
حاجة سخنة تشربيها على ما الدكاترة تفتح ونروح
نكشف على طول”
حرّكت رأسها برفض قائلة:”لا ياعمتو مالوش لازمة,
أنا أخدت دوا وهبقى كويسة إن شاء الله ماتقلقيش”
“ماشي يا حبيبتي انا هعملك كوباية قرفة بالجنزبيل
ونشوف على العصر كده لو مارتحتيش نروح للدكتور”
سمعت خطوات عمتها وهي تخرج من الغرفة لتتوقف
نبضاتها تماما وهي تستمع لصوته يسألها:”مالها جويرية يا
أمي؟ ماراحتش الكلية ليه؟!”
“تعبانة يا نضال, شكلها أخدت برد وصوتها
مش طالع خالص”
لم تكد تتم عمتها جملتها حتى اندفع لداخل الغرفة
ليقترب منها ويجلس بجانبها وهو يضع كفه على جبهتها
ليزفر براحة وهو يقول:”الحمد لله مفيش حرارة”
لم يشعر بارتجافة جسدها أسفل كفه وقلبها الذي يقرع
بجنون وهي تنظر له دون أي إرادة منها ولكنه لاحظ
جفنيها المتورمين فعقد حاجبيه وهو يهمس لها:”جويرية!
انتي كنتي بتعيطي؟! حد ضايقك؟!
همسته ونبرة الاهتمام بها اخترقت قلبها مباشرة فارتجف
بين ضلوعها لتجيبه بهمس:”لا, بس تعبانة شوية”
رمقها بعدم تصديق ثم تذكّر شيئا فأومأ متفهما وهو
يعاود الهمس:”ده الوقت بتاعك من كل شهر صح؟!”
شعرت بالاحمرار يغزو جسدها بأكمله فأشاحت
بوجهها عنه فضحك بخفة وهو يقول:”بقيتي بتتكسفي
مني يا جويرية, فين اللي كانت مابتعرفش تنام الا
بحـ,ـضنـ,ـي كل ليلة”
ازداد تورّدها وهي تغمض عينيها بأسى وتهمس داخلها:
(وها هي أخرى سيكون حضـ,ـنك موطنها كما كان
موطني نضال) .
***يتبع