق ودي جدًا.”
همس دخلت في الحوار: “سيف، أنا اللي طلبت منه السباق ده. إنت بتحب ده، فقولت إنت وأصحابك المقربين وسطنا… مش سباق بجد، فيها إيه؟ قلقان من إيه؟”
سيف رد بجدية: “قلقان من الطلبة بتوعي اللي ممكن، أو مش ممكن… أكيد ألاقي بكرة السوشيال ميديا كلها بتتكلم عن السباق الغير مشروع اللي عملناه.”