روايات

زهره الفصل الاول حتى الفصل العاشر حصريه وجديده

زهره الفصل الاول حتى الفصل العاشر حصريه وجديده

زهره الفصل الاول حتى الفصل العاشر حصريه وجديده

كانت تعيش أسرة ثرية في إحدى القرى مكونة من اب وأم واثنين من الأبناء ولد وبنت فقط كان أهل تلك المنطقة الذين يعرفون بكثرة الإنجاب فلقد كانت الام إسمها منال ولم تستطع الإنجاب في بداية زواجها ولمدة سبعة اعوام ثم رزقهم الله بتوأم ولدا وبنتا سمي الولد محمد والبنت هالة

كان الأب اسمه كمال ولأنه كان من عائلة كبيرة تهتم بالتعليم وتضعه في المقدمة لذلك انفق على تعليم أبنائه وتربيتهم تربية صحيحة فتحلوا بالأخلاق الكريمة والعلم في الوقت نفسه

كانت منال حريصة على توجيه اولادها ودعمهم حتى إكمال تعليمهم وخصوصا إبنتها هالة ففي وقت كانت الفتيات لا يكملن تعليمهن الا للمرحلة الابتدائية ظلت تشجع ابنتها علي إكمال الدراسه حتي تخرجت هالة من كلية التجارة
والابن من كلية الهندسة حيث كان يعيش عند خاله هناك وكان بإمكانه أن يعيش عيشة اهل المدينة ولكنه تخصص في الكهرباء ليعمل على صيانة السد العالي فهو يعتبره مستقبل البلد

قرر أن يظل في مدينته يرعى أراضي والده وأملاكه
ويكون بالقرب من والديه كي يرعاهما عند الكبر ثم تعرف علي زميلة له في العمل كانت تعمل سكرتيرة في المكتب الهندسي اسمها عائشة فقرر أن يتقدم لخطبتها بعد أن رأي حسن اخلاقها وتدينها وبالفعل تحدث مع أسرته عن موضوع الخطبة

ذهبت منال لرؤية عروس ابنها فاعجبت بها كثيرا لنشاطها وجمالها وبعدها بيوم واحد ذهب الاب وهو وبعض رجال العائله لخطبة الفتاة عائشة ثم تم زواجهما في وقت قصير

مرت الأيام سريعاً حيث استمر زواجهما عشر سنوات دون إنجاب وكانت منال أمه تحثه علي الصبر على زوجته
فلقد استمر زواجها بأبيه عشر سنوات أيضاً حتي رزقت به هو واخته وكان الابن يخبرها أنه لن يتخلي عن زوجته وشريكة حياته ابدا فنصحتهم منال بعمل حقن مجهري فقد نجح مع الكثيرين

بالفعل عملت عملية الحقن ولكن للأسف الحمل لم يستمر كثيرا مما اضطرهم لعمل عملية حقن مجهري أخرى فنجحت العملية ولكن بعد عدة محاولات وكانت نتيجتها فتاة مثل القمر أسماها والدها زينب واطلقت عليها والدتها زهرة
بسبب جمالها وحسنها حتي أنها كانت تقول لزوجها أنها الزهرة التي اضاءت حياتها

الآن لنرجع بالزمن قبل عشر سنوات من ولادة زهرة
في بيت الاب وقبل زواج الاخ التوأم محمد بسنتين
تقدم لهالة أخته الوحيدة زميل لها في الجامعة اسمه خالد سليمان ولانه كان من معارف الاب ومن اسرة فاضلة فقد وافق الاب على الزواج وكان يعيش بالقرب منهم
وقد أعجب بالفتاة اعجابا شديدا

كانت هاله أيضاً تبادله تلك المشاعر فأحيانا كان يمشي خلفها عندما يراها ذاهبة لبيت خالها أما هي فكانت تتوقف أحياناً لترمقه بنظرة خاطفة وعندما طلب يدها للزواج فرحت كثيراً
بعد أن أخبرتها أمها بذلك

لكن الأم العاقلة جلست مع ابنتها الوحيدة قبل الزفاف
واخبرتها بأن الزواج مسئولية وليس حب وغرام فقط
وانها يجب أن تصبر علي زوجها وأسرته لانها ستعيش في بيت العائله وعليها أن تعامل أهله بتواضع وتكسب محبتهم حتي تستطيع أن تعيش سعيدة بينهم

قد تزوجت هالة بالفعل وعاشت مع زوجها حياة هادئة وسعيدة وكان كلا منهم متعلق بالآخر ويعتبره جزء من حياته
ولكن السعادة لا تدوم فنفس مشكلة اخيها وهي عدم الإنجاب كانت عقبة في استمر زواجها السعيد وبعد خمس سنوات كاملة

وبالرغم أن الاطباء اجمعوا علي عدم وجود ما يمنع الإنجاب إلا أنها لم ترزق بطفل من زوجها
ولكن اسرة خالد كانوا دائما يلحون عليه أن يتزوج باخري حتي ينجب ولدا يحمل أسمه فهذه عادات و معتقدات أهل المنطقة ولكنه كان يرفض الزواج من أخرى

بعد مضي خمسة سنوات اجتمعت كل اسرته واخوته وأخبروه أنه لابد أن يتزوج حتى لا يخرج من الحياة بدون ولد يحمل أسمه وانهم قد خطبوا له فتاة من عائلة أبيه وهي جميلة ويتيمة لذا قبلت به بالرغم أنه متزوج

وانه إذا لم يوافق سيتبرؤن منه وطردونه من البيت واخبروه أيضاً أن زوجته الاولى ستظل معه في بيت العائلة وفى شقتها وأن أخيه سيترك له شقته ليتزوج العروس الجديدة فيها لأنه بني بيتا مستقلا بعيدا عن بيت العائلة
وهكذا لن يدوس لها أحد علي طرف فالشرع حلل الزواج في مثل هذه الحالات وبسبب الضغط على خالد اضطر للقبول

_الجزء_الثاني
….. جاء خالد في المساء وهو حزين وجلس بجوار هالة حتي يخبرها بقرار أهله وأنهم قاموا بخطبة فتاة له من أجل الإنجاب وحتى دون علمه وأن أهله سوف يتبرءون منه ويحرمونه من الميراث اذا لم يتزوج تلك الفتاة وانها الوحيدة التي تسكن قلبه ولكن عقوق الوالدين ذنب لن يستطيع أن يفعله لذلك فهو مضطر أن يوافق على قرارهم

بكت هالة كثيرا لهذا الخبر وأخبرته أنها لن تستطيع أن تتحمل أن تشاركها إمرأة أخرى في زوجها وأن عليه أن يطلقها قبل أن يتزوج ولكن خالد اخذ يلح عليها أن تبقي بجانبه فهو لن يستطيع الابتعاد عنها فهي حب حياته وأن حتي اجمل الجميلات لا تستطيع أن تحل محلها في قلبه

وافقت على ذلك وأن تكون زوجة ثانية بسبب تعلقها بزوجها الذي لم تر منه مكروه قط طيلة السنوات الخمس الماضية
وفي ليلة الزفاف
شعرت هالة بحزن شديد ولم تتحمل أن ترى زوجها يزف إلى امرأة أخرى وفي شقة أمامها مباشرة وقررت المبيت عند أسرتها والعودة بعد عدة أيام

وبعد انتهاء الزفة ودخول العريس الي شقته مع عروسه
وانفضاض الجمع من المدعوين
ترك خالد العروس بملابس الزفاف وذهب للشقة المجاورة ليطمئن علي زوجته الحبيبة ويهدئ من روعها
ولكنه لم يجدها فخرج يبحث عنها في كل مكان في البيت لكنه لم يجدها في اي مكان فذهب لأمه ليسأل عنها فأخبرته أنها اعطتها الأذن لقضاء الأسبوع القادم في بيت أهلها

قال خالد لماذا فعلت ذلك
أجابت حتى تستطيع انت التفرغ للعروس الجديدة من ناحية
وحتي تكون هي بجوار اهلها يخففون عنها ولكن لماذا تركت عروسك هل لأنها يتيمة تفعل معها هذا
قال سأعود لها واعطيها حقها الشرعي ولكن بعد أن أطمئن علي حبيبتي أولا
قالت الاملي خالد الي أين تذهب
قال لاعيد زوجتي لبيتها
قالت لا تتأخر واحرص ألا يراك أحد
حاضر ياأمي

غادر خالد بينما الام تقلب كفا بكف وهي تقول الله يهديك ياابني المجنون ويرزقك بالذرية الصالحة
غادر خالد إلي بيت أبيها فتسلل تحت جنح الظلام حتي لا يراه أحد وذهب لرؤيتها ثم أتصل بها من تحت البيت طالبا منها أن تخرج
لم ترد على المكالمات في البداية ولكنه مع إلحاحه في الطلب واتصاله أكثر من مرة أجابت على الهاتف
فطلب منها الخروج أمام البيت فهو ينتظرها في الخارج

خرجت هالة وهي تمسح دموعها فأمسك خالد يدها واحتضنها ثم أخبرها أنه لا شيء سيفرق بينها وأن زواجه فقط من أجل الانجابوانها الوحيدة في قلبه والدليل أنه ترك العروس بثياب عرسها وجاء إليها وطلب منها العودة معه إلي بيتها وإلا لن يعود هو الآخر وسيبقي معها

بعد إلحاح شديد اقتنعت بالرجوع معه فدخلت للمنزل واحضرت حقيبتها وأبلغت عائشه زوجة اخيها أنها ستعود إلى بيتها مع زوجها وان تخبر والدتها بذلك بعد أن تستيقظ في الصباح فالجميع يغطون في نوم عميق

عادت هالة مع زوجها الي شقتها وجلس معا يتناولان الطعام ثم أراد خالد أن ينام في سريره ولكن هالة استوقفته
وأخبرته أنه إن بقي الليلة في شقتها فيكون قد ظلم العروس الجديدة فهي لا ذنب لها ولها عليه حقوق يجب أن يعطيها لها
بالإضافة أن أهله سوف يعرفون بالأمر ولن يسكتوا على هذا التصرف

إقتنع خالد بكلام هالة بعد أن ألحت عليه ثم قبلها فوق جبينها وانصرفبينما ظلت هي تبكي أنها ضحت بزوجها من أجل الإنجاب من امراة أخرى
مضت الايام والشهور سريعا واعلنت العروس الجديدة أنها حامل وبدأ الجميع يهتمون بها في الوقت التي كانت هالة حزينة وتاكلها الغيرة فقد لاحظت إهتمام خالد بزوجته الجديدة بعد حملها واهماله لها

بينما هي منهكة في اعمال البيت فبدأ يظهر عليها التعب والإرهاق فاسرة خالد يهتمون بالعروس الحامل على حسابها
فهي تظل تعمل طوال اليوم في الوقت الذي ترى فيه ضرتها مرتاحة لا تعمل شيئا لأنها حامل وكل طلباتها مجابة
ولكنها كانت تشكو لأمها فتوصيها بالصبر والتحمل حتى لا تخسر زوجها

لكنها قررت أن تعمل لتخرج من البيت لعل ذلك يقلل من حزنها ويشغلها بعد أن فقدت اهتمام زوجها فقدمت علي طلب عمل في أحد البنوك التي يعمل فيها خالها فقد اخبرتها ابنة خالها أن ذلك البنك الذي يعمل به والدها يطلب خرجين جدد وخالها سيتوسط لها لو تقدمت للوظيفة فهي خريجة كلية التجارة

وبالفعل جاءت الوظيفة ولكن في مدينة أخرى تبعد ألف كيلومتر فاخبرت زوجها وأسرته بذلك فرفضوا رفضا قاطعا
فلن يتركوها تذهب بمفردها ولن يترك خالد زوجته الثانية الحامل من أجل الذهاب معها كما أنها من وجهة نظرهم لا ينقصها شيء فلما تتغرب من أجل أن تعمل وهنا طلبت من زوجها الإنفصال لأنها لن تترك هذه الفرصة

الجزء_الثالث
….. لم تكن هالة تريد الانفصال من زوجها خالد بسبب الوظيفة ولكنها تعبت من اهمال زوجها لها وتريد الخروج من هذا البيت بأي شكل لأن الغيرة على زوجها تكاد تق…ت….لها بالإضافة لكل الأعمال الصعبة التي يكلفونها بها وخاصة بعد حمل ضرتها واثنتين من زوجات اخوته فاصبح عبء اعمال المنزل كله يقع على عاتقها وهي أساسا لا تحتاج إلى نقود فوالدها ثري جدا وهو دائما ما يعطيها من المال الكثير

لكنها كانت الطريقة الوحيدة لنجاتها من هذا الإحساس البشع وهو الوحدة وعدم الاهتمام حتى اهلها كانوا يعارضون قرارها كيف تترك زوجها وتعيش في اقصي الجمهورية من أجل وظيفة لا تحتاج إليها ولذلك

كانت أم هاله تصبرها بأن زوجها من حقه الزواج مرة أخري من أجل الإنجاب وانها يجب أن تتحمل لفترة وجيزة حتي تنجب ضرتها والاخريات وبعدها سترتاح حتى أن منال عرضت عليها أن ترسل لها واحدة من العمال لتساعدها في اعمال البيت ولكن هالة صممت على الانفصال وترك خالد

وعندما يأست من ان تجعله يتركها برضاه قررت أن تستفزه طوال الوقت وتفعل كل شئ يمكن أن يغضبه حتى يطلقها
وبالفعل نفذت خطتها وضغطت علي اعصابه بكل التصرفات المستفزة التي يكرهها حتى أخرجته عن شعوره بالفعل وفي لحظة غضب ألقي عليها يمين الطلاق وخرج تاركا المكان
لتجلس على الأرض لا تدري اتفرح بنجاح خطتها ام تحزن لفقد زوجها للأبد

بالرغم أنها كانت رغبتها إلا أنها شعرت بالحزن وانكسار القلب لأنها ستبتعد عن زوجها الذي تحبه
خرجت من منزل زوجها الي بيت أبيها وهى تجر قدميها جرا
ولما وصلت الي هناك اخبرت اهلها أنها قد طلقت ثم انهارت من البكاء

حاول الأهل تهدئتها واخبروها انهم سيصلحون بينها وبين زوجها بعد أن تهدأ الامور ولكنها رفضت واخبرتهم أنها لن تعود إليه أبداً لأنه منذ حملت زوجته الجديدة والكل يعاملها كالخادمة وبالرغم من انها مريضة و تشعر بالاجهاد والارهاق وقد سقطت مغشيا عليها وبالرغم من ذلك لم يهتم أحد بصحتها فالمهم عندهم العروس الجديده وطفلها القادم

ثم طلبت من أسرتها أن يوافقوا علي عملها الجديد في البنك في مدينة الأخرى حيث ستقيم عند خالها هناك فهو يعمل في نفس البنك ولديه ابنتان منال وفدوى وهما في مثل سنها
وستكون هي بمثابة ابنته الثالثة حتي أن زوجته متوفية
وليس لديه ابناء ذكور حتى يقلقوا عليها

رفضت الاسرة في البداية ولكن بعدها بأيام قليلة توفي والد هالة فحزنت عليه حزنا شديدا وبسبب تعلقها به وطلاقها الذي لم يمض عليه أيام اصيبت باكتئاب شديد
وكانت تظل في غرفتها طوال النهار ولا تتكلم مع أحد
فقرر أخوها محمد وأمها ان الحل الوحيد لتخرج من هذه الحالة أن تسافر هي وأمها ليقيما عند خالها ربما تغير الجو والعمل يخرجانها من مرضها

سافرت هالة ووالدتها ألف كيلومترات بعيدا عن قريتها ومنزلها وزوجها السابق وعاشت هي وأمها في بيت خالها مع بناته فدوى ومنال

بعدها بأيام خرج الخال للتقاعد فقد أصبح في سن المعاش
واستلمت هالة عملها بالبنك كبديل له وكان الخال علي وبناته سعداء بها كثيرا وكانت عمتهم تعاملهم مثل ابنتها وتعوضهم عن حنان امهم المرحومة حتى أن الفتاتان كانتا علي وشك الزواج فكانت تشتري لهما كل ما يحتاجانه من مالها الخاص

بعد ثلاثة أشهر من سفر هالة إلى هناك بدات تشعر بدوخة وغثيان وارهاق شديد ولكن لم تهتم لذلك فهي تشعر بهذا التعب منذ شهور لذلك لم تخبر امها او بنات خالها بمرضها
حتي لا تقلق الام عليها وتظن أن العمل هو السبب في شعورها بالتعب وتطلب منها ترك العمل وهي تحب عملها الجديد الذي أخرجها من شعور الكأبة التي كانت تشعر به
ثم أن عملها لا يتطلب مجهودا كبيرا فهي تعمل على الحاسوب في خدمة العملاء

ذات يوم وبعد عودتها من العمل كانت تقود سيارتها الجديدة التي اشترتها من راتبها بالتقسيط ولكنها شعرت فجأة بإعياء شديد حتى انها قادت السيارة ببطء حتى تستطيع الوصول لمنزل خالها وبمجرد دخولها من باب الشقة سقطت مغشيا عليها فإجتمع الكل حولها وبسرعة طلب خالها الطبيب للكشف عليها وقامت أمها ومنال وفدوى بحملها إلى غرفتهم

حضر الطبيب بسرعة فعيادته في نفس العمارة التي يسكنون فيها وقام بالكشف عليها واخبرهم أنها حامل في الشهر الخامس
صدم الجميع بالخبر كيف يحدث هذا ثم قالت الام للطبيب
أنها قد أجرت عدة فحوصات وكانت النتيجة أنها لا تنجب ولهذا السبب إنفصلت عن زوجها

اخبرهم الطبيب أنه متأكد مما قاله وانهم لو ارادوا الاطمئنان على وضع الجنين فعليهم الذهاب الى أخصائيه للنساء
واخبرهم أن الاغماء نتيجة ضعف وسوء تغذية واعطاهم بعض الفيتامينات ثم انصرف الطبيب وسط دهشة وذهول الجميع

الجزء_الرابع
……جلس خال هالة وبناته وأخته يتناقشون في الأمر هل يخبرون زوجها فعدة الحامل إلى أن تضع طفلها مما يعني انها مازالت علي ذمته ولكن هالة أعتدلت في جلستها معترضة وطلبت منهم اخفاء الأمر عنه في الوقت الحالي حتى تقرر ما سوف تفعله

فقرر خالها إن يدعها بعض الوقت ويقنعها بالتدريج أن اخفاء الحمل عن زوجها محرم شرعا
ظلت منال وفدوى مع ابنة عمتهم فثلاثتهم ينامون في نفس الغرفة وأخذوا يهنئونها بالمولود الجديد ثم طلبت منها فدوى عدم اخفاء الأمر عن زوجها وخاصة أنها لا تزال تحبه

أتخبرتها هالة أنها لن تعود له بعد أن تزوج امرأة أخرى وتخلى عنها وطلقها
ردت منال عليها بأنها هي من ارغمته على الطلاق
وان خالد زوجها جاء إلى هتا حتي يقابلها ويترجاها أن تعود معه ولكنها رفضت مقابلته وأنه ظل اسبوعا متواصلا في احدي الفنادق القريبة من بيتهم وكان يأتي إليها يوميا
ولكنها كل مرة تمتنع عن مقابلته وانه قد جلس مع خالها وأخبره أنه قد جاء كي يصلح الخلاف بينهم و يرجعها معه قبل انتهاء العدة

ظنا منه أنها ستنتهي بعد أيام ثم نظرت إليها فدوى قائلة
أنت من اخبرنا أنه ذهب إلي البنك للقائك هناك ووقف في طابور طويل من العملاء حتى يستطيع الوصول إليك والحديث معك ولكنه عندما وصل للشباك تركت مكانك لزميلة لك حتي لا تكلميه ثم قاطعت منال أختها وقالت أن خالد طوال الفترة الماضية كان يتصل بك على الهاتف طوال الوقت واكثر من مرة وكنت لا تردين عليه ولو أن شخصا اخر مكانه ما كان ليسئل عنك و هذا دليل أنه رجل أصيل وصادق المشاعر ومتعلق بك

ردت هالة ولماذا طلقني إذا
اجابت منال انت من اخبرنا انك كنت تفتعلين المشاكل حتى اخرجتيه عن شعوره
قالت حتي ولو كنت فعلت هذا فكان عليه ألا يتركني ويتخلى عني
قالت لها فدوي كوني منصفة ياهالة نحن بشر ولا نستطيع تحمل الضغط فكثرة الضغط يولد الإنفجار ولماذا يتحمل هو فقط لماذا لم تتحملي أنت أيضاً ما فعله زوجك معك
الزواج مشاركة وتنازل من الطرفين وليس حربا بين الزوجين فالمشاكل الزوجية لا تنتهي و على كل الأطراف أن تتنازل من اجل استمرار الحياة

ثم تكمل منال انت الآن مازلت علي ذمته ويجب أن تخبريه بحملك فلا يعقل أن يتربي الطفل يتيما ووالده مازال على قيد الحياة أنت لا تضرين نفسك فقط بل تضرين هذا الصغير الذي في احشائك أيضاً

قالت هالة اعرف أن كلامكم صحيح ولكن دعوا الايام تتكفل بتخفيف الجروح واعدكم بالتفكير في الأمر ولكن اخي محمد لا يجب أن يعرف بامر حملي حتي لا يخبر خالد وأنا سوف أخبر الجميع ولكن في الوقت المناسب

بعد أسبوع كان الجميع يستعد لفرح فدوى وقد قام الخال بدعوة ابن اخته محمد وزوجته عائشة وكذلك خالد زوج هالة ليحضرا حفل زواج ابنته فدوي لعله يلتقي بهالة وتعود المياه لمجاريها

واثناء الزفاف كانت هالة تتجنب لقائه وحاولت أن تظل بعيدة طوال الوقت فكلما اتجه نحوها ذهبت لمكان آخر لتختفي بين السيدات في النادي الذي يقام فيه حفل الزفاف

ولما يأس أن يكلمه اتجه نحوها و امسك يدها بقوة ومشي خارج القاعة ليتحدث معها وشرح لها كم يشتاق إليها وانه لا يستطيع العيش بدونها ولكنها تركته بعد أن تحدث دون أن تنطق بكلمة ومضت مسرعة للداخل

ذهب خالد يأسا وجلس الي جوار خالها فى القاعة فطلب منه الخال ان يذهب معه خارج القاعة حتي يخبره بشئ مهم
ولما خرجا بعيد عن الضوضاء الفرح اخبره الخال بحمل هالة زوجته وانها لا تزال في شهور العدة حتى تلد الطفل

فرح خالد فرحا شديدا بهذا الخبر وذهب الي بيت الخال بعد إنتهاء الزفاف واصر على الحديث معها ولكن هالة اسرعت نحو الغرفة واغلقت الباب و رفضت فتح باب غرفتها
واخبرته من خلف الباب أنها قد قررت عدم الرجوع إليه أبداً

فأخذته أمها وخالها نحو الاريكة واخبروه أنها عنيدة قليلا
ولكن سيحاول كلا منهم الصغط عليها حتى توافق علي الرجوع إليه من أجل أن يتربي الطفل في احض…ان كلا والديه
فعاد إلى مدينتهوهو في شدة الحزن لأنه لم يستطع أن يغير رأيها

جلس الخال والام مع هالة بعدها بأيام وأخبرها أن ما تفعله خطأ وأنها بسبب انانيتها سيعيش طفلها بعيدا عن والده
وأخيراً إقتنعت هالة بكلام خالها وأمها وخصوصا أنها شعرت بقرب ولادتها فهي في الشهر السابع ولم يتبقي الا اقل من شهرين على الولادة فقررت الاتصال بزوجها واخباره بالموافقة على العودة إليه

إتصلت بخالد بهاتفه المحمول ولكن الهاتف رن طويلا دون أن يجيب أحد
وأخيرا اجابت عليه احدي نساء البيت وهي زوجة شقيق خالد واخبرتها أنه ليس موجودا بالبيت وقد نسي هاتفه المحمول فلقد خرج مسرعا دون أن يتنبه لاخذه لان زوجته علي وشك الولادة
اغلقت هالة الهاتف وهي تقول لقد انستك فرحتك بولادة زوجتك الجديدة هاتفك وربما نسيتني أنا الآخري كما نسيته

في اليوم التالي كانت تستعد هالة للخروج لعملها ولكنها شعرت فجأة بألم شديد فأخبرت إبنة خالها منال بما تشعر به من ألم فأخذت تنادي علي ابيها لنقلها إلى المستشفي وبعد وصولهم للمشفي يعرفون أنها ستلد

إتصلت منال بإبنها وأخبرته بالامر فهالة مقبلة على ااولادة مبكرة ويجب أن يعرف اخاها ويكون قريبا منهم
وفي أثناء العملية يحدث لهالة نزيف بسبب السيولة المفاجئة
فبكت الأم خوفا من فقدان ابنتها الوحيدة وهي لا تدري ماذا تفعل وتقول لنفسها هل سافقد ابنتي الغالية وتدعو الله أن يحفظها من كل سوء
يتبع وتفاعل حلو زيكم علشان انزل بارت هديه انهارده

_الجزء_الخامس
…… كان خالد يقف أمام غرفة العمليات هو وأسرته منتظرا خروج زوجته وطفلته ثم تخرج الممرضة بعد ساعتين من غرفة العمليات حاملة الطفل الرضيع بين يديها ثم سألت عن والد الطفل فتقدم خالد وأخبرها أنه والده
فأعطته الطفل فإحتضنه وقبله ثم سأل عن حال زوجته وقلبه يدق بقوة وهو ينتظر ردها عن حال زوجته

بعد صمت طويل قالت له البقاء لله
شعر خالد أن الدنيا كلها تدور به وجلس على كرسي خلفه
بعد أن اعطي الصغير لجدته واخذ يبكي على حاله وحال الصغير الذي فقد أمه دون أن يراها وهو يبكي من الجوع
ولكن الجدة وأخوتة الكبار اخذوا يهونون عليه الأمر
وهو يقول لقد تربت أمه سلوى يتيمة الام والآن طفلها سيكون يتيما ووحيدا مثلها

ثم طلب من أمه أن تأخذ الصغير للبيت حتى ترضعه زوجة أخيه الاكبر فلقد ولدت حديثا حتى يتدبر امر إجراءات دفن زوجته هو واخوته فعادت الام الي البيت حاملة الصغير وتدفعه لزوجة ابنها لترضعه حتى يهدأ بكاؤه هذا كان قبل ولادة هالة بيوم

في الجانب الاخر في المدينة الاخرى كانت هالة قد دخلت غرفة العمليات بسبب الولاده المبكرة وفي اثناء العملية حدث لها نزيف فأخبر الاطباء أمها أنها بحاجة لنقل دم فتقوم امها وابنة خالها بالتبرع لها لانقاذ حياتها ويخرجون الطفل من غرفة العمليات إلى الحضانة فلقد ولد الصغير قبل موعده وتظل هي في العمليات حتي يتم ايقاف النزيف
ولا تخرج الا بعد ثلاث ساعات ثم نقلونها إلى العناية الحثيثة

بكت الأم على ابنتها هالة فهي واخيها من خرجت بهم من هذه الدنيا وتدعوا الله أن ينجي ابنتها ثم دخل ابنها محمد للمشفي وقد وصل من للتو وإحتضن أمه وقبل رأسها
ثم سئل عن أخته هالة فأخبرته الأم أنها في العنايه الفائقة
وهي فاقدة للوعي منذ ساعة

ثم سألته كيف حضر بهذه السرعة والقطار يقطع المسافه في عشر ساعات
فأخبرها أنه حضر بالطائرة فالامر لا يتحمل التأخير
ولكنه أكمل حديثه قائلاً لأمه عندما أخبرتني بالأمر كان الواجب يقتضي أن اخبر زوجها خالد بالأمر
ولقد حضر معي ولكني طلبت منه إن ينتظر بالخارج
حتى اخبرك اولا بالأمر

قالت له الأم صحيح أن ابنتها ليست على ذمته الآن بعد أن وضعت جنينها ولكنه كان زوج ابنتها ومن حقه أن يرى ابنه
ولكن محمد اخبرها أن خالد قد احضر أبنه من زوجته الثانية معه
قالت الأم لماذا فعل ذلك كيف يأخذ طفلا رضيعا من أمه
أجاب محمد لأن زوجته توفيت اثناء الولادة بسبب تسمم الحمل
قالت الأم لا حول ولا قوة إلا بالله

يكمل محمد قائلاهو يريد أن يحدثك في أمر ما ياأمي
قالت الام بالطبع استدعه فورا فأنا لا اكن له إلا الخير
فهو لم يغضب إبنتي قط وهي على ذمته وابنتي هي من اصرت على الطلاق منه في حين أنه كان متمسكا بها
و ليس لدي مانع أبداً في أن يرجع زوجته الي ذمته ولكن بعقد جديد فقد انتهت عدتها كما أن زوجته الثانية توفيت وليس امام هاله حجة بعد الآن
قال محمد وأنا أرى نفس الرأي أيضا وساذهب لمنادته من اجل أن يتحدث معك

بعد لحظات دخل خالد وهو يحمل ابنه الصغير
فقامت منال وأخذته منه واخذا يتحدثان حتي نادت عليها الممرضة واخبرتها أن ابنتها قد استفاقت ويمكنها أن تدخل لرؤيتها

في الغرفة كانت هالة ممدت علي السرير تنتظر دخول أمها ومعها الصغير حتى تراه لأول مرة
تدخل الأم وهي ممسكة بالصغير بين يديها وتعطيه لهالة وتقول لها هيا ضمي طفلك وارضعيه
اخدته هالة وضمته إلى صدرها وقبلت يديه الصغيرتين ثم أرضعته وهي تنظر إليه بحنان كبير
قالت لها الأم بماذا تشعرين الآن
اشعر بسعادة ليس لها مثيل فلقد نسيت آلام الحمل والولادة كلها

قالت الام لقد رضع الصغير اعطيه لي الآن
لا أمي اتركيه معي قليلا أريد أن اشبع من النظر إليه
قالت الأم يجب أن يأتي لحضن جدته لأن هناك طفلا آخر يريد بعض الحليب
ردت هالة ماذا تقصدين هل ولدت توأم لا يمكن فأنا أتابع مع الطبيب واعلم أنني حامل بطفل واحد

وهنا يدخل خالد وهو يحمل طفله بين يديه وقال لها أمك تقصد أن ترضعي ابننا
قالت لقد أرضعت إبني منذ قليل متى أتيت ولما احضرت أبنك معك
فقال لها الذي احمله بين يدي هو إبننا أنا وأنت هاله
قالت أنت تكذب فابني مع أمي وهي تحمله
قالت الأم الذي بين يدي خالد هو ابنك الذي حملت به تسعة أشهر والذي ارضعتيه منذ قليل هو ابن المرحومه سلوى زوجته الثانية

وضع خالد الصغير الي حضن أمه وهي تنظر في ذهول واخذت هاله تقول ماذا فعلتم بي لماذا تفعلون ذلك
ردت الأم أنا من طلبت منه فعل ذلك حتى يكون لديك ولدين ابن انجبتيه وابن من الرضاعة

بكت هالة وقالت لهم لما فعلتم هذا بي أنا لا اصدقكم وأريد أن اعرف الحقيقة وسوف اطلب الطبيب أن يجري لي فحص DNA لأعرف من هو إبني من الطفلين
قال خالد لا تحتاجين للفحص أنظري ابنك لديه نفس الشامة التي في يدك كما أنه ولد قبل موعده وسوف تأتي الممرضة لتأخذه وتعيده للحضانة بعد أن ترضعيه
lehcen Tetouani
ثم أكملت أمها قائلة إبنك هو الذي معك الآن هيا ارضعيه حتى يعود للحضانة ولكني سأقول لك شيئاً أخيراً أنا اردت أن تكسبي خير الدارين يا إبنتي وأنا من طلبت من خالد أن يكتب الطفلين بأسمك في خانة الام عندما يستخرج شهادة الميلاد ثم وضعت الأم لها الطفلين في حجرها وقالت لها الآن أترك لكي الخيار إما أن تكوني أما لطفل واحد او لطفلين ثم توجهت نحو باب الغرفة وخرجت ثم تبعها خالد الي خارج الغرفة ليعطوها الفرصة لكي تفكر في الأمر على إنفراد
يتبع وتفاعل حلو زيكم بخمس كومنتات ولايك

6… اخذت هالة تنظر للطفل الذي أرضعته أولا وتقول أنت لست أبني بل ابن المرأة التي اخذت زوجي مني كيف سأتقبل وجودك في حياتي ثم نظرت لابنها وقالت وانت يا بني ماذا افعل فمصيرك بين يدي إما تتربي في حضن أبيك أو اتمسك بكرامتي فتكون بعيدا عنه وحيدا بل سند
ثم تقول لنفسها ماذا أختار الكرامة أم الواجب

بعد أن فكرت اتخذت هاله قرارها طلبت من الممرضة أن تنادي على أسرتها نادت الممرضة على اسرة هالة فدخل الجميع للغرفة والدتها و بنات خالها وزوجها السابق واخيها حتي فدوى إبنة خالها قد حضرت مع زوجها لتطمأن على إبنة عمتها

وقف الجميع منتظرين قرار هالة الاخير هل ستعود لزوجها خالد أم لا ثم بعد لحظات من الصمت بدت طويلة للحاضرين
قالت هالة لا لن اقبل أبدا لا يمكن أن يكتب الصغير بأسمي في شهادة الميلاد

قال خالد انني لن اجادلك في قرارك ولن اضغط عليك وسوف اخذ ابني واغادر فوراً ثم حاول أن يمسك بالصغير لينصرف
ولكن هالة رفضت اعطاءه الصغير

وقالت له كعادتك لا تسمع الكلام حتى النهاية لم أكمل حديثي بعد فلن اعطيك ابني أنا قلت لك اني لن اكتب الصغير بأسمي
حتي لا اسرق منه هويته الحقيقية فلم يتبقي من أمه المرحومة غير اسمها فقط ولن اسلب منه هذا الحق

اعرف أنه لو كتب اسمي في خانة الأم فلن يبحث أحد في الأمر لان زوجتك كانت يتيمه واخاها الذي رباها وزوجها لم يكن مهتما بها ولن يعنيه امر ابنها ولكن من حق الولد بعد أن يكبر أن يعرف أمه الحقيقية

ثم اكملت هالة حديثها وطلبت من أخيها أن يحضر المأذون الشرعي غدا بعد خروجها من المسشفي لتعود لعصمة زوجها
صفق الجميع فرحا بقرار هالة ولكنها اكملت حديثها قائلة

أن لديها شرطا واحدا فقط وهو أن يوفر لها خالد منزلا في المكان لي تعمل فيه لانها لن تترك عملها وأنها لن تنزل لبيتها إلا برغبتها فذكريات المكان هناك صعبة علي نفسها
كما أنها لا تريد أن يعرف الصغير شيئاً عن موضوع أمه
حتي يكبر ويستطيع فهم ما حدث وحتي يتربي في بيئة صالحة بعيدة عن الصرعات

واخبرت خالد أنه يستطيع أن يسافر هو في أي وقت
ليصل رحمه ويطمأن علي والديه
وافق خالد واخبرها أنه سيقدم طلب نقل من عمله إلى المكان لي موجود فيه عملها وانه لن يجبرها علي ان تنزل الي بيتها إلا برغبتها وأنه سينزل هو كل فترة ليطمئن على أهله
ويبرهم ولن يجبرها على النزول معه

ولكن شرطه الوحيد ألا تظلم ابنه من سلوي وتعامله مثل أبنها
ردت عليه هالة لقد اصبح ابني بالرضاعة بعد أن شرب من حليبي وقبل حتي أن يشرب ابني وأن حبه في قلبها ليس اقل من إبنها الذي حملت به سبعة أشهر
ثم طلبت منه هاله أن تسمي الصغيرين فسمت ابنها أحمد وابنها من الرضاعة محمود

ذهب خالد ليتصل بأسرته وأخبرهم بما حدث وشرط هالة لتربية الصغير واتفاقه معها علي اخفاءأمر وفاة سلوي عن محمود فوافقت اسرته علي قراره فهو أصغر الابناء سنا ولا يعتمدون عليه في شيء بينما زوجته وابنائه في حاجة اليه
فطلب من أخاه أن يقدم له طلب نقل لمكان هاله

فطمأنه أخوه بعدم القلق وانه سيبذل قصاري جهده لينهي الأمر ثم ذهب خالد واستخرج شهادة ميلاد للصغيرين
بنفس التاريخ واسم الاب ولكن غير فقط اسم الأم

بعد ثلاثة أيام خرج الصغير أحمد من الحضانة الصناعية lehcen Tetouani
وانطلق الجميع الي المنزل الذي استأجره خالد بعد أن قاما بعقد قرانهما من جديد ولكن اهل خالد رفضوا إعطائه النقود من اجل شراء منزل فبيع الأرض يعتبر عار بالنسبة لهم

فقام محمد اخو هالة بشراء نصيبها من الميراث واعطها المال فاشترت شقتين واحدة لها لتسكن فيها والأخرى لأبنها أحمد في عمارة قيد الانشاء بجوار الجامعة
حتى أن محمد اخوها اعجبه الموقع فاشتري شقتين أيضاً ليكون استثمارا جيدا للمستقبل

كانت هالة تعامل أبنائها بنفس المعاملة فكانت تذاكر معهما وتلاعبهما وتشتري لهما نفس الثياب والحلوين وكان جميع الجيران وزملاء العمل يظنون انهما توأم حتى أن محمود لم يشك ولو لحظة او يظن حتي ظنا بأنها ليست أمه الحقيقية

مرة الأيام سريعا وكبر الطفلين واصبحا شابين في الثانويه العامه حتى جاء أحد الأيام وقد اقتربت امتحانات الشهادة الثانوية فطلبت المدرسة من التلاميذ احضار شهادات ميلاد جديدة وبعض الاوراق المطلوبه من اجل التقدم للامتحان

فطلب محمود من أخاه أحمد أن يرجع للبيت لأنه يبدوا عليه المرض وسيذهب هو وزملائه للسجل المدني لاستخراج شهادتين لهما فلقد كان الجميع يعرف أنهما توأم
وبالفعل رجع أحمد للمنزل بينما ذهب محمود لاستخراج شهادات الميلاد

.7…..عندما جاء محمود دوره لأخذ الشهادات الميلاد مد يده لكي يأخذها ولكن يدا أخري أمسكت بالشهادتين فنظر ليجد والده من اخذ الشهادتين قال به اهلا محمود لقد اتصلت بالبيت لكي اسأل أمك عما تحتاجه من طلبات للمنزل فاخبرني أحمد أنك هنا وكنت قريبا من المكان فقلت اصطحبك في طريقي فالجو ماطر في الخارج ثم طبق الشهادتين ووضعهما في جيبه ثم اكمل قائلا إنتبه أنت واخيك للمذاكرة وانا ساهتم بموضوع اوراق الإمتحان ثم عاد الاثنان للمنزل

نظرت هالة لزوجها خالد بمعني هل عرف شيئا فأشار لها برأسه لا
في اليوم التالي ذهب خالد للمدرسة وأنهى كل إجراءات التقديم حتى لا يعلم ابنه شيئا ولكن في نفس اليوم قام سكرتير المدرسة باستدعاء محمود من الفصل وسأله عن إسم والدته فاخبره محمود أن اسمها هالة كمال ولكن لماذا
قال له السكرتير يبدو أن هناك خطأ في شهادة الميلاد التي تخصك فأسم أمك في الشهادة سلوى

أخذ محمود الشهادة ليتأكد من الإسم ثم طلب من السكرتير شهادة اخيه فوجد اسم الأم هالة فقال له محمود سأذهب للسجل لتصحيح الخطأ ثم طلب أن يأخذ صورة لكلا الشهادتين للسجل المدني

عندما وصل للسجل المدني أخبر الموظف المختص أن هناك خطأ في البيانات الخاصة بالأم هو وأخوه التوأم
نظر الموظف للبيانات على الحاسوب فوجدها صحيحة فأدار الحاسوب ناحية محمود ليقرأ بنفسه

بعد أن قرأ البيانات شعر محمود بالدوار وسقط علي الأرض
فألتف الناس حوله وطلبوا له الإسعاف ثم اتصل أحد الموظفين باخر رقم عند محمود بعد أن فتح الهاتف ببصمة بإصبعه وكلم والده واخبره أن الإسعاف اخذته للمستشفي
فأسرعت هالة وخالد وأحمد نحو المستشفي ووجدوه ممد علي احدي الأسرة وقد وضعت المحاليل في يده

اتجهت هالة نحوه لتحتضنه فأبعدها بيده وقال لها محمود
من أنتِ
قالت انا أمك ياقلبي
قال لا لست أمي ثم اعطاها صورة شهادة الميلاد التي كان يقبض عليها بشدة طوال الوقت ثم قال أنت تعرفين القراءة خذي الشهادة واقرئي ما كتب فيها

اخذت هالة شهادة الميلاد ونظرت فيها
قال محمود هذه البيانات صحيحة لهذا لا تحاولوا خداعي فلقد تأكدت بنفسي من أنا ومن سلوي التي كتب اسمها في خانة الام ألهذا السبب كان ابي يرفض اصطحابي معه عند زيارة أهله في المدينة هناك حتى لا اعرف حقيقة أمي

نظر أحمد لأخيه وقال له ماذا تقول يا أخي ما هذا الكلام الفارغ وكيف تكلم أمك بهذه الطريقة
رد محمود هي ليست امي اخبروني من هي امي الحقيقية
كل هذا والأب صامت وعيناه تذرفان الدموع
ثم ذهب لابنه واحتضنه بقوة وقال له أمك ماتت اثناء الولادة

قال محمود وهل أنت أبي أم هناك شيء آخر يجب أن أعرفه
وهنا صفعه خالد على وجهه وقال ماذا حدث لك هل شعرت أني قصرت نحوك في شيء يوما
قامت هالة وابعدت خالد عن السرير وجلست مكانه
واحتضنت محمود وهي تقول كيف تصفع إبني هو يريد فقط أن يعرف الحقيقة
ثم نظر خالد لإبنه ويقول وهذه المرأة التي حملتك صغيرا وارضعتك من لبنها وذاكرت معك وغيرت ثيابك أليست أمك
يابني ليست الأم التي تلد فقط الأم التي تربي أولادها بكل صدق

هنا تتدخل هالة وهي تحتضنه وتقول لزوجها هو إبني ربما لم احمله تسعة أشهر ولكني حملته ثمانية عشر عاما وربما دمي لا يجري في عروقه ولكن لبني سري في كل عروقه وبني جسده ثم قبلته بين عينيه وهي تقول حتي أن طبعه يشبه طبعي هو إبني طيلة تلك السنوات لم يفرق شئ بيننا أنا وانت ولتقل الأوراق ماشاءت ولكن أنت أبني منذ اليوم الأول لولادتك
فإحتضنها وهو يبكي أريد أن اعرف الحقيقية
قالت له سأحكي لك كل شيئ ولكن لندع الممرضة تنزع ذلك المحلول ونذهب الي بيتنا أولا وهناك سأقص عليك قصتي وقصة امك منذ البداية

غادرت الاسرة المستشفى و عادت الي البيت
وجلسوا بجوار بعضهم البعض وبدأت الام تروي الحكاية
وما ان انتهت من حديثها توجه أحمد واحتضن أخاه وقال له أنت اخي من أبي وأمي ايضا ولن يفرقنا شئ في هذه الحياة
نظرت هاله لمحمود قائلة كان من الممكن أن نضع اسمي في خانة الأم وعندها لا تعلم شيئا أبدا عن أمك
lehcen Tetouani
ولكني رفضت ذلك اتعرف لماذا حتى لا ننزع هويتك ونأخذ منك الشئ الوحيد المتبقي لك من امك وهو اسمها
إرتمى محمود في حضن أمه وقال لها أنا أسف امي ولكن الصدمة اخرجتني من شعوري ونسيت انني منذ فتحت عيني لم ار لي أم غيرك سامحيني ياأمي

ضمته إلى صدرها وقبلت رأسه وقالت لا يمكن لأم أن تغضب من أبنها أبدا بالطبع اسامحك ألم أخبرك أنك تشبهني في كل طباعي لقد ارضعتك عامين كاملين واصبحت إبني بالرضاعة
قال أحمد لقد بدأت أغار ماكل هذا الحب لمحمود ألن تترك لي شيئاً يا أخي
ضحك الجميع ثم إلتفون حول محمود وإحتضنونه

طلب محمود من أبيه أن يصطحبه معه في زيارته القادمة لمسقط رأسه حتى يتعرف على أسرة أبيه وأسرة أمه
فوعده اباه أنه بعد انتهاء إمتحانات الثانوية العامة سياخذه معه
ثم سأل محمود أحمد هل ترغب بأن تشاركنا الرحلة
ولكن أحمد رفض الذهاب فهو قد أتفق مع اصدقائه للذهاب في رحلة تخيم بعد الامتحانات بالإضافة أنه لم يذهب قبل ذلك ولا يعرف أحدا هناك

….. تمر الأيام وظهرت النتائج فحصل محمود على مجموع الهندسة وأحمد على مجموع كلية الصيدلة وإحتفل الجميع بالنجاح ثم ذهب أحمد مع أصحابه في رحلة
بينما ذهب محمود للقرية التي ولد فيها مع أبيه وأمه
وهناك قابلت هالة أخاها محمد وزوجته وإبنته الفاتنه زينب
او زهرة كما يطلق عليها الجميع وكما سميتها في القصة
ذات الشعر الطويل والعينان الزرقاء الواسعة

إحتضنتها هالة وقالت لأخيها لم اعتقد أن عائلتنا تمتلك هذا الجمال
رد الأب ليس هذا فحسب فهي الأولى في مدرستها طوال السنوات الماضية
إقتربت هالة من اخيها ثم همست في أذنيه اياك أن تفرط في زهرة فلقد حجزتها لأحد الأولاد

رد عليها بصوت منخفض لا يسمعه غيرهما لأحمد فقط
فأنا لا أريد أن يذهب ورث العائلة الذي حافظت عليه كل تلك السنوات وكبرته لأحد غريب ولكن أبن أختي هو أبني وهو الوحيد الذي استطيع أن أترك ابنتي واملاكي بين يديه وأنا مطمئن

قالت له هالة طبعا يااخي ابنتك في الحفظ والصون
قررت هاله أن تستغل الفرصة من أجل أن تقرب زهرة من ابنها
فاخذت هاله ابنة أخيها وجلست معها واخذت تعرض عليها صور أحمد بحجة أنه لم يحضر معهم ووصفت لها في لطفه ووسامته ثم همست في اذنها أنها تتمني أن يتزوجها بعد أن تتخرج

عندما نظرت زهرة للصور وجدت أن أحمد وسيما طويلا هادئ الملامح فوقعت في حبه من النظرة الاولي
ثم طلبت هالة من زينب نقل الصور لديها على هاتفها حتي تتذكر عمتها وأبناء عمتها ولا تنسي أشكالهم وهي تعلم أن الفتاة لازالت صغيرة و في المرحلة الإعدادية ولكن كانت خطتها أن تتعلق بأبنها منذ الصغر حتى يسهل عليها اقناعها بعد ذلك بالزواج منه

أما محمود فقد كان في زيارة لأهل أمه ولكنه حضر ليسلم على أخو أمه التي ربته ولكن للاسف عامله الخال ببرود شديد فهو لا يعتبره أبدا إبن أخته حتى أن هالة أخذته ليسلم علي زهرة ولما ذهب ليسلم علي تلك الفاتنه ومد يده لها
قام الاب وطلب منها الدخول لغرفتها

ففهم الشاب أنه لا يريد أن يتعرف عليها وأن هذه الفتاة الجميلة حلم لا يمكن الوصول إليه
وبعد أن قضت هاله وقتا ممتعا مع أسرة أخيها غادر الجميع للبقاء عند اسرة خالد حتي يسلموا عليهم ويقضوا معهم يوما قبل أن يرجعوا مرة أخرى الي مدينتهم
في اليوم التالي غادر خالد وهاله وابنهما محمود عائدين لبيتهم

مرت الأيام سريعا وأصبح الأطفال شبابا فاحمد صار استاذ مساعدا في كلية الصيدلة ومحمود اصبح مهندسا وسافر الي احدي الدول العربية بسبب تخصصه النادر وبراعته وعمل هناك في مجال الانشاءات

أما زهرة إبنة خالهم فقد أصبحت في السنة النهاية لكلية الصيدلة فهي تصغر أبناء عمتها بأربع سنوات
كما ذهب أحمد ليعيش في شقته الكائنة بالقرب من الجامعة التي يدرس فيها بدلا من شقة أبيه التي تبعد مسافة عشرين كيلو عن الجامعة التي يعمل مدرسا مساعدا بها

اما هاله وزوجها فكان سعيدين بما حققه ابناؤهما من نجاح
ولكن السعادة لا تدوم فقد جاء إتصال هاتفي من محمد أخو هالة يخبرها بوفاة زوجته
ذهبت مسرعة وسافرت مع زوجها لتلقي العزاء
وبعد انقضاء أيام العزاء جلس محمد مع أخته وذكرها باتفاقهم من زوج أحمد وزينب لأنه مريض بالقلب وحالته سيئة للغاية ولا يريد أن يترك ابنته وحيدة في هذا العالم
وهي الآن في السنة الاخيرة في كلية الصيدلة

فأخبرته أنها ستتنتظر حتى تتخرج هذا العام ثم ستزوجها لابنها أحمد
فسأل الأخ هل مهدت لابنك وتكلمتي معه في هذا الموضوع لأن شباب اليوم مختلفون عنا وعن عصرنا فعلي أيامهم كان الاهل يختارون والأبناء يطيعون أما هذا الجيل يحب أن يختار بنفسه شريك حياته

أجابته أنها لم تكلمه بعد ولكن أبنها سيستمع لها وينفذ كلامها فهذا ما يفعله دائما فهو إبن بار بها
ثم تسأله عن رأي زهرة

فأخبرها محمد اخوها أنها سكتت عندما فاتحها في الأمر lehcen Tetouani
والبركة في تلك الصور التي اعطيتها لها عندما كانت صغيرة فهي دائما ما تشاهدها كما انها تتابع أخبار أحمد من خلال صفحته على الفيس بوك ولكن بإسم مستعار دون أن يعلم أنها ابنتي وأنا اشجعها على ذلك حتي لا تترتبط عاطفيا بشخص غيره

قالت هالة اذا توكلنا على الله ثم تقول في نفسها أرجوا أن يتزوج أحمد من زهرة إبنة اخي فهو لم يري شكلها قط ولا يعرف حتي أن اسمها زينب وان زهرة إسم أطلقته عليها أمها المرحومة منذ ولادتها حتي أن الكثيرين لا يعرفون اسمها الحقيقي وهو زينب

لذلك كانت هاله خائفة من رد فعل أحمد فهي تعلم تماما أن شخصيته قوية وهو لا يفعل إلا ما يقتنع به ولا يقتنع بكلامها بسهولة كما أخبرت أخيها والمشكلة الأكبر انها عرضت عليه الأمر من قبل ورفض الارتباط بي إبنة عمه لأنه لا يفضل زواج الأقارب أخذت تقول لنفسها ماذا افعل الآن في هذه الورطة

9… عادت هالة إلى بيتها وقررت أن تفاتح أحمد في أمر خطوبته من إبنة خاله لعله يوافق هذه المرة ذهبت إلى شقته وقد أخذت له بعض الطعام
أخذت هالة تتجاذب معه أطراف الحديث وأخبرته أنها تريد أن تفرح به وتراه عريسا وترى اولادهوهم يلعبون حولها
فطلب أحمد منها أن تترك هذا الأمر في الوقت الحالي
أخبرته هالة أن خاله مستعد لأن يزوجه إبنته زهرة واخذت تصف جمالها الرائع وذكائها

أوقفها احمد قائلا أنت تعرفين رأي في زواج الأقارب وقد أخبرتك انني غير موافق
قالت إن خاله مريض بالقلب وحالته الصحية ليست بخير
وقد تقدم لابنته افضل رجال القرية ولكنه يريد أن يزوجها لك ليكون مطمئنا عليها وعلي مالها بعد وفاته

وقف وقال أرجوك يا أمي لا تكلميني في هذا الموضوع مرة أخرى أنا احبك يا أمي ولا أريد أن اكون ابنا عاقا ولكني لا استطيع أن اتزوج بفتاة لم أرها في حياتي

قالت يمكننا أن نذهب معا إلى القرية وأعرفك عليها
رد أحمد أسف يا أمي أرجوك دعي هذا الأمر فلقد أخبرتك من قبل أنني مرتبط عاطفيا بزميلة لي في الجامعة وأنا لم اخف عنك شيئا فلا تحاولي اقناعي بشيء تعرفين أنه امر مستحيل ولن يحدث

مدت هالة نحوه بالهاتف قائلة خذ شاهد هذه الصور التي على هاتفي
دفع أحمد الهاتف بيده نحو أمه وقال اتظنين أني سأعجب بفتاة من خلال صورها واتخلى عن الفتاة التي أحبها منذ ثلاث سنوات لو ظننت ذلك فأنت تتهمين لن اتزوج ابنة أخيك أبدا فقلبي مع فتاة أخرى وانت تعرفينني جيداً امي لن اتخلي عن حبي من أجل فتاة لا أعرفها لمجرد المصالح التي بينك وبين خالي

قالت هل أنت أحمق عن أي مصالح تتكلم معي حبي لأخي وخوفي على إبنته تسميه مصالح واقسم أنني اخترت لك الفتاة لو طفت العالم كله لن تجد في جمالها وذكائها
ياليت أخي يوافق على أخيك محمود لكنت زوجته أياها اليوم قبل غد ولكن خالك مصر علي ابني الذي من صلبي
معتقدا أنه سيحافظ علي إبنته ولولا مرضه لاخبرته بعدم موافقتك ولكن ما باليد حيلة
قال لو انتهيت من كلامك أمي فلو سمحت دعيني بمفردي
فلما أيست هالة منه

تركته هالة وانصرفت وبدأت تفكر كيف تعرفه بابنة أخيها دون أن يعلم لعله يعجب بها لو رأها فهي ليست جميلة فقط
بل ذكية وذات اخلاق عالية واثناء نزولها بالمصعد خطرت لها فكرة وقررت أن تنفذها بعد عودتها للمنزل

وبالفعل عادت لمنزلها واتصلت بزهرة واخبرتها أن تقوم بعمل طلب صداقة لأحمد على الفيس بوك باسمها الحقيقي وهو زينب فهو لا يعرف هذا الإسم لأن الجميع يناديها زهرة
وألا تخبره أنها ابنة خاله كما طلبت منها هالة أن تحاول التقرب منه حتى يتعرفا علي بعضهما البعض قبل الزواج

شعرت زهرة بالخجل من كلام عمتها ولكنها أخبرتها أنها ستفعل ذلك ثم انهت المكالمه
وبعد أن اغلقت هاله الهاتف قالت في فسها سوف نري عنادك أم خطتي ياابني الغالي وسوف تشكرني لاحقا علي صنيعي هذا

في ذلك الوقت لم تكن الأم تعلم مدي تعلق أبنها بزميلته
سمر فهو مغرم بتلك الفتاة والتي كانت طالبة جامعية عنده وكان يراها ويخرج معها يوميا حتي أنه أوصي كل زملائه
حتى يهتموا بها في الامتحانات ويعطوها درجات عالية

لم يكن أحمد أيضا يعلم أن الفتاة تستغله حتى تتخرج وتكون معيدة في الجامعة وأنها كانت قد أوقعت أحد رجال العمال الأغنياء في حبالها بالرغم من معرفتها أنه متزوج وذلك كله رغبة في الثراء السريع

قامت زهرة بعمل طلب صداقة لأحمد بصفتها طالبة في كلية الصيدلة وتريد الاستفسار عن بعض الأمور وكانت تتواصل معه كل يوم حتى توطدت صداقته بها بعد أن اعجب بذكائها الشديد وهو لا يعلم أنها الزوجة المستقبلية وابنة خاله زهرة

فهي لم تشعره أبدا أنها تعرفه وفي نفس الوقت لم تنشر أي صورة لها او لاسرتها يستطيع من خلالها التعرف عليها
او على أهلها ذلك لأنها كانت تعتقد أنه قد رأى الصور
التي أخذتها لها عمتها عندما حضرت للقرية فلم تكن تعلم أنه لم يرى الصور لذا فقد كانت تظن أنها لو نشرت صورة واحدة لها فقد يتعرف عليهاlehcen Tetouani

في حين أن أحمد لم يكن قد رأى صورها أبدا رغم محاولات أمه المستمرة ولكن الاثنان كانا على تواصل مستمر ذلك حتى نهاية الترم أحياناً تتحجج زهرة بسؤاله عن اسئله تخص المنهج وأحياناً تحاوره في موضوعاته المفضلة

في تلك الفترة والتي استمرت خمسة أشهركان أحمد قد وثق بها واخذ يتكلم معها في بعض أموره الشخصية وييستشيرها فيها بسبب براعتها

ذات يوم فاجأها عندما أخبرها أنه ذاهب ليقدم خاتم الخطبة لحبيبته وزوجته المستقبلية فظنت في البداية أنه يتكلم عنها فلطالما كان يتحدث عن شريكة حياته ويصف جمالها ذكاءها ولكنه لم يذكر اسمها أبداً لذا كانت سعيدة و تظن أنه يتحدث معها عن ابنة خاله أي هي

كتب لها على المسنجر أنه سيرسل لها صورة حبيبته
فجلست زهرة متحمسة تنتظر بفارغ الصبر وهي سعيدة
ظنا منها أنه سيرسل صورتها لكن ما سوف ترى لم تكن تتوقعه أبدا في حياتها

10…كانت زهرة تنتظر متحمسة ظنا منها أن أحمد سيرسل صورتها هي ولكنها إنصدمت عندما أرسل لها صورة سمر فشعرت أن قلبها قد انكسر ولم تدر ما تقول له
فكتبت له لقد احسنت الاختيار بالتوفيق أستاذ أحمد
ثم استأذنت منه بحجة أن أحدهم ينادي عليها و أغلقت الهاتف وجلست في غرفتها وهي تبكي على حظها فهذا الشخص الذي من المفترض أن يكون زوجها يحب إمرأة أخرى وسيذهب لخطبتها

بينما هي لم تفكر في أحد غيره منذ سنوات طفولتها
وكانت كل يوم تقلب في هاتفها لترى صوره ليتضح في النهاية أن هذا كله كان مجرد وهم ولن تجتمع معه أبدا

لم يكن أحمد أيضا يعلم أن الفتاة سمر تستغله حتى تتخرج وتكون معيدة في الجامعة وأنها كانت قد أوقعت أحد رجال العمال الأغنياء في حبالها بالرغم من معرفتها أنه متزوج وذلك كله رغبة في الثراء السريع

أخذ احمد خاتم الخطبة وذهب ليفاجئ صديقته سمر في الجامعة فقرر أن يذهب ليبارك لها بحصولها على لقب معيدة بالجامعة و يعرض عليها الزواج و يقدم لها خاتم الخطبة

بينما في طريقه قابل صديقه المقرب سيف فأخبره أحمد بما سيفعله من خطبة سمر
قال له سيف إذا لم تصلك الأخبار بعد لقد أخبرتك أن الفتاة تستغلك لتصل لغرضها والآن لن تقبل بك فقد حصلت على دعمك حتى وصلت لمبتغاها

قال أحمد أنك تظلمها دائما ياصديقي ولن أقبل أن تتحدث عنها بهذا الشكل من الآن فهي ستصبح زوجتي
قال سيف أنت تحلم بالتأكيد ثم أعطاه بطاقة دعوة وقال له
افتح هذا الخطاب وأقرأ ما فيه حتى تعرف الحقيقة

فتح أحمد بطاقة الدعوة فوجدها دعوة لحضور حفل زفاف
سمر حبيبته وابن أحد رجال الأعمال المعروفين وهو معهم بالجامعة
قال أحمد هذا ليس صحيحا وان كانت الدعوة حقيقية
من المؤكد أن أهلها قد أجبروها على فعل ذلك

فتح له سيف صفحتها الشخصية على الفيس من أجل أن يرى الصور التي نشرتها ومدى سعادتها بهذا الزواج
إنصدم أحمد مما رأى وإتصل بها على الهاتف

أغلقت سمر الاتصال أكثر من مرة دون أن ترد عليه
قال سيف هل صدقت الآن
فأخبره أحمد أنه سيذهب لها في بيتها ليعرف منها الحقيقة
ولكن سيف أوقفه و أخبره أنه سيطلبها مكالمة فيديو
ويجعلها ترد عليه ثم إتصل سيف بسمر

ردت عليه فقال لها أن أحمد يريد الحديث معك وإن لم تقبلي سيأتي إلي بيتك وتكون هناك فضيحة كبيرة
ثم اعطي الهاتف لأحمد قال لها أنا لا أصدق مايحدث قولي أن اهلك أجبروك قولي أي مبرر وسوف أصدقك

ردت عليه سمر بكل برود أنا لم أعدك بشئ أنت من كان يمني نفسه بشيء لن يحدث لقد كنت صديقتك فقط وليس ذنبي أنك فهمت شيئا آخر
قال لها أنت تكذبين لا صداقة بين رجل وامرأة وكل نظراتك وافعالك كانت تدل على حبك لي
lehcen Tetouani
ردت عليه وماذا ينفع الحب في زمن كهذا لقد تربيت في الفقر وحرمت من كل شئ وجاءتني الفرصة كي أعيش
لقد اهداني خطيبي سيارة أحدث موديل وشقة فخمة وخاتم من الألماس النادر ماذا كنت ستقدم لي أنت غير عيشة متواضعه براتبك الزهيد هل ستطعمني وتكسوني بهذا الحب

قاطعها قائلا كم من فتاة تربت في أسرة فقيرة ولكنها حافظت على كرامتها وملكت اخلاقا عظيمة ولكنك انسانة طماعة وجشعة تبيعين اي شئ مقابل المال والمصلحة
أنا نادم علي كل لحظة فكرت بها فيك

قالت يكفينا من هذا الكلام الفارغ فأنا عند الكوافيرة أستعد لزواجي أما أنت فأبحث عن زوجة متواضعة الجمال تقبل بك
وليست فتاة رائعة الجمال مثلي ولا تنسي أن تختارها ذات اخلاق رفيعة مثلك ثم ضحكت و أغلقت الهاتف في وجهه

توجه سيف نحو صديقه أحمد وإحتضنه فلقد سمع الحوار كله وقال له لا تحزن يا صديقي لقد نجاك الله من هذه المرأة
ويجب أن تحمد الله أنك عرفتها على حقيقتها قبل الزواج
فهذا النوع من النساء لايهمه سوي مصلحته وكانت ستتركك في أي وقت لو سنحت لها الفرصة لذلك

قال أحمد لقد وثقت بها وأحببتها بإخلاص حتى أنني لم انظر لغيرها أبدا كما اعطيتها كل ما طلبته من مال وهدايا لقد كنت انفق عليها معظم راتبي من الجامعة وحافظت عليها ولم أحاول أن ألمسها بل أوصيت عليها جميع اساتذتي وزملائي في الجامعة حتى وصلت لما هي عليه الآن واصبحت معيدة
كيف تخونني بهذه الطريقة البشعة

رد سيف لأنه اختيار خطأ منذ البداية ولقد حذرتك أكثر من مرة أنها فتاة لعوب وانها دائما تجري وراء فادي ابن رجل الاعمال المعروف وتلاحقه في كل مكان بالرغم من انه متزوج
ولكنك لم تستجب لي واخبرتني أنني اتوهم وحسب
بل ظللت شهرا كاملا وانت تتجنب الحديث معي

قال أحمد معك حق ياصديقي صدق القائل بأن الحب أعمى
والان بالاذن منك سوف اتمشي على شاطئ البحر قليلا
قال سيف هل اتي معك ونتحدث قليلاً حتى تخرج من حالتك هذه
قال لا لا أريد أن اكون وحدي بالاذن منك
يتبع وتفاعل حلو ياقمرات بعشر كومنتات ولايك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل