
حاول يوضح: “مش هينفع، لأن أنا المسؤول يا همس، سواء عن بيتنا أو حياتنا، دي مسؤوليتي.”
رفضت منطقه بإصرار: “أنا رافضة التفكير ده. لو مش هشاركك في مشاكلك وحياتك كلها، فمش عارفة صراحة إيه الحل. بس اللي عرفاه إني عايزة حياة كاملة معاك، كاملة بكل ما فيها. مش عايزة نص حياة. برفض النص حياة. الحياة فرح يوم وهم عشرة، مش عايزة اليوم ده لو هخسر قصاده عشرة.”
سكتت، محبتش تضيف حاجة، وبعد لحظات من الصمت، حسّت إنها مخنوقة وقررت تقوم تقعد مع أصحابها أو إخواتها. بس قبل ما تتحرك، مسك دراعها ومنعها: “شذى بعتتلي رسالة ضايقتني. عايزاني أتنازل عن القضية، وبتقول كفاية فضايح. ده اللي ضايقني. واتهمتني إني خاين.”
بصتله بحدة: “خاين لمين؟ وخاين إزاي؟ إنت محبتهاش ولا ضحكت عليها.”
بضيق رد: “بس خبيت عنها إني بحب غيرها. خطبتها وفي واحدة غيرها في قلبي. خطبت واحدة وأنا بحب غيرها. لو ده مش تعريف الخيانة، يبقى مش عارف هو إيه؟”
سكتت مش عارفة تقول إيه، مش قادرة تنكر إنها شايفة وجهة نظره، ولا عايزة تأيد. الصمت كان سيد الموقف. لاحظ صمتها وحيرتها، فعلق: “شوفتي ليه مكنتش حابب أقولك؟ هتتضايقي وتتخنقي من موضوع أنا أوريدي تخطيته. يعني أنا اتضايقت طول الطريق وحللت الموضوع، ودلوقتي فوقت منه. إنتِ لسه هتبدئي فيه. علشان كده مش بحب أقولك كل حاجة. مش خوفًا منك تعرفي، لكن خوفًا عليكِ. وده فرق كبير يا همس.”
حاولت تعترض، بس عرفت إن عنده حق في كلامه. بهدوء علقت: “لو عايز تتنازل، أنا معنديش مانع ومش هيفرق معايا.”
بصلها باستنكار: “لا طبعًا مش هتنازل. التفكير مضايقني، بس هي عملت كتير، ولازم تتعاقب. همس، إحنا ممكن نقعد نتكلم عن شذى كتير، وممكن نقوم نتبسط. ده قرار مطلوب مننا ناخده حاليًا. جبتينا الساحل هنا، البحر قدامنا، وشكل المية فوق الرائع. فهل هننبسط ولا هنسمح لشذى تضيع اليوم اللي طالعينه؟ قرري يا روحي، هنعمل إيه؟”
أنس بيتلفت بعينيه، فبدر سأله: “بتدور على مين يا أنس؟”
رد عليه بأنظاره الطايرة: “عمو سيف.”
بدر وقف جنبه: “إنت محتاج حاجة منه؟”
أنس هز رأسه: “لا، بس عايز اتسابق معاه. المرة اللي فاتت ما اتحسبتش، اللي اسمها شذى دي قطعت السباق علينا.”
بدر مسك دراع إبنه وخلاه يواجهه: “إنت عارف سيف مشغول إزاي يا أنس، صح؟ طبيعي حبيبي لو عنده يوم إجازة يكون محتاج يقضيه مع مراته، زي ما هي كمان محتاجة جوزها معاها. طالما اختفوا وبعدوا عن الأنظار، فده لأنهم عايزين يكونوا لوحدهم، وما ينفعش أي حد يتطفل عليهم. سيف عمره ما هيكسفك أو يضايقك بكلمة، بس إنت لازم تبقى حساس في الأمور دي. هو هيجي وهيلعب وهينزل المية وسطنا كلنا، ساعتها اعمل اللي إنت عايزه، لكن طالما هو واخد جنب يبقى نسمحله بشوية من الخصوصية اللي هو عايزها.”
أنس بتفهم: “تمام، أنا مفكرتش كده صراحة. حاضر يا بابا، مش هدور عليه. ينفع ألعب في الأكوا لحد ما يظهر؟”
بدر ابتسم لتفهمه: “براحتك يا حبيبي.”
أنس بحماس: “كنت هقولك تعال معايا، بس أكيد إنت وهند محتاجين شوية من الخصوصية دي، خدها واتمشوا شوية لوحدكم.”
فاتن علقت وهي تضحك: “أيوه، قومي اتمشي. المشي حلو ليكِ.”
هند ردت: “هند مش قادرة لا تتمشى ولا تتكلم. خلوني قاعدة هنا باسترخاء، وإنت خد أبوك واقطع نفسه في الزحليقة العالية دي.”
بدر ابتسم: “ما تيجي تتزحلقي معانا طيب؟”
هند ضحكت: “هتلاقيني نازلة في حتة والبيبي في حتة. ده اللي عايزه يعني؟”
باس إيدها بحنية: “بعد الشر عليكم إنتو الاتنين.”
أنس بفضول: “هو ممكن الألعاب دي تضرك يا هند بجد؟”
هند بصت ناحية الألعاب: “أعتقد آه يا أنس، حتى هتلاقي مكتوب عليها تحذيرات للحوامل. خد بابا والعبوا براحتكم.”
وصل عندهم نادر وملك، بيتناقروا على حاجة. ملك قعدت جنب هند: “روح مع أنس، طريقك أخضر.”
هند بصتلها باستغراب: “يروح فين مع أنس؟”
ملك شاورت على الزحليقة: “عايز نطلع نتزحلق، بقوله لا سني ولا لياقتي يسمحولي.”
هند ضحكت وبصت لأخوها: “روح مع بدر وأنس، يلا طريقكم أخضر.”
أنس بص لنادر: “عمو نادر، هو فعلًا الزحليقة دي غلط على هنود وهي حامل؟”
نادر بتأكيد: “طبعًا غلط وممكن تضرها هي أو البيبي. (بص لملك) بس اللي مش حوامل مش غلط عليهم. دي هتنشط الدورة الدموية وهتعلي الأدرينالين عندهم.”
ملك بتريقة: “روح علي الأدرينالين بتاعك براحتك. أدريناليني عاجبني زي ما هو.”
وصل سيف وهمس، وأنس أول ما شاف همس ناداها: “هي هموس البطلة!”
همس أكدت بابتسامة: “أنا بطلة فعلًا، ده لا شك فيه. بس في إيه يا أنوس؟”
نادر شاور على الزحليقة: “تيجي تطلعي معانا الزحليقة دي؟”
همس بصتله بمنتهى السخرية: “طبعًا، ممكن أطلع، وأكيد في يوم من الأيام هطلع. بس حاليًا أنا شايفة الشيزلونج قدامي وبفكر هطلع عليه إزاي من كتر الإرهاق.”
ملك شدت شيزلونج جنبها: “تعالي يا بنتي، مددي. سيبك منهم.”
همس قعدت على الشيزلونج: “أنا واحدة خارجة من امتحانات، مش عايزة غير إني أستجم وآكل وبس.”
أنس بص لسيف: “ما تقول حاجة يا عمو سيف، إنت هتسيبها بجد تفضل قاعدة كده؟”
سيف حط إيده على كتف أنس: “همس يا حبيبي تاخد المرتبة الأولى في الكسل، تعال نروح نجربها، يلا.”
همس رفعت النظارة بتاعتها: “إنت هتروح تجربها بجد؟”
سيف بتأكيد: “آه، تيجي؟”
همس بصت للسلم بتردد: “هتشيلني السلم ده كله لفوق؟ دول يجي تلات أدوار؟”
سيف بص للسلم وبعدها بصلها بابتسامة: “أنا بقول الراحة حلوة ليكِ يا روحي. ارتاحي جنب هند، مش حلو تسيبيها لوحدها.”
نادر علق: “ما تقومي يا ملك. طيب هند وحامل، وهمس خارجة من امتحانات عايزة تستجم، قومي بقى معايا إنتِ.”
همس بصتلها بضحكة: “قومي مع جوزك يا بنتي، ده إنتِ لسه عروسة. ما تبصيش لينا، إحنا قدمنا خلاص.”
سيف بتهكم: “مين دول بالظبط اللي قدموا، هاه؟ هند أختك اللي متجوزة من يجي ستة ولا سبعة شهور؟ ولا إحنا اللي من شهرين تلاتة؟ مين بالظبط؟ حددي.”
همس ردت بثقة: “طالما خلص شهر العسل فخرجنا من حيز العرسان.”
سيف بص لأنس: “يلا، علشان بس الضغط عندي بيعلى اليومين دول بسرعة.”
قاطعه صوت آية من وراه: “يلا فين؟ معاكم؟”
سيف ابتسم وهو بيشاور: “على الزحليقة العالية دي.”
آية تراجعت بسرعة: “الله معكم، هشجع من تحت. سبيدو يطلع معاكم، قلبه ميت.
سبيدو بص لها من تحت نظارته: “مين ده اللي قلبه ميت؟إنتِ عايزاني أطلع أتزحلق وأصوت زي اللي بيصوتوا دول؟”
كلهم ضحكوا وهمس اتعدلت بحماس: “آه، تصدق؟ أنا هصوركم، يلا اطلعوا وأنا هوثق تلك اللحظات في ذاكرة التاريخ.”
سيف بتهكم: “مش كنتِ هلكانة ومفرهدة وعايزة تستجمي وبس؟ خليكِ مستجمة.”
همس قامت: “وأسيب تسجيل تلك اللحظات النادرة؟ قدامي يلا، منك له لها له. قومي يا بنت يا ملك، إحنا هنسيب هند علشان معاها حجتها.”
فاتن اقترحت: “طيب،إنتِ اطلعي مع جوزك وأنا هوثق تلك اللحظات النهارده.”
همس كشرت شوية، بس بعدها ابتسمت: “ست الكل، مش عايزين نتعبك.”
اتحركوا، ونزل أول واحد أنس وبدر، وهمس صورتهم وهما بيصوتوا الاتنين.
فوق، آية وسبيدو وملك ونادر بيتعازموا على بعض مين ينزل الأول. أخيرًا نزلت آية وسبيدو، وبرضه اتصوروا وهما نازلين، خصوصًا إن آية ما بطلتش صويت ولو لحظة. وقعوا في المية الاتنين، وسبيدو بيشدها يعدلها وطلعوا بيضحكوا.
همس ضحكت: “صورتكم وإنتو بتصوتوا.”
سبيدو اتكلم بضحك: “أنا طبلة ودني باظت خلاص، إيه يا بنتي الصوت ده؟”
آية ردت عليه: “اسكت بقى علشان انت ما صوّتش معايا.”
سبيدو بضحك أكتر: “يعني كنت هصوت بس ضحكت عليكِ، أعمل إيه؟ المهم تعالي نطلع تاني، عجبتني.”
آية باستنكار: “لا يمكن، نشوف حاجة هادية.”
همس شاورتلهم: “ملك ونادر أهم.”
كلهم راقبوهم وهما بيصوتوا لحد ما اتقلبوا في المية، والكل بيضحك عليهم.
سيف كان بيشد همس، لكنها رافضة تمامًا. كذا حد من الطلبة اتلموا عليهم، وبنت قربت: “دكتور، أنا ممكن أطلع معاك لو همس مش راضية؟”
سيف بص لها بذهول، وهمس نفس الشيء، بس قبل ما يرد، بنت تانية اتكلمت: “أنا يا دكتور!”
كذا واحدة اتكلمت، وكل واحدة تقول “أنا”، وهمس عندها ذهول.
سبيدو من ورا سيف: “لو مكانك آخد مع كل واحدة لفة.”
همس بصتله بغيظ، وبعدها بصت لآية: “ما تلمي جوزك يا حجة إنتِ.”
آية قربت باستغراب: “هو قال إيه جوزي ده؟”
همس بغيظ أكتر: “بيشجعه على الرذيلة.”
سيف رد بهدوء: “الرذيلة مرة واحدة؟ بعدين، ما هو عنده حق، طالما شريكي مش عايز يبقى شريكي. ده إنتِ لسه من فنتو ثانية قولتي بوق حلو وشركا في المرة قبل الحلوة. تيجي تبيعيني على الزحليقة؟ سيبيني أقلب رزقي بقى.”
بص للبنات بابتسامة: “مين قلبها جامد و…”
همس قاطعته بغضب: “قسمًا بالله ما يحصل. اطلع قدامي يلا.”
سيف ضحك وحط دراعه حواليها: “يلا يا روحي، تعالي.”
همس ادت موبيلها لآية تصورهم وهي طلعت مع سيف: “لو مو*تت، إياك تختار واحدة من بنات الدفعة.”
سيف ضحك جامد وهو بيعلق: “بعد الشر عليكِ يا روحي، إن شالله كل بنات الدفعة، إنتِ لأ.”
ابتسمت بخجل، بس بصت له بخوف: “هو ممكن أقع من الطوق ده؟”
سيف طمنها: “شوفتي حد وقع منه؟”
همس بتهكم: “ما هو هتيجي على قرمط الغلبان.”
سيف بضحك: “لا يا ستي، مش هتيجي على قرمط الغلبان ولا حاجة. يلا، بطلي جبن بقى.”
همس بتأكيد: “حبيبي، قالوا الجبن سيد الأخلاق.”
شدها من دراعها وطلعها معاه لفوق. وهي بصت لفوق، حسّت الدنيا كلها بتلف بيها: “سيف، همو*ت لو نزلت.”
سيف أصر، وهي ركبت مرعوبة، ماسكة بإيديها الاتنين وبتصرخ من قلبها وهي مغمضة عنيها، لحد ما وصلوا للمية واتقلبوا فيها.
سيف شدها من المية، فاتعلقت في رقبته وطالع بيها. حاول يوقفها، بس مسكت في رقبته جامد، فسبيدو شد منه الطوق وهو شالها. دفنت وشها في رقبته، وطلع بيها من المية وهي بين إيديه وشها مخبياه.
نادر قرب منها: “همس، إنتِ كويسة؟”
همس اتكلمت بصوت مخنوق بحيث سيف بس يسمعها: “طمنهم وخدني بعيد.”
سيف بص لهم: “هي كويسة يا جماعة، هتستريح بس شوية.”
شاور لسبيدو يبعد، وآية شاورت بالموبايل فطلب منها تخليه معاها. أخدها وقعد بيها بعيد شوية، وسط أنظار كتير عليهم. حاول يكلمها، لكنها كانت ماسكة فيه جامد، ومش عايزة ترفع وشها من رقبته.
البنت اللي قالتله تطلع معاه ومعاها كذا واحدة: @”يا بختها، بنت المحظوظة.”
@”دي تلاقيها حركة عملتها علشان يحضنها ويبعد بيها.”
@ “على أساس إنها من غير الحركة مش هيحضنها؟ يا أختي دي مراته.”
@”ياه لو أدخل مكانها، آخد الحضن ده بس لو مرة ويم*وتوني بعدها.”
@ “أنا بقى نفسي في ليلة معاه، أخدره وأخدرها وأدخل مكانها أستمتع بيه ليلة كاملة.”
@”أهو الطمع ده وحش، يا أختي كفاية حضن، أنا راضية بحضن
@ “إشمعنى هي حبها يعني؟ بجد ليه؟ هي حلوة ماشي بس مش للدرجة اللي تسحر، معقول علشان شاطرة بس حبها؟”