روايات

الفصل السادس والعشرين

همس بتلقائية بصت لسلوى وهو لاحظ فبص لأمه وبعدها رجع نظراته لهمس وكرر سؤاله بحزم : قلعتيها ليه ؟
ردت بتردد: دي مناسبة أكتر، التانية بلبسها طول الوقت لكن دي للمناسبات اللي زي كده
علق بتهكم : وده رأيك انتِ ولا رأي حد تاني ؟
سلوى قالت بتهكم مماثل: أنا مجرد اقترحت مش أكتر
سيف قبل ما يرد عز اتدخل بصرامة : مش وقته دلوقتي ، سيف شوف ضيوفك .
أخد همس ومشي بعدها وقفها على جنب وقالها بوضوح: أنا بحب همس بشخصيتها المستقلة لو هتتغيري لشخصية تانية بتقول امين وحاضر فساعتها ….
ماكملش الجملة بس باقيها كان واضح
بصتله باستيعاب وسكتت ، أما هو فاتنهد بضيق من تدخلات أمه اللي أجبرته يكون صارم مع همس علشان ماتقبلش بتدخلاتها.

كريم وأمل بيباركوا لملك ونادر ولباقي العيلة ، مؤمن جه يباركلهم واتصدم بوجود نور ، بارك للكل وبعد ، فكر يمشي من المكان كله .
كلهم واقفين سوا، وفرحانين وبيتصوروا، الضحك والابتسامة من القلب ، بس هو قلبه موجوع منها، اتنهد وجه يتحرك وينسحب بس حس بايد بتتحط على كتفه ووصله صوت لائم : ازاي قدرت تطلقني ؟
بص لايدها ولف يواجهها بعتاب: وازاي قدرتي تعملي كل اللي عملتيه ؟
ردت بوجع : تخيلت اني مهما أعمل مش هتبعد ، مش هنوصل للطريق ده ، كان عندي ثقة عمياء في حبنا بس حبنا اتهزم
رد باستغراب : حبنا انتِ هنتيه يا نور ، هنتيه ودمرتيه وحبستيه وخليتي مجرد التصريح به إهانة وذل ، ، الحب عمره ما بيفوز قصاد الإهانة بالعكس دايما بيخسر .
مسحت دمعة نزلت وبررت : عمري ما قصدت أهينك كنت بس عايزاك
قاطعها بحدة طفيفة : عايزاني ايه ؟ انتِ وصلتينا لطريق مسدود ومفيش في ايدي أي حلول للأسف
لف علشان يبعد ويمشي من المكان كله بس وقفته برجاء : سامحني
كذا حد انتبه وصوتها كان مسموع فالكل بدأ يسكت تباعا وهي كملت بصوت واضح: أنا آسفة سامحني ، رجعني لبيتي ولجوزي وابني يا مؤمن ، اه عارفة اني غلطت وتماديت في غلطي بس كنت عايزاك ليا لوحدي ومحدش يشاركني فيك ولو حتى أهلك ، أنا أنانية في حبي هل ده عيبي ؟ أي تصرف عملته كان من حبي ليك وأنانيتي في حبك كانت بتحركني بس عمري أبدا ما تخيلت انك هتقطع وتنهي كل الطرق بينا ، خلينا زي ما ارتبطنا قبل كده في فرح نرجع نرتبط تاني في فرح ، ينفع تلاقيلي مكان تاني في قلبك ؟

مؤمن وقف مصدوم مش قادر يرد ولا يتكلم ، يمكن حلم باللحظة دي كذا مرة أو يمكن يكون دلوقتي برضه بيحلم وهي مش حقيقة ومش موجودة، مابقاش عارف يفرق بين الحقيقة والتمني .
بص حواليه يشوف هو بيتخيل ولا بجد ؟ بس الصمت التام واللهفة اللي في العيون ، خالد وفايزة عيونهم بتترجاه يوافق ، ملك باصاله بلهفة ، بص لأهله وأولهم ناهد اللي ابتسمتله بحب ودعم أيا كان قراره ، بص لكريم وافتكر كلامه ( أنا لو مكانك هديها فرصة تانية )
بصلها هي وعينيها بيترجوه انه يرجعها لحضنه وقلبه بيحتج وبيعلن ثورة جواه عليه .
أخيرا مدلها ايده بتردد بس لقاها مسكتها بسرعة ورمت نفسها في حضنه ، ضمها لكن لأول مرة نور تحس بفتور حضنه .
مؤمن ضمها بس قلبه موجوع منها ، في مليون جرح في قلبه منها لكن ما ينفعش يهينها برفضه ليها ويهين أهلها ويبوظ فرح ملك ، نور للأسف أنانية في دي كمان؛ لانه لو رفض هتنهي فرح أختها ، لقى نفسه متضايق منها أكتر بس لانه بيحترم أسرتها كلها ما ينفعش بأي شكل يحطهم في وضع زي ده .

الكل صفق وهيص والفرح بقى فرحين بس مؤمن فرحته باهتة والقريبين منه شايفين ده كويس .
سيف قرب من كريم وسأله : هو مؤمن مش مبسوط ولا أنا متهيألي ؟
كريم تمتم بحيرة : لا هو فعلا مش مبسوط
سيف بحيرة مماثلة : مش كان بيبكي على ليلاه ؟ ايه بقى ؟ اهي اعتذرت قدام الكل ، قدام الأسرتين ، ايه تاني ؟
كريم بصله بتفكير : معرفش يا سيف بس هو مش بطبيعته .

كل أهل نور باركولهم وكمان أهل مؤمن إلا كريم اللي نور لاحظت ان هو الوحيد اللي ماقربش وبارك ويقينها زاد ان هو سبب طلاقهم من البداية .
كل البنات اتلموا حوالين نور فمؤمن راح لكريم وسيف ووقف جنبهم بصمت لحد ما سيف قصع الصمت ده : إلا انت مش فرحان ومبسوط ليه ؟
مؤمن بصله ورجع بص ناحية نور وهو ساكت فكريم اللي كرر السؤال: مش فرحان ليه يا مؤمن ؟ ولو مش فرحان فعلا ليه أخدت الخطوة دي ؟
مؤمن التفتله باستنكار : انت بجد بتسألني ؟
الاتنين بصوله بحيرة وبصوا لبعض فوضحلهم : تقدروا تقولولي لو رفضت وسيبت القاعة ومشيت ايه اللي كان هيحصل ؟ فكروا كده للحظة ، ملك، نادر ، عمي، أنا لو كنت متغاظ من نور قيراط فغيظي منها اتضاعف مليون قيراط بعد خطوتها دي ، هي حطتني في وضع ماأقدرش أرفض فيه ، يا إما دي أنانية بحتة منها انها مش شايفة غير نفسها وبس وعندها استعداد تام تبوظ فرح أختها ، يا إما هي متعمدة تلعب على نقطة اني هراعي كل الموجودين ومش هقدر أرفضها ، وفي كلتا الحالتين أنا حاليا مش طايق نفسي .
قبل ما حد فيهم يعلق أو يرد قاطعهم خالد اللي الفرحة مش سايعاه جه مسك دراع مؤمن : مؤمن أنا سألت المأذون دلوقتي نكتب تاني ولا ايه بس قال مش محتاجين لانها في شهور عدتها وتقدر تردها وكمان المأذون بياخد وقت لحد ما يوثق الطلاق علشان في حالة لو اتصالحوا فحاليا هكلم المأذون وأبلغه انك رديتها ورجعتوا لبعض ، ما تتخيلش يا ابني أنا النهارده سعادتي لا يمكن أقدر أوصفها ، لوهلة خفت تحرجها وتكسر بخاطر الكل بس انت بجد راجل يا مؤمن وثقتي فيك عمرها ما اتهزت أبدا ، ربنا يسعدك يا ابني ومعلش حاول تسامح نور من قلبك هي برضه بتحبك وده لا يمكن ننكره ، أيوة أخدت شوية قرارات غبية بس بتحبك وده ممكن يشفعلها عند قلبك يا ابني ، المهم أنا اتكلمت كتير .
قبل ما يمشي بص لسيف بامتنان : نسيت أشكرك يا سيف على وقوفك جنب نادر وملك ، مجي والدة نادر فرق كتير يا ابني – بصلهم التلاتة وكمل بفخر – ربنا يحميكم يارب ويديم محبتكم و وقوفكم جنب بعض ايد واحدة .
أمنوا على كلامه وبعدها انسحب وسابهم في حالة صمت لان مؤمن كان عنده حق ؛ لو رفض كلام نور كانت الحفلة دي كلها هتنهار وتبوظ .
مروان انضملهم وبارك لمؤمن بعدها بص لسيف وقال بسعادة بالغة : هالة أبوها وافق تبات عند همس
سيف ابتسم : طيب كويس انت ايه مفرحك ؟ هل متخيل هسيبك مثلا تخرج تسهر معاها ؟ ده أنا شوية وهطردك
كلهم ضحكوا حتى مؤمن ضحك من غيظه ومن منظر مروان اللي تقريبا فقد النطق .

أمل راحت تبارك لنور ومدت ايدها تسلم بس نور سلمت عليها بفتور وابتسامة باردة ، أمل اتحرجت وحاولت تتكلم: مبارك يا نور
بصتلها بجمود: الله يبارك فيكي
همس جت تباركلها بابتسامة: ربنا يسعدكم ويخليكم لبعض فرحتونا كلنا
نور بابتسامة مجاملة: شكرا لذوقك
أمل بابتسامة: الحمدلله انكم رجعتوا لبعض، ربنا يهدي سركم
نور رفعت حاجبها بتهكم : رجعنا رغم أنف الجميع ، ومش هسمح اننا نبعد تاني عن بعض بسبب ناس خرابين بيوت
أمل اتضايقت من هجومها وكذلك همس اللي اتغاظت من أسلوب نور مع أمل فردت باستفزاز: حلو انك تتعلمي من أخطائك فماتسمحيش انه يتكرر تاني ، حافظي على بيتك المرة دي علشان مش كل مرة الفرصة بتيجي
نور بصتلها بغضب : قصدك ايه؟
ردت بلامبالاة: أنا بنصحك مش أكتر
أمل بهدوء: بيتك خرابه من إصلاحه في ايدك انتِ مش في ايد حد فماتحاوليش تعلقي شماعة أخطائك على غيرك
نور بصتلها بعصبية ومشيت وسابتهم الاتنين بدون كلام
همس بفضول: هي مالها تحسيها مستعدة لأي خناق
أمل بتنهيدة: هي فعلا كدا، اتغيرت أو يمكن كانت كدا واحنا ماكناش عارفين ، ربنا يهديها
فضلوا يتكلموا ويقربوا من بعض أكتر وأخدوا أرقام بعض

نادر خالد كان واقف على جنب مع مراته اللي بتحاول تشده : ما تروح يا ابني تبارك لأختك
كان شايل بنته وبيلاعبها فرد بعدم اهتمام : باركت لملك
مروة : أقصد نور اللي أخيرا ربنا هداها ورجعت لجوزها .
بصلها بتهكم : انتِ شايفة ان ربنا هداها ؟ بجد ؟
بصتله بحيرة وردت : أيوة مش رجعت واتأسفت ؟
أخد نفس طويل قبل ما يقول: بالله عليكي يا مروة اسكتي وبصي ناحية مؤمن وقوليلي ده شكل واحد مبسوط انه رد مراته ؟ ( عطاها بنتها واتعدل علشان يخرج برا وكمل بهمس ) ولا واحد اتدبس وماعرفش ياخد رد الفعل الصح ؟
أنا خارج برا شوية هعمل تليفون مهم .
سابها وخرج و وراه نور بتناديه بس عمل نفسه مش سامعها وخرج ، خالد لمح نور بتنادي أخوها فراحلها : عايزة حاجة يا نور ؟
بصتله بذهول : تخيل نادر ماردش عليا وطنشني ؟

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل