
—
**الفصل العشرون:**
بدأت “قدر” يومها بسعادة ورضا، وهي تقف أمام المرآة ترتب هيئتها، متفائلة بلحظة نجاحها في اجتياز امتحاناتها. لكنها لاحظت شرود ذهن “شهاب”، فسألته إن كان هناك ما يضايقه. بدا وكأنه يحمل همًا ثقيلًا، لكنه أنكر ذلك وسألها عن امتحاناتها، مما جعل قلبها يشرق بالفرح لأنه لا يزال يهتم.
رغم ابتسامته الباردة، حاولت قدر التقرب منه بتعبير حب وامتنان، فأعطته قبلة ملؤها الشوق. كانت تلك القبلة محاولة منها لاستعادة دفء علاقتها به، لكنه بدا غارقًا في أفكاره المتعلقة بشيرين. لم يكن بإمكان شهاب نسيان الماضي بسهولة، إذ كانت شيرين قد عادت لطلب مسامحته، بعد أن ندمت على أخطائها القديمة. ومع ذلك، كان شعوره بالاستقرار مع “قدر” أكبر من كل المغريات الخارجية.
في مكان آخر، كانت “إيمان” تقبع في الظلام، غارقة في مشاعر الانكسار بعد مواجهة مع “عاصم”. لقد حاولت الهروب من قسوة حياتها معه، لكنها أدركت أنه لا مفر من المواجهة. عاصم الذي كان يرى في نفسه السيد المتحكم، لم يكن يتوقع أن ينهار أمام تمردها. لكن إيمان، التي عانت من صراعات داخلية لا تنتهي، لم تعد تستطيع التحمل أكثر، فواجهته بكل ألمها. انفجر بينهما جدال حاد، حيث أظهرت إيمان مشاعرها المختلطة من الغضب والانهيار، وهو بدوره لم يجد طريقة لتجاوز تلك العواطف العنيفة سوى إظهار قسوته المعتادة، رغم شعوره الداخلي المتناقض.
بينما كان عاصم وإيمان يتصارعان مع مشاعرهما المتقلبة، كانت “لطيفة” تحيك مؤامرة لاستعادة “حامد”. استعانت بسحر قديم لتحاول إعادة زوجها إليها بعد أن شعرت بفقدانه. طلبت من خادمتها وضع ماء السحر في طعامه، لكن القدر كان له رأي آخر، إذ تناولت “رحمة”، دون أن تدري، الطعام الذي تم إضافة السحر إليه. بدأت مشاعر “رحمة” نحو “حامد” تتغير بشكل غريب، إذ شعرت بانجذاب مفاجئ وقوي نحوه. لم تفهم رحمة سبب تلك المشاعر الجديدة، لكنها لم تستطع مقاومة انجرافها نحو حامد، الذي بدأ يلاحظ التغير الغريب في تصرفاتها.
في تلك الأثناء، كانت “قدر” تعاني من شعور بالاستبعاد عندما لاحظت أن شهاب لم يدعوها إلى حفلة العمل التي كان يستعد لها. شعرت بالحزن والغيرة، وتساءلت لماذا لم يطلب منها مرافقته. رغم أنها حاولت إقناع نفسها أن الحفلة ليست مهمة، إلا أن شعورها بالإهمال كان أقوى. ومع ذلك، حاولت قدر ألا تفسد لحظتها مع شهاب، وحافظت على هدوئها.
في الحفلة، تألقت “شيرين” بحضورها الواثق. كانت واثقة أن ظهورها سيعيد إليها اهتمام شهاب. حاولت قدر المستطاع أن تخفي قلقها، لكنها لم تستطع التخلص من الشكوك التي بدأت تتسلل إلى قلبها. لم تكن تعرف أن شهاب قد مر بتجربة زواج سابقة من “جومانة”، وهي حقيقة أخفاها عنها، ما جعلها تشعر بالخيانة والخوف من أن تكون مجرد محطة مؤقتة في حياته.
وفي الوقت ذاته، كانت “رحمة” تقترب أكثر من “حامد”، وتغمره بمشاعر حب مفاجئة وغير مبررة، مما جعله يتساءل عن سبب هذا التغير المفاجئ. بدأ يشعر بالارتباك، خاصة عندما أدرك أن مشاعره نحوها قد بدأت تتغير أيضًا. رغم محاولاته الابتعاد عنها، كانت قوة المشاعر بينهما تجذب كلًا منهما إلى الآخر، حتى بات من الصعب عليهما المقاومة.
على الجانب الآخر، كان “عاصم” يعاني من اضطراب داخلي بسبب عواطفه المتناقضة تجاه “إيمان”. رغم قسوته وقراره بإبعادها عن حياته، لم يستطع التخلص من شعور الغيرة والغضب. بينما كانت إيمان تحاول إعادة بناء حياتها، كان عاصم يتصارع مع مشاعره المتناقضة بين حبه القديم ورغبته في السيطرة.
في النهاية، وصلت العلاقات بين الشخصيات إلى مرحلة حرجة، حيث بدأت الخيوط تتشابك أكثر، تاركة الجميع في حالة من الفوضى العاطفية. ما بين الحب والخيانة، السيطرة والضعف، كانت كل شخصية تسير نحو مصيرها المجهول، غير متيقنة مما يحمله لها المستقبل.
—