
بص لفادي بأسف: “إذن فأنت عديم الفائدة.” (بص لرجاله) “تخلصوا منه، فهو عديم الفائدة.”
واحد من الرجالة طلع مسدس، وهنا فادي صرخ: “سأتكلم، سأتكلم، سأخبركم بكل ما أعرفه.”
سيف وسبيدو قربوا وسيف بهدوء: “مين وراك؟ ده أهم حاجة عايز أعرفها. عايز رأس الأفعى.”
فادي بياخد نفسه بالعافية: “الورداني.”
سيف بتفكير: “مين الورداني؟ معرفش حد بالاسم ده أصلًا. مفيش رجل أعمال في مصر معروف بالاسم ده. إنت هتستعبط ولا إيه؟”
سيف شاور لواحد من الرجالة اللي ضرب فادي بالبونية في وشه، فصرخ: “لقد ترك مصر منذ زمن طويل.”
سيف استغرب وبص لسبيدو اللي شاور بدماغه إنه ما يعرفوش. بعدها سيف بص لإيليجا: “هل تعرف أحدًا باسم الورداني؟”
إيليجا برضه نفى إنه يعرفه. فسيف رجع يسأل فادي: “اسمه إيه بالظبط؟”
فادي وضح: “خليل، خليل محمود الورداني. ده اسمه كامل.”
سيف برضه مش عارفه: “أوصله إزاي؟”
فادي اتردد: “لا أعلم له عنوان لو هذا مقصدك، ولكني أعلم أين يقضي سهراته.”
سيف طلب منه: “عايز صورة له.”
فادي نفى بسرعة: “لا، لا أملك أي صور له. ولو بحثت عنه، لن تجد له أي صورة. هو شبح.”
اتفق الثلاثة إنهم يراقبوا المكان اللي بيسهر فيه لحد ما يظهر ويقبضوا عليه.
هالة كل يوم بتحس إن مروان بيبعد عنها أكتر وأكتر، وهي مش فاهمة في إيه ولا ماله؟
أخيرًا طلبت منه يجيلها يتكلموا، فراحلها الجامعة. سلم على همس: “إزيك يا همس، أخبارك إيه؟”
همس ابتسمت: “كويسة يا مروان الحمدلله، عامل إيه؟ معلش أكيد مطحون في الشركة مع سفر سيف؟”
ابتسم بحزن: “دي حقيقة للأسف، ربنا يجيبه بالسلامة. تحبي نوصلك في طريقنا؟”
همس شكرته وبلغته إن نصر على وصول، بعدها بصت لهالة: “ابقي كلميني بعد ما تروحي وطمنيني عليكِ يا قلبي.”
سابتهم وانسحبت، ومروان أخد هالة يتغدوا بره، بس طول الوقت كان سرحان ومش مركز معاها، لحد ما اتغدوا، واتكلمت معاه بجدية: “وبعدين، هتفضل كده لحد إمتى؟”
بصلها بهدوء: “كده اللي هو إزاي؟”
هالة بنرفزة: “إنت فاهم قصدي يا مروان، فلو سمحت، ممكن تقولي في إيه غيرك؟ من ساعة ما أختك رجعت وإنت بقيت مش طبيعي، في إيه؟ مالك؟”
مروان باصص للأرض، بعدها رفع وشه، وبكل هدوء قلع الدبلة اللي في إيده تحت أنظارها وصدمتها: “أنا آسف يا هالة، بس مش هقدر أكمل، فشوفي إيه يرضيكِ وأنا هعمله.”
هالة اتصدمت، وفضلت كام دقيقة مش عارفة تنطق ولا تتكلم، ولا مصدقة إنه بينهي خطوبتهم بالسهولة دي. هي آه حاسة إنه متغير، بس مش لدرجة الانفصال.
حاولت تنطق، وأخيرًا نطقت: “ليه؟”
مروان بيهرب من عنيها ومن مواجهتها: “من غير ليه.”
زعقت فيه: “من حقي أعرف ليه؟ ليه خطبتني؟ ليه خلتني أحبك؟ ليه يا مروان؟ جاوبني!”
فضل برضه محتفظ بهدوءه: “أنا آسف، الموضوع وما فيه إني اتسرعت، تقريبًا غيرت من سيف لما حب همس وخطبها، فقولت أقلده، بس لقيتني مش مرتاح ومش عارف أكمل، فقولت بلاش أظلمك معايا.”
علقت بتهكم: “يا سلام؟ بلاش تظلمني؟ تقوم تسيبني بدون أي مقدمات؟”
بصلها وملامحه جامدة: “تحبي نعتبر النهاردة مقدمات، وبعد يومين أقولك نسيب بعض؟”
هالة مصدومة، دموعها حتى مش راضية تنزل: “إنت بتهرج صح؟ بتتسلى؟ ولا بتلعب بيا؟”
مروان ببرود: “ولا بتسلى ولا بلعب، أنا بفسخ الخطوبة دي. أي هدايا جبتها حلال عليكِ بما إني أنا اللي فسخت. احتفظي بكل حاجة ويلا علشان أوصلك.”
هالة وقفت، قلعت الدبلة، ورمتها قدامه على التربيزة: “إنت مش هتمن عليا بحاجتك. حاجتك كلها هرميهالك. أنا في غنى عنها، بعد إذنك.”
وقف، مسك دراعها: “هوصلك، انتظـ…”
قاطعته وهي بتشد دراعها بعنف منه: “مش عايزة من وشك حاجة، بعد إذنك.”
خرجت بره المطعم اللي كانوا فيه، وقفت أول تاكسي في وشها، وطلعت على المدينة، وطول الطريق وهي بتعيط.
دخلت أوضتها، رمت نفسها على سريرها، وفضلت تعيط وبس.
همس اتصلت بهالة المغرب تطمّن عليها، وماردتش عليها. مرة واتنين والثالثة أخيرًا ردت بصوت مفحوم من العياط، وأول ما قالت “ألو” همس اتعدلت: “فيكِ إيه؟”
هالة بعياط: “مروان سابني يا همس، مروان سابني.”
همس مصدومة ومش مصدقة: “طيب إنتِ فين؟ هجيلك؟”
هالة بتعيط، وهمس كررت: “إنتِ في المدينة؟ ردي عليا؟”
هالة قالت لها إنها بالمدينة، وهمس قامت لبست بسرعة ونازلة تجري، فسلوى وقفتها: “إنتِ رايحة فين كده؟”
همس وقفت باستعجال: “هروح لهالة أجيبها، منهارة من العياط مش فاهمة مالها.”
سلوى باهتمام: “طيب نصر لسه موصلني وبره، خديه يفضل معاكِ لحد ما يجيبك تاني.”
خرجت همس، ونصر وصلها المدينة، وهمس دخلت، بس الأمن رفضوا يطلعوها لفوق.
اتصلت بهالة وبلغتها إنها تحت وطلبت منها تنزلها وتعمل إذن بالمبيت خارج المدينة وتيجي معاها.
واحدة من المشرفات شافت همس، نادت عليها، فدخلت سلمت عليها وعلى كل المشرفات.
واحدة منهم بصت للمديرة: “دي همس الصياد اللي متجوزة من سيف الصياد.”
المديرة بتذكر: “إنتِ اللي جوزك جه قلب الدنيا عليكِ هنا؟ أيوه أيوه.”
نزلت هالة قاطعتهم، ورمت نفسها في حضن همس اللي ضمتها بحب، بعدها ساعدتها تعمل تصريح المبيت وأخدتها لبيتها. وبعد ما بقوا في أوضتها، همس سألتها: “في إيه بقى؟”
هالة بصت لها بعياط: “معرفش، مش بقولك هو بقاله فترة متغير؟ معرفش ماله؟ النهاردة صدمني بقلعه الدبلة وقال إيه مش قادر يكمل.”
همس باستغراب: “يعني إيه مش قادر؟ مروان بيحبك يا هالة.”
هالة برفض: “قال إنه بس كان غيران من سيف لما اتجوز وحب يعمل زيه بس مش قادر يكمل.”
همس برفض زيها: “لا ما أصدقش، هكلمه وأفهم…”
قاطعتها هالة وهي بتمسك إيديها: “مش هتكلميه يا همس، ولا هتقوليله أي حاجة. إياكِ تكلميه.”
همس مسكت إيدها: “طيب يا هالة بس نفهم ليه؟”
هالة برجاء: “لأ علشان خاطري لأ. بيقول لي حلال عليكِ أي هدية جبتها، فاكرني ههتم بالهدايا؟ إيه التخلف بتاعه ده؟”
همس: “هو متخلف ده شيء منتهي، بس نفهم سر التخلف إيه؟”
هالة أخدت نفس طويل تحاول تتماسك: “اهدي دلوقتي، وبكرة سيف يرجع بالسلامة وهنعرف إيه اللي وراه، أو هيقولك وإنتِ قوليلي.”
هالة بلغت عيلتها باللي حصل، وأبوها جالها، فمروان قابله وقاله نفس الكلام إنه مش هيقدر يكمل مع بنته مع احترامه الشديد.
شاهين زعل جامد منه، بس انسحب بهدوء وبدون أي مشاكل، أخد بنته بيته لحد ما تهدى والأمور تهدى.
سيف أخيرًا عرف يوصل لخليل بمساعدة سبيدو وإيليجا، واتصدم بكل كلمة وحرف سمعهم منه.
أخيرًا نزل مصر علشان يفهم الدنيا حصل فيها إيه.
كريم نتيجة التحليل ظهرت، ومؤمن طلب من الرجالة يجيبوا النتيجة ووصلوها لإيد مؤمن اللي الكل منتظره يعرف النتيجة منه. دخلوا وكلهم وقفوا في انتظاره ينطق.
بقلم : الشيماء محمد أحمد
شيمووو