روايات

الفصل السادس والستون

سبيدو حاول يطمنه: “هيتكلموا عن عيد الميلاد اللي في الصحرا، مش السباق. وبعدين شلة أصحاب اتسابقوا، إيه اللي مش مشروع؟ ده مجرد فن، مش أكتر.”
مؤمن سأل سبيدو: “جبت الأجهزة اللي قلتلك عليها؟”
سبيدو أكد: “طبعًا جبتها.”
مؤمن شرح لسيف: “أجهزة شوشرة، مش هتخلي أي حد في نطاق 2 كيلو يقدر يصور أي حاجة. هنشغلها، فبالتالي كله هيكون مجرد كلام.”
سيف وافق: “تمام، خلاص، أوك، يلا بينا.”

سبيدو أخدهم لباقي المتسابقين، لكن سيف تأخر عنهم لأن همس مسكت دراعه، فهم سبقوه، وهو وقف معاها: “لو مش مرتاح لخطوة السباق، بلاها. أنا قلت دي حاجة هتسعدك.”
ابتسم وحط إيده على خدها بحب: “حبيبة قلبي وروحي وعمري كله، الليلة وهم… كل ما فيها حلو.” أضاف بتردد: “هي فيها عيب واحد بس.”
همس باهتمام: “إيه هو؟”
سيف قرب وهمس لها: “إني مش عارف أقولك بحبك بطريقة تليق بالليلة دي.”
باس خدها برقة، وهي ابتسمت، لكن قبل ما يبعد مسكت دراعه وهمست بخفة: “في هدية خاصة جدًا آخر الليل بيني وبينك، هتاخدها لو فوزت في السباق ده.”
ابتسم وبصلها بحماس: “طيب قوليلي إيه هي؟”
ضحكت برقة: “هتعرفها آخر الليل وإحنا لوحدنا.”
سيف بص حواليه لكل الناس الموجودة: “لوحدنا؟ إنتِ بتتكلمي في ساعات كتير أوي. همس، قولي.”
ضحكت: “إنت عمرك ما كنت فضولي. اصبر على رزقك، روح للناس منتظرينك يلا.”
باس خدها وبعدها راح لصحابه، بس عينه كانت عليها طول الوقت. سبيدو كان بيشرح خط السباق، ولاحظ إن سيف مش مركز فزعق: “عم الحبيب، مش عايز تفوز في السباق ولا إيه؟ ما تركز هنا.”
سيف بص لمؤمن: “الواد ده بيرغي في إيه من ربع ساعة؟”
مؤمن شاور على الخريطة باختصار: “هنمشي على الخط ده لحد ما نرجع، بس كده.”
سيف رد بهدوء: “سهلة أهي.”
سبيدو بغيظ: “أنا غلطان لاهلك، امشي على الخط ده زي ما قالك مؤمن.”
سيف، وهو بيتحرك، رجع لسبيدو وسأله: “هو مش ده خط السباق؟ مؤمن بيشتغلني علشان يفوز؟”
سبيدو رفع كتافه: “إنت مش بتثق فيه؟ بسيطة، روح اتكل على الله.”
سيف بص لمؤمن وبص للمتسابقين الثلاثة وسألهم عن خط السباق. الكل ضحك، حتى مؤمن، فعلق سيف: “والله أبدع لما أطلق عليك لقب الواطي.”
مؤمن بضحك: “هتوصل في الآخر لهنا، صح ولا غلط؟”
سيف بص لسبيدو بغيظ: “هتنطق ولا أخلي الحج عز وهو مروح آخر الليل ياخد باقي العيلة معاه؟”
سبيدو بذهول: “هو إحنا فينا من كده؟”
سيف بتأكيد: “ده أبو كده وأم كده وكده بذاته.”
سبيدو شد الخريطة وشرح خط السباق بالتفصيل، وسيف ركز معاه لحد ما خلص.
كل واحد راح لعربيته، وكل واحد بيهيص مع وقوف العربيات على خط البداية. فجأة، عربية سبيدو وقفت جنبهم، وحدف بوسة لسيف فابتسم وردها.
سبيدو بصوت عالي: “نتراهن؟”
سيف بص لاخته، وبعدها لسبيدو: “لأ، بس يكفيك شرف المحاولة.”
سبيدو: “ولو فوزت عليك؟”
سيف ابتسم وما ردش، ومستعد للسباق. مع سماع صفارة البداية، العربيات كلها انطلقت بسرعة.
همس عينها على عربية سيف، وعقلها بيرجع لها ذكريات بتحاول تكبتها لأنها مش وقتها، لكن غصب عنها، لامت نفسها: إزاي فكرت في فكرة غبية زي دي؟ السباق كان ممكن ياخده منها. توترت وهند قربت منها، مسكت إيدها تطمنها: “مالك يا همس؟”
همس أخدت نفس طويل: “السباق فكرته غبية، صح؟”
هند، وهي بتحاول تهديها، مسكت وشها: “ده مجرد سباق بين أصحاب، مش مخطط له. العربيات كل واحد في عربيته، مفيش حاجة تخوف. ده معاه سبيدو ومؤمن، مش حد غريب.”
همس بتوتر: “والثلاثة التانيين؟”
هند: “مش سبيدو قال إنهم أصحابه؟ مفيش حاجة تقلق يا همس.”
آية قربت منهم بهزار: “طيب، أنا دلوقتي أدعي لأخويا ولا لجوزي؟”
هند ضحكت: “قولي ربنا يوفقهم وخلاص. مش لازم تاخدي جنب. اتعودي تكوني حيادية بينهم، وبجد أوعي تختاري صف لأنك هتخسري الثاني.”
آية بجدية: “حتى لو ميالة لجانب واحد فيهم؟”
هند بجدية : “طبعًا ، لو نصرتي جوزك على اخوكِ فهتخسري اخوكِ ولو العكس هتزعلي جوزك فخليكِ ذكية وافضلي على طول بينهم حياديه واوعي تسمحي لحد فيهم يخليكِ تختاري صف ، من البداية وحطي خطوط وارسمي طريق بينهم بحيث ما يحطوكيش في النص بينهم ، خليهم دايمًا يبعدوكِ عن حواراتهم ويعملولك إنتِ حساب مش العكس ، اخوكِ يخاف يخسرك وجوزك يخاف يخسرك ، الموضوع محتاج بس شوية ذكاء منك في التعامل ، جوزك يحس انه الكون بما فيه واخوكِ يحس انه الكون بما فيه لكن الحقيقة إنتِ اللي مسيطرة وبتحطي شروطك وهما الاتنين بيمشوا عليها . ”
آية ابتسمت وبصت لهمس: “بحسدك إن عندك أخت أكبر منك. ربنا يخليكم لبعض.”
همس بابتسامة: “هند دي أجمل حاجة في حياة أي حد.”
هند بحرج: “هتحرجوني والله.”
هوليا قربت ومعاها طبق فيه جاتوه وحلويات: “هند، سرقتلك دول تتسلي فيهم لحد السباق ما يخلص ونتعشى.”
هند بفرحة: “الله! أنا بحب ده أوي.”
همس ضحكت وبصت لهوليا بحب.

في السباق الكل كان بيتحرك بجنون وسرعة غير طبيعية، لكن سيف لاحظ إن مؤمن وقف على جنب، فاتصل بيه: “مؤمن، في إيه؟”
مؤمن رد بهدوء: “مفيش يا سيف، كمل. كاوتش عربيتي فرقع مش أكتر، مش هكمل السباق.”
سيف مش مصدق: “أرجعلك؟ أو أوقف السباق؟”
مؤمن بإصرار: “يا إبني لأ، مش هكمل. هغير الكاوتش وأحصلكم. سلام، ركز في سباقك.”
قفل الخط وسيف استغرب لأن عربيته ما حصلش فيها أي انحراف أو مشكلة تدل إن كاوتش فرقع، وده معناه إنه إختار يوقف وما يكملش.
موبيله رن، كان سبيدو: “مؤمن ماله؟ اتصلت بيه كنسل.”
سيف رد: “بيقول كاوتشه فرقع.”
سبيدو: “محصلش، كاوتشاته سليمة. هو وقف.”
سيف: “عارف، بس طلب مني نكمل.”
سبيدو: “طيب نوقف ونرجعله ولا نكمل؟”
سيف فكر لحظات: “نكمل، ولو ما جاش نرجعله.”
سبيدو: “تمام. تحب أسيبلك السباق تفوز فيه علشان طلبتك ومراتك اللي عملتلك الليلة دي؟”
سيف بذهول: “نعم؟ إنت تسيبلي السباق؟ هات آخر ما عندك يا عم الخِطر. قال يسيبلي السباق قال.”

الكل كان بيهيص لما شاف العربيات بتقرب. عربية سبيدو وسيف تقريبًا ماشين في خط واحد بسرعة جنونية، ووراهم الثلاث عربيات، كلهم جنب بعض بفاصل صغير جدًا. اللحظات الجاية كانت هتحدد مين اللي هيعدي خط النهاية الأول
في لحظة، الخمس عربيات عدوا خط النهاية لدرجة إن صمت تام سيطر على الكل، لأن مش واضح مين اللي فاز. العربيات كلها تقريبًا وصلت مع بعض.
خرجوا من العربيات ورجعوا للأضواء، سيف راح عند همس اللي رمت نفسها في حضنه، وحس إنها مرعوبة. استغرب وضمها: “مالك؟ في حاجة حصلت؟”
نفت بهزة من راسها وهي حضناه جامد.

سبيدو شغل الشاشة علشان يحددوا مين اللي فاز. شغل الكاميرات اللي عند خط النهاية تحديدًا، وبالتصوير البطيء الكل كان مترقب.
التصوير البطيء وضّح أول عربية لمست خط النهاية، وكان الفرق بينها وبين العربية الثانية يمكن ٣ ثواني فقط.
ونكمل بكرة
توقعاتكم
بقلم : الشيماء محمد أحمد
شيموووو

انت في الصفحة 6 من 6 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل