روايات

الفصل السادس والستون

@”شاطرة إيه؟ هو في حد بيحب حد علشان شاطر؟ هو بيحبها وبس، الحب مش بيتقاله ليه، يعني بالرغم من إني ممكن أدفع عمري كله وآخد حضن منه بس بحب حبهم، زي ما بتتفرجي على فيلم رومانسي وتبقي عايزة البطل والبطلة مع بعض.”
@ “بصي رقته وهو بيمسح على شعرها، عايزة ترفع وشها وتكلمه؟ عنيه عليها هي وبس، عمركم شفتوه بيبص لوحدة تانية غيرها؟ ولا لما يشرح وهي تعاكسه؟ بيبقى هاين عليا أقوم أشوف موبايله بعتتله إيه خلته يبتسم كده ويبقى مش عارف يجمع كلمتين على بعض.”

سبيدو واقف لوحده منتظر آية تروح تسيب موبايل همس عند هند، كان متابعها بعنيه بس نوعًا ما سرحان شوية، قاطعه صوت: “أول مرة أشوفك مع شلة سيف؟”
سبيدو بص لها: “سيف كده؟ بعدين هو إنتِ تعرفي أصحابه كلهم يعني؟”
قربت أكتر منه: “يعني، أعرف إن ده دكتور نادر أخو همس، أعرف أختها وجوزها، بس إنت وجه جديد، أسمع عنك بس.”
سبيدو بفضول: “تسمعي عني؟ سمعتي إيه؟”
اتكلمت بدلع: “سمعت عن دارك ويب وسباقات غير مشروعة، إنت دراع الصياد لأعماله المشبوهة، صح كده؟”
سبيدو بص لها وابتسم بخبث: “برافو عليكِ، أيوه أنا. أنا اللي جبتله فيديوهاتك المشبوهة مع حازم، ومش بس كده، أنا اللي جبتله خالك الحرامي وأنا اللي أخدته عندي في ضيافتي وأنا اللي سلمته بإيدي للسجن. تحبي تعرفي حاجة تانية ولا ده كفاية يا… مايا بكري؟”
دمها اتحرق بس ابتسمت: “إنت بقى اللي صورتلي الفيديو ده؟ بس يا ترى بتعمل ده كله ليه؟ إيه مصلحتك مع واحد زي سيف؟ مش يمكن تكسب أكتر عند حد غيره؟”
سبيدو ضحك: “أكسب أكتر؟ عند مين مثلًا؟ Uncle Dany مثلاً؟ ما تطلعي برا الليلة دي وتعيشي سنك، إيه رأيك؟ إنتِ مش قد الناس دي، ولا إنتِ تبعهم، ولا إنتِ فاهمة أي حاجة في أي حاجة. ما تستمعي بكونك طالبة وتعيشي حياتك وتلعبي مع اللي في سنك؟”
مايا ضحكت: “ما أنا بلعب أهو، مش شرط ألعب مع اللي في سني، المهم ألعب. تحب تلعب معايا شوية؟”
سبيدو بص لها من فوق لتحت باستهزاء: “للأسف، إنتِ مش نوعي المفضل.”
مايا شهقت وقبل ما تتكلم قاطعهم وصول آية اللي حطت دراعها حوالين سبيدو وبصتله بحب: “اتأخرت عليك حبيبي؟”
ابتسم ونفى فسألته: “مين دي؟”
سبيدو لف دراعه حواليها: “حد مش مهم، هيتاخد في الرجلين وخلاص.”
مايا بغضب: “والله لو حد هيتاخد في الرجلين، فأكيد مش أنا، اللي بيتاخد في الرجلين هو الصديق المغفل اللي بيقوم بالأعمال القذرة لغيره.”
آية رفعت نظارتها: “إيه ده؟ تطلع مين دي كمان؟ إيه المصايب دي؟ ما تروحي يا شاطرة تشوفي حد قدك تلعبي معاه؟ مفيش حد هنا ينفع تصطاديه، العبي بعيد، هش.”
مايا بصت لها: “وإنتِ بقى مين؟ نوعه المفضل؟ ولا علشان أخت الصياد بس؟”
آية كانت هتهجم عليها بس سبيدو مسكها: “حبيبتي، سيبك منها، دي عيلة بيتلعب بيها شطرنج ومش فاهمة ولا مستوعبة حاجة، خالها حسام كان ماسك المصنع، فطبيعي يكون ده رد فعلها بعد ما حبسنا خالها، فكك منها.”
آية بصتله بغيظ وبعدين قالت: “طيب، يلا نتمشى شوية؟”
أخدها ومشيوا وهي راقبتهم بغيظ وراحت لأصحابها.

سيف واخد همس في حضنه ومستنيها تفوق وتتكلم معاه. شوية شوية عدلت نفسها بس من غير ما تقوم من حضنه: “ينفع ما تخلينش ألعب حاجات تانية؟ إنت قوم العب معاهم، أنا مش عايزة.”
ابتسم بأسف: “سوري يا روحي، بس ركبنا ألعاب أخطر من دي بمراحل في شهر العسل، وكنتِ مستمتعة بكل لعبة، ليه المرادي؟”
همس بصتله: “مش عارفة، بس مش متحمسة ومش عايزة. قولتلك عايزة أسترخي وبس، تعال ننزل المية الزرقة دي، تعال نتمشى على البحر، تعال نعمل أي حاجة غير ألعاب الأكوا، إيه رأيك؟”
وقف بيها: “تعالي ننزل المية، دي موافق عليها.”
ضحكت ونزلت، وراحوا ينزلوا المية مع بعض. عاموا شوية وابتعدوا عن الشط، بعدها هي استرخت بين إيديه، ولفت إيديها حواليه باسترخاء تام في المية.

سبيدو وآية دخلوا في سباق وسط البحر لحد ما وصلوا لقعدة صغيرة جنبها مرجيحة. آية بحماس: “عايزة أتمرجح يا سبيدو.”
سبيدو: “هو في حد يعمل مرجيحة وسط المية؟”
كانت بتحاول تركبها ومش عارفة لأن مفيش حاجة تمسك فيها ولا حاجة تطلع عليها.
سبيدو مسك المرجيحة: “تعالي أطلعي، همسكهالك.”
آية: “ماهو هطلع على إيه؟ مش ماسكة حاجة.”
سبيدو اقترح: “تعالي، هشيلك.”
حاول يشيلها يرفعها بس الموضوع كان صعب وسط المية، فوقعت فوقه. فجأة مسكها من وسطها: “ما تسيبك من أم المرجيحة دي، واستمتعي بجمال المكان اللي إحنا فيه؟”
بصت لعينيه ودي كانت غلطتها، لأن فجأة هرب الكلام منها، ولقت نفسها ساكتة تمامًا، وأنفاسها اتوترت، وخصوصًا لما همسلها: “وحشتيني.”
قرب من شفايفها وباسها برقة مرة بعد مرة، وكل مرة الرقة كانت بتختفي وبتتحول لنهم ورغبة ملهاش نهاية.
بعد شوية، شدها للمكان المخصص للقعدة وشالها بسهولة. استغربت: “يعني عرفت تشيلني هنا؟ ولا كنت بتستعبط علشان أفضل في حضنك؟”
ضحك: “أعتذرلك يعني علشان أخدتك في حضني؟”
آية كشرت: “كنت عايزة أتمرجح.”
ابتسم: “همرجحك وحياتك إنتِ، بس خلينا قاعدين شوية.”
قعد جنبها، بتردد. هي قطعته لما شدت دراعه علشان تعرف تريح راسها عليه، فلف دراعه حواليها باسترخاء.

ملك ونادر لفوا على كل الألعاب مع بدر وأنس اللي كان مبسوط ومتحمس لكل لعبة جديدة. رجعوا عند هند وخاطر وقعدوا بتهالك. فاتن كانت بتراقب ملك أو ده إحساسها، فاعتذرت: “أنا هقوم أغير هدومي.”
نادر وقف معاها: “أنا كمان، يلا.”
فاتن بتهكم: “هي قامت، إنت لازم تقوم يعني؟ ما تقعد معانا شوية؟”
نادر وضح: “هغير هدومي وآخد شاور وأنزل.”
فاتن كانت هتتكلم بس خاطر وقفها: “روح يا إبني براحتك، عايز تنزل تعال، عايز تريح براحتك، سيبك مننا كلنا.”
نادر ابتسم لوالده وأخد مراته وطلعوا أوضتهم.

سيف طلع من المية مع همس ورجعوا لتربيزتهم. كل واحد قعد على شيزلونج. همس لاحظت أنظار البنات على جوزها فاتعدلت وأخدت تيشرت سيف وادتهوله. بصلها باستغراب: “مش عايز ألبس تيشرتات دلوقتي، اهدي يا همستي.”
قعدت وعنيها على كل واحدة بتبص ناحيته، وهي بتتخيلهم بيتكلموا عنه. لما اتعدل بيتلفت حواليه، سألته بضيق: “بتدور على حد؟”
جاوبها: “آية وسبيدو، مش شايفهم في أي مكان.”
ردت بغيظ: “واحد ومراته بتدور عليهم ليه؟ تلاقيهم قاعدين في أي مكان هادي بعيد عن العيون المتطفلة.”
بصلها لأنه لاحظ نبرة الغضب في صوتها، وقرب منها وقعد على طرف الشيزلونج بتاعها. لما سحبت رجليها سألها: “إيه مضايقك يا همس؟ مش قادر أفهمك.”
بصت لعينيه شوية وبعدها بصت بعيد: “مفيش حاجة مضايقاني، خليك إنت فرحان بعضلاتك اللي بتعرضها دي.”
ضحك لما فهم سر ضيقها وقرب أكتر: “روح قلبي الغيران ده، حبيبتي عيني ما بتشوفش غيرك إنتِ بس، مهتمة باللي حواليكِ ليه؟”
ردت بغيظ: “بص في كام بنت عنيها هتطلع عليك؟ تخيل للحظة إن دول رجالة بيعاكسوني أنا؟”
بص حواليه وفعلًا لاحظ كمية البنات اللي عنيهم عليه. لما تخيلهم رجالة حس بالضيق وشد التيشرت ولبسه: “كده مبسوطة يا روحي؟ هل كده هيمشوا؟”
همس: “يمشوا أو ما يمشوش براحتهم، بس ما اديهمش سبب يقعدوا يتفرجوا عليك.”
سيف شدها قعدها بحيث يبقوا وشهم في وش بعض: “ما تيجي نديهم حاجة تانية يتفرجوا عليها طالما عضلاتي مضايقاكِ أوي كده؟”
بصتله باستغراب: “قصدك إيه؟”
ابتسم بخبث: “قصدي كده.”
باسها بوسة طويلة لحد ما نفسها اتقطع. بعدت عنه تاخد نفسها: “إنت مجنون على فكرة.”
كانت مبتسمة بفرحة، فقال: “ما بيفرقش معايا حد، مش حكاية جنان. تعالي نطلع أوضتنا بقى، الشمس سخنة أوي دلوقتي.”
همس بتلميح: “الشمس سخنة ولا ليك أغراض أخرى؟”
ضحك وهو بيقوم وشدها معاه: “ليا أغراض أخرى، عندك مانع؟”
ضحكت وحضنت دراعه بفرحة. وقفهم مروان وهالة، فسألت هالة همس: “مش هتيجي في مسابقة هتتعمل؟”
همس بصت لسيف اللي رد: “أناعن نفسي هطلع ، إنتِ عايزة تروحي لأصحابك، روحي.”
مروان بص لهالة: “ما تفكك من المسابقة وتعالي نقعد في أي جنب هادي؟”
هالة بتوضيح: “طيب هم متجوزين يقعدوا في أي جنب هادي براحتهم، إنت ايه؟”
مروان بغيظ: “طيب نقعد على تربيزة لوحدنا، بلاش جنب هادي؟”
هالة باصرار: “ما هو من ساعة ما جينا وقاعدين لوحدنا، ننضم للجماعة بقى.”
سيف بتأكيد: “أيوه، انضموا للجماعة، الله معكم.”
أخد همس وطلعوا أوضتهم.

سيف قاعد على الكنبة بإيديه ورا راسه، بيتفرج على همس وهي قاعدة على الأرض قدامه بتلم هدومهم وترصها . بصلها بنظرة فيها خبث وضحكة خفيفة على طرف شفايفه: فاكرة لما رقصتي في فرح أخوكي؟
همس بتقف فجأة وهي متفاجئة: قصدك يوم ما كنت عامل فيها سي السيد ومنعتني أكمل.
سيف بيضحك : أيوة، يومها كنت هتجنن، إزاي ترقصي قدام الناس كده؟
همس بتذكر للموقف وبتحاول تبرر : أنا كنت فرحانة، وبعدين كل البنات كانت بترقص، إيه المشكلة؟
سيف بيشدها من إيدها تقعد جنبه: المشكلة إني مكنتش عايز حد يشوفك غيري.
همس بتحاول تخبي ابتسامتها: وبعدين؟
سيف بيقرب منها شوية هو كمان، عينه متعلقة بعينيها: عايز أشوف الرقصة براحتي من غير ما حد يشاركني فيها.
همس بتضحك وتقوم تقف قصاده، تحط إيدها على وسطها بنظرة كلها تحدي و بنبرة لعوب : يعني دلوقتي حضرتك عايزني ارقصلك ؟
سيف نظراته كلها بتطلب منها ده : اه عايزك ترقصيلي ، وريني المواهب المدفونة .
همس بتضحك، شغلت اغنية نغزة لأحمد سعد ويسرا وبدئت تتحرك مع الإيقاع، وتدلع مع نغماتها ،وسطها بيلف بانسيابية ، وحركاتها واثقة ومثيرة، مش بتتهرب، بالعكس، هي مستمتعة بنظرة سيف اللي بقى قاعد قدامها وهو مائل شوية لقدام، دراعه مستند على ركبته، وعيونه مش بتفارقها.
(الموسيقى بتعلو، وهمس بتزيد في حركاتها، تميل بجسمها بمرونة، شعرها بيتحرك مع كل لفة، وتفضل ترقص قدامه وكأنها بتختبر أعصابه.
سيف بيراقبها وهو مستغرب من احترافها ، عمره ما تخيل ابدا انها محترفة بالشكل ده .
سيف بعد دقيقة، بصوت مبحوح وهو بيتكلم من غير ما يشيل عينه عنها: كفاية كده…
همس بضحكة لعوب وهي بتقرب منه: إيه ده؟ مش كنت عايز تشوف الرقصة؟
سيف وهو بيشدها فجأة من وسطها تخبط في صدره: شفتها… بس لو فضلت مكملّة، غالبًا الرقصة هتنتهي بشكل مختلف تمامًا عن اللي في بالك.
همس بتضحك وهي بتسيب نفسها بين إيديه، وسيف بيطفي المزيكا وهو بيبصلها بنظرة فيها ألف معنى .

سيف صحي من نومه مستغرب هو إزاي نام وفين همس وليه مش في حضنه. نادى عليها، بس مفيش رد. اتعدل، بص لبره، الدنيا بتليل. دور على موبيله ورن عليها، فردت: “أيوه يا حبيبي.”
سألها: “إنتِ. فين يا همس؟ وليه سيبتيني نايم؟”

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل