بااااااااااك
مسحت دمعه واحده هبطت علي خدها بعد تذكرها لما حدث و قالت بهمس : و بعدها راح اتجوز عشان يقطع عليا الطريق الي كان ممكن اوصله بيه …حتي لما الزفت فريد مات رفض يتجوزني حتي مهمهوش اخوه الي بيحب مراته و لا ابن اخوه الي بقي يتيم الاب ….بس انا مش هسيبك يا جواااد و حيااات كل دمعه نزلت مني بسببك و قهرتي و انا شايفه نظره الكره و الاحتقار ليه فعينك حتي لما اتعميت بحس نظرتك هي هي متغيرتش …لازم انتقم منك و لو مش ليا …..مش هتبقي لغيري
جلست تلك البائسه علي فراشها وحيده …بعد ان اطمأنت علي ولديها و انهت اعمال منزلها بعدما عادت من عملها في سرايا التهامي….فرت منها دمعه تليها دموع حسره علي شبابها الضائع بين انياب الحياه التي افترستها دون رحمه ….تذكرت كيف كان زواجها من ذلك النذل الذي حطمها و اهانها …شخصا نرجسي بكل ما تحمله الكلمه من معني …افقدها ثقتها في نفسها …في انوثتها….و مهما كانت تفعل و تضحي من اجله لا يعترف بشيء …بل الاسوء انه كان دائما يقلل من شأنها و يتهمها انها لا تفعل شيئا من اجله …..استطاعت الطلاق منه بعد معاناه …و اصبحت هي الاب و الام لولديها الصغار بعدما رفض ذلك الحقير ان يتكفل بهم ….ابتسمت بهم من بين دموعها و قالت لحالها : انتي هتضحكي علي نفسك يا دلال و هو حتي لما كان معانا كان بيصرف ههه كنت بردو بشتغل و اساعده و فالاخر يقولي انتي مبتعمليش حاجه ….بكت بحرقه و اكملت : بس انا تعبت لامتي هفضل عايشه دور الراجل و بلف في طاحونه مش بتقف حتي عشان اخد نفسي ….نفسي احس اني ست…هو انا مش من حقي ابقي ست و احس اني مرغوب فيا …نفسي احب و اتحب يا رب …انا عارفه اني مبقتش صغيره …بس هو الحب بالسن …ولادي بكره يكبرو و يتجوزو و دوامه الحياه هتاخدهم ….و غصب عنهم هيتشغلو عني …يعني لو موت و انا قاعده لوحدي محدش هيحس بيا ….ياااااااا رب …العوض و الجبر من عندك يا كريم
جلس عبيد في فراشه يدخن سيجارته و هو شارد ….نظرت له رفيقه دربه و التي تفهمه دون حديث و قالت : مالك يا عبيد شايل الهم ليه
نظر له بحزن و قال : تعبان يا ايمان …حال عيالك مش عاجبني …حاسس اني ظلمتهم بس مش عارف اعمل ايه
ايمان بكدب حتي تواسيه : هو انت فيه اب ذيك ظلمتهم في ايه بس دانت بتعاملهم احسن معامله
ابتسم عبيد بغلب و قال : انتي بتضحكي عليا و لا علي نفسك يا عشره عمري الطيبه ( هكذا يلقبها دائما ) انا ظلمت جواد لما اجبرته يسيب الحربيه الي كانت حلم حياته عشان يصلح اخطاء المرحوم فريد الي بردو ظلمتو بدلعي فيه و طلع انسان عديم المسؤوليه و اناني …و ظلمت فارس لما اجبرته يتجوز علي بت الناس الطيبه الاصيله الي بيعشقها …و ظلمت جواد تاني لما عمل الحـ،ـا.د.ثه و اتعمي و بدل ما اقف جانبه في محنته اتهمته ان هو الي قتل مراته و اخوه ….
مفكرتش ان ده قضاء ربنا …مفكرتش ان احمد ربنا عشان اخد واحد و سابلي التاني ….لا اتهمته انه السبب عشان كان متخانق معايه يومها بسبب فريد و طلع من عندي مش شايف قدامه …و المرحوم مشي معاه قال عشان يهديه و انا متاكد انه راح معاه عشان يولعه ذياده ….و لسوء الحظ لقي مراته كانت جياله ذي ما ما كانو متفقين عشان تروح تطمن علي الحمل …واحد مات و التاني اتعمي و مراته و ابنه الي لسه مشافش النور راحو هما كمان
ردت عليه من بين دموعها : الله يرحمهم ده نصيب متحملش نفسك الذنب سواء كنت متخانق معاه او لا كان بردو هيحصل الي حصل …انت مؤمن و موحد بالله و عارف انها اعمار
عبيد بنبره تقطر حزنا : اتا الي قاهرني و حازز في نفسي انه مش راضي يسافر يعمل العمليه …و كانه بينتقم من نفسه بعد الي حصل لانه محمل نفسه ذنب موتهم ….و بنت الكلب فاطمه فضلت مده تقوله انت الي قتلت جوزي و خلت محمود ابنها بعد ما كان روحه في عمه بقي يبعد عنه و يبصله بكره …ماهو مهما كان عيل و صدق ان جواد اقتل ابوه
ايمان : منها لله انا مش طيقاها بس اعمل ايه مسكانه من ايدينا الي بتوجعنا لو مشيت هتاخد الواد معاها و هو الي بقيلنا من ريحه الغالي
عبيد : ربك يحلها من عنده و يكفينا شرها
ايمان بتصميم : انا عايزه جواد يتجوز …مش هيفضل بقيت عمره كده
عبيد : اذا كان قبل الي حصله اتجوز بالعافيه و مكنش حتي طايق مراته يبقي هيرضي دلوقت و هو كده
ايمان : ايوه يرضي و رجله فوق رقبته كمان
عبيدد باستغراب : مش فاهم يعني ايه غصب هو عيل صغير انتي اتخبلتي يا ايمان و بعدين مانتي عارفه دماغه الناشفه مهما عملتي مش هيسمع ليكي و لا لغيرك
نظرت له بخبث و قالت : لا انا عندي خطه متخورش الميه هتخليه يوافق علي طول …بس انت ساعدني فيها
اشرق صباحا جديد و الكل بدأ يستيقظ الا….هذا الجواد الجامح …بعدما عاد قبيل الفجر لم يجد لديه رغبه في النعاس فجلس يقرأ داخل مكتبه علي انغام ورده الجزائريه و هي تصدح باجمل اغانيها ….اكدب عليك….
بعدما انتبه اخيرا ان الشمس اشرقت بل ايضا حينما نظر من خلف النافذه وجد بعض الفلاحون يتجهون الي اعمالهم فقرر ان ياخذ دشا منعشا و يهبط للاسفل ليبدأ يومه الروتيني…..و لكن ….حينما وصل لتلك الكلمه ابتسم بخبث و قال : طب ما بدل الروتين الممل ده اسلي نفسي شويه…و اهو تغيير هههههه
اعقب قوله بالتقاط هاتفه و ضغط علي زر به ثم قال : ………
ماذا سيحدث يا تري
سنري … يتبع …