
سمعها بس ما علقش، وسابها تقلب في أوراقها. يدوب كان هيقوم، لكنها وقفته: “شوف المسألة دي.”
بدأت تشرح له اللي فهماه، وهو بيسمعها بانتباه. ولما سكتت، بدأ يشرحها بالطريقة الصح، وقعدوا كذا ساعة يحلوا مسائل وامتحانات قديمة، يكسبوا خبرة أكبر في حل الامتحانات.
بعد ما خلصوا، قعدوا الاتنين ساكتين. هو قطع الصمت: “حقك عليا، اتنرفزت عليكِ جامد، فحاولي تعذريني.”
ابتسمت بتفهم: “هحاول حاضر، لكن إنت كمان حاول تقلل عصبيتك دي.”
اتنهد بأسف: “هحاول، بس يا همس…”
قاطعته: “بس إيه؟ أتجنبك وإنت متعصب؟ أعملها إزاي وإنت حتى طلبي إننا نأجل الكلام رفضته واعتبرته عناد؟”
بص للأرض بحرج، وبعدها رفع عينيه لها، وحط إيده على خدها بحب: “اتحمليني وأنا متعصب، وأنا أوعدك هحاول أعمل كنترول على عصبيتي دي أكتر من كده.”
عنيهم اتقابلوا في نظرة طويلة فيها كلام كتير أبلغ من أي كلام ممكن يتقال بالشفايف، لحد ما أخيرًا شبح ابتسامة ظهر على ملامحها، وتمتمت: “أمري لله، هديك فرصة كمان.”
ابتسم بحرج: “فرصة كمان؟ لامتى هتفضلي تديني فرص؟”
مع إنه سؤال تهكمي، لكنها جاوبته بجدية: “هديك فرص لآخر يوم في عمري.”
هنا هو ضمها لقلبه، وباس راسها كذا مرة وهو بيتمتم: “حقك على قلبي.”
كريم بمساعدة ايليجا سلموا التسجيلات اللي تحت ايديهم للظابط اللي كان بيحقق في قضية #دكتور ديريك ماكس اللي فرح جد.ًا انه اخيرًا حط ايده على #لانه كان حزين بسبب ان #الدكتور اتأيد ضد مجهول ، وقبل ما يقبض على جوزفين اتأكد ان كل اجراءاته قانونية علشان المحامين ما يلاقوش أي ثغره يخرجوها بيها .
همس خلصت آخر امتحان وراحت على الشركة مباشرة، لأن سيف بعتلها رسالة يطلب منها تكلم نصر ييجي لها، لأنه مش هيقدر يجي. قررت تفاجئه.
وصلت عند مريم وسلمت عليها، بعدها سألتها: “هو لوحده؟”
مريم ردت بأسف: “لا، عنده اجتماع مع ناس من بره الشركة.”
همس تنهدت: “هو قالي أصلًا إنه مش هيقدر يجي عشان عنده ميتنج، بس قلت يمكن يكون خلص؟”
مريم: “ممكن نص ساعة كمان، مش قبل كده. تحبي تنتظريه مثلًا؟ ولا هتعملي إيه؟”
همس بتفكير: “مش عارفة، كنت عايزة أشوف هعمل إيه في فرح أخته بكرة.”
مريم اقترحت: “تحبي أقولك على محلات تروحيها لحد ما يخلص؟”
قاطعتها همس: “لا، ما بحبش. يا أروح معاه، يا مش فارق معايا أصلًا.”
قعدت قدامها بغيظ، وكل ما مريم تقترح حاجة، همس ترفضها، لحد ما استنفدت أفكارها وقعدت بصمت. فضلت همس تدور على مصممين أزياء وموضة، وتشوف مين خبير فيهم وأفضل المحلات اللي ممكن تشتري منها، لأنها واثقة إن سيف هيطلب منها تشوف مكان أو شخص كويس يساعدهم، وقررت تكون مستعدة.
باب مكتب سيف اتفتح، وخرج بدر وراه حنان. أول ما شافها بدر راح لها مباشرة: “هموس، إزيك؟ عاملة إيه يا بنتي؟ الامتحانات واخداكِ للدرجة دي؟”
ابتسمت بأسف: “للأسف آه، بس خلصت أهو. دعواتك.”
بدر ابتسم بتعاطف: “ربنا يوفقك.”
حنان بصتلها من فوق لتحت، واستغربت إزاي واحدة بالشكل ده قدرت تخطف راجل زي سيف الصياد؟ مش جميلة، مش راقية، وشها طبيعي، مفيهوش أي ميكب، لبسها جينز وتيشيرت أقل من العادي. آه، ممكن يكونوا ماركة، لكن شكلها طبيعي جدًا، لا تمت للثراء الفاحش بصلة، ولا حتى مجرد ثراء عادي. مجرد عادية وبس.
قربت منهم ومثلت إنها ما تعرفش همس، وبصت لبدر بإغراء: “ما انت بتعرف تهزر وتجامل أهو، أمال عايش دور الصارم ليه؟”
بدر بص لهمس، مش عارف ممكن يكون رد فعلها إيه. يدوب كان هيرد على حنان، لكن همس سبقته، وبصتلها بتهكم: “وسيادتك بقى عايزاه يعيش دور إيه معاكِ طالما مش عاجبك الراجل الجاد؟”
حنان كانت هترد، لكن همس كملت ببرطمة: “مش عارفة أنا إيه الأشكال دي اللي سيف بيشغلها عنده.”
حنان بنرفزة: “أنا ما اسمحلكيش، فلو سمحتي…”
همس قاطعتها بسخرية: “ما إيه؟ ما تسمحليش؟إنتِ اللي مش هتسمحيلي؟”
قبل ما حد يرد، خرج كذا واحد من مكتب سيف ومعاهم مروان وسيف نفسه. سيف شاف همس واستغرب وجودها، لكنه ابتسم في وشها وهو بيسلم على ضيوفه ويودعهم. مروان أخدهم يوصلهم لباب الأسانسير، وسيف راح مباشرة لهمس، ضمها وباس راسها: “طمنيني يا روحي، عملتي إيه في الامتحان؟”
همس كانت متعصبة من حنان، وسيف لاحظ تكشيرتها وعصبيتها، فرد تكشيرة حواجبها وسأل: “متضايقة ليه كده؟ الامتحان كان وحش؟”
همس ابتسمت في وشه تطمنه: “لا يا حبيبي، الحمد لله كان كويس. أنا كنت جاية مبسوطة.” (بصت ناحية حنان) “بس اتعصبت هنا.”
سيف تتبع نظراتها لحنان اللي اعتذرت: “أنا رايحة مكتبي بعد إذنكم.”
همس راقبت حنان وهي بتبعد، واتضايقت أكتر من جيبتها القصيرة والفتحة اللي فيها. لكن انتبهت على سيف وهو بيسأل: “ضايقتك في إيه يا روحي؟”
همس بصت لبدر: “هي سيادتها عايزاك تكلمها إزاي؟”
بدر رفع إيده: “معرفش ومش مهتم أعرف. بقولك إيه، جوزك اللي بيعين الأشكال دي هنا.”
سيف بصدمة: “إنت بتسلمني ولا إيه؟” (بص لهمس ودافع عن نفسه) “والله ما أنا، ده البأف مروان.”
مروان كان راجع وعلق: “يادي مروان اللي مش خلصان منكم ده. ماله البأف مروان؟ عملكم إيه؟”
همس بتهديد: “هقول لهالة على الأشكال اللي بتعينها دي، خليها تقيم عليك مش بس الحد ده، باقي أيام الأسبوع كمان.”
مروان بعدم فهم: “وأنا عملت إيه؟ بعدين هو أنا ناقص؟ إنتِ شيفاها راضية تصالحني أصلًا؟ علشان…” (انتبه فجأة) “إنتِ عايزة تقوليلها إيه أصلًا؟ وأشكال إيه اللي بعينها؟”
همس بغيظ: “أشكال حنان والنوعية دي.”
مروان بجدية: “لا، انتبهي لو سمحتي. أنا مش بعين بناءً على الشكل. أنا بيتقدملّي CV فيه كل مميزات الشخص اللي قدامي، وبختار منهم كام واحد، وقسم الـHR هم المسؤولين. أنا بختار ورق فيه شهادات، مش أشخاص.”
همس اقتنعت بكلامه، لكنها مردتش. فسيف اتدخل: “هي ضايقتك في إيه؟” (عرض بهزار) “تحبي أرفدها؟ شاوري؟”
همس، اللي مش بتحب تقطع عيش أي حد، ردت: “لا طبعًا، مش لدرجة الرفد. بعدين لا هي ولا عشرة من نوعيتها يعرفوا يضايقوني أصلًا. المهم، يلا بقى.”
سيف استغرب: “يلا إيه؟”
همس باندفاع: “يلا علشان عايزاك.”
هنا الكل بص لها بذهول، فمريم قعدت على مكتبها تعمل نفسها مشغولة، ومروان رجع خطوة لورا علشان يخرج. سيف علق بعد ما تخطى ذهوله واستوعب إن همس أكيد قصدها حاجة مختلفة تمامًا عن اللي جه في باله، فحب يوضح: “عايزاني؟ خير يا روحي؟”
همس وضحت: “مش بكرة كتب كتاب آية؟ وأنا المفروض أستعد وأجيب فستان؟ فعايزاك معايا. يلا نطلع نشتري فستان وكل الحاجات اللي المفروض أجهزها. ممكن بقى يلا؟ يدوب نلحق.”
سيف اتنهد وبص لمروان، بعدها لمريم: “أنا ورايا إيه؟”
مريم بصت للنوت قدامها: “يدوب ميتنج مع المستثمرين الجداد اللي قلت هتقابلهم، وبعدها عندك ميعاد مع أستاذ رجائي وأستاذ إمام، بعدها المفروض هتروح المصنع زي ما اتفقت مع سبيدو، وبعدها…”
قاطعتها همس بصدمة : “وبعدها إيه؟ هو كده فاضل حاجة في اليوم ولا دي مواعيد الشهر الجاي كله؟”
مريم بهدوء: “مواعيد النهارده فقط.”
همس بصت لسيف: “يعني إيه طيب؟ مش هجيب؟”
سيف بتعاطف: “طيب إيه رأيك لو تنزلي انتي وهالة مثلًا؟”
مروان انتبه وحمحم: “هالة مش هينفع.”
سيف بص له بذهول، وقبل ما يعلق، مروان كمل: “هروح لها أنا ووالدتي. حابة تشوفها. كلمت والدها واستأذنته وبالعافية وافق علشان خاطر أمي كلمته وكلمت والدتها، فمعلش المرة دي يا همس.”
همس بتفهم: “هي قالتلي فعلًا إنها هتقابلكم النهارده.” (أضافت بهزار) “بس ليه سيادتك تخرج لخطيبتك، وهو ما يخرجش معايا؟”
مروان تراجع خطوتين: “بقولك إيه يا هندسة، خليكِ محضر خير. ما هو واحد فينا لازم يكون موجود. إنتو اتجوزتوا خلاص، سيبوا غيركم يتجوز. أنا مضطر أنسحب قبل ما الحوار ياخد سكة مش عجباني. بعد إذنكم.”
سابهم ومشي. همس بصت لسيف: “هتعمل إيه؟”
سيف اتنهد بحيرة: “مش عارف. هل هند هتقدر؟”
همس نفت: “لا، مش هتقدر تخرج وتلف.”
مريم حمحمت، فبصلها سيف: “عندك اقتراح يا مريم؟”
مريم بهدوء: “آه، في خبيرين أزياء ممكن تستعين بحد فيهم. هيساعدوها وهيكونوا أفضل من أي حد.”
سيف باهتمام: “زي مين؟”
مريم قالت اسم كذا حد، وسيف سكت لحد ما خلصت، بعدها علق بسخرية: “إنتِ شغالة معايا من إمتى يا مريم؟ علشان شكلك زهقتي وعايزة تغيري.”
قاطعته بسرعة: “ليه بس يا أفندم؟ خير؟”
سيف بصلها مباشرة بصرامة: “هل إنتِ متخيلة إني ممكن أكلم راجل أقوله تعال لبس مراتي، ولا تعال اخرج معاها اختار لها لبس؟ إنتِ شايفة إني من النوعيات دي؟”
مريم تراجعت بسرعة: “لا، يا أفندم. أنا مفكرتش فيها كده أبدًا. فكرت إنها وظيفة زي أي وظيفة، زي الدكتور و…”
قاطعها تاني: “إنتِ بتشبهي الدكتور ببتاع الأزياء؟ اسكتي يا مريم. طيب، الدكتور ممكن الإنسان يمو*ت من غيره، بتبقى ضرورة قصوى. لكن بتاع الأزياء ده إيه؟ هاه؟” (بص لهمس) “تعالي يا بنتي جوه المكتب.”
مسك إيدها وأخدها ودخلوا مكتبه. قفل الباب وشدها عليه، وضمها لحضنه: “طمنيني، امتحانك كان كويس بجد؟”
لفت إيديها حوالين رقبته بحب: “آه يا حبيبي، بجد كان كويس خالص. اطمن. المهم، مفيش أي ميعاد من المواعيد اللي قالتها دي كلها ينفع تزوغها؟”
سيف بأسف: “لا، التلاتة مهمين.”
همس: “طيب، أعمل إيه؟ قولي حلول.”
سيف بتفكير: “طيب، عندي حد مش هيعجبك، بس هيفيدك.”
همس بصتله بتساؤل، فقال بتردد: “سلوى.”
كشرت بغيظ وبعدت عنه: “إنت متخيل إني أخرج أنا وهي نشتري فستان مع بعض؟ أنا ومامتك يا سيف؟”
سيف ابتسم: “صراحة، لأ. بس هي ذوقها لا يختلف عليه اتنين، ودي حقيقة مش هننكرها.”
همس حركت راسها برفض: “لا برضه ، بعدين هي مرضيتش تتزل مع آية ولو قولتلها هتنزل معايا وده ممكن يضايق آية او يزعلهم الاتنين من بعض ، مش حابة ده ”
سيف ابتسم من مراعتها لمشاعر الكل وباس أرنبة أنفها : أنا قولتلك النهاردة اني بحبك ؟
عينيها لمعت والتسمت بحب : ولا عبرتني بابتسامة حتى .
ضحكوا الاتنين وهو علق بهزار : نصابة كبيرة يا همستي . اقترحت همس بحماس : “طيب إيه رأيك هوليا؟ أنا ممكن أخرج مع هوليا؟ قولت إيه؟”
سيف اعترض بهدوء: “هي مش هتمانع أبدًا، بس مش هتفيدك يا روحي. لا تعرف أماكن هنا ولا ذوقها هيعجبك. هوليا، زي ما شوفتيها، منطلقة، مش بيقيدها موضوع اللبس ده. أصلًا ممكن تلاقيها بكرة لابسة بنطلون وتيشيرت عادي جدًا في كتب الكتاب. شوفي غيرها.”
قعدت بإحباط على طرف مكتبه: “هشوف أي حاجة عندي في الدولاب، أصلًا في فساتين كتيرة ملبستهاش. هعمل شوبينج في الدريسنج بتاعي.”
ابتسم، لكنه افتكر حد تاني فاقترح: “طيب مرات أخوكِ، ملك؟ أعتقد مش هتتأخر، وهتعرف تروح فين وتجيب إيه؟”
همس بحماس وقفت: “تصدق؟ كانت رايحة من بالي. هكلمها.”