
زهره الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون حصريه وجديده
ذهب أحمد يتمشى هائما على وجهه لا يري موضع قدميه وقد تملكه الغضب بشدة حتى وصل إلى شاطئ البحر
وهو يوبخ نفسه تارة ويلعن تلك الفتاة الخائنة تارة اخري
ويفكر في ان يذهب لقاعة العرس خاصتها ويحطمها فوق رأسها ولكنه استفاق على صوت هاتفه وهو يرن
ففصل المكالمة فرن الهاتف مرة أخرى فامسك به حتي يغلقه
عندما نظر إليه فإذا هالة أمه على الهاتف فقال في فسه لعل مشكلة ما وقعت في البيت فأمي لا تتصل كثيراً هكذا هيا سيطر على غضبك ومشاعر الكره التي بداخلك ورد علي الهاتف فلا دخل لأمك بما فعلته تلك الحقيرة
وعندما رد على الاتصال اخبرته هالة أن عليه أن يحضر بسرعة الي بيت أبيه فورا فالأمر هام جدا ولا يقبل التأخير
ركب أحمد سيارته وذهب كي يعرف ماذا تريد والدته وهو في أشد حالات الحزن والألم فقابلته أمه بلهفة وأخبرته أن عليهم السفر الي القرية حالا لأن خاله في حالة خطيرة وفي حاجة لجراحة عاجلة وهو يطلب حضورهم
رفع أحمد صوته للمرة الأولى على أمه وقال لها ألهذا السبب طلبت حضوري اذهبوا انتم فلا يعنيني شئ مما تقولين
ردت أمه بهدوء كالمعتاد بل يعنيك لأنك ستتزوج ابنة خالك زهرة فخالك حالته خطيرة ومقبل على العملية قد لا ينجو منها وهو ينتظرنا هناك لنعقد القران ورفضك هذا قد يقضي عليه بمعني أنك ستكون سبب موته لو رفضت
أنا لم اطلب منك ان تحبها فقط تزوجها لنطمأن خالك وبعدها أفعل ما شئت أنا لم أطلب منك شيئاً طوال حياتي ولم اجبرك علي شىءرولكن هذه المرة مسألة حياة او موت بالنسبة لأخي
ولو حدث لاخي مكروه بسبب رفضك وعنادك فلن اسامحك أبداً هل فهمت
ثم جذبه والده من ذراعه الي ناحية من الغرفة ويقول له
يا حبيبي الغالي أمك مهعا حق أنت لن تخسر شيئا لو تزوجت الفتاة وليكن في معلومك أنها رائعة الجمال ورقيقة جدا
و إذا لم تعجبك الفتاة فيمكن أن تطلقها بعد ذلك بافتعال القليل من المشاكل فلن تخسر شيئا
تسرح الأفكار في رأس أحمد بعد كلام والده وهنا تأتي صورة سمر وخيانتها له وقولها له انه يجب أن يبحث عن فتاة متواضعة الجمال حتي تقبل به
فقرر أن زواجه من إبنة خاله يعد الرد المثالي على سمر
فابنة خاله غنية وهي جميلة كما أخبره أمه وأبوه
صحيح أنه لم يرها أبدا ورفض حتى محاولات أمه أن تريه صورها علي هاتفها ولكنه يجب أن يثبت لسمر أنه يستطيع الزواج هو الآخر من فتاة أغنى وأجمل منها ويثبت لها انها لا تعني له شيئا وانه هو أيضاً يستطيع الزواج بل وفي نفس اليوم الذي ستتزوج فيه
فقال لأمه وأبيه أنا موافق ولكن لدي شرط
قالت هاله وتتشرط علي امك أيضاً ولكن لا بأس ما هو شرطك
قال أحمد أن يكون عقد القران غدا
قال الاب سيكون الزواج غدا بالفعل لان خالك سيسافر لإجراء فحوصات وعملية جراحية خارج البلاد وسوف ارافقه أنا خلال الرحلةوسوف ينتظرنا محمود اخاك هناك حتى
يجهز لخالك كل شيء قبل وصولنا
قال أحمد إذا أنا موافق على عقد قراني من إبنة خالي غدا
تعجبا الأم والأب من قبوله المفاجئ ولكنهما فرحان بذلك
مسكت هاله هاتفها قائلة له سوف اجعلك تشاهد الصور
قال أحمد لا داعي لذلك فسوف نذهب لرؤيتها بعد قليل
قالت أنا مصرة ثم مسكت بالهاتف وإتجهت نحوه
فيزيح أحمد الهاتف بيده فيقع ارضا ويتحطم
قالت هاله ماذا فعلت لقد كسر الهاتف وأنا لا أستطيع الاستغناء عنه
قال أنا آسف وبينما تجهزين أنت حقائب السفر اعطني الشريحة وسوف أذهب لاحضر لك هاتفا جديد
إذا خذها ولا تتأخر فلقد استأجر والدك سيارة خاصة بسائق لتوصلنا إلى القرية وسوف تساعد أنت السائق في القيادة اثناء الطريق فالمسافة بيننا وبينهم اكثر من ألف كيلومتر
تنهد أحمد بألم قائلا حاضر يا أمي ثم ذهب خارجا ليشتري الهاتف بينما أعدت هاله حقائب السفر ووضعت بدلة الزفاف وبعض الثياب التي اشترتها لابنها بعد أن إنتهت إتصلت بأخيها واخبرته أنهم سيصلون غدا صباحا وأن عقد القران سيكون في نفس اليوم قبل سفره للعلاج
lehcen Tetouani
فرح أخاها محمد بهذا الخبر كثيرا فهو مقبل على عملية خطيرة بالقلب و يخشي أن يموت ويترك إبنته وحيدة في هذه الحياة أو يتركها لرجل لا يقدرها ولكن من وجهة نظره أن ابن أخته سيكون سندا لابنته ويحافظ عليها وعلي مالها
فهو من دمه ولحمه وسيصون ابنته الوحيدة وهو أولي بها من الغريب
نادى الخال محمد على احد العاملين عنده وطلب منه ذب.ح الذبائ.ح وجعل الدعوة عامة لأهل القرية لأن زفاف ابنته غدا
ثم طلب محمد من أحدى العاملات في المنزل أن تنادي ابنته
حتي يخبرها الخبر السعيد فهو يعلم أنها موافقة على هذا الارتباط منذ زمن فقد كان صديقا لابنته الوحيدة
وكانت تخبره بكل شيء يدور بينها وبين عمتها وابن عمتها
ماعدا الخبر الأخير عندما أخبرها أنه يحب أخرى وسيتزوج منها ولكنها لم تعلم بما فعلته سمر من خيانة وتركها لأحمد
عند خروج زهرة من الغرفة لتلبي نداء والدها لاحظت حركة غير عادية في المنزل والعمال يطوفون بالبيت هنا وهناك
فسألت عن السبب فأخبروها أن زواجها وعقد قرانها سيكون غدا
سألت نفسها كيف يحدث هذا وأحمد يرفض فكرة الزواج منها و يحب إمرأة أخرى ويريد الزواج منها فذهبت لوالدها وهو نائم على فراش المرض
12…. عندما جلست زهرة مع أبيها وجدت السعادة تظهر علي وجهه و طلب منها أن تقترب منه وأخذ يضمها ويقبلها فوق جبينها ثم قال لها الحمد لله ياصغيرتي اليوم فقط أشعر أنني شفيت بعد سماعي هذا الخبر السعيد وانني لو مت سأكون مطمئنا عليك
فلقد اتصلت بي عمتك واخبرتني بحضورهم من أجل عقد القران غدا قبل سفري للعلاج خارج البلاد
إنتطرت زهرة والدها حتى يكمل حديثه لأنها ربيت علي احترام الوالدين وبعدها قالت له اطال الله في عمرك يا ابي
لقد كنت لي أبا وأما ورفضت الزواج مرة أخرى بعد وفاة امي من أجلي أنا ولن يعوضني أحد عن حبك وحنانك أبدا
قال الأب بارك الله فيكي يا حبيبتي غدا بعد عقد قرانك
سآسافر أنا وزوج عمتك من أجل إجراء بعض الفحوصات في الخارج ثم قال في نفسه الحقيقة ياصغيرتي أنني سأجري عملية جراحية خطيرة في القلب وقد لا أنجو منها
ولكني الآن سأكون مطمئنا عليك بعد زواجك من ابن عمتك
واعرف أن هاله أختي ستكون بمثابة ام ثانية لك فهي تحبك مثل ابنتها
قالت زهرة فيما شردت يا أبي ولماذا لا أذهب أنا معكم لأكون إلى جوارك
أخبرها أن زوج عمتها سيكون معه بالاضافة أن محمود ابن عمتك أيضاً سافر لنفس البلد التي سيذهب إليها منذ فترة ويعمل هناك وهو قد رتب له كل شئ هناك وهو يتمني فقط أن يتم زواجها بأحمد
وتكون سعيدة مع زوجها وعندما تظهر نتيجة الفحوصات سيرسل لها ولزوجها دعوة لقضاء شهر العسل هناك لكي تراه بعد أن يكون قد انهي العلاج بعد شهر من الآن مع اني لم أرى أحمد ابن اختي الا في الصور ولكني ارتاح إليه فهو استاذ في الجامعة ووسيم الطلة
تقبل زهرة رأس أبيها وتذهب لغرفتها فهي تريد الإتصال بعمتها لتعرف سبب هذا القرار المفاجئ ثم تتصل بعمتها التي كانت تجلس في السيارة في طريقها إلى القرية
بينما السائق يقود السيارة التي استأجرتها العائلة للسفر للقرية نظرت هالة لهاتفها الجديد فوجدت زهرة تتصل بها
فردت على الهاتف ولما سألتها زهرة عن الموضوع
ردت عمتها بغموض واخبرتها أنهم في طريقهم إلى القرية وأن الجميع بخير
فهمت زهرة أن عمتها لن تستطيع أن تتكلم لأن أحمد يجلس معها في السيارة فقالت زهرة لقد فهمت عمتي إذا نتحدث بعد وصولكم بالسلامة ثم ودعتها واغلقت الهاتف
قررت زهرة أن تحدث أحمد نفسه على الواتساب بصفتها طالبته زينب وستستدرجه في الحديث حتى تعرف منه ماحدث وخصوصا أنه لا يقود السيارة في هذه الأثناء
فاتصلت به زهرة وكتبت مرحبا دكتور أحمد أنا زينب
أريد أن اسئلك عن شيئ
قال أحمد تفضلي
قالت لقد أخذت المركز الأول على دفعتي في الجامعة
وعينت معيدة
قال مبارك لك التفويق
قالت أريد أن أسألك هل يمكن نقل أوراقي لجامعة في العاصمة اي مدينتك
قال طبعا هناك إمكانية ولكن ما السبب
قالت لأنه سيعقد قراني غدا وزوجي يعمل هناك
قال اولا الف مبارك لك و هذا سيسهل الامر كثيرا فبورقة عقد القران يمكنك الانتقال بسهولة ولكن يبدو أنك لست وحدك من سيعقد قرانه غدا فأنا أيضا ساعقد قراني غدا
قالت إذا هناك شيئ مشترك بيننا
قال أعتقد أنه أكثر من شيئ
قالت هل ستتزوج من زميلتك سمر
قال لا ساتزوج من إبنة خالي
قالت ولكنك كنت تحب زميلتك في الجامعة فلماذا تخليت عنها
قال الحقيقة هي من تخلت عني وتزوجت بشخص آخر
قالت وأنت تريد الإنتقام منها ومن نفسك بزواجك من أخرى قال هذا شبه صحيح فيجب أن تعرف أنني أستطيع الزواج وفي نفس اليوم أيضاً
قالت وهل تعرف زوجتك المستقبلية أنك كنت مرتبط بآخري
قال لم أرها قط في حياتي ولم اتحدث معها يوما
قالت و لماذ لا تعطيها فرصة ربما يحدث انجذاب بينكم
قال لا أعتقد ذلك فكل منا تربي في بيئة مختلفة وبالتالي تفكير وعادات مختلفة ولا أعتقد أننا قد نتفاهم
قالت ماذا تتوقع أن يكون شكلها مثلا
قال من المؤكد انها بنت ريفية بسيطة تتكلم بلهجة غريبة عني
قالت لقد حكمت عليها قبل أن تراها لما لا تعطيها فرصة
قال ليكن في معلومك أنني قررت بعد عقد القران وبعد توديع خالي المريض حتى لا تتأزم صحته ثم سأتركها وأسافر دون أن أخذها معي
قالت أنك ستكسر قلبها لو فعلت ذلك
قال وهذا لا يهمني أيضاً سواء انكسر قلبها او لا فكل الفتيات خائنات
قالت ولكنها لم تخنك لماذا تنتقم من فتاة بريئة ليس لها ذنب
قال ذنبها أنها قبلت الزواج مني
قالت أتمني أن تغير رأيك في المستقبل وتعلم أن هناك فتيات كثيرات محترمات وليس كلهن سمر
lehcen Tetouani
قال لا أعتقد ذلك مع استثنائك أنت طبعا فأنت الفتاة الوحيدة التي ارتاح عند الحديث معها
قالت شكراً على ثقتك بي وحظا موفقا مع أني أراهن أنك ستغير رأيك وستحبها من قلبك بعد أن تعاشرها
قال وأنا قبلت الرهان وبما أنك ستنتقلين إلى مدينتي فستعزمينني على كوب من العصير لكسبي الرهان
قالت قيمتها كوب من العصير بالنسبة لك
قال هي لا تستحق أكثر من ذلك
قالت وإن كسبت أنا الرهان فماذا ستشتري لي
قال هاتفا مميزا بالرغم أنني أرى أنك تستحقين اكثر من ذلك
قالت شكراً للطفك هيا وداعا وسنلتقي في الجامعة إن شاء الله ثم تغلق الهاتف وتقول بصوت لا يسمعه غيرها إذا أنت ترتاح فقط للطالبة زينب ولا تثق بغيرها وفي نفس الوقت ستهجر زينب بعد زواجك منها إذا لتبدأ الحرب بيننا يا إبن عمتي ونرى من سيربح في النهاية حبي ام عنادك
ثم تقرر أمرا لن يخطر في باله أبدا
13…. بعد انتهاء الحوار بين زهرة وبين أحمد قامت زهرة بكتابة رسالة لعمتها هالة تقول فيها أنها لن تنزل لمقابلتهم عند وصولهم وسوف تدعي أن لديها مغصا شديدا وطلبت من عمتها أن تصعد إلى غرفتها بمفردها بعد أن تصل الي البيت حتى تخبرها بشيئ مهم
قرات هالة الرسالة وردت عليها انها سوف تفعل ذلك وقالت لا تقلقي يا إبنة أخي العزيز
بعد قيادة طويلة وصلت السيارة إلى مقر العائلة في القرية
ودخل أحمد وأبيه وأمه لبيت خاله واستقبلهم العمال وأوصلوهم إلى غرفة خاله لانه مريض وممدد على فراشه
سلمت هالة على أخيها وكذلك خالد زوجها وابنها أحمد
فضم الخال إبن اخته الوسيم قائلا ما شاء الله لقد كبرت يا ولد وأصبحت عريسا غاية في الروعة ولكني سأهديك أجمل زهرة في حديقتي فابنتي زينب هدية لا يستحقها أحد غيرك
قال أحمد شكراً خالي
قال محمد ولكنك تبدو حزينا لما السبب
قال هو الارهاق فقط لان المسافة كانت طويلة جدا بالسيارة
قال محمد تمام الحقيقة عندما شاهدتك شعرت كأنك مجبر علي الزوج ثم ضحك وهو يقول هل ضربوك من أجل أن توافق
ضحكت هالة وزوجها خالد بينما إبتسم أحمد ابتسامة صفراء
ثم سألته هالة عن زهرة فأخبرها أنها ظلت تنتظرهم لوقت طويل ولكنها شعرت بمغص شديد فذهبت إلى غرفتها
وتستطيع أن تذهب إليها وأتأخذ أحمد معها
لكن هالة أخبرته أنها ستذهب هي فقط لان الوقت قد تأخر كثيراً وقد اقترب أذان الفجر وربما تكون نائمة ولا داعي لازعاجها في هذا الوقت ولكن ستذهب هي فقط لتطمئن عليها دون أن توقظها كما أن أحمد واباه يحتاجان للراحة فقد ظلا مستيقظين في السيارة طوال الطريق
إرتاح أحمد لكلام أمه لأنه ليس لديه رغبة في رؤية العروس او حتي فى الحديث مع أحد ثم استأذن هو وأبيه ليناما قليلا
فغدا سيكون يوما حافلا بالاعمال
بينما ذهبت هالة لترى زهرة في غرفتها وعندما رأتها زهرة إحتضنتها وهي تقول أنا متأكدة يا إبنة اخي الغالي أن أحمد لن يجد أحد في جمالك وذكاءك لقد أطلقت عليك المرحومة إسم زهرة لأنك زهرة بالفعل وأبني أحمد سوف يطير عقله عندما يراكي
ردت زهرة لا ياعمتي لن يفعل إنه يكرهني حتى قبل أن يراني
واحمد شخص عنيد ولن بكون الجمال فقط سببا في تقبل لي
يجب أن اكسب قلبه اولا واعلم أنا هذا لن يكون سهلا
وخصوصا أن لديه حبيبة وللاسف هذه الحبيبة كسرت ثقته في كل النساء وكنت أتمنى أن تصارحيني بالحقيقه عمتي
من البدايه حتي لا اتعلق به
قالت هالة في نفسها لو أخبرتك بالحقيقه ما كنت وافقت عليه ولكني سأنكر معرفتي بالأمر حتى يتم هذا الزواج
ترفع هالة صوتها قائلة لم أكن اعرف حبيبتي ولا ادري متي وأين قابل هذه الفتاة ولكنها ستختفي من حياته وذكرياته الي الأبد بمجرد أن يتزوج بك فأنت تستطيعين أن تنسيه حتي نفسه
قالت زهرة للاسف عمتي لن يحدث ذلك ثم أخبرتها بالحوار الذي دار بينها وبين أحمد عندما كان في السيارة وكيف ينوي تركها بعد الزفاف
قالت هالة إذا فلدي خطة محكمة للايقاع بابني العنيد
وإجعليه يقع في حبك ويتمني أن تبادليه نفس المشاعر
قالت زهرة وكيف ذلك ياعمتي
قالت لن يرى زهرة الحقيقة قبل الزواج وسوف أشير على واحدة غيرك على أنها أنت وبما أنه ينوي ترك العروس بعد عقد القران فهناك فرصة أن تتعرف زينب طالبة الصيدلة بالاستاذ أحمد ولنرى من سيفوز في النهاية
قالت زهرة وماذا لو رأى شكلي عند كتب الكتاب او في السيارة ونحن ذهبان للفندق
قالت هالة لن يحدث هذا فلقد جرى العرف هنا انه عند عقد القران يدخل أحد الاقارب لسؤال العروس هل هي موافقة ام لا وبذلك لن يراك وعندما نركب في السيارة ستغطين وجهك بطرحة الزفاف وتضعين الكمامة على فمك وهذا شيء عادي هذه الأيام بسبب انتشار الكوفيد
كما أنني سأطلب منه أن يقود سيارة العرس بينما اجلس معك في الخلف واعتقد أنه سيسر بذلك فهو لن يرغب في جلوسك بجواره هيا يابنتي نامي الآن واستريحي وأنا سأنام أيضاً الي جوارك وفي الصباح ننفذ خطتنا
في صباح اليوم التالي قامت هالة بعد أن استيقظ أحمد
باستدعائه لتعرفه بالعروس فأخبرها أنه ليس لديه رغبة بالجلوس والحديث معها وهنا تشير هالة لأبنها إلى احدي صديقات زهرة والتي كانت تطل من الطابق الثاني على صحن البيت وتخبره أنها ابنته خاله زهرة
lehcen Tetouani
قال لها أحمد كما توقعتها تماما بدائية وبسيطة كما انك كالعادة تصفينها بالرقة والجمال الأخاذ ولكنها ليست بارعة الجمال كما وصفتها لي بل عادية جدا
قالت هالة ولكني اراها فاتنة
قال يبدو أنك ستحتاجين لنظارات في الفترة المقبلة
قالت من يدري قد تراها بعينيا في يوم ما
ضحك أحمد إذا سيكون بصري قد ضعف وقتها علا كلا لا اكتمك سرا أنا اقبل فقط لان زفاف سمر على ابن رجل الاعمال اليوم
وأنا أريد فقط أن أغيظها بزواجي في نفس اليوم ولولا أن خالي وأبي سيسافران بعد قليل لعملت حفلة كبيرة في احدي القاعات ونزلتها علي صفحتي ولكن سأكتفي بنشر الخبر فقط ولن انشر معها صور العروس طبعا لانها ليست بجمال سمر حتى لا تشمت بي
قالت دعك من هذا الكلام الفارغ وهيا لتلبس بدلة الزفاف التي احضرتها لكقاعدين قدم ماذؤن وهو نطق: الف مبروك الجواز.
العريس: الله يبارك فيك عشق انتي طالق يا حبيبتي.
.14… خرج العريس وقد لبس بدلة العرس السوداء وتوجه إلى غرفة الضيوف حيث يعقد القران
بينما لبست زهرة فستان الزفاف ووضعت طرحه الزفاف على وجهها كعادة أهل القرية ووضعت كمامة مدعية أن تخاف من عدوي الكوفيد المنتشرة ولكن السبب الحقيقي هو ألا يري أحمد وجهها ثم أتي أحد الاقارب يسألها هل تقبل الزواج ومن وكيلها فقالت أقبل وأنها توكل أباها وتتم إجراءات عقد القران
قام العريس ليصطحب العروس وهي مغطاة الوجه وركبت العروس السيارة بعد أن ودعت أباها الذي ركب سيارة أخرى هو ووالد أحمد متجهين إلى المطار لكي يسافر لعمل العملية الجراحية
بينما وضع جهاز العروس في عدد من السيارات لنقله لبيت الزوجية في العاصمة وركبت العروس بجوار عمتها هالة بينما العريس في الامام يقود السيارة متوجها لأحد الفنادق
لقضاء ليلة الزفاف حيث حجز لهم الخال غرفتين أحدهما لاخته هالة والأخرى للعروسين
ظل أحمد صامتا طوال الطريق ولم يتفوه بكلمة واحدة
وزهرة كذلك لم تنطق بكلمة ولم ترفع طرحة الزفاف عن وجهها حتى وصلوا للفندق فخرج أحمد متوجها نحو استقبال الفندق بينما العروس وهالة مشيا خلفه ثم أخذ أحمد مفاتيح الغرف من الاستقبال وتوجه نحو أمه واعطها احد المفتاحين وهم بالانصراف
نادت هالة على ابنها واخذته علي انفراد واخبرته أن يأخذ عروسه معه الي غرفته وهنا أخبرها أحمد أن تأخذ زهرة معها إلى غرفتها فهو لا يطيق وجودها معه وانه تزوجها فقط حتى لا يأثر ذلك علي خاله المريض قبل العملية وأن عليها أن تاخذها الان من أمامه وإلا طلقها وتسبب لها في فضيحة وسط الفندق
طلبت منه هالة أن يسكت حتى لا تسمع زهرة حديثه
وقالت له اذهب حيثما شئت فليس هذا هو المكان المناسب ولا الوقت المناسب للجدال ثم مسكت بحقيبة زهرة وجرتها نحو غرفتها وإصطحبت زهرة لتنام معها في غرفتها
وبعد دالك جلسا الاثنتان على الاريكة ليتفقا على باقي الخطة
في اليوم التالي إستيقظت زهرة وهاله من نومها وبعدها إتجهت هالة لغرفة ابنها في الفندق فوجدته قد غادر كما توقعت ناذت أحد العمال ليوفر لهم سيارة خاصة تقلهم إلي المطار حيث حجز اخوها تذاكر طيران إلى العاصمة
وبالفعل ذهبت كلاهما للمطار ثم ركبت الطائرة هي وزهرة
lehcen Tetouani
بعد ساعتين وصلت زهرة الي بيت عمتها وبعد أن إستراحا الاثنان من عناء السفر إتصلت بالموظف الذي ارسله أخوها مع جهاز العروس وسألته عن سيارات الجهاز فأخبرها أنها وصلت إلى العاصمة وقد فتح لهم شقة الحج محمد أبو العروس التي تقع بجوار شقة العريس تماما ووضعوا فيها الجهاز اخبره الموظف أنها لو تريده أن يبقي حتي الغد
ليرتب معهم الجهاز فهو علي استعداد
شكرته هالة وأخبرته انهم لم يستريحوا من عناء السفر بعد
وأن العرسان في أحد الفنادق يقضيان شهر العسل
وفي تلك الأثناء ستكون قد وفرت عمالا لتنظيف الشقة وترتيب ثم شكرته وطلبت منه المغادرة مع سيارات حتي لا يتأخر عن الأعمال التي كلفه بها أخيها في القرية
طبعا قالت هالة ذلك حتى لا يعرف الموظف أن أحمد ترك عروسه وهرب ليلة الزفاف فيخبر اخيها
بعد مرور يومين انتظرت هالة حتي غادر ابنها شقته وذهب الي الجامعة واخذت بعض العمال ورتبوا جهاز العروس بالطبع كانت زهرة معهم ولكنها كانت تضع الكمامة حتي لا يتعرف عليها أحمد اذا حضر فجأة
بعد أن نظمت جهازها في شقة زوجها وضعت معظم الثياب التي تحتاجها في شقة أبيها لتستخدمها حين تبدأ خطتها التي قررت تنفيذها هي وعمتها
وبعد أن انتهي ترتيب كل شئ حضر أحمد فجأة ولما سمعت زهرة صوته من خلفها وضعت الكمامة جيدا وغطت وجهها بيدها بسرعة و اتجهت مسرعة نحو باب الشقة لتخرج وتختبئ في شقة أبيها ولكنها اصطدمت بأحمد أمام باب الشقة وكادت تسقط ارضا فأمسك بها بسرعة وجذبها نحوه لترتمي في احضانها ثم سألها من أنت
إبتعدت زهرة بسرعة ونظرت بعيدا ولم تجب عن سؤاله
و لكن هالة كانت قريبه وشاهدت ما حدث فأسرعت قائلة إنها إبنة صديقة لي جاءت لتساعدني في ترتيب الشقة
إنتزهت زهرة الفرصة بعد أن انقذتها عمتها في الوقت المناسب وذهبت بسرعة إلى شقة ابيها التي امام شقة أحمد مباشرة وكان العمال قد فتحوها ليأخذوا منها جهاز العروس لترتيبه في شقة العريس ثم دخلت الشقة ووقفت خلف الباب وقلبها يرتجف فلو تكلمت سيتعرف أحمد علي صوتها وتفشل خطتها
أما هالة فكانت لا تزال في شقة ابنها فطلبت منه الجلوس قليلا لتتحدث معه ثم قالت له مرحبا بالعريس الذي ترك عروسه وهرب يوم زفاف
قال أحمد أنا قبلت فقط لإنقاذ حياة خالي ولن أعتبرها زوجة لي أبدا
قالت الحمد لله أن ابيك وعمك قد سافرا وإلا لحدثت مصيبة
ثم أخبرته أن زهرة ستبقي معها في شقتها إلي أن يحكم عقله ويأتي لأخذها
قال إن شاء الله في المشمش
قالت ولكني علي يقين أنك ستأتي قريبا جدا لان موسم حصاد المشمش قد اقترب و الأيام بيننا يا صغيري
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها و ذهبت للشقة المجاورة وأخدت زهرة وإنصرفت حتى يكملا خطتها التي ستجعل الفتي يركض خلف عروسه دون أن يعلم
15…. قبل الموعد المحدد ذهب أحمد إلي المحطة لينتظر تلك الفتاة التي يتحدث معها على الفيس منذ عام ليرى شكلها لأول مرة وجلس على أحد المقاعد في المحطة منتظرا قدومها
بينما هي وعمتها تريانه وتراقبانه من بعيد حيث تختفيان خلف أحدي الكبائن تنتظران وصول القطار القادم من مدينتهم حتي يحبكان المشهد و يصدق أحمد القصة
لما وصل القطار خرج الركاب من المقصورات فأنضمت لهم زهرة وسارت وسط الركاب وهي تجر حقيبة انيقة خلاها و عندما نظر أحمد الي الركاب القادمون إتجاهه
وجد بينهم فتاة طويلة ممشوقة القوام تلبس ثيابا غاية في الذوق تجمع بين الحشمة والاناقة وتضع حجابا يشبه لون السماء الزرقاء على رأسها ويشرق وجهها بإبتسامة تجعله ينير كأنه القمر وتلبس نظارات شمسية أنيقة تزيدها جمالا
ويتدلي من يدها سلاسل رقيقة ذهبية اللون
أخذ ينظر أحمد للفتاة القادمة نحوه منبهرا وهو يقول لنفسه هل يمكن أن تكون هي الفتاة المقصودة
ثم تمر زهرة أمامه ولكنها تتخطاه ببضع خطوات
فيقول أحمد لنفسه كنت أعرف أنها ليست الفتاة المقصودة ولكنها تستدير مرة أخرى وتنظر إليه
وتقول له هل أنت دكتور أحمد
قال لها نعم فإتجهت إليه ومدت يديها لتصافحه
فسلم عليها وهو مصدوم وهو يقول وانت زينب محمد..
قالت نعم ثم إبتسم ابتسامة صغيرة
قالت له زينب ما سر ابتسامتك
أجاب أحمد لا أبدا لقد تذكرت شيئا في الجامعة هيا بنا لنذهب كي ترى الشقة التي ستعيشين فيها
ثم أخذ الحقيبة من يديها وجرها بنفسه
كانت هالة واقفة من بعيد وهي تراقب ما يحدث
وتقول لنفسها أيها الأبن المشاكس العنيد لقد تركت زوجتك وأمك يجران الحقائب منذ يومين في الفندق
والآن تجرها دون أن يطلب منك صبرك يابني الغالي
لنري من سيربح في النهاية
توجه أحمد وزهرة إلي العمارة التي يسكن فيها
ثم سألت زهرة في أي طابق سأسكن
فقال لهارالطابق الخامس
وضعت يدها لتضغط على زر المصعد في الوقت الذي يضع يده هو الآخر فيمسك بيدها بدلا من زر المصعد فإعتذر منها
أخبرته أنها تعرف أنه لا يقصد ثم وصل المصعد للدور الخامس فخرجا من المصعد وأخبرها أن هناك ثلاث شقق في كل طابق وأن هذا الطابق لا يسكن فيه غيره فهذه شقته والتي أمامها حيث ستسكن ملك لخاله والثالثه ملك لخاله أيضاً ولكن دون أثاث وبها بعض اغراض خاله
وانها ستبقي في هذه الشقة المجهزة التي امام شقته
لحين عودة خاله ثم يمكنها وضع بعض الاثاث في الشقة الآخري والبقاء فيها اذا احبت المكان ثم أعطاها مفتاح الشقة
طلبت منه زهرة أن يحتفظ بنسخة لديه ربما تنسى مفتاحها
فهي معتادة على نسيان المفاتيح وهي غالبا ما تغلق من الداخل عند تواجدها بالشقة وهذا لا يعني عدم ثقتها فيه
وإنما تفعل ذاك للأمان فقط
شكرها أحمد علي هذه الثقة وقال لها إن شاء الله سأكون عند حسن ظنك بي
قالت ارجو منك لو سمحت أن تمر علي غداً عند ذهابك للجامعه فأنا لا أعرف الطريق إليها ثم خلعت النظارات الشمسية ونظرت في عينيه مباشرة وهي تقول
استأذن منك الآن
lehcen Tetouani
رأى أحمد تلك العيون الزرقاء الواسعة والرموش الطويلة
فوقف مذهولا دون أن ينطق بكلمة ثم يدرك بعدها بلحظات ما يحدث فقال لها اه تفضلي بالاذن منك ويفتح باب شقته ويدخل بسرعة
وقبل أن يقفل الباب يراقبها وهي تدخل شقتها
تدخل زهرة شقة أبيها وتقف خلف الباب وتقول لقد راهنت علي يا، زوجي العزيز بكوب من العصير سنري من سيشرب الكوب في النهاية والآن أعتقد أنني قد ربحت الجولة الاولي
ثم امسكت بالهاتف واتصلت بعمتها هالة واخبرتها ماحدث بالتفصيل
قالت لها هالة أن هذا ممتاز وبأنه يجب الانتقال للمرحلة الثانية مباشرة وهي مرحلة الهجوم لدخول المصيدة
ويكون هذا بداية من الغد ولكن عليها مراقبته جيداً حتي لا يفلت منها
دخل أحمد إلى شقته وهو شبه مذهول من روعة الفتاة وجمال عيونها ثم قال في نفسه ماذا فعلت بنفسي لو كنت أعلم انها بهذا الحسن والجمال لما تدخلت في الأمر
وكأن في عيونها سحرا يجذبني إليها دون أن أشعر حتي قلبي كان يدق بقوة عندما لمست يدها في المصعد ثم قال إياك أن تتعلق بها يا غبي فالفتاة قد عقد قرانها اي أنها من المستحيل ان تكون لك يوما ثم قرر أن يتجنب لقاءها بدأ من الغد
16… لبست زهرة واستعدت للذهاب إلى الجامعة وجلست قريبة من الباب حتى تسمع أحمد عندما يخرج
أما أحمد فقد أغلق الباب بهدوء شديد ليخرج دون أن تسمع الفتاة صوت إغلاق الباب مهما ذالك فقد إنتبهت لخروجه فهو يريد الابتعاد عنها قدر المستطاع حتى لا يتعلق بها ولكن زهرة سمعت صرير الباب وخرجت على الفور وقبل أن يغلق باب المصعد امسكت به ثم قالت وهي تبتسم أهلا بك دكتور أحمد
إبتسم أحمد وقال لها أهلا بك
سألته لماذا لم يدق جرس بابها لتخرج معه كما اتفقا بالأمس
فهي لا تعرف مكان الجامعة
إعتذر لها بأنه نسي الأمر لأنه كان مستعجلا فقد شعر أنه تأخر عن موعد خروجه ولم يعتد علي الأمر بعد
وصل المصعد للطابق السفلي فخرج الاثنان من المصعد
ثم اتجه هو وزهرة نحو سيارته وفتح لها باب السيارة فركبت إلي جواره وانطلق بالسيارة نحو الجامعة وهو يشير لها علي بعض الأبنية ويقول هذه الجامعة تظهر من بعيد فهي لا تبعد سوي بضع دقائق بالسيارة
عندما وصلا إلى الجامعة خرجت زهرة من السيارة فوقف جميع الطلبة لينظروا مذهولين إلى تلك الفتاة الفاتنة التي دخلت جامعتهم للتو فبالرغم من ثيابها الطويلة المحتشمة وتحجبها والنظارات الشمسية التي تحجب نصف ووجهها الا أنها تخطف الالباب
قال أحمد في نفسه أنا شخصيا اعذركم فلقد حدث معي نفس الشيء عندما رأيتها أول مرة فهي تشبه أميرات القصص الخيالية ولكن لن ادع فرصة لأحد منكم للتعرف عليها
ثم قال لها إذ سألك أحد من الطلاب عن هويتك فقولي
إنك قريبتي او ابنة عمي حتى لا يتجرأ أحد منهم على ازعاجك
قالت له زهرة كنت سأقول الشئ نفسه حتى لا يتحدث أحدهم عني بسوء عندما يراني معك ولكن إذا سألني احدهم سأقول انني إبنة خالك لأن إسم ابي مختلف عن إسم ابيك
لذا فلن استطيع القول بأنك ابن عمي
قال أحمد ممتاز ثم قال في فسه ليتك إبنة خالي فعلا بدلا من هذه الفتاة الفظيعة التي تزوجت بها ثم ذهب معها إلي شئون الطلبة بنفسه وطلب منهم انهاء إجراءات نقلها بأسرع وقت ممكن ثم إصطحبها بعد ذلك إلي مكتبه
إجتمع كل زملائه للتعرف علي هذا الوجه الجديد في الجامعة
lehcen Tetouani
أخبرهم أحمد أنها ابنة خاله وانها مخطوبة حتي لا يتجرأ أحد منهم للنظر إليها ثم إصطحبها إلى ندوة لأساتذة الجامعة تضم افضل الأستاذة في كلية الصيدلة وموضوع الندوة الاكتشافات العلمية والبحوث الحديثة في مجال الدواء وجلست زينب في المقاعد الأمامية المخصصة للطالبات ثم بدأت الندوة وقام أحد الاساتذة بالشرح للطلاب وأثناء المحاضرة توقف الاستاذ فجأة عن الشرح
ثم أشار إلى زينب بصوت غاضب وقال لها أنت أيتها الطالبة أنا احاضر هنا وانت تقومين باللهو علي الحاسوب
فقامت زينب من مكانها وقالت له أبدا أستاذي الفاضل لقد كنت اسجل بعض الملاحظات التي تكلمت عنها ويمكن أن اشرحها لو سمحت لي
فقال لها تفضلي لنري إن كنت تستمعين فعلا ام تلعبين علي الحاسوب كل هذا وأحمد وضع يده على قلبه فهو لا يريد لزينب أن تهان وسط تلك الحشود من الطلبة واساتذة الجامعة
ولكن زينب وبواسطة جهاز الهلوجرام المرفق بحاسوبها النقال تشرح ما قاله الأستاذ الجامعي وعلقت على كل نقطة قالها وأدلت على ذلك بالأبحاث العلمية الحديثة حتى أن جميع الحضور من الاساتذة اخذوا يصفقون لها فقام الطلاب واخذوا يصفقون لها أيضا ثم قال لها عميد الكلية يا ابنتي أن مكانك بيننا هنا على المنصة وليس بين الطلاب في المدرج
أخبرته زهرة أنها معيدة في كلية الصيدلة بجامعة الفلانية في مدينتها وهي قد انتقلت حديثا لهذه لجامعة وسيكون لها الشرف بالالتحاق بكليتهم العريقة فطلب منها الاساتذة أن تصعد وتجلس معهم فوضع أحمد كرسيا بجواره
فقالت للأساتذة استأذنكم بالجلوس بجوار ابن عمتي الدكتور أحمد
فنظرو الأساتذة لأحمد وقالو له لم تخبرنا أن لديك ابنة خال جميلة وذكية لهذه الدرجة
إبتسم أحمد وهو يقول لنفسه أنا شخصيا لم أكن اعرف أنها ستصبح ابنة خالي الا من دقائق معدودة ثم يكمل الاساتذة ندوتهم
اثناء الشرح يميل أحد الأساتذة على نحو أحمد ويهمس في أذنه أنه يريد أن يكلم زينب ابنة خاله على انفراد لأنه يريد خطبتها لابنه
فأخبره أحمد أن ذلك غير ممكن لأن كتابها قد كتب منذ وقت قريب على قريب لها
تأسف الدكتور على هذا الحظ السيئ بينما أحمد كان سعيد بإبعاده عن زينب بالرغم أن هناك منافس آخر بالنسبة له وهو خطيبها وفي نهايه المحاضرة خرجا أحمد وزينب نحو السيارة عائدين للبيت
بعد ركوب السيارة يقول أحمد لم ار فتاة مثلك قط لقد جمعتي بين الجمال والذكاء لقد انبهر الجميع بطريقتك في الشرح
قالت له شكرا على هذه المجاملة اللطيفة
قال أنها ليست مجاملة أبدا لو شاهدتني منذ يومين فقط كانت لي نظرة سيئة في النساء جميعا ولكن في يوم واحد استطعتي أنت تغير تلك النظرة
قالت هل هذا بسبب سمر خطيبتك السابقة
قال لم تكن يوما خطيبتي و أنا أحمد الله انني عرفت حقيقتها قبل أن نرتبط
قالت هل يعني ذلك أنك قد نسيتها في هذه المدة القصيرة
قال لن اكذب عليك مازلت أتذكرها ولكن فقط تقتصر ذكراها علي اليوم الذي خانتني فيه ولكنه يقول لنفسه
لا أعرف لماذا أخبرتك عن سمر ليتني لم افعل ذلك
ثم قالت زينب وهي تغلق باب السيارة بعد أن وصلوا اسفل العمارة وزوجتك التي عقدت قرانها
قال لن تصدقي لو قلت لك أني لم اجلس معها أبدا غير يوم زفافي اثناء ذهابنا إلى الفندق ولمدة عشر دقائق فقط
ولم ارى وجهها سوي مرة واحدة من بعيد عندما اشارت لي امي نحوها ولم اتبين ملامحها جيدا ولم اتكلم معها قط
قالت ولما لم تحاول الحديث معها فقد يتغير رأيك بعد أن تشاهدها وتتحدث معها فليس من الانصاف أن تحكم على شخص لمجرد أنك رأيته لمرة واحدة
قال لست مستعد لذلك في الوقت الحالي ربما في وقت لاحق
قالت وهي تفتح باب المصعد لتخرج فقد وصلا الي الشقة
أنت معزوم عندي اليوم اريد أن اشكرك على اختيار هذه الشقة الجميلة
قال شكرا جزيلا لا أريد ازعاجك
قالت ابدا ليس هناك ازعاج وأنا مصممة على دعوتك للغداء فقط اذهب لشقتك لتغير ملابس الخروج وعليك أن تأتي بعد نصف ساعة أكون قد جهزت كل شيئ فلقد جهزت الطعام قبل خروجي وسوف أقوم بتسخينه فقط
قال مادمت مصرة فسأحضر ثم توجه إلى شقته لفتح الباب
بينما تدخل زهرة إلى شقتها وهي تقول في نفسها لولا أنك زوجي لما ادخلتك إلى الشقة أيها الذكي وها هي خطة عمتي تسير بنجاح وأري أنك معجب بي عندما أنظر إلى عينيك وسوف نرى من سيفوز في النهاية
…… دخلت زهرة فوجدت عمتها في الشقة وأخبرتها أنها جهزت كل الطعام الذي يحبه أحمد وعليها أن تدخل هي لتغير ثيابها فلقد وضعت لها بيجامة جميلة في غرفتها
بعد أن لبست زهرة البيجامة إحتضنتها عمتها قائلة سأجعل إبني الغالي يفتتن بك ولا ينام الليل هيا سأسرح لك شعرك واعمله ذيل حصان
قالت زهرة لا يا عمتي قد يقول أنني فتاة سيئة عندما يراني ببجامة دون اكمام وبشعري وقد يغير نظرته لي
قالت هاله لا تقلقي فلن يقول شيئاً أنه جيل ليس لديه مبادئ ولا يتمسك بالدين للأسف سأتركه لك كي تربيه من جديد على الأخلاق والقيم بعد الزواج فخطيبته السابقة كانت تخرج متبرجة في الشارع وتضع طنا من المساحيق ومع ذلك كان معجبا بها
قالت زهرة عمتي قلت لي أنك لا تعرفينها
أجابت لا تحرجي عمتك يا فتاة فهناك بعض الاسرار التي لا يجب أن نخرجها حتى تستمر الحياة
قالت زهرة أنا محرجة أن اقابله هكذا
أنه زوجك أيتها الغبية وكل شيء مباح في الحرب والحب هيا اتصلي به ليحضر بينما اضع الطعام على المائدة وبعدها سأختبئ في الغرفة حتى لا يراني
إتصلت زينب بأحمد لكي يأتي وتخبره أنها قد جهزت الطعام
وعندما طرق الباب دخلت العمة بسرعة للغرفة بينما ذهبت زهرة و فتحت الباب له
كانت زهرة تبدو فاتنة وهي تلبس البيجامة وقد جمعت شعرها الأسود كذيل حصان ووضعت في اذنيها قرطين جميلين وكانت هذه المرة الأولى التي يراها أحمد بشعرها
وقد زادت جمالا فوق جمالها فلم يستطع أن ينزل عينيه عنها
ثم جلس الاثنان على مائدة الطعام وقالت له لقد جهزت طعامي المفضل
قال لها أحمد هذا طعامي المفضل أيضاً و الذي اسعد كثيراً عندما تصنعه لي أمي ثم تناوله و قال وبنفس الطعم ايضا
إبتسمت زهرة وهي وتقول في نفسها لأن عمتي من جهزته معي فهي تبيت معي منذ الأمس وهي في الغرفة تراقبك يا زوجي الغالي ثم تقول له بالهناء والشفاء دكتور أحمد
بعد أن تناولا الطعام قالت له لو اعجبك الطعام يمكنك أن تترك لي مفتاح شقتك وأن سأعد لك الطعام واتركه لك هناك ولا تخف سنتقاسم التكاليف كما أنك من سيشتري الطلبات أيضاً
قال أحمد لا أريد أن اتعبك معي فأنا اتدبر أمري
قالا أبدا تعبك راحة بالإضافة بك أو لا سأعد الطعام لنفسي كل ما في الأمر سيزيد قليلا
قال اتفقنا هذه نسخة من المفتاح واكتبي ما تريدينه من طلبات على الواتس لاشتريها لك غدا
قالت لا أدري ولكني اشعر بدوار ثم تدعي أنها سيغمي عليها لترتمي بين احضانها فيحملها ويضعها على الاريكة
جلس بجوارها قائلا هل تحسنت الآن
قالت نعم اشعر أنني بحال أفضل
قال هل تودين أن ابقي معك قليلاً
قالت لا شكرا يمكنك الانصراف وأنا سأذهب لغرفتي كي أنام
قال إذا بالاذن منك ولو شعرت بأي تعب اتصلي بي وسأكون هنا فورا
قالت شكراً ثم إنصرف أحمد متجها إلى شقته وأغلق الباب خلفه
جرت زهرة نحو غرفتها وهي تضحك بصوت مرتفع وتدخل الغرفة حيث عمتها تنتظرها وقد انفجرت من الضحك هي الآخري ليضرب الاثنان كفا بكف
قالت هالة يبدو أن ابني الحبيب سيدخل المصيدة قريبا
ردت زهرة ارجو ذلك ياعمتي فيجب أن نصلح الأمور قبل أن يأتي أبي وعمي من السفر
قالت هالة لقد اتصل زوجي خالد واخبرني أن والدك صحته مستقرة ويقوم الاطباء هناك بضبط السكر والضغط لديه
وهو تحت رعاية واهتمام طبي كبير
ثم تقول هالة في نفسها كل ذلك لحين اجراء العملية الجراحية فنحن نخفي ذلك عنك كما طلب والدك حتى لا تقلقي عليه ثم ترفع صوتها لتكمل حديثها مع زهرة وتقول لا تقلقي حبيبتي فوالدك بخير ولكن شفاءه تماما سيستغرق بعض الوقت وسنكون عندها قد حللنا مشكلة زواجك من أحمد قبل أن يرجع إإلى البلاد
قالت زهرة لم يتصل ابي منذ سفره غير مرتين فقط وهذا علي غير عادته فعندما كنت في المدينة الجامعية كان يتصل بي يوميا وأحيانا أكثر من مرة في اليوم الواحد وأنا قلقة عليه
lehcen Tetouani
ردت هالة لا تقلقي فمحمود ابني معهم وهو يخبرني بتطورات الأحداث أول بأول والآن سأتركك وارحل لشقتي و سأتصل بك غدا حتي نكمل خطتنا ولكن يجب أن تفعلي ما طلبته منك بالضبط هذه الليلة هيا ساتركك الآن وأرحل
قالت زهرة ابقي معي يا عمتي هذه الليلة أو حتى لبعض الوقت
أجابت حبيبتي يجب أن نكون حريصين حتى لا يراني أحمد
فلقد تركك وهو يظن أنك متعبة وربما يأتي إلى هنا في اي وقت ولا يجب أن يراني تحت اي ظرف فلو علم بالأمر قبل يتعلق قلبه بك سيقلب الشقة فوق رأسنا وربما يلقي يمين الطلاق عليك في لحظة غضب لذا يجب أن نكون حريصين
حتى أنني لا احضر سيارتي واركب سيارة أجرة حتي لا يري السيارة اسفل العمارة فيكتشف الأمر ولا يجب أن يعرف أنك زوجته إلا بعد أن يتعلق بك تماما حتي لا يستطيع التراجع
هيا اني ذهابه الآن وساتركك في أمان الله
ثم تنظر اليها وهي تهم بالخروج وتقول ولا تنسي تنفيذ خطة الكهرباء بعد العشاء فلقد أوصيت شخصا ليقطع التيار عن هذا الدور من العمارة بحجة أننا سنقوم بتركيب بعض الأجهزة
ويجب أن تنفذي ما طلبته منك بالضبط ثم تغادر هالة بعد أن تنظر زهرة خارج الباب وتأكدت أن الطريق أمن
عند حلول المساء ينقطع التيار الكهربائي عن الشقة وتبدأ زهرة بتنفيذ خطة الكهرباء فتجري مسرعة نحو شقة أحمد وتطرق الباب بقوة فيفتح لها فتعانقه بحجة أنها تخاف الظلام وهي تقول له لقد انقطع التيار وهاتفي ليس مشحونا حتى اشغل الكشاف وأنا خائفة فلدي فوبيا من الظلام
أما أحمد بدأ قلبه يدق بسرعة وأصبح مصدوما متعجبا مثل الصنم دون حركة لا يعرف ماذا حدث فجأة
18…. تفاجأ أحمد من أرتماء زهرة في حضنه فبدأ قلبه يدق بسرعة واوشك أن يطوقها بذراعيه ويضمها إلى صدره ويقبلها ولكنه تذكر أن الفتاة تعتبر أمانة عنده وأنه سيحاسب عليها أمام الله و يجب أن يحافظ عليها فامسك بذراعيها وأبعدها عنه ثم قال لها لا تخافي فالكهرباء لا تنقطع هنا إلا نادرا وسوف تأتي سريعاً جدا
قالت زينب في نفسها بعد أن أبعدها عنه لقد زاد اعجابي بك يازوجي الحبيب فأنت لم تنجرف وراء عواطفك رغم إعجابك بي برغم من كل الاغراءات التي عرضتك لها وأنا اثق الآن بعد كل ما فعلته معك بأنه لا يمكن لإمرأة أخرى أن تاخذك مني ثم إقتربت منه وقالت له شكرا لأنك بجانبي
بينما لا يبدي أحمد اي ردة فعل فهو لا يزال مصدوما مما حدث منذ قليل وتمنى لو أنه إستطاع أن يضمها مرة أخرى
ولكن بعدها بثوان قليلة عادت الكهرباء فقال لها الحمد لله لقد عادت الكهرباء انتظري قليلا ثم دخل أحمد إلى أحدى الغرف في شقته وأحضر لها كشاف للضوء كان يحتفظ به
وطلب منها أن تبقيه عندها تحسبا لنقطاع الضوء مرة أخري
فهو لا يحتاج إليه
شكرته وهي تقول لنفسها أنت لا تريد أن أحضر إليك مرة أخرى لانك تخاف من الاقتراب مني وهذا يعني أنك قد بدأت تحبني ثم إتجهت نحو باب شقتها بينما يهم أحمد بغلق باب شقته فعادت إليه مرة أخرى انتظر دكتور أريد أن تفتح لي شقتي بالنسخة الاحتياطية التي معك لأنني من شدة الخوف
خرجت دون اخذ المفاتيح معي
دخل أحمد شقته وأحضر المفتاح وفتح لها باب شقتها بصعوبة كأن الباب لا يريد أن ينفتح بسبب توتره وأخيراً فتحه وإبتعد نحو شقته مسرعا وهو يلوح لها بيده
دخلت زهرة وأغلقت الباب ووقفت خلفه ثم قالت
هذه الجولة الأولى فقط يا ابن عمتي وهناك المزيد من المؤمرات حتى تستسلم وتعترف لي بحبك
ثم تبتسم قائلة مع أنني كدت ابوح لك بكل شيء واخبرك أنك زوجي وانني احبك عندما عانقتك لولا اني سيطرت على مشاعري كما انني اوشكت أن أفقد وعيي من الخجل عندما ابعدتني عنك ولعلك تظن الآن أني فتاة وقحة عديمة الأخلاق ولكن ماذا أفعل فهذه الطريقة الوحيدة لتتقرب مني يا زوجي المغرور ثم دخلت لغرفتها وإتصلت بعمتها لتخبرها آخر المستجدات
بينما دخل أحمد شقته و أغلق الباب وهو يتحدث وحده
ما الذي يحدث لقد بدأت أتعلق بالفتاة حتي أني أشعر نحوها بشعور لم أشعر به في حياتي أنا لا أعرفها إلا منذ أيام ومع ذلك فأنا اشتاق إليها اذا غابت عني واذهب متحججا بأي شيء كي أراها وحين تقترب مني كما حدث منذ قليل
يرتجف قلبي ويدق بقوة كأنه سيخرج من بين ضلوعي ويقفز نحوها
بل أني اصبحت اغار عليها من زملائي ومن الطلاب واعمل جاهدا حتي ابعدهم عنها ثم يتوجه نحو الاريكة وتمدد عليها وهو يكلم نفسه بصوت مرتفع ويقول ماذا يحدث لي الفتاة مخطوبة وأنا شبه متزوج من ابنة خالي لماذا اجري خلف حب مستحيل لن أناله أبداً
ولكني سأحاول أن اتقرب منها كي تحبني وتترك خطيبها
فهي مثلي لا تعرفه جيدا ولا تربطها علاقة قوية به
لا لا لن أفعل ذلك فسأكسر قلب خطيبها ولن اختلف حينها عن سمر واكرر مع شاب آخر مافعلته بي سمر من قبل فهو لا ذنب له كيف أسرق منه زوجته كفاني عبثا
ثم يعود فيقول لنفسه ولكنها تعجبني كثيراً واشعر بقربها أن الحياة حلوة وتنتابني مشاعر لم اشعر بها من قبل حين تقترب مني وحتي عندما كانت علاقتي قوية بسمر لم أشعر نحوها به بهذا الشعور الرائع ثم وقف قائلا هيا لننام لعلنا ننسي كل تلك الأفكار السخيفة وهذا الهراء الذي ليس له داع فحبك هذا مجرد ثراب
مرت الأيام سريعا حيث مضي شهر الا بضعة أيام علي وجود زهرة بالقرب من أحمد وزادته الايام تعلقا بها وانجذابا إليها
وقرر أن يصارحها بمشاعره نحوها مهما كانت النتائج فهو يشعر أنها تبادله تلك المشاعر فكل تصرفاتها ونظراتها تدل على أنها مغرمة مثله
فجلس وقرر أن يصارحها بما يشعر به فكتب لها رسالة على الهاتف يخبرها أنه مغرم بها ويريد الزواج منها وأرسلها لها وأنتظر منها الرد ولكنه ظل طوال اليوم منتظرا الرد علي رسالته ولكن زينب لم ترد عليه وعندما يأس من الرد قال في نفسه من الممكن أنها لم تر الرسالة
فقرر الأتصال بها ولكن الهاتف أعطاه في كل مرة غير متاح
فظن أنها تضايقت من رسالته واغلقت الهاتف وربما قررت الإبتعاد عنه لذا قرر أن يذهب إلى شقتها ويعتذر لها بنفسه عن تلك الرسالة التي صارحها فيها بمشاعره
ذهب وطرق باب شقتها ففتحت له الباب ودخل ولكن نظراتها كانت تبدو عليها الحزن فشعر أنها ليست على ما يرام
…… بعد أن ظن أحمد أن زينب قد تضايقت من رسالته التي صارحها فيها بمشاعره فقرر أن يذهب إلى شقتها ويعتذر لها بنفسه عن تلك الرسالة ذهب وطرق باب شقتها ففتحت له الباب ودخل ولكن نظراتها كانت تبدو عليها الحزن فقال أحمد أنا آسف لما حدث
قالت زهرة لماذا تتأسف فلا ذنب لك فيما حدث انا من أفسد كل شيء فلولا حماقتي لظل كل شيئ بخير
قال أنا لم اقصد أن أزعجك ولكن قبل أن يكمل حديثه قاطعته زهرة قائلة أنت لم تزعجني فأنا من أسقط الهاتف
قال أحمد أي هاتف تقصدين
قالت لقد كنت أنظر من الشباك فسقط الهاتف من يدي في الشارع وتحطم
قال أحمد هل قرأت الرسالة التي ارسلتها لك
قالت عن اي رسالة تتحدث لقد انكسر الهاتف بالأمس ولم ارى اي رسائل
فعرف أحمد أنها لم ترى رسالته فحمد الله على ذلك ثم قال لها أقصد الرساله التي طلبت فيها أن تكتبي طلبات الطعام
فأنا سأخرج الآن لشراء بعض الأشياء واشتريها معي فهل تريدين شيئاً
قالت لا شكرا ثم إستأذنها وخرج
غاب أحمد قليلا ثم عاد وهو حاملا معه هاتف جديد وأخبرها أنه هدية منه وأنه نفس نوع وشكل هاتف المحمول فلم يجد النوع الذي كان لديها متوفر وقد اشتراه باللون الأسود
لان هاتفه السابق كان أسود اللون صحيح أنه ليس كالهاتف الذي سقط منها ولكنه نوع جيد وهو المفضل لديه
شكرته زهرة على هديته ولكنها إعتذرت عن قبول الهدية فهي غالية الثمن ولكنه أصر على أن تأخذه منه
فأخذته وهي تقول في نفسها لقد راهنتك أن تحضر لي هاتفا لو وقعت في غرام زوجتك وابنة خالك ولقد كسبت الرهان
بالفعل وها قد أحضرت بنفسك دون أن أطلبه منك فأنا أعلم أنه بعد كل تلك الأيام التي قضيتها بجوارك أنك أصبحت تحبني بالرغم من كل محاولاتك لإخفاء الأمر
و الحقيقة أنني تأكدت من ذلك بعد أن قرأت رسالتك التي أرسلتها وصارحتني فيها بحبك لي ولكني لم أخبرك أنني قرأتها حتي تصارحني بحبك وجها لوجه وليس علي الهاتف
قال لها أحمد فيما شردت هل أنتي معي
قالت أبدا فلقد قدمت لي خدمات كثيرة منذ حضوري ولا أعرف كيف أرد لك كل ذلك
قال أبداً فنحن متعادلان فأنت منذ أن حضرت وأنت تعدين لي طعاما شهيا كما تقومين بتنظيف شقتي بين الحين والآخر
فدعك من هذا الكلام وهيا اعطني شريحة الهاتف الذي كسر
حتى أضعها في الهاتف الجديد وسألها إن كانت الأرقام مسجلة على الهاتف أم الشريحة فلو كانت على الهاتف
ستكون قد فقدت كل الأرقام التي لديها
أعطته شريحه الهاتف وقالت له الحمد لله أن الأرقام المهمة معظمها مسجلة على الشريحة ولن تحتاج باقي الأرقام في الوقت الحالي سوف اعد كوبين من العصير بينما تضع الشريحة في الهاتف
ذهبت للمطبخ لاعداد كوبين من العصير ثم وضع أحمد هاتفه على المنضدة التي بجواره ووضع لها الشريحة في هاتفها وعندما إنتهى وضع الهاتف بجوار هاتفه على نفس المنضدة
أحضرت زهرة العصير فشربه ثم إستأذنها لان لديه موعد هام بعد قليل وسيذهب فقط ليبدل ملابسه ويذهب مباشرة
ثم أخذ هاتفه وإنصرف
بمجرد أن دخل من باب شقتة وخلع قميصه ليغيره بأخر رن الهاتف ولكنها لم تكن نغمته المعتادة نظر للهاتف فوجد المتصل ماما وهذا رقم امه فعلا
رد على الاتصال ظنا منه أن النغمة تغيرت دون قصد منه
وقبل أن يتكلم سمع صوت أمه وهي تقول كيف الحال يازهرة
هل اعترف هذا الشاب بحبه لك أم مازال يتكابر
صمت أحمد قليلا لأنه لم يستوعب ما يحدث وقبل أن يتكلم
أكملت أمه الحديث قائلة يبدو أن أحمد إلى جوارك ولا تستطعين الرد لذا سأتصل بك لاحقا ولكن لا تتأخري فبمجرد أن ينصرف كلميني بسرعة فهناك شيء مهم ولا يحتمل التأجيل أود أن أخبرك به ثم اغلقت الهاتف
قال أحمد وهو يحدث نفسه ماذا يعني هذا الكلام ثم يقلب الهاتف الذي بين يديه ووجد انه ليس هاتفي هذا هاتف زينب الذي اشتريته لها منذ قليل ثم تصفح الأسماء الموجودة على الهاتف فوجد ارقاما كثيرة يعرفها و رقما قد كتب عليه زوجي المغرور ولكن هذا الرقم هو رقمي أنا إذا هذا يعني أن زينب هي نفسها زهرة
بدأ أحمد يراجع الأحداث في ذهنه وايامه مع أمه وزهرة إكتشف الحقيقة دون قصد وقال كانت زهرة تتلاعب بي طوال الوقت وأمي تشترك معها في هذه اللعبة إذا أيتها الجميلة لنكمل اللعبة ولكن على طريقتي أنا هذه المرة
….. قرر أحمد أن يعيد الهاتف لزهرة ولكنه تذكر أنه لم يلبس قميصه بعد ولكنه يعود فقال غير مهم فاستعراض العضلات مطلوب في هذه المرحلة وسوف استخدم نفس سلاحها ضدها ثم توجه نحو الباب ليفتحه ومجرد أن فتح الباب وجدها أمام الباب رافعة يدها تحاول أن تدق الجرس فقال لها تريدين الهاتف صحيح
قالت زهرة نعم وهي تنظر إليه في خجل فهي لم تره أبداً بهذا المنظر من قبل وهو لا يلبس قميصه
قال لقد عرفت أن الهاتف لك بمجرد دخولي الشقة وجئت كي أعيده لك
قالت شكرا لك فيرن جرس الهاتف فتنظر إليه فوجدت المتصل عمتها فأغلقته وقالت له بعد إذنك وهمت بالانصراف
ولكن ولأول مرة يمسك أحمد يدها ويجذبها داخل الشقة
حتى أنها ارتطمت به ولا تستوعب الأمر إلا وهي بين زراعيه
وهو يقول لها ما رأيك لنجلس سويا لبعض الوقت فأنا أشعر بالملل
قالت ألم يكن لديك موعد مهم
قال لا الموعد قد تأجل ثم يقول لنفسه لقد كنت ذاهبا لزيارة أمي لكي أطلق زهرة ولكن زهرة هنا لذا يجب أن أخذها معي لتشهد ما سأفعله بها ثم أغلق الباب و أمسكها من يدها وتوجه نحو الاريكة وطلب منها الجلوس وعلى غير العادة جلس بجوارها تماما
تعجبت زهرة كثيرا فمنذ أن عرفته وهو يعاملها باحترام
ولم يمسك يدها هكذا من قبل وكان دائما ما يجلس بعيدا عنها وهو ينظر إلى الأرض أما اليوم فهو يجلس على الأريكة بجانبها تماما وهو لا يلبس قميصه حتى وها هو ينظر في عينيها دون خجل ياترى هل عرف شيئا ولكن سرعان ما تبددت شكوكها بعد حديثه
نظر أحمد لزهرة قائلا منذ أن عرفتك وأنا معجب بك ولكن هناك شيئان يمنعاني من البوح لك بمشاعري أولا لأني متزوج من إبنة خالي والثاني أنك مرتبطة بشخص آخر ولكن عندما عانقتني ذلك اليوم عند انقطاع الكهرباء شعرت وقتها أنك تحملين لي نفس المشاعر لذا قررت أن اصارحك بمشاعري نحوك
قالت وماذا عن زوجتك
قال أما عن زوجتي سوف اذهب اليوم لبيت امي و أطلقها وانهي هذا الزواج الصوري وانت تستطيعين أيضاً الغاء زواجك ثم نجتمع معا ياحلوة ثم إقترب منها أكثر
محاولا أن يقبلها
خجلت زهرة ووقفت بسرعة لتبتعد عنه ولكنه وقف هو الاخر
وامسك يدها وجذبها نحوه مرة أخرى ولكن في هذه اللحظة
رن جرس الهاتف الذي تحمله زهرة للمرة الثانية
فقال أحمد يبدو أن أحدهم يحاول أن يعكر صفو هذه اللحظات الجميلة هيا ردي على هاتفك
قالت وهي مضطربة أنه اتصال غير مهم سأتكلم لاحقا
ثم تضغط على أنهاء المكالمة
قال لقد كتب ماما ألم تخبريني أن والدتك قد توفيت
قالت نعم والدتي متوفاة بالفعل ولكن هذه عمتي وهي مثل أمي تماما ثم توجهت مسرعة نحو الباب
فاسرع خلفها ووضع يده علي الباب قبل أن تفتحه
وإقترب منها رويدا رويد
أزاحت زهرة يده من علي الباب وجرت نحو شقتها بسرعة
فحاولت زهرة فتح باب شقتها ويداها ترتجفان من شدة توترها و الباب لا يريد أن يفتح وهو واقف يتكئ على باب شقته يراقبها ثم يقول لها وهو يغمز بعينه ويلقي لها قبلة في الهواء هل أساعدك في فتحه
فقالت له لا شكرا ابق مكانك ولا تتحرك وأياك أن تقترب مني
ثم فتحت الباب اخيرا بصعوبة فدخلت مسرعة واغلقته خلفها ووضعت ظهراها علي الباب وقد تسارعت دقات قلبها
وهنا يتصل الهاتف مرة أخري فترد على عمتها وتقول
ياعمتي لقد حدث تطور غريب بالقصة يجب أن نلتقي
أنت اتصلت بي أكثر من مرة على غير المعتاد وكان أحمد معي فلم استطع الرد عليك
قالت هالة أنا متوترة منذ الصباح فلدي اخبار هامة لك
ماذا حدث عمتي
لقد تعافى والدك وسوف يصل غدا
فقالت زهرة الحمد لله يارب أنه تعافي
ردت هالة أنا سعيدة مثلك بحضور زوجي وأخي ومحمود ابني ولكن هناك مشكلة
أعرف ياعمتي زواجي أنا وأحمد لقد خططنا أنا وانت لهذه اللعبة كي يستمر زواجنا ولكن يبدو أن اللعبة ارتدت علينا
وأحمد يريد أن ينهي كل شئ ويطلقني
قالت هالة كيف ذلك؟
قالت زهرة يجب أن نلتقي حتى أشرح لك كل شيء ونضع حلا لهذا الموضوع واخبرك بآخر المستجدات فأحمد يتصرف بغرابة وتصرفاته تقلقني انتظريني سأكون عندك بعد نصف ساعة
تنهي زهرة المكالمة وغيرت ملابسها بسرعة ووضعت حقيبتها اليدوية واسرعت نحو المصعد وحاولت اغلاقه ولكن الباب إنفتح مرة أخرى ودخل أحمد وقال لها رب صدفة خير من الف ميعاد إلى اين تذهبين ساوصلك في طريقي
قالت أنه مكان قريب لا يحتاج إلى سيارة
قال ولكني مصمم علي توصيلك فأنا ذاهب لزيارة أمي
لأتكلم معها بخصوص طلاقي من ابنة خالي وعلاقتي بك
ثم فتح باب السيارة لتركب
قالت زهرة لنفسها إذا كان سيذهب لعمتي فلن أستطيع أن اقابل عمتي وأتحدث معها
ثم قالت له لقد غيرت رأي سأعود إلى شقتي لقد اصابني صداع مفاجئ
قال اذا سنذهب للصيدلية لنحضر شيئاً للصداع
قالت أنا لا اتناول المسكنات سيزول الصداع من تلقاء نفسه
قال هذا أفضل فهي مضرة بالصحة ولكن ما دمتِ غير مرتبطة بموعد فربما تودين الذهاب معي للتعرف على أمي
قالت ربما في وقت آخر ثم فتحت باب السيارة لتخرج
قال أنا مصمم ثم أغلق الباب مرة أخري وإنطلق بالسيارة مسرعا وهو يقول في نفسه كنت أعرف أنك ستذهبين لمقابلة أمي لذا انتظرتك يازهرتي حتى أغلقت باب شقتك فخرجت فوراً
وهكذا يكون اللعب على العواطف يا زوجتي الحبيبة فقد تغيرت اللعبة وأنا الآن من يدير اللعب ويهاجم وسوف أريك عواقب اللعب معي وسوف ألعب اللعبة على اصولها أيتها الجميلة
يتبع وتفاعل حلو زيكم ياقمرات بعشر كومنتات ولايك