روايات

الفصل الحادي عشر

فكررت بتأكيد : سيف أنا بتكلم بجد مش هرجع معاك البيت تاني .
بص لساعته وبصلها : همس احنا ورانا
قاطعته بقوة وهي بتبعد : أنا مش هروح معاك يا سيف فما تغيرش الموضوع أو تتجاهل كلامي.
مسك دراعها ووضح : حبيبتي أنا مش بتجاهل كلامك ولا بغير المواضيع كل الحكاية ان ورانا محاكمة ماجدة ولازم نكون موجودين فيها أنا وانتِ وخصوصا انتِ لان انتِ اللي حاولت تقتلك .
هزت دماغها بموافقة وقالت بتصميم: ماشي هروح معاك المحاكمة بس مش هروح البيت علشان بس الأمور تكون واضحة قصادك ، مش هرجع البيت ده تاني يا سيف .
رد بجدية : أنا عايز أوضحلك نقطة مهمة يا همس محدش في الدنيا دي كلها يقدر يجبرك على حاجة انتِ مش عايزاها .
مافهمتش قصده فسألته: قصدك ايه ؟ هتسيبني هنا ؟
سألته وهي خايفة من الإجابة
سيف نفى باستنكار : بقولك وحشتيني وهموت عليكي تقولي هسيبك هنا ؟ لا طبعا مش هسيبك بعيدة عني انتِ اتجننتي ولا ايه ؟ مكانك في حضني وبس
الإجابة ريحتها بس في نفس الوقت مش هتقدر ترجع معاه فقالت بترقب : بس أنا مش هرجع البيت ده ، مامتك
قاطعها بهدوء: مامتي ليها أفكارها ومعتقداتها وقناعاتها فحاولي تعذريها و
بعدت عنه باستنكار لان معنى كلامه انه عارف ودلوقتي بيطلب منها ايه ؟ تسامح وتتنازل عن حقها وترجع معاه ولا بيطلب ايه بالضبط ؟
لاحظ نظراتها واستنكارها لكلامه فماكملش كلامه وسألها : مالك ؟ بصالي كده ليه ؟
ردت بعصبية : مامتك أهانتني وطردتني من بيتها وانت بتقولي أعذرها ؟ سوري يا سيف أنا مش هرجع معاك البيت ده .
رد بعصبية مماثلة : امتى قلتلك ارجعي معايا البيت ده ؟
بصتله بعدم فهم فوضحلها : أمي غلطت في حقك وتصرفها كله غلط في غلط ومش من حقها تتدخل في حياتك أو شخصيتك أنا كل اللي طلبته منك انك تحاولي تعذريها وتفهمي طريقة تفكيرها لكن أبدا ما طلبتش منك تتقبلي إهانتها أو تتقبلي طلباتها – مسك ايديها الاتنين وكمل بصدق – همس أنا بحبك زي ما انتِ كده ، بجنانك وشقاوتك وبراءتك ، بحب كل ما فيكي فأكيد مش أول ما أتجوزك هغير شخصيتك وأحولك لنسخة تانية من حد تاني .
سكت شوية علشان هي تستوعب معنى كلامه بعدها كمل : أمي غلطت لما اتصرفت من دماغها بدون حتى ما تعرفني هي هتعمل ايه وغلطت انها حطتك قدام الأمر الواقع وجابت أمينة وكلمتك كمان قدامها وغلطت أكتر لما قالتلك انك يا تسمعي كلامها أو مالكيش مكان في البيت وده غلط أنا نفسي لا يمكن أقبله في حق مراتي ، مش مراتي اللي حد يلوي دراعها أو يجبرها على تصرف هي مش عايزاه ، بس بما ان الحد ده هي أمي فآسف مش هقدر أهاجمها بس أقدر أوعدك ان الموقف ده لا يمكن يتكرر تاني لاني مش ههاجمها اه بس برضه مش هعديه، مسك دقنها بايده وكمل بابتسامة: اتفقنا يا قلبي ؟
هزت دماغها بموافقة ، قرب من وشها ولغى المسافة بينهم وكمل بثقة : مش أنا اللي أقبل ان حد يزعلك أو يهينك وكان المفروض لما ده حصل كنتي هربتي لحضني وجيتي عندي أنا مش عند أخوكي هنا ، كنت هلاقي ساعتها وقت ليكي وكنا وفرنا ليلة قضيناها بعاد عن بعض ، اوعديني بعد كده تهربي لحضني مش لحد تاني ولو أنا ما اتصرفتش وما حليتش الموضوع ابقي يا ستي اهربي لأخوكي بس خليني أنا أول حد تهربي لعنده .
الباب خبط بس المرة دي كان خاطر : يا سيف يا ابني يلا علشان نفطر ولا مش ناويين تفطروا ؟
سيف بعد عنها على مضض وفتح الباب لحماه اللي كرر سؤاله : هتفطروا ولا ايه ؟
سيف بص لهمس مستني منها إجابة فقربت منهم : هنفطر يا بابا ، يلا يا سيف
خرجوا مع بعض وانضموا للباقيين يفطروا في جو شبه صامت قطعته فاتن بسؤالها : تحبوا تتغدوا ايه النهارده ؟
محدش رد فسألت تاني : سيف ، همس
سيف رفع دماغه بصلها وبص لمراته : احنا هنفطر ونمشي يا ست الكل اسألي اللي هيكونوا موجودين
خاطر : طيب اتغدوا معانا فيها ايه يعني ؟
ابتسمله بمجاملة : مافيهاش طبعا يا عمي بس أنا هاخد همس ونمشي و ورانا النهارده محاكمة ماجدة ولازم هي تكون موجودة ، خلوها وقت تاني إن شاء الله .
نادر سأله باهتمام : شذى هتكون موجودة ؟ ولا هي أراضيها فين دلوقتي ؟ وليه محدش شايفها ؟
وضحله بهدوء : شذى انتهت ودخلت جحرها ومش هتطلع منه ، هي كانت عايزة تهرب برا مصر بس اتمنعت لانها متهمة ولازم تستنى القضية وصدور الحكم علشان تقدر تسافر.
فاتن بفضول : واللي اسمها ماجدة دي مش هتقول الحقيقة ؟
رد بتأكيد: هتقول بإذن الله ما تقلقيش حضرتك .
خاطر باهتمام : طيب نيجي معاكم يا ابني .
بصله بامتنان : متشكر يا عمي بس مفيش داعي بجد تعب عليكم ، هنروح أنا وهمس وبعدها هنروح بيتنا بإذن الله ، لو تواجدكم مهم كنت أكيد هطلب منكم تيجوا .
خلصوا أكل بعدها سيف بص لهمس : يلا بينا يا همس، البسي كده يادوب نلحق .
وقفت وهي محتارة تعمل ايه ؟
بصتله : طيب ينفع تيجي معايا الأول لحظة ؟
استغرب طلبها بس وقف وبص لحماه : بعد إذنك يا عمي
خاطر بسرعة : يا ابني دي مراتك والبيت بيتك اتحرك براحتك
دخل معاها وهي قفلت الباب وراهم وبصتله فابتسم : وحشتيني الحبة دول
قرب يضمها بس وقفته : اتكلم بجد بقى .
اصطنع الجدية على ملامحه وكشر : هتكلم بجد قولي
كشرت زيه بس بجد لانها متضايقة: أولا هينفع أروح بچينز وتيشيرت المحكمة ؟
نفى بهدوء : لا طبعا ما ينفعش لازم لبس فورمال غير كده هتلاقي الصحافة والدنيا مقلوبة قدام المحكمة .
كشرت أكتر : طيب وبعدين ؟ مش هروح البيت حتى لو هروح بالچينز أو ما أروحش خالص بس مش هروح البيت ، انت عمال تقول تعالي معايا ونروح بيتنا وأنا مش فاهمة أصلا بتتكلم عن ايه ؟
ابتسم بتعاطف : حبيبتي انتِ ناسية ان عندنا بيتنا الخاص أنا وانتِ ؟ هاخدك على بيتي أنا يا همس .
كانت بالفعل ناسية تماما شقته اللي اتفقوا يفرشوها فابتسمت بفرحة : بجد هنروحها ؟ بس هي جاهزة ونظيفة ؟
ابتسملها : أيوة جاهزة ونظيفة ومش ناقصها غيرك انتِ تنوريها ، يلا اجهزي بسرعة وأنا هوصلك لهناك وأروح البيت أغير هدومي وأجيبلك هدومك معايا ، اتفقنا ؟
ابتسمت بحب : اتفقنا .
جت تبعد علشان تجهز بس شدها عليه باسها الأول بعدها اضطر يبعد وخرج يستناها وحمد ربنا انه كلم البواب الصبح قبل ما يجي ينظف الشقة بسرعة.

جهزت وخرجتله كان قاعد مع أبوها وأمها وأول ما شافها وقف بس قبل ما يخرجوا فاتن وقفتهم وبصت لبنتها بشك: انتِ مش زعلانة منه بجد ؟
همس ابتسمتلها : لا يا ماما مش زعلانة منه
بصتلها وبتفتكر في عياطها طول الليل فكررت باهتمام : مش زعلانة بجد ولا مش بتعرفي تزعلي منه ؟
سيف اللي رد عليها المرة دي بغيظ : هو أي زعل والسلام ولا ايه يا حماتي ؟ ما قالتلك مش زعلانة، وبعدين ابقي كلميها في الموبايل اطمني عليها كل شوية .
نزلوا أخيرا وقعدوا في عربيتهم وهو اتحرك وبص لساعته فسألت بفضول : اتأخرنا ولا ايه ؟
بصلها وابتسم : لا يا حبيبتي لسه في وقت ما اتأخرناش ولا حاجة .

مؤمن وصل قدام عمارة شكلها فخم ، ركن عربيته وبص لنور : يلا وصلنا .
قلبها كان بيدق بسرعة وفرحة لان ده مالهوش غير معنى واحد وهو انه أخدلها شقة هنا ، كان نفسها لو توقفه وتحضنه .
مشيت وراه بصمت تام وهو ماشي قدامها مستغرب صمتها بالشكل ده ، معقول حتى ماعندهاش أي فضول تسأله جايين هنا ليه ؟ للدرجة دي هو مش فارق معاها أصلا ولا حاسة به ؟ ولا هو بيحارب في معركة خسرانة ؟
دخلوا الأسانسير داس على الرقم وطلع بيهم لحد ما وقف في الدور الرابع فخرجوا ، مؤمن وقف قدام الشقة اللي أخدها وطلع المفتاح وفتحها : اتفضلي
هنا أخيرا اتكلمت بترقب : أتفضل فين يا مؤمن ؟
كان نفسه يقولها : أخيرا نطقتي ؟ بس اكتفى بابتسامة مجاملة : ادخلي ونتكلم جوا
دخلت وهو وراها قفل الباب ، دخلت بتتفرج على الشقة ودماغها بتخطط هتفرشها ازاي ؟
انتبهت على سؤاله : عجبتك ؟
بصتله وهي مش مصدقة ان كابوسها انتهى وصبرها جه بفايدة قربت منه وبدون أي مقدمات أو كلام باسته وطبعا لانها واحشاه فبادلها ده بشوق ولهفة ، ضمها لحضنه بقوة لانها كانت واحشاه فوق ما كان متخيل ، أخيرا بعدت عنه وعيونهم متعلقة ببعض وهمست : أنا بحبك يا مؤمن فوق ما تتخيل
عاتبها بنظراته: امال قدرتي ازاي تبعدي عني كل ده ؟
مسكت وشه بايديها الاتنين بتحاول تشبع منه وحاولت تبرر : كنت مجروحة انك مش فاهمني ومش مقدرني
استغرب كلامها : أنا مش مقدرك يا نور ؟
جت تنطق بس حط ايده على شفايفها منعها تتكلم : الشقة دي بتاعتك انتِ ، هنروح أنا وانتِ دلوقتي الشهر العقاري وأسجلها باسمك و
قاطعته بهمس : ما يهمنيش باسم مين
ابتسم وكمل كلامه : هنفرشها على ذوقك و وقت ما نحب نهرب أنا وانتِ هنيجي هنا
كانت مبتسمة بس مع آخر جملة ابتسامتها اختفت تماما وبعدت عنه بعدم فهم: يعني ايه وقت ما نحب نهرب ؟ احنا مش هنعيش هنا ؟
بصلها بصمت لفترة مش عايز يدمر اللحظات الحلوة اللي كان غرقان فيها ، كررت سؤالها بتحفز: رد عليا مش هنعيش هنا ؟ ولا بلاش السؤال ده ، هنعيش فين يا مؤمن ؟
رد بهدوء قاتل : في بيتي يا نور
سألت تحاول تفهم أكتر قبل ما تتجنن عليه : بيتك اللي هو فين ؟ شقتك القديمة وبعتها بعد ما اتجوزنا فبيتك فين معلش ؟
جاوبها بوضوح أكتر : بيتي اللي عشت فيه عمري كله مع أهلي
جت تبعد وتخرج بس مسك دراعها وقفها : الشقة دي بتاعتك انتِ وبس هفرشها على ذوقك كنتي عايزة بيت اهو بيت بس عيشي معايا في المكان اللي اخترته
شدت دراعها بعنف : طيب ما تعيش انت معايا في المكان اللي يريحني ؟
حاول يتماسك ويتكلم بهدوء : ربنا خلق الرجال قوامون ، الراجل بياخد مراته بيته مش العكس ، مكانك مع جوزك مش عايزة تعيشي معاهم في الفيلا نعيش برا لكن مش هسيب بيتي خالص وخصوصا ان ماعندكيش أي أسباب
ردت بعصبية : عمو حسن
قاطعها بنفاد صبر : إياك تتكلمي تاني في الموضوع ده ، عمي حسن وعمتي والكل جالك يطيب خاطرك ده لو عدو يا شيخة مش هتمسكيله غلطة بالشكل ده ، في ايه يا نور انتِ بتتلككي ولا ايه ؟ عايزة بيت البيت اهو بتاعك علشان إحساسك بالأمان مش أكتر ، اؤمري وهنفذ لكن أسيب بيتي وعيلتي لا ده اللي عندي
ابتسمت بغيظ وردت بعناد : روحني بيتي عند أبويا وده برضه اللي عندي
بصوا لبعض بتحدي وحرب صامتة بينهم
سألها ببرود: يعني ايه يا نور ؟
بصتله بإصرار : يعني يا نعيش أنا وانت برا الفيلا وبعيد عنهم يا اعتبر موضوعنا منتهي .
هز راسه بموافقة : ده آخر كلام عندك ؟
أكدت بعناد أجوف : أيوة بالظبط
عطاها ظهره وقال باقتضاب : يلا هوصلك بيت أبوكي وزي ما قلتي احنا موضوعنا منتهي.
وصلها لبيت أبوها في صمت تام وأول ما وقف هي نزلت وفوجئت به بينزل معاها فبصتله باستفهام فوضح بإيجاز : عايز أبوكي عندك مانع ؟
ما ردتش عليه وكملت طريقها لجوا ، رنت الجرس وقبل ما حد يفتح نادر خرج من بيته و جه ناحيتهم ، مؤمن لمحه وقربوا من بعض سلموا على بعض ، بص لأخته وسلم عليها ، الباب اتفتح وخالد بصلهم كلهم وافتكر انهم اتصالحوا فابتسم : تعال يا مؤمن يا ابني اتفضل
نور دخلت بسرعة بدون كلام فاستغرب رد فعلها، استقبلتهم فايزة ورحبت بيهم وابتسمت لمؤمن : ازيك يا حبيبي طمني عليك وعلى إيان واحشني كتير ، كنت جبته معاك أشوفه
ابتسملها : أول ما يرجع هجيبه تشوفيه بإذن الله من عينيا يا ست الكل
خالد سأل بفضول : يرجع ؟ منين ؟
بصله ونسي انه ماقالهمش انه مسافر مع أهله فوضحلهم : كريم وأمل أخدوه معاهم رحلتهم مع باقي العيلة .
خالد ابتسم هو ومراته لكن نور اتجننت أكتر : وازاي ياخدوا ابني بدون إذني أصلا ؟
مؤمن بصلها باستنكار : بدون إذنك ؟ وهو انتِ فكرتي أصلا في ابنك ده مرة واحدة وسط كل الهبل اللي بتعمليه ؟ بيجي على بالك أصلا ابنك ده ؟
بصتله بغضب : أمل بتحاول تقوم بدوري صح ؟ مفكرة نفسها هتنسي ابني أمه و
قاطعها بدفاع : أمل مش محتاجة تحاول تنسيه أمه انتِ ما شاء الله عليكي قايمة بالواجب وزيادة
كانت هتعترض بس ماسابلهاش فرصة وبص لنادر وأبوها بجدية: النهارده زي ما قلتلها كانت آخر محاولة مني للصلح
نور قاطعته بتهكم: قصدك محاولة تضحك عليا بيها ، أصلك شايفني داقة عصافير صح ؟
خالد زعقلها بحدة : ما تسكتي بقى وتهدي وتبطلي جنانك ده خلينا نعرف نتكلم مع الراجل ، في ايه انتِ محدش عارف يلمك ولا ايه ؟
بصتله بعصبية : سيادته جاي يضحك عليا بشقة وفاكرني هبلة هيديها لعبة تسكت بيها .
كلهم بصوله باستغراب و محدش فاهم حاجة نادر سألها بحيرة : مش كنتي عايزة بيت ؟ فين طيب اعتراضك ؟
وضحت بسخرية : أيوة جابلي شقة بس قال ايه نهرب فيها لكن نعيش زي ما احنا
خالد اتنهد بتعب من بنته وقعد بتهالك ومؤمن وضح بجمود: هي قالت مش حاسة بالأمان جبتلها شقة خاصة بيها تحس بالأمان براحتها ، نروح نقضي فيها اجازات ، نغير جو فيها لكن نفضل مكاننا في الملحق أو في الفيلا براحتها ، ده أقصى شيء أقدر أقدمه ، الشقة بتاعتها وهكتبها باسمها وبكده تحس ان عندها بيتها الخاص ، غلطان أنا كده ؟
فايزة ردت بأسف: لا يا ابني مش غلطان ، الغلط عليا أنا ماعرفتش أربي صح وطلعت بنت ناكرة للجميل مش عارفة طالعة كده ازاي ؟
نور بصت لأمها باستنكار ووزعت نظراتها على أهلها اللي حاسة ان كلهم وقفوا ضدها وصرخت فيهم : أنا بكرهكم كلكم – بصت لمؤمن وكملت بجنون- احنا مش خلاص نهينا الموضوع؟ وفر محاولاتك لاني خلاص اكتفيت منك وافقد الأمل فيا وروح شوف حياتك ولو عايز تتجوز واحدة تانية تحطها تحت رجليك اتفضل هاتلك واحدة من بلدكم تخدمك وتقولك يا سي مؤمن .
مؤمن بصلها كتير قبل ما ينطق بتحدي: ماشي يا نور هنفذ نصيحتك بالحرف الواحد ، بعد إذنكم بس قبلها هننهي إجراءات الطلاق رسمي.
نادر خرج وراه وقفه برا واعتذر: مؤمن ما تزعلش منها هي
قاطعه بنرفزة : هي ايه ؟ أنا مش عارف هي ايه ولا هي مالها ولا ايه اللي جرالها ؟ انت تقبل مروة مرة واحدة تقولك اتخنقت من عيلتك ومن بيتك ده خدلي بيت بعيد ؟ انت اهو عايش قصاد أبوك لو مروة قالتلك مش عايزة أعيش معاهم ولا طايقاهم خدلي بيت برا ، هتعمل ايه ؟
نادر بص للأرض وماعندهوش رد فمؤمن كرر : هتعمل ايه يا نادر ؟ هتاخدلها بيت برا وتسيب عيلتك ؟ رد عليا
رد بهمس : لا مش هاخد
قبل ما مؤمن يتحرك نادر مسك دراعه ووضح : أنا مش بقول ان نور صح ولا بقولك ان طلبها منطقي أنا كل اللي بطلبه منك تصبر عليها شوية ، مصيرها هتفوق
مؤمن أخد نفس طويل قبل ما يرد عليه : ربنا يسهل يا نادر بعد إذنك .
ركب عربيته وفكر يتصل بكريم بس تراجع خليه ينبسط مع مراته وابنه ، فكر يكلم سيف بس وراه محاكمة ومش وقته خالص ، وقف على جنب وحس بالوحدة التامة ، إحساس بشع أول مرة يحسه ، ان الواحد ما يلاقيش حد يفضفض معاه إحساس صعب ، أخيرا مسك موبايله واتصل بعاصم اللي رد عليه على طول : ازيك يا مؤمن يا ابني .
رد عليه : ازيك يا بابا أخبارك ايه ؟
عاصم حس بصوته المهموم : احنا بخير يا ابني انت اللي طمني عليك ، وإيان كيفه بخير ؟
طمنه عليهم وسكت وعاصم حس بالحزن اللي في ابنه فسأله : كريم فين ؟
جاوبه : سافر مع العيلة
عاصم عارف انهم مسافرين فعلا وفهم ان ابنه مخنوق ومش عارف يعمل ايه فسأله باهتمام : مرتك أخبارها ايه ؟ ما اتكلمتش معاها ولا شوفت طلباتها ؟ ولا ايه أخباركم ؟
رد بتردد وحكى لأبوه ملخص اللي حصل واتنهد بحيرة : بابا هو أنا صح ولا غلط ؟ نور عندها حق تطلب مني نعيش لوحدنا بعيد ولا مش من حقها ؟
عاصم بعد تفكير رد بهدوء : حقها لو أهلك وحشين معاها ، لو حد بيجي عليها ، لو مفيش الملحق برا كان ممكن ألتمسلها عذر لكن الكل بيحبها وبيحترمها وفي بدل الشغالة أربعة يخدموها فأنا مش لاقي أي مبرر غير انها بتكره العيلة نفسها وترابطها وعايزة تفرقك عنهم وده مش من حقها ، مؤمن سبق و قلتلك بطل تعمل حساب كل اللي حواليك وفكر في نفسك شوية ، ينفع يا ابني ؟ شوف ايه اللي يسعد مؤمن واعمله ، فكر في نفسك وابنك واللي انت مرتاحله اعمله ، عايز تسيب بيت عمتك سيبه وروح استقل ، عايز تفضل معاهم افضل ، اللي يريحك يا ابني اعمله ومهما يكون القرار اللي هتاخده أنا في ظهرك فيه ، عايز ترجع البلد هنا وتعيش في بيت أبوك هتنوره انت وابنك ، يا ابني الحياة بتتعاش مرة واحدة عيشها زي ما تحب وبطل تعمل حساب الناس كلها .
قفل مع أبوه بس فضل مكانه شوية لحد ما قدر يتحرك ويشوف الشركة اللي تحت مسئوليته لحد ما كريم وحسن يرجعوا من سفرهم .

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل