روايات

الفصل الثاني والعشرون

كريم ومؤمن خرجوا بعد ما كريم أقنعه بالعافية واتقابلوا مع سيف ، قعدوا التلاتة مع بعض كل واحد مستني التاني يتكلم لحد ما سيف قطع الصمت : ايه هتفضلوا ساكتين كده كتير ؟ ما تتكلموا ( بص لمؤمن باستفسار) ايه اللي جد خلاك تاخد الخطوة دي ؟ ماهي كلها شوية وتنتهي شهور العدة
مؤمن حكاله ملخص اللي حصل في الشركة وسيف سمعه لحد ما سكت بعدها علق : معلش سؤال كده ولازم ولابد أسأله ( الاتنين بصوله بترقب فقال ) ايه مشكلتها مع كريم ؟ يعني هل انت ضايقتها أو سبق واتخانقتوا مع بعض وهي شايلاها في قلبها ؟
كريم بنفي : عمري أبدا
سيف بحيرة : طيب امال ايه بقى ؟
مؤمن : ماهو ده بقى سؤال الموسم ، ايه مشكلتها مع العيلة كلها مش كريم بس ، هي متضايقة من الكل ، أمل ، نونا ، عمي حسن ( كمل بتهكم ) دي حتى أم فتحي طلعت متضايقة منها وزعلتها متخيل انت ؟
سيف بصله ومش مستوعب سبب زعلها فقال باستنكار : انت بتتكلم بجد انها متضايقة من طنط ؟ يعني كل دول ممكن أستوعب ضيقها وممكن أحط أعذار لكن طنط والدة كريم لا يمكن تزعل حد أصلا، أنا بصراحة بحبها من واحنا صغيرين، يعني عارف لو زي أمي ( كلهم ضحكوا ) اه والله دي همس ليها الجنة مع أمي
كريم باستغراب : هو انتم لحقتوا ؟ ده يادوب
سيف : اهو يادوب وعايز أقولك أمي بتعلق على السقطة واللقطة والشاردة وكل فتفوتة.
مؤمن ابتسم لانه فهم ان سيف بيحاول يشغله عن مشاكله بانه يتكلم عن حاجة تانية بعيدة عنه فسأله : طيب وهل مامتك مش بتحب همس ؟
سيف بتفكير : أعتقد بتحبها ، بس الاتنين شخصياتهم عنيدة ، مش عارف بس في صدام مستمر ، تخيل ان أمي طردتها مرة من البيت
الاتنين بصوله بذهول ومؤمن اعترض : لا ما أتخيلش دي مامتك ذوق جدا وبتتعامل برقي كده مش من الحموات إياها لا لا ما أصدقش
سيف ضحك بتهكم على اعتراض مؤمن : بتكلم بجد طردتها ولعبت الدنيئة كمان بعدها
كريم بعدم تصديق : طردتها قالتلها اطلعي برا ؟
سيف بتذكر للأحداث : مش بالمعنى بس أمي كانت عايزة تحول همس لامرأة أرستقراطية زيها كده
مؤمن بهدوء : لا يمكن؛ همس شخصية على ما أعتقد عفوية وبطبيعتها مش متكلفة وما تعرفش تكون متكلفة صح ولا بيتهيألي ؟
سيف بتأكيد : لا صح فعلا هي كده ، فأمي بقى مش عاجبها فبقت تتدخل في لبسها ، شعرها ، الشوز متخيل؟ وختمتها لما جابت واحدة تعلمها أصول الاتيكيت وحطتها قدام الأمر الواقع وقالتلها الست اهيه اتفضلي اتعلمي و طبعا همس رفضت واعتذرت فأمي قالتلها اللي ما يسمعش كلامي في البيت مالهوش مكان ( بص لكريم ) كده ماطردتهاش ؟
كريم بذهول : وهمس مشيت ؟
سيف : طبعا مشيت
كريم بفضول : وسيادتك كنت فين ؟ كنت المفروض تلطف بينهم وما تسيبش الأمور توصل للشكل ده وتاخد المنحنى ده ، لقيت والدتك بتتدخل في تفاصيل زي دي تكلمها بينك وبينها
سيف ضحك بتهكم : وانت متخيل اني مااتكلمتش ؟ بس أمي مش بتتكلم قدامي نهائيا والحركة دي عملتها وأنا في الشغل وبعد ما روحت أصلا ماعرفتنيش ان همس مشيت زعلانة لان همس قالتلي رايحة عند نادر وأبوها وأمها موجودين وأنا اليوم ده كنت مطحون فروحت تعبان فأمي أقنعتني ولحد الآن مش عارف ازاي بس أقنعتني أنام ساعتين وأصحى أروحلها وأكدت انها هتصحيني فنمت وما صحيتش غير تاني يوم ولكم ان تتخيلوا الباقي ودماغ همس وتفكيرها طول اليوم وطول الليل .
مؤمن علق : طيب اهي همس لو طلبت منك بيت مستقل فحقها لكن نور حجتها ايه ؟ محدش كان بيوجهلها حرف
سيف حس انه خربها بزيادة لانه بالفعل بكلامه طلع نور غلطانة أكتر
الاتنين سكتوا فبص لسيف وكمل علشان ما يحسسهوش بالذنب : حاول تشوف حل من البداية بين مراتك و والدتك لان الأمور هتتأزم أكتر من كده فحط حد فاصل بينهم .
سيف : أنا مش عارف ازاي ؟ اتكلمت مع أمي بس ده طبع فيها بتحب كل حاجة تمشي على هواها .
كريم بهدوء: واحدة واحدة والكل هيتطبع مع كله وهتلاقي الدنيا بيس بس محتاج شوية وقت وفهم همس ان مهما كان دي والدتك وليها عليك حق وبعدين خلي بالك من نقطة ان والدتك زي ما قلت شخصية متملكة شوية وبتحبك أوي فحاساك ملكها هي وابنها لكن همس دخلت أخدتك منها تماما فده خلاها ممكن غيرانة من حبك ليها ، حاول تظهر حبك لوالدتك أكتر وهمس خلي الحب بينكم فاهم ؟
سيف كشر : هو في أم تغير من مرات ابنها أو ان ابنها يكون مبسوط مع مراته ؟
الاتنين ردوا مع بعض : طبعا
مؤمن وضحله : ساعات الأم بتحس ان ده ابنها بتاعها هي وانها الوحيدة اللي ليها حقوق عليه فغصب عنها بتتضايق من مراته وخصوصا لو بيحبها بزيادة زيك كده وده مش معناه انها بتكرهها بالعكس دي ممكن تاكلها أكل لو زعلتك وتتضايق لو شايفاكم زعلانين بس بتغير وده مش بايديها
كريم كمل : فالحل في الحالة دي ان قدامها تبقى أمك هي الدنيا وما فيها ولوحدكم مراتك هي الدنيا وما فيها الموضوع محتاج بس حكمة في التعامل مع الاتنين
نوعا ما اقتنع بكلامهم ، اتكلموا بعدها عن الشغل وسبيدو اتصل بسيف علشان رايح المصنع فراحوا كلهم قابلوه هناك يساعدوا في موضوع الكاميرات ، بعد مدة خلصوا وسهروا الأربعة في المصنع لحد الفجر وكل واحد روح بيته .

سيف دخل جناحه الفجر، كانت همسته نايمة فغير هدومه بهدوء ودخل مكانه جنبها ومفيش لحظات إلا ولقاها بتصحيه : سيف انت هتروح الجامعة يا حبيبي ؟
ماكانش قادر يفتح عينيه واستغرب ليه بتصحيه بدري كده ؟
رد بنعاس: هروح بس سيبيني أنام
قالت بإصرار : سيف يادوب تلبس يا حبيبي
فتح عينيه بصلها باستفسار: الساعة كام ؟
جاوبته : ٨ فيادوب لو عندك أول محاضرة
بصلها بشك وماكانش مصدقها فمسكت ايده رفعتها علشان يشوف ساعته ففتح عينيه شاف بالفعل الساعة ٨ فاتعدل بسرعة : امتى وصلت ٨ أنا يادوب حطيت دماغي ، يا ربي محتاج أنام
اتحركت تلم حاجتها : انت رجعت امتى ؟ ماحسيتش بيك
قام بكسل : رجعت الفجر تقريبا ، اديني خمس دقايق وهكون جاهز
وقفته : كنت هخلي نصر يوصلني
رفض : أنا عندي أول محاضرة لسنة تالتة ما تقلقيش مش هأخرك استنيني
بالفعل خلال دقايق كان جهز وخرجلها أخدها ونزل وعواطف قابلتهم : الفطار جاهز
سيف بابتسامة : واحنا متأخرين وجدا يادوب نوصل بالعافية
أخدها ومشيوا، في العربية سألته : مؤمن أخباره ايه ؟
جاوبها وهو مركز في الطريق : زعلان أكيد بس وصلوا لطريق مسدود .
قالت بهدوء : نادر كان عايز يكتب كتابه الخميس بس قلتله على مروان وقال يبقى الجمعة
بصلها باستغراب : طيب وهل أبوها هيوافق ؟ يعني أختها تتطلق امبارح وبعد يومين يعملوا فرح ؟
علقت : ماهو ده اللي قلته لنادر ده أصلا ماكانش يعرف واتضايقت انه عرف مني بس ماحبيتش يخطط ويظبط أموره بعدها يتصدم
مسك ايدها باستحسان: الصح عملتيه يا حبيبي؛ الإحباط في الأمور دي سيئ جدا ، ربنا يسهله الحال يارب .
بصتله بفضول : سهرتوا فين كل ده ؟
ابتسم لفضولها : في المصنع سبيدو كلمنا وروحنا ركبنا كاميرات مراقبة في أماكن خفية يعني ماكناش سهرانين كده ولا كده
ابتسمت بارتياح: أنا بس كان عندي فضول مش أكتر .
ضحك ووصلوا الجامعة وركن عربيته وقال بمرح : وصلتك اهو وقبل المحاضرة بخمس دقايق بحالهم يلا .
نزلوا ايديهم في ايدين بعض وصلها لحد المدرج والطلبة شافوه فدخلوا وبدأوا يقعدوا في أماكنهم فضحكت : فاكرين انت اللي علينا
ابتسم : بكرا يتعودوا
كانوا واقفين قدام المدرج قصاد بعض فسألته : عندك فين ؟
ابتسم ابتسامة عريضة وقرب وشه منها : فاكرة أول محاضرة طردتك منها ؟
ابتسمت زيه وهمست : ودي حاجة تتنسي ؟
لمح الدكتور مدحت سلّام جاي فبعد عنها شوية : دكتورك جاي
بصت وراها : مين ده ؟ أول مرة أشوفه
وضحلها : دكتور مدحت هيديكي ( communication )
الدكتور شافه فوقف قصاده ورحب به بابتسامة : سيف الصياد صح ؟ طالبي المفضل
سيف ابتسم للدكتور اللي قرب وحضنه جامد بمحبة واضحة : دكتور مدحت أهلا بحضرتك
مدحت بصلهم الاتنين ولاحظ وقوفه جنبها فبصله باستفسار مرح: ايه ها؟ ماكانش ليك في الأمور دي أيام الشقاوة هتعملها دلوقتي ولا ايه ؟
ضحكوا كلهم وسيف وضح : لا والله ماليا وبعدين دي مراتي ( أكد بضحك ) هااا مراتي
مدحت بص لهمس بابتسامة : بسحب الجملة اللي قلتها كان شقي ومقطع السمكة وديلها ومبهدل الدنيا
الاتنين جالهم حالة ذهول وسيف رد بغيظ : ده أنا لسه حالا بشكرلها عن حضرتك وبقول قصائد شعر ( بص لهمس بمزاح ) ما تصدقيش كل اللي قلته دكتور مدحت كان
مدحت بصله بتحذير : كان ايه ها ؟
سيف تراجع بضحك : كان ومازال أكتر دكتور بحبه في الكلية
ضحكوا و مدحت مد ايده لهمس : يا أهلا بيكي يا بنتي ، دكتور سيف بجد إنسان محترم جدا وأنا بحبه من وهو طالب عندي
همس سلمت عليه بعدها سأل باهتمام : انت كنت مستنيني ولا ايه خير ؟
سيف وضحله : همس في سنة رابعة طالبة عند حضرتك
بصلهم الاتنين بذهول تام وردد: مراتك طالبة في سنة رابعة ؟ ده بجد ؟ يعني انت سبت بنات دفعتك اللي كانوا بيلفوا وراك وسبت المعيدات والزميلات وبنات برا وجوا وفي الآخر اتجوزت طالبة ؟ احلف
سيف ضحك : أحلف ايه أكيد مش هجيب واحدة أقول عليها مراتي إلا لو مراتي بجد
مدحت بصلهم الاتنين : لسه عرسان ولا من زمان ؟ واوعى تقولي من زمان
ابتسم : لسه راجعين من شهر العسل
باركلهم : حلاوة البدايات علشان كده بتوصلها لباب المدرج ، المهم أنا لازم أشوفكم وأقعد معاكم بس أكيد مش دلوقتي ابقى عدي عليا في مكتبي فاكر مكانه ؟
سيف بمزاح : عيب يا دكتور والله ، ده أنا كنت لاجئ فيه ، مش هعطل حضرتك أكتر من كده بعد إذنكم .
انسحب وهمس دخلت مكانها والدكتور كمان عرّف عن نفسه للطلبة واتكلم عن مادته وشرح نظامه وتقسيمات مادته ودرجاتها وبدأ يشرح أول درس ، خلص شرح جزء بعدها بص للطلبة : حد عنده أي سؤال قبل ما ننتقل لجزئية تانية ؟
همس رفعت ايدها فابتسم وشاورلها تسأل فقالت سؤالها وبعد ما سمعه ابتسم: ما تسبقيش الأحداث أنا بتكلم عن الجزئية دي بس لسه سؤالك هتفهميه لما أكمل ما تستعجليش زيه
ابتسمت أول ما قالها كده وسكتت في انتظار باقي شرحه .
هالة جنبها همست : قصده مين ؟ سيف يعني ؟
بصتلها بمرح: هو في غيره ؟!

سيف راح محاضرته وكل الطلبة قعدوا مكانهم وهو واقف ساند على الترابيزة بتاعته قدام لحد ما الكل سكت و بدأ يتكلم ويعرف نفسه ومادته وشايف نظرات الطلبة له ما بين معجب ومهتم ونعسان و وشوش مختلفة بتعبيرات مختلفة قدامه وكالعادة قبل ما يبدأ شرح سأل مين أول الدفعة وهو مستني بحماس مين هيرد ؟
واحد وقف : أنا يا دكتور ( سيف سأله عن اسمه ) منذر أحمد إسماعيل
سيف بدأ يشرح وكان مستني منذر يسأله زي ما همس كانت بتسأل بس لقاه هادي جدا وبيكتب بهدوء تام وتركيز لكن مش من النوع اللي بيسأل تقريبا .
خلصت المحاضرة وكذا طالب وأغلبهم بنات وقفوا حوالين سيف يسألوه في أسئلة تافهة لمجرد انهم يقفوا شوية .

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل