
طلعت موبايلها ورنت على أخوها الأول: “ندور حبيبي.”
سيف شدها من شعرها لما قالت “حبيبي”، فابتسمت وكملت مع أخوها. سلموا على بعض، بعدها علقت: “لو قلت لمراتك تخرج معايا دلوقتي هتعترض ولا إيه رأيك؟ عايزة أشتري فستان وسيف مشغول.”
نادر ابتسم: “كلميها طيب. أنا في المستشفى أصلًا وعندي عملية هتطول شوية، فهي مش هتعترض. كلميها يا همس.”
همس سألته بتردد : “إنت مش معترض؟”
نادر بحب: “وهعترض ليه؟ بالعكس، مبسوط إنك فكرتي فيها واعتبرتيها زي هند، لأني أعتقد لو هند كانت متاحة كنتِ خرجتي معاها. فمبسوط إنك فكرتي في ملك.”
ابتسمت بحرج، لأنها بالفعل ما فكرتش فيها أول حد وسيف اللي فكر فيها مش هي: “طيب خلاص، هكلمها دلوقتي. المهم بكرة كتب الكتاب علشان بس ما تقولش عمليات ولا نبطشيات.”
نادر ابتسم: “عارف، سيف كلمني وقالي. وإن شاء الله ربنا يسهل.”
قفلت معاه واتصلت بملك، اللي فرحت جدًا باتصالها ووافقتها، وقالت إنها هتمر عليها تاخدها من الشركة.
نزلت هي وملك، اللي أخدتها لأكبر أتيليه في القاهرة، وفضلوا يختاروا مع بعض، واكتشفت إنها شخصية لذيذة جدًا.
موبايل همس رن، كانت مامتها بتطمن على امتحاناتها وبتسألها عن موعد كتب الكتاب بالضبط علشان تعرف هينزلوا إمتى هي وجوزها.
سمعت صوت ملك: “همس، شوفي الفستان ده، هيكون تحفة عليكِ.”
فاتن استغربت الصوت: “مين يا همس اللي معاكِ؟ ده لا صوت هند ولا هالة؟ آية ولا إيه؟”
همس ابتسمت لملك، وشاورت لها على الموبايل، وبعدت خطوة وهمست لوالدتها: “دي ملك يا ماما.”
فاتن بتهكم: “وجوزك فين لما سايبك كده؟”
همس بغيظ: “إيه سايبني دي؟ بعدين هو عارف أنا فين ومع مين. كلمتها وما اتأخرتش، في خلال ربع ساعة كانت عندي، لأني ملقتش حد ينزل معايا وسيف مشغول في الشركة وطالع عينه، وهالة، عيلة مروان رايحين عندها يصالحوهم، وهند زي ما إنتِ عارفة ظروفها، فكتر خيرها إنها ما اتأخرتش عني، ودي مش أول مرة على فكرة، ملك ما بتترددش تساعد حد.”
فاتن بتهكم أكتر: “لا يا أختي، ده مش حبًا فيكِ ولا علشان هي كويسة، ده بس علشان تبلف أخوكِ و…”
همس بعصبية قاطعتها: “تبلفه ولا علشان بتحبه؟ وبعدين حتى لو بتعمل ده علشان أخويا، فدي نقطة لصالحها. أنا لو مبحبش حاجة وعملتها علشان سيف، فده علشان بحبه وعايزة أسعده. أي واحدة بتعمل حاجة لجوزها علشان تسعده، دي حاجة حلوة مش وحشة. معقولة إنتِ عايزاني أنا اللي أقولك الكلام ده؟”
فاتن ردت بغيظ: “ولا تقولي ولا ما تقوليش. يلا روحي شوفي فستانك.”
قفلت المكالمة، وهمس أخدت نفس طويل تحاول تهدي نفسها وترجع لطبيعتها، وابتسمت وهي بتضحك في وش ملك: “وريني الفستان اللي عجبك.”
أخدت الفستان منها، وبتتفرج عليه بس الاتنين كانوا ساكتين. ملك سألتها: “دي طنط، صح؟ هيجوا الليلادي ولا بكرة؟”
همس ابتسمت: “بكرة أعتقد. بتقولي المحروس جوزك فين، ولا الحب والشعبطة قبل الجواز بس؟”
ملك ابتسمت زيها: “لا غصب عنه. هو لو عنده وقت، مكنش سابك لوحدك أصلًا. الشركات الكبيرة دي الناس بتكون متخيلة إن صاحبها حر نفسه، مالوش مدير، يقدر يمشي براحته ويروح براحته، لكن الحقيقة غير كده. صاحب الشركة لو موقفش وتابع كل حاجة بنفسه، وإيده بإيد كل موظفينه، لا يمكن ينجح ولا يمكن شركته تكبر وتعلى.”
همس بتأكيد: “ربنا يكون بعونه يارب. سيف بتعدي عليه أيام مش بينام فيها غير يمكن ساعتين أو تلاتة، ولو وصل لأربعة يقول: يااااه، أنا نمت كتير.”
رجعوا يتكلموا تاني بأريحية، وهمس اختارت فستان عجبها واتأخرت بره كتير.
سلوى في البيت بدأت تقلق على همس وفكرت تتصل بيها، لكنها خافت تضايقها وسيف يزعل تاني منها،فكرت تتصل بهمس بس خافت برضه تعتبرها تدخل في خصوصيتها أو همس تكون مع سيف أصلا، فقررت أخيرا تتصل بسيف. لما اتصلت، اتوترت وما عرفتش تقول إيه، وبدأت تتكلم في أي حاجة. ولما حست إن سيف مشغول ومستني حاجة مهمة، فكرت تقلب الحوار على آية: “هو أنا لو قلت مش هحضر بكرة و…”
سيف قاطعها بصدمة: “بقولك إيه يا سلوى، أنا على آخري. هي موضة ولا إيه؟ كل واحدة ما يعجبهاش شريك إبنها تقول مش هحضر؟ مرة فاتن، ومرة إنتِ، ولا إيه؟ ما ورناش غيركم؟ كل واحد حر يختار شريك حياته اللي هيعيش معاه براحته. بعدين، لعلمك، سبيدو أفضل حاجة حصلت لآية، راجل بجد، ويعتمد عليه، وهيعرف يسعدها ويحميها ويحافظ عليها. فبطلي نظرتك السطحية للناس، وحاولي تعرفي حقيقة البني آدم اللي قدامك وبعدها احكمي عليه.”
سلوى اتغاظت من كلامه: “ربنا يسهل. اقفل، الواحد غلطان أصلًا إنه كلمك.”
سيف ابتسم، لكنه قبل ما يقفل سأل: “همس رجعت ولا لسه مع ملك؟”
سلوى ابتسمت لأول مرة وحست بارتياح لأنه عارف إنها بره: “لا، لسه. هما فين؟ ولا قصدك إنها في بيت أخوها؟”
سيف وضح: “لا، نزلوا مع بعض يعملوا شوبينج.” (كان هيقول يشتروا فستان لهمس، لكنه تراجع لتجنب زعلها من إن همس ما طلبتش منها هي وطلبت من ملك.) “ملك قالت لها يتمشوا شوية ويشتروا حاجات، فهمس قالت فرصة تقرب منها شوية. إنتِ عارفة المشاكل بينهم، فبتعوض رفض أمها للبنت.”
سلوى ارتاحت: “طيب، أكلمها أشوف هي فين وأبعتلها نصر ولا إيه؟”
سيف طمأنها: “لا بس عايزة تكلميها تطمني عليها براحتك طبعا ، بس ملك معاها بعربيتها، هتوصلها، وأنا متابع معاها بالفون. ما تقلقيش.”
هند كل شوية تكلم بدر تشوفه فين، فيرد إنه لسه هيتأخر، فقعدت متضايقة وكل شوية تعمل سيناريو خناق معاه في دماغها لما يرجع. أنس حاول يهديها أو يهزر معاها، لكنها كانت متعصبة جدًا.
أخيرًا، سمعت صوت المفتاح، وقفت مستعدة للخناق. لاحظت إن معاه حاجات كتير وأكياس أكتر، فبصتله بتحفز، إنه سيادته بيتسوق ومش على باله أصلًا هي.
بمجرد ما دخل بدر، استقبلته شزرات نظراتها. حط كل حاجة من إيده وقرب منها: “روح قلبي، متضايقة من إيه؟ للدرجة دي وحشتك؟”
كشرت أكتر: “بتهزر سيادتك؟”
مسك إيدها، لكنها زقت إيده بعيد: “هند، روحي، اشتريت شوية حاجات أخرتني. تعالي شوفي جبت إيه.”
رجعت خطوة بعيد: “مش عايزة أشوف. كان ممكن تيجي البيت الأول وتطمن عليا ونتغدى، بعدها تبقى تخرج تعمل الشوبينج بتاعك براحتك.”
ردد: “الشوبينج بتاعي؟ على العموم حقك عليا لو اتأخرت، بس خوفت أعمل زي ما قولتي كده. أريح وأكسل أخرج تاني. الواحد بيطحن في الشغل، ورجوعي للبيت بيبقى المحطة النهائية خلاص. الواحد بيفصل مية ونور وهوا، فمحبتش آجي وأكسل.”
اقتنعت بكلامه، لكنها محبتش تعترف: “وإيه بقى المهم اللي كنت خايف تكسل عليه بالشكل ده؟”
بالرغم من تهكمها، تجاهل كلامها وراح فتح علبة كان واضح إن فيها فستان. مسك الشماعة ورفعها قدامها. كان فستان طويل من لونين، الجزء اللي فوق لحد الخصر من الشيفون الأبيض بأكمام طويلة من نفس اللون، ونازل باتساع من بداية الخصر باللون البودر. انبهرت بالفستان، وخصوصًا لما مسك أطرافه الشيفون الواسعة وعلق: “فستان سواريه للحوامل. الشيفون الواسع ده مش هيضايقك على بطنك، وفي نفس الوقت هيبقى حلو عليكِ، علشان تحضري بيه كتب كتاب آية بكرة. يارب يعجبك يا روح قلب بدر وعشقه.”
بصت لعينيه وهي بتفكر في كل لحظة كانت ناوية تتخانق معاه فيها، وفي وقوفها قصاده ونرفزتها، وهو بيلف علشان يفاجئها بحاجة زي دي. عجزت تنطق بحرف واحد، فبدر قلق، حط الفستان من إيده وقرب منها ومسك وشها: “روحي، حقك عليا بجد، كنت عايز أفاجئك.”
عيطت، فضمها بتوتر: “للدرجة دي يا هند زعلانة مني؟”
ضمها أوي، وهي دفنت وشها في حضنه وعلقت بعياط: “لا، مش زعلانة. أنا بحبك.”
استغرب، وبعدها بعد عنها، مسح دموعها بحيرة: “بتعيطي ليه طيب لو مش زعلانة؟”
علقت من بين دموعها وبغيظ: “علشان دي هرمونات الحمل المتخلفة اللي محسساني إني بقيت كائن غبي متخلف جاحد و…”
قاطعها بحب وهو بيمسح أي أثر لدموعها: “روح قلبي إنتِ، ما تعيطيش طيب. هرمونات الحمل دي تشاور وكلنا ننفذ. إنتِ أجمل كائن ربنا خلقه، فاهمة؟ وأنا بعشقك بكل حالاتك.”
قاطعهم أنس اللي كان بيحمحم: “وبعدين؟ هي وصلة الحب دي مش هتخلص؟ ما خلاص يا هنود، هو بيحبك ومعبرش حد غيرك بقميص حتى.”
أضافها بهزار علشان يخرجهم من جو العياط، بس بدر رد: “يا بارد، مين قالك إني معبرتش حد؟”
أنس جري على الأكياس: “جبتلي حاجة يعني؟ أفتح؟”
بدر ابتسم: “افتح يا لمض.”
اتفرج على الطقم اللي أبوه جابه، واستغرب إزاي عرف ذوقه، لأنه مكنش عايز بدلة وكان عايز حاجة كلاسيك. بص لابوه بفرحة: “مجبتش بدلة ليه؟ مين قالك إني…”
قاطعه بدر: “مين ممكن يفهمك أكتر من أبوك؟ هاه؟ لسه عندك شك في ده؟”
أنس حضن أبوه: “حضرتك أجمل أب في الدنيا.”
هند أضافت: “وأجمل زوج، وأجمل كل حاجة.”
بدر بخجل: “وبعدين كده هتغر وأصدق، ومش هتعرفوا تكلموني.”