روايات

الفصل التاسع والثلاثون

نفت بسرعة: “أنا مقولتش كده أنا بقولك مخاوفي مش أكتر، الشغل في شركة سيف مغري والمنصب كبير وأفضل بكتير طبعًا وهيعتبر نقلة تانية، ده غير إن أنس مبسوط هنا، كل دي اعتبارات لازم نحطها قصادنا – بصتله كتير قبل ما تسأله بشكل مباشر – انت حابب تعمل إيه يا بدر؟ سيبك مني ومن أنس وقولي انت حابب إيه؟ لو كنت حر نفسك كنت هتختار إيه؟”

بدر بصلها كتير قبل ما يجاوبها: “لو كنت حر نفسي مكنتش هتردد لحظة أقبل الوظيفة دي.”

ابتسمت وحطت إيدها على خده بحب: “يبقى ما تترددش لحظة واقبل الوظيفة دي، احنا في ظهرك ومعاك في أي قرار انت حابب تعمله، المكان اللي يريحك هيريحني ده خليك واثق منه.”

باس إيدها بحب: “ربنا ما يحرمني منك يا قلبي.”

نادى على أنس وبلغه إنهم هيقعدوا هنا وأنس فضل يتنطط بفرحة ومبسوط جدًا.

كريم وصل البيت ومعاه والدته ومرات خاله والعيال الصغار استقبلوهم بفرحة كبيرة.
بعدها اتصل بمؤمن يطمن عليه وبلغه إنه في الطريق للبيت.
طلع أوضته فتح الباب وفوجئ إن النور مطفي وفي إضاءة ديسكو في الأوضة والأنوار بتلمع. دخل وقفل الباب وراه وبيدور بعينيه على أمل وبيفكر يا ترى هي فين في الظلام ده؟

نادى عليها فردت عليه من جوا: “كريم شغل السماعات عندك بس وطي الصوت وأنا جاية.”

نفذ طلبها بتعجب وشغل السماعة فاشتغلت أغنية نانسي “اه ونص”. هنا طلعت أمل لابسة جلبية حمرا بترتر زي بتاعة نانسي ضيقة ومفتوحة من الجانبين ورابطة الحزام على وسطها، كانت عاملة نفس لوك نانسي في الأغنية. كريم بصلها بذهول وضحك وخصوصا وهي بتغني مع كلمات الأغنية قدامه (مفيش حاجة تيجي كده، اهدا حبيبي كده وارجع زي زمان، يا ابني اسمعني، هتدلعني تاخد عيني كمان).

باصصلها وهو مندهش من أمل وحركاتها والأغنية والجو اللي عاملاه، عمره ما تخيل أبدا إن أمل ممكن تعمل حاجة زي دي، حاسس إنه بيقع في حبها من الأول وجديد. انتبه من شروده فيها وهي بتميل عليه بظهرها، جه يمسكها من وسطها بس بعدت وهي بتضحك بدلال وترقص. حركاتها هادية وبتحرك مشاعره ناحيتها أكتر خصوصا مع همسها بكلمات الأغنية لحد ما اتكررت كلمة “حبيبي”. قرب وهنا لقى نفسه بيلبي دعوتها وقام، قرب منها وشاركها الرقصة وسط ضحكها واندهاشها منه. فضلت تميل عليه وهي بترقص فحاوطها من وسطها وهو بيرقص معاها لحد ما خلصت الأغنية وقعدت تنهج جنبه وهو بيضحك على منظرها.

سألها بمرح: “كنتي مخبية كل ده فين؟”

اتكسفت فحاولت ترد بغرور: “قلتلك هتنبهر.”

ضحك وأكد: “وأنا انبهرت فعلا – كمل بحب – : هتخليني أحبك أكتر من كده إيه؟ قلبي اتملا عشق وغرام ليكي.”

أمل بصت للأرض بخجل بعدها بصتله بلهفة: “بجد بتحبني يا كريم زي الأول؟”

نفى بسرعة: “لا طبعا زي الأول إيه؟ الأول أنا كنت على الشط يا أمل، بحبك اه بس مش بغرق في حبك، أنا بغرق يا أمل، أنا تخطيت الحب من زماااان.”

بصتله بعينين بيلمعوا بحب، سألها بمشاكسة: “إلا قوليلي الأغنية كانت بتقول يا ابني اسمعني هتدلعني تاخد عيني، عايزاني أدلعك ازاي؟ اؤمري يا أمل حياتي.”

ابتسمت بحب: “مش عايزة غير إنك تفضل تحبني وبس، تحبني أنا وبس وما تسمحش لأي حد يبعدنا عن بعض حتى لو كان الحد ده أنا أو انت، خلينا على طول مع بعض وجنب بعض.”

ضم وشها بايديه ورد بوعد: “مفيش حد يقدر يبعدنا عن بعض يا أملي، انتِ وبس.”

ابتسمت باطمئنان فغمزها وكمل بخبث: “انتِ طلبتي اني أقرب وأنا زوج مطيع مابقدرش أرفضلك طلب.”

ضحكت بدلال فلغى المسافة اللي بينهم وباسها بكل الحب اللي جواه وقضوا الليلة كلها بيرويها من بحر حبه ليها.

همس خلصت مع عز بعدها عملت كوباية زنجبيل بالنعناع لسيف واخدتها وطلعت كان تعبان وآية معاه اللي علقت: “لازم يكون في حل للترجيع ده؟”

همس سألتها: “رجع كتير؟”

سيف هيعترض بس آية سبقته: “اه للأسف.”

آية وقفت: “هسيبكم بقى مع بعض، الف سلامة عليك يا سيف، تصبحوا على خير.”

همس راقبتها لحد ما قفلت الباب وراها بعدها قربت من سيف، جابت زيت النعناع وعملت زي المرة اللي فاتت بعدها خلته يشرب شوية وقعدت جنبه بهدوء.

سيف سألها بصوت ناعس: “فهمتي من أبويا ولا؟”

ابتسمت وبعدها بدئت تحكيله بانطلاق عن تجربتها مع عز واحساسها وهو بيسمعها بابتسامة عريضة والنوم بيقرب شوية شوية.

همس استرخت قصاده وشها في وشه وهمست: “غمض عنيك ونام ليه بتتخانق مع النوم كده؟”

سيف سألها: “هتسلمي الشيت بكرة ولا بعده؟”

جاوبته: “لسه بعده ما تقلقش المهم ارتاح ونام.”

غمض عنيه لحظة بعدها فتحهم: “اظبطي تايمر على ميعاد الحقن.”

ابتسمت بأسف: “ظبطته ما تقلقش.”

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل