
همس كانت هتعترض بس نظرة أبوها وأمها خلوها تقوم بغيظ من جنبهم وتدخل تقعد على مكتبها تشوف ايه فات منها .
سيف موبيله رن كان كريم فرد عليه وبعد السلام سأله بفضول : انت ايه مصحيك بدري كده ؟
كريم : مش عارف تصدق صاحي من ٧ الصبح ؟ يعني يوم الشغل الواحد بيصحى بالعافية ويوم الأجازة مش جايله نوم ده ايه ده ؟ حتى مؤمن لقيته صاحي بدري وقاعد مع ابنه
سيف باهتمام : هو اخباره ايه ؟ حاسه مش تمام خالص ، ايه رأيك لو جربنا نصالحه هو ومراته ؟
كريم اتنهد ونفخ بضيق : والله يا سيف اقترحت عليه مجرد اقتراح انه يتصالح معاها علشان خاطر إيان بس رفض تمامًا ، نور برفعها القضية ضده قطعت اخر خيط بينهم والمشكلة ان المحامي مش متفاءل
سيف : ليه مش متفاءل ؟
كريم وضح : مفيش سبب يخليه يديه الحضانة .
سيف باستغراب : مش أبوه ؟ ايه مفيش سبب دي ؟ وهو عايز أسباب ايه ؟ وبعدين هي اللي طلبت الطلاق وهي اللي سابته وهي اللي عملت كل ده ؟
فاتن انتبهت لكلام سيف غصبًا عنها .
كريم بتوضيح : ماشي بس الأم لها الحضانة لحد ما العيال تكبر فما بالك برضيع لسه ؟ وبعدين لازم يكون عندك سبب علشان تاخد منها الحضانة زي ان اخلاقها مش كويسة ، أو غير قادرة ماديا تعوله ، أو تتجوز غيره ، المهم يكون في سبب قهري علشان تتاخد منها الحضانة.
سيف علق بتفهم : وطبعًا مؤمن لا يمكن يعيب فيها وهي ماديًا معندهاش مشكلة وبعدين هيعمل ايه ؟
كريم : مش عارف والله يا سيف ماهو علشان كده بقولك المحامي مش متفاءل.
سيف : والله يا كريم أنا مازلت شايف انه المفروض يجرب سكة الصلح معاها أو على الاقل يتفقوا على الحضانة المشتركة بينهم مثلا ويخرجوا ابنهم بره خلافاتهم دي .
كريم : هي رفضت الحضانة المشتركة وعايزة حضانة كاملة وتسمحله يشوفه مرة في الاسبوع تحت اشرافها
سيف بنرفزة : ليه ان شاء الله ؟
كريم غير الموضوع : المهم بتعمل ايه ؟ ما تيجي دلوقتي ، هات عيلتك وتعال .
سيف بهدوء : بعد الصلاة ان شاء الله ، بعدين همس بتذاكر
كريم ضحك : يا اخي بنسى على طول موضوع المذاكرة والدراسة ده ، الا انت متقبله ازاي ؟
سيف بص ناحية خاطر وعلق : مجبر اخاك لا بطل يا بابا .
كريم ضحك وبفضول : انت حماك جنبك ؟
سيف بابتسامة : كله
كريم ضحك جامد : الله معك وقلبي معك ، هنتظرك طيب بعد الصلاة ما تتأخرش .
قفل معاه وبيقلب في الموبيل بس انتبه على فاتن : هو مين يا سيف اللي كنت بتتكلم عنه ؟ اللي عايز حضانة ابنه ؟
خاطر بذهول : وانتِ مالك يا ست انتِ بتتدخلي ليه ؟
سيف ابتسم : لا عادي يا عمي وبعدين انا بتكلم قدامكم فالموضوع عادي يعني مش سر – بص لحماته – ده مؤمن صاحبي اعتقد انك عرفاه
فاتن بتذكر: مش ده اللي لحد دلوقتي بتتعالج من الخبطة بتاعته ؟
سيف ضحك : ايوه هو بس والله هو حد كويس جدًا بلاش تحكمي عليه من الموقف ده ، انا وهو أصحاب من واحنا عيال صغيرين فهو أكتر من أخ بجد .
خاطر علق : ربنا يديم محبتكم يا ابني ، هو اصلًا يومها كان مرعوب عليك و واضح انه بيعزك .
أحلام خرجت عندهم : تحبوا نجهز ايه للغدا يا سيف بيه ؟
سيف بصلها : احنا هنتغدى بره يا أحلام النهاردة ، روحي انتِ لو حابة خدي باقي اليوم أجازة .
ابتسمت بفرحة : بجد أروح مش محتاجين مني حاجة ؟ طيب لما ترجعوا ؟
فاتن ردت عليها : يا بنتي هنحتاج ايه ؟ روحي شوفي نفسك ولو وراكي حاجة اعمليها ولا ارتاحي .
أحلام شكرتهم ومشيت مبسوطة ان اليوم اجازة ، همس طلعت لعندهم وقعدت جنب سيف ومكشرة : مش فاهمة الجزئية دي هو عمل فيها ايه ولا جاب منين القانون ده ولا ده محفوظ ولا ايه ؟
سيف بص لملامحها المكشرة : طيب انتِ مكشرة ليه كده ؟
همس بصتله بغيظ : علشان مصدعة ومش فاهمة وأنا لما مش بفهم بصدع بزيادة .
سيف سألها باهتمام : تحبي اجيبلك مسكن أو اي حاجة للصداع ؟
همس نفت : لا فهمني والصداع هيروح لوحده
ابتسم واخد منها الكشكول بتاعها بصله شوية وبعدها بدأ يشرحلها بس مكنتش مركزة أوي وكل أفكارها بترجع لمكتبه وهو بيشرح وهي بتفكر دايمًا في حضنه ليه رجعت تاني لنفس الأفكار ؟
سيف لاحظ شرودها : همس انتِ معايا ؟
بصت لعنيه وعنيها بيقولوا كتير هو فاهم كلامهم كويس بس هي اللي بعيدة عنه مش هو اللي بيبعدها فكرر : مركزة معايا ولا اعيد تاني ؟
خاطر بص لبنته وشايف نظرتها لجوزها ومنتظر ردها ، همس بصت للورقة واخدت القلم من ايد سيف وبدئت تعيد كلامه اللي كانت مركزة فيه : بس بعد كده توهت منك
ابتسم وعاد الجزئية دي مرة واتنين بعدها همسلها : ركزي وبطلي تبصيلي بالشكل ده ؟
بصتله ببراءة : ابصلك ازاي ؟
بص ناحية ابوها اللي باصص لموبيله بعدها بصلها : بالطريقة دي اللي في ألف دعوة في عنيكي لحاجات انتِ رفضاها
همس بصت لكتابها وشاورت على جزئية : دي هتتحل بنفس الطريقة صح ؟
سيف اخد نفس طويل زفره مرة واحدة وبص للمسألة وحلها معاها بعدها خلاها تحل شوية حاجات قدامه وقامت انسحبت ترجع لمكتبها بعيد عنه .
خاطر برضه انسحب لاوضته علشان يقرأ الورد بتاعه ويستعد لصلاة الجمعة وفاتن كمان بصت لسيف : قوم يا سيف لمراتك جوه خدها في حضنك وصالحها .
سيف بصلها بتمنى : ما اتعودتش اجبرها على حاجة هي مش عيزاها
فاتن رددت برفض : مش عيزاها ؟ هو ايه هو اللي مش عيزاه ؟ همس بـ
قاطعها سيف : همس بتحبني عارف ده كويس وانا بحبها ويمكن اكتر منها ألف مرة
فاتن باستغراب : طيب فين المشكلة ؟
سيف بتفكير : معرفش يمكن ده عيب فيا ؟ يمكن ده تفكير غلط ؟ مش عارف بس اللي عارفه يا حماتي اني لا يمكن اقرب منها أو ألمس شعرة واحدة منها وفي جواها حرب هي بتحاول تسيطر عليها ، هل ده عيب فيا ؟ هل ده غلط ؟ هل ده صح ؟ مش عارف صراحة ، بس مبحبش اخد حاجة من حد بدون ما اللي قدامي يديهالي براحة تامة ، همس بتحبني ؟ اه ، بعدنا عن بعض بيوجعنا احنا الاتنين ؟ اه كتير ، بس هي حاليا رافضة القرب ، اه سهل جدا اخدها في حضني زي ما بتقولي وسهل جدًا اخليها تعمل كل اللي عايزه وبرضاها مش غصب بس من جواها هي مش عايزة القرب ده دلوقتي ، هي في حاجة جواها ناحيتي ، في حاجة وجعاها مني فمن غير ما اعالج الحتة دي جواها ومن غير ما امحي التردد والبعد والتمنع اللي هي بتحاربه مش هينفع اقرب منها ، مش عارف كلامي له معنى ولا ايه ؟ أو حضرتك فهماني ولا لأ ؟
فاتن كل يوم احترامها وحبها لسيف بيزيد فابتسمت : فهماك يا حبيبي ، بس عايزة اقولك حاجة صغيرة ، في حاجات جوانا القرب بيعالجها يعني اوقات بيكون القرب أولاً والعلاج ثانيًا ، يعني هي دلوقتي قافلة عقلها ورافضة تسمع وجهة نظرك أو تسمعك لما تقربوا من بعض هتفهم وهتسمع وهتقدر
سيف بيفكر في كلامها : أو مشاعرها بتتخدر ويبقى مسكن بيعالج من بره لكن اي موقف أو حاجة هتقابلنا هنكتشف ان الجرح زي ماهو اتغطى عليه لكن ما اتعالجش ، هو اتخدر بس فالوجع مبقاش موجود .
فاتن وقفت : والله يا ابني انت ادرى بس في مثل بيقول اللي تغلب به العب به .
سابته ودخلت اوضتها عند جوزها وهو دخل عند همس تابعته لحد ما قعد في السرير فهي علقت باستغراب : انت هتنام ولا ايه تاني ؟
سيف استرخى : عندك مانع ؟ مش سيادتك صحيتيني وقال ايه بتحرش بيكي ؟ عايزة حاجة مني ؟
كانت هتضحك لما افتكرت الموقف ده بس كشرت بسرعة : لا شكرًا هعوز ايه منك ؟
سيف ابتسم : اشرحلك حاجة مثلا
همس بصت لكتابها : شكرًا .
سيف مسك موبيله يقلب فيه شوية لانه اكيد مش هيعرف ينام تاني .
وهمس متبعاه ومركزة أوي مع حركاته ولقت نفسها بتتغاظ لما تشوف ابتسامتة على حاجة هو بيشوفها وعندها فضول فظيع تقوم تشوف ايه اللي بيخليه يبتسم في موبيله ؟
شوية ولقته بيضحك جامد و واضح اوي انه بيتشات مع حد فبغيظ علقت : انت بتعمل ايه ؟
بصلها مستغرب لهجتها الحادة : في ايه مالك ؟
⁃ بتضحك ليه كده وبتعمل ايه ؟
استمتع بمشاكستها : بضحك ايه مشكلتك ؟
همس متغاظة جدًا منه : بتكلم واحدة صح ؟
سيف فتح بوقه بذهول : واحدة ؟ مرة واحدة يا همس بكلم واحدة ؟
همس قامت من مكانها قربت منه : وريني بتعمل ايه على الموبيل ومندمج فيه كده ليه ؟
سيف استغرب شكها واتعدل : مش بكلم واحدة ده أولًا وثانيًا مفيش حاجة اسمها وريني الموبيل دي ، اعقلي الله يهديكي.
مدت ايدها باصرار : وريني موبيلك يا سيف .
بص لايدها الممدودة وبصلها : انتي بتهرجي صح ؟ ارجعي كملي مذاكرتك وبطلي الهبل ده .
همس قربت تخطف الموبيل من ايده بس بعده عنها وحذرها بس هي ما اهتمش وبتجرب تشده تاني من ايده مرة بعد مرة لحد ما هو وقعها على السرير وثبتها تمامًا : ما تهدي هاه ؟ ولا هي اي حجج والسلام علشان تقربي مني ؟
همس شهقت بصدمة : حجة اقرب منك ؟ انت بتهزر صح ؟
ابتسم : بهزر ؟ امال هات الموبيل ده اسمه ايه ؟ مين فينا اللي بيهزر ؟ عايزة تقربي مش محتاجة لحجج صدقيني ،
متتكسفيش وقولي اللي جواكي يا همس .
همس بتحاول تزقه بعيد عنها : ابعد عني لو سمحت وما تاخدش قلم في نفسك للدرجة دي .
ضحك وسابها : أنا مش محتاج آخد قلم على فكرة ، تصرفاتك هي اللي فضحاكي ، اهدي كده واركزي واتقلي شوية .
همس اتعدلت وقامت من مكانها : حاضر يا سيف هتقل شوية وحاضر مش هتدخل ومش هسألك بتكلم مين بتضحك معاه للدرجة دي .
سيف وقف قصادها : يا بنتي ايه بتكلم مين دي ؟ بكلم مؤمن يا همس وبنهزر مع بعض ، مش فاهم ايه كلامك السخيف ده بتكلم واحدة وبتكلم مين ومحسساني انك كل يوم بتشوفيني مع واحدة علشان تقولي كلام أهبل زي ده ؟
حط الموبيل قدام وشها : بتشات مع مؤمن اهو ارتحتي ؟ اتفضلي بقى ارجعي لمذاكرتك .
مردتش عليه بس سابت الأوضة وخرجت بره تهرب منه ، انتظرها ترجع بس طولت بره فقام يشوفها فين لقاها قاعدة في الصالة لوحدها وقف قصادها : وبعدين ؟ قاعدة كده ليه ؟
غمضت عنيها بارهاق وتعب ورفعت راسها بصتله : وبعدين معاك انت ؟ – وقفت وقربت منه وقفت قصاده تحديدًا – مش قادرة اقعد معاك في مكان واحد اعمل ايه ؟
ده كان اخر شيء يتوقع انه يسمعه منها فردد بذهول : افندم ؟
مردتش عليه لانها مش هتقدر تقوله ان تواجدها معاه في اي مكان بيوجع قلبها وبيتعبها نفسيًا لانها عايزة تقرب منه وعايزة حضنه وعايزة ايديه حواليها لكن تقعد وهو بعيد عنها مش مسموح لها حتى النظرة فده قمة العذاب ، سيف فضل واقف منتظرها تقول اي حاجة بس هربت من عنيه وصمتها طال فهو حرك دماغه بتفهم لمشاعرها : ارجعي لمكتبك ولمذاكرتك وما تخرجيش من اوضتك .
سابها ودخل وهي استغربت هيعمل ايه فدخلت وراه لقته دخل الحمام ، قعدت على مكتبها تبص للورق قدامها وهي مش شايفة ولا حرف ولا كلمة.
آية يوم أجازتها بالبيت أصحابها روان ونهلة كلموها تيجي النادي لأن بقالهم فترة كبيرة ما اتقابلوش وحاسين انها بتاخد جنب منهم وخصوصًا ان سارة قالتلهم انها مش بتكلمها وشبه زعلانة منها فاتفقوا يصالحوهم على بعض هما الاتنين ، كلموها و أصروا عليها وهي وافقت مع ضغطهم .
سارة اتصلت بسبيدو اللي رد عليها فضول منه يعرف هي بتكلمه ليه : سبيدو ازيك
سبيدو : مين ؟