
اخد نفس طويل مستغرب تصرفها هل ممكن انها تلعب معاه بدناءة ؟ حاول يفتكر آخر مرة كانوا مع بعض فيها بس حاسس انه من زمن طويل ، حاسس انه محروم منها ومشتاق لها ، نفسه لو يقوم ياخدها في حضنه وياخد نفس طويل من ريحتها وخصوصًا وهي لسه خارجة من الشاور بالمنظر ده ، مش من حقك يا همس تلعبي بأعصابي بالشكل ده .
راقبها بتقعد على كرسي التسريحة وبتحط كريماتها في ايديها و وشها وفكت شعرها اللي كانت رفعاه لفوق علشان ما يتبلش ، سرحته باهتمام وبطرف عينها شافت سيف مركز معاها أوي ، قلبها بيدق بسرعة وحست انها بتعاقب نفسها قبل ماتعاقبه هو ، نفسها لو تقوم تدفن نفسها في حضنه وبس ، تدخل بين ايديه وتدفن وشها في رقبته ، من امتى وهو واحشها وهي محرومة منه ؟ كان هيجرى ايه لو كانت صحته بعد ما نام امبارح وباسته زي ما فكرت ؟
انتبهت من أفكارها الغبية وقامت اخدت هدومها تلبسهم بعيد عن عنيه في الحمام ، خرجت لابسة بيجامة بحمالات وهوت شورت عليه رسومات ديزني بس مغرية بشكل أوفر .
قربت من السرير ودخلت مكانها فسيف سألها : انتِ بتعملي ايه يا همس ؟
بدون ما تبصله : بنام لو مش عند حضرتك مانع ؟
عطته ظهرها وشدت الغطا عليها وقلبها حاسة ان صوته زي الطبل البلدي .
سيف فضل باصص لظهرها كتير مش عارف يتنفس حتى وألف فكرة مجنونة في دماغه .
حاول يفتح اي حوار معاها : حاتم سألك في ايه وانتِ بتسلمي الشيت ؟
استغربت سؤاله بس ردت بدون ما تبصله : ما سألش غير في مسألة واحدة بس .
استغرب : بس واحدة ؟ غريبة ، تخيلت انه هيخليكي تشرحي الشيت كله ؟
همس لفت وشها له : قالي ان ده أسلوب عز الصياد ومهما يسأل هجاوب وقالي انك انت الوحش في حكايته مش هو .
سيف بصلها وردد : يمكن أكون انا الوحش فعلًا في حكايته
كان بيتكلم وهو باصص لشفايفها وهي لاحظت نظرته دي وحست انها مهددة تستلم من غير حتى ما يحاول فدورت وشها بعيد وبعدت خالص في طرف السرير : تصبح على خير يا سيف .
سيف مكنش عايزها تسيبه وتنام : هنتغدى عند كريم المرشدي بكرة انتِ عارفة صح ؟
همس اخدت نفس طويل : سيف أنا عايزة أنام
سيف شدها من دراعها بعنف قربها منها ومسك وشها ثبته : بطلي تستفزيني بالشكل ده يا همس
بصتله بتحدي وهي بتنهج من قربه بالشكل ده وعنيهم متثبتين في عنين بعض .
سيف باصصلها وبيحاول يفكر بأي منطق او أي عقل بس هرب المنطق منه وحاسس انها بتتحداه فماسك وشها بغيظ مثبته ومرة واحدة هجم على شفايفها ينتقم من بعدها عنه بالشكل ده ، ما ينفعش تبقى مراته وهيموت عليها بالشكل ده ، مجرد انه ما ينفعش يفضل مشتاق للمستها كده .
انتبه سيف من أفكاره على همس بتبعد ايده عن وشها واستغرب انه وصل لمرحلة انه يتخيل نفسه بيبوسها ، كشر بضيق منها ومن نفسه وبعد عنها ربع ايديه تحت راسه وبص للسقف فوقه وهي رجعت انكمشت في مكانها وجواها احساس بالخسارة كبير ، قربه منها متعب ومجهد جدًا فوق ما كانت متخيلة .
سيف قام من جنبها قعد على مكتبها وشد اللاب بتاعه يشوف اشغاله المتأخرة بما ان مش جايله نوم ، فضل ساعتين يخلص حاجات وراه ومن وقت للثاني يبص لهمس اللي غرقانة في نومها .
اخيرًا قام ينام كانت همس في نص السرير وهو فضل واقف فوقها مش عارف يتعامل معاها ازاي ؟ محتار معاها .
دخل مكانه وبدون تردد لف دراعاته حواليها وشدها لحضنه واخد نفس طويل من ريحتها اللي مشتاق لها ، همس بمجرد ما حست بيه لفت نفسها لحضنه ودفنت نفسها اكتر واكتر بين ايديه وكأنها عايزة تدخل جواه .
سيف ضمها اوي وابتسم وبيبعد شعرها عن وشها بحب وبيهمسلها : وحشتيني يا مجنونتي
ضمها اوي وبعدها عرف ينام اخيرًا وهي بين ايديه .
كريم صحي بدري من نومه واستغرب ليه بيصحى بدري يوم اجازته ؟ قام نزل لتحت كان مؤمن صاحي هو وابنه فقعد معاهم و إيان أول ما شافه جري عليه فكريم شاله وقعد بيه : صاحي بدري ليه ؟
مؤمن باستغراب : يعني لو حد المفروض يسأل السؤال ده فهو أنا مش انت .
كريم ابتسم وباس إيان اللي بين ايديه : معرفش ليه بصحى بدري يوم الأجازة ، حاجة تنرفز صح ؟
مؤمن اتنهد ومعلقش ، كريم سأله : عملت ايه مع المحامي ؟
⁃ مش متفاءل ، يا اما نطلع نور غير سوية في اي جانب بقى سواء اخلاقي أو نفسي أو مؤذية لابنها يا اما اكون مستعد اخسر قدامها .
كريم مش عارف يقوله ايه : طيب وبعدين هتعمل ايه ؟
مؤمن مد ايده مسك ايد ابنه : مش عارف يا كريم ، مش عارف بجد ، حاسس اني متكتف ومش عارف أعمل حاجة .
كريم بتردد شديد اقترح : ما تصالحها ؟
مؤمن بصله بذهول : انت بتهزر صح ؟ قوم يا كريم من قدامي وشوف انت كنت رايح فين كده ولا جاي منين ، قوم طريقك أخضر يا ابا .
كريم اتنهد : ماهو مش عارف اقولك ايه صراحة
مؤمن باستغراب : وهو مين قال انك المفروض تقولي حاجة ؟ ما تقولش يا كريم ، قوم شوف مراتك فين روح خدها في حضنك ده اللي أنا هعمله لو صحيت بدري يوم اجازتي وابني نايم ، بطل تبصلي وتتعامل بالشكل ده قدامي ، مش علشان أنا في مشاكل في حياتي انت المفروض تتأثر بيها ، قوم لمراتك يلا ولا شوف انت كنت نازل تعمل ايه قوم اعمله .
كريم وقف : سيف جاي النهارده يتغدى هنا هو ومراته
مؤمن هز دماغه : عارف بس سيف مش هيجي الساعه ٧ الصبح فاتكل على الله واشوفك وقت الصلاة يلا .
اخد ابنه منه وكريم دخل المطبخ كانت أم فتحي بتجهز الفطار في صينية صغيرة وابتسمت أول ما شافته: جهزتلك كام حاجة خفيفة تفطر بيها انت وأمل اتفضل .
ابتسم وشكرها واخد منها الصينية وطلع بس استغرب ان مؤمن مش موجود مكانه فعرف انه اتحرك علشان ما يحرجوش ، دخل أوضته كانت أمل صحيت ويدوب خارجة من الحمام فابتسمت أول ما شافته وقربت منه : ايه اللي مصحيك بدري يوم اجازتك ؟
كريم حط الصينية من ايده واخد أمل في حضنه : مش عارف بجد ، وانتِ ؟
لفت ايديها حوالين رقبته : تقريبًا عندي سينسور بيشتغل أول ما تقوم من جنبي فما بعرفش أنام بعدها .
لف ايديه حواليها : قولتيلي بقى هنعمل ايه جوه الأوضة دي ؟
أمل ضحكت قبل ما تبعد عنه وتروح تقعد قدام الصينية : هنفطر طبعًا هنعمل ايه يعني ؟
كريم بصلها بذهول : نعم يا اختي ؟ نعمل ايه ؟ نفطر ؟
أمل بضحكة على منظره : أمال انت جايب دي نعمل بيها ايه ؟ أكيد مش هنلعب بيها ، تعال اقعد بس لأحسن الواحد واقع من الجوع ، تعال يا ابني .
كريم قرب منها : ابنك ؟ تعالي يا بت
شدها وقفها وشبه شالها : سدي جوعي الأول ليكي بعدها نشوف موضوع الأكل ده قال تعال يا ابني قال .
أمل باعتراض : استنى بس يا كريم
كريم وقف : استنى ايه بالظبط ؟ استني انتِ الأكل ملحوق عليه قبل ما ابنك يصحى
أمل بصتله وبصت للأكل بتحاول تقرر تختار مين فيهم فهو ضحك وشبه رماها على السرير : انتِ بتختاري ما بينا ؟ ده بجد ؟
امل بضحك بتحاول تقوم بس هو مسكها كتفها : الفطار حلو انت اللي غلطان وانا جعانة
كريم بمغزى : ماهو أنا هشبعك ما تقلقيش
أمل بصتله اوي : ولو ما شبعتش ؟
كريم بذهول علق : معاكي لحد وقت الصلاة ما تقلقيش هشبعك
أمل ضحكت جامد : على فكرة أنا بتكلم عن الأكل
كريم ضحك زيها وزقها وقعها : عارف عارف و واخد بالي بس زي ما قولتلك الأكل مش هيطير .
علي اتصل بسما كذا مرة وهي بتقفل عليه مش عايزة تكلمه وأخوها بيطرده من البيت فقرر ينتظرها قدام بيتها ويشوفها ، فضل منتظرها وهو مش عارف هل ممكن تخرج الجمعة الصبح ولا انتظار وخلاص ؟
سما بالبيت خارجة فصفية وقفتها : رايحة فين الصبح كده ؟ مفيش مستشفى النهاردة يا سما
ابتسمت في وش مامتها : مدير الصيدلية كلمني وطلب مني اغطي مكان الصيدلي اللي معايا علشان وراه حاجة مهمة فوافقت انزل بما اني فاضية
صفية بصالها ومش مصدقاها وعارفة انها بتدفن نفسها في الشغل ، فكرت ترفض بس هتضايقها خليها براحتها تعالج نفسها بنفسها فعلقت بحزن : اهربي يا سما اهربي
بصت لوالدتها : اهرب من ايه ومن مين يا ماما ؟ أنا بس بشغل نفسي علشان ما أفكرش كتير ، يلا مش عايزة اتأخر ادعيلي سلام يا روحي .
راقبتها لحد ما قفلت الباب وراها ومن قلبها بتدعي ربنا يعوضها خير ويجبر بخاطرها .