ابتسم بداخله علي برائتها فبالتاكيد لا توجد مثل تلك الاشياء في قريته التي يحكمها بيدا من حديد و لكنه استغل نقائها ليرعبها حتي لا تكرر فعلتها مره اخري
رد عليها بحسم : ايوه طبعا فيه …يلااا اتفضلي معايا عشان اوصلك
نظرت له بزعر و قالت : طب هقول ايه لبابا ..ده ممكن يموتني
جواد : و مفكرتيش ليه في ابوكي و الي ممكن يعمله فيكي قبل ما تخرجي مالبيت هاااااا
بكت بشده اكبر و لم تستطع الرد عليه …و لكنها امام حجر لا يهتز من اي شيء …
جواد بأمر : تعالي معايا عشان اوصلك
ردت بخوف : هتفتن عليااا صح
ماذا يقول لتلك الطفله البلهاء هو ليس لديه صبر و لا طاقه للمجادله و لكنه حسم امره و قال حتي تهدا قليلا حينما سمع ثقلا في تنفسها اثر البكاء : هوصلك و مش هقول لابوكي بس من بكره هحط غفير قدام بيتكم طول اليوم عشان لو فكرتي تعمليها تاني انا الي هعاقبك ساااامعه
ردت عليه بلهفه : لالالا و الله وعد …وعد عمري ما هفكر اعملها تاني ..اكملت بصوت منخفض ظنا منها انه لم يسمعها : منك لله راحت الفسحه الي كنت بتفسحها
جواد بتمثيل الغضب : بتبرطمي تقولي ااااايه
ش..شكراااا….بقول شكرا يا ابيه جواااااد ….هكذا ردت سريعا باول كذبه جاءت في عقلها الصغير تحرك من امامها بغرور و هو يقول : تعالي ورايا ….و فقط…..تحرك تجاه جواده المرابط علي بعد مسافه منهما و بمجرد وصوله قبالته قفز بخفه ابهرتها و في لحظه كان يجلس بشموخ فوق ظهر الخيل ….وقفت تنظر له بزهول و اعجاب كبير و لكنه قطع شرودها به حينما مد يده لها و هو يقول بامر : هاااتي ايدك عشان اساعدك تركبي
وضعت يدها داخل كفه الكبير دون تفكير و لكنها ضغطت عليه دون قصد و قالت بارتباك : بس انا عمري ما ركبت حصان قبل كده و اخاف اقع من عليه
رد عليها بثقه : عمرك ما تقعي و انتي مع جواد التهامي …خليكي فكره كده…و فقط سحبها مثلما يقطف زهره من احدي فروعها ووضعها امامه ثم حاوطها بزراعاه ليمسك لجام الفرس لينطلق به …و لكنه شعر ان بين يديه انثي مهلكه …ليست تلك الطفله التي كان يبتاع لها الحلوي منذ زمن …فهو لديه تجارب لا بأس بها مع العديد من النساء فلذلك كان من السهل عليه تخيل جسدها المغوي……انطلق الفرس بعدما همس باذنه ليخبره عن وجهته تحت صدمتها التي كادت ان تصل بها للجنون …كيف لرجل اعمي ان يتصرف هكذا بل و يعرف الطريق جيدا …هل ما زال فاقد البصر ام انه اصبح يري ….فاقت من حديثها الداخلي علي وقوع وشاحها من فوق راسها بفعل الهواء و لكن ذلك الجواد التقطه بمهاره بعدما سمع حفيفه
لا يعرف لماذا جاء في باله مقطع من اغنيه علي الحجار حينما اخذ شعرها الحريري يرتطم في وجهه ….
في هويد الليل ….لجيتك و لا لجيتيني….في هويد الليل ….
اخرجته من حاله شروده مع ذلك المقطع حينما قالت : احنا قربنا عالبيت و الحصان هيعمل صوت …اعمل ايه انا بقي
رد.موبخا اياها : و مفكرتيش فالي هتعمليه ليه لما خرجتي مالبيت
زفرت بحنق و قالت : خلااااص بقي يا ابيه اخر مره بالله
اوقف جواده جانبا بعدما حسب المسافه داخل عقله ثم هبط من فوقه و مد يداه ممسكا بها من خصرها لينزلها ارضا …و ما كان منها الا ان تتعلق في عنقه مخافه السقوط …حتي لامست قدماها الارض ….كان من المفترض ان يتركها …و كان من المفروض ان تبتعد عنه …و لكن ما حدث كان خارج نطاق العقل و المنطق …ظلت هي متعلقه في عنقه و تنظر داخل عيناه المخيفه بامان …و ظل هو محاوط خصرها بيداه …و كأن الزمن قد توقف بهم بضع لحظات …و قد جائته الافاقه من تلك الحاله عن طريق صهيل خيله و الذي كان له بمثابه تنبيه لتلك الحاله التي تلبسته ….تركها سريعا بغضب و هو يقول بفظاظه : ااايه قله الحيااا دي انتي استحلتيها و لا ايه
شهقت بزهول ووضعت يدها فوق ثغرها بعد ان سحبتها من حول عنقه و لم تستطع الرد
اذدرد لعابه بصعوبه و قال بجفاء : غوووري من قدامي تدخلي البيت علي طووول و يا وليك يا دهب لو عملتيها تاني ساااامعه
لم ترد. و لن ترد ….هرولت تجاه منزلها و كأنها تهرب من الجحيم و حينما وصلت امامه فتحت البوابه بتمهل حتي لا تصدر صوتا يستيقظ علي اثره ابويها ….اغلقته ورائها ثم استندت عليه ووضعت يدها فوق قلبها الذي ينبض بجنون و هي لا تصدق انها نجت من تلك المصيبه التي اوشكت ان تهلكها …..اما هو بمجرد ان سمع صوت غلق البوابه برغم انخفاضه قفذ فوق جواده و قام بضربه علي كلا جانبيه بقدماه و هو يقول بغضب : اجرررري يا ااااادهم ….و فقط …بعد سماعه الاذن من صاحبه انطلق يسابق الرياح و لا يعلم اي جنونا تلبس صاحبه
جلست في شرفه جناحها بعد ان ذهب فارس في نوما عميق اراد ان يهرب به من واقعه المؤلم …هو يعشق هدي زوجته الاولي و اجبر علي الزواج من ارمله اخيه ….عاما و نصف مرو علي زواجه بها و لم يستطع تقبلها في حياته …حتي في علاقتهم الحميمه يشعر فيها انه يخون حبيبته و لكنه مجبر علي القيام بذلك حتي لا يغضب الله
نظرت للفضاء امامها و هي تفكر بجديه …ماذا تفعل مع ذلك الجواد الجامح …تحبه…بل تعشقه منذ ان رأته يوم خطبتها علي اخيه الراحل …و قد اتمت هذا الزواج الفاشل من وجه نظرها ليس طمعا في المال و العيش الرغيد فقط لااا ..بل لتكون بالقرب من الرجل الوحيد الذي استطاع ان يحرك قلبها …و برغم كل محاولاتها في اغوائه الا انه رفضها رفضا قاطعا …بل اهانها ايضا و وصفها بابشع الصفات …تنفست بعمق و هي تتذكر احدي المرات التي عرضت عليه نفسها بعدما تجاهل كل تلميحاتها الواضحه … يتبع …