روايات

نوفيلا شيـ,ـاطين_الانس اخر_المطاف الجزء_الاخير بقلم سلمي سمير حصريه وجديده 

نوفيلا شيـ,ـاطين_الانس اخر_المطاف الجزء_الاخير بقلم سلمي سمير حصريه وجديده 

ردت نجوان على الرجل بغنج مصطنع، محاوِلة استرضاءه:
“يوه يا باشا، دي حاجات بتحصل غصب عني، وانت عارف إن كل البنات اتحفظت والزبائن بيدوروا على الجديد. ولما يجي بالغصب، بيكون طعمته أحلى وأغلى، وده عز المطلوب، ولا إيه؟”

ضحك الرجل بسخرية قاتلة، ثم عاتبها ببرود أربكها وزاد من توترها:
“ولما انتِ عارفة كده، مش كنتِ انا أولى بالبنت العذراء؟ اللي كانت عندك الصبح، ولا الثمن اللي اندفع فيها أغلى عندك مني؟”

سكتت نجوان للحظة، صوتها انخفض وكأنها تحاول تبرير فعلتها بقلق واضح:
يا باشا، مفيش حاجه تغلي عليك، دا انا كنت اتمني اجهزهالك علي عيني ، بس حصلت ظروف…
وكمان كان ليا غرض تاتي، اكسرها وتبقي وجه جديد ترضي الزبائن لكن طلعت ذكية ونفذت بجلدها بعد ما سلمتها لواحد هيكسرها طول عمرها

مالت عليها بتودد لتنال رضاه ومحو غـ,ـضبه:
انت عارف يا باشا، ان نجوان دايمًا بشتغل علشانك، وكل حاجة بعملها بتكون لصالحك.”

عقد رجب حاجبيه بشدة، الكلمات التي يسمعها كانت كقطع زجاج تمزق أحشاءه. لم يعد الأمر مجرد انتقام شخصي، بل بات أمام شبكة أوسع من الظلام والقسوة. استجمع أعصابه بصعوبة وهو يضغط على المسدس في جيبه، مصمماً على كشف كل الأوراق قبل تنفيذ عقابه.

اشتعل غـ,ـضب الرجل واندفع من مكانه بعنـ,ـف، صارخاً في وجهها بحدة:
“إنتِ إيه حكايتك بالضبط؟ بتخططي لإيه من يوم ما خرجتِك من قضية الآداب وإنتِ بتنفذي أوامري؟ مليون مرة قلتلك شغلك يكون في المعقول! عملتي مصيبة ورا مصيبة، وفي الآخر تجيبي بنت وتجبرّيها؟! إيه يا نجوان؟ كرهك لجنس الرجالة خلاكي تنتقمي من كل واحدة شريفة عشان تخليهم زيك؟ عايزة توصلي لإيه؟ إن مفيش واحدة تستاهل تشيل اسم راجل هو ده غرضي ؟
لا لو ده غرضك يبقي كده إنتِ شكلك اتجننتِ!”

اشتعل الحقد في عيني نجوان، وضغطت على فكها بعنف، جعلت جسدها يرتجف بالغضب وهي تصرخ بكلمات تحمل ماضيها الأسود:
ومين السبب في اللي حصلي مش راجل، كنت ست بيت وراضية بحياتي! لحد ما جوزي المفتري وقعني في مصيبة وسقطني علشان مراته الجديدة! وبعدها لفّق لي قضية زنا لما سلّمني لواحد من رجالته! عمل كده بس عشان يخلص مني وياخد مصاغي ويده للسنيورة اللي كان بيحبها. وأهلي؟ أهلي تبرو مني لما فضحني قدامهم وفضلو يضربوني لحد ما البوليس أنقذني منهظ وخدت ظلم سنتين سجـ,ـن!”

ارتعشت يداها وهي تتابع بصوت مخنوق بالوجع والغلّ:
“وياريت جت علي كده وبس… لا ده وقف قدام المحكمة وأقسم إنه مكنش أول راجل في حياتي! وقال إنه قبل يستر عليا، لكنه قرف مني لما وصله خبر، بان الرجالة داخلة وخارجة عليا! ولما فكر ينضف مني، اتجوز واحدة نظيفة وطاهرة! قال علشان ربنا يبارك له في حياته!”
وانا كنت اشرف منها ومنه وفي الاخر انا اللي اتسجنت واتظلمت

ساد الصمت للحظات، كأن الهواء في الغرفة أصبح أثقل، بينما الكلمات المريرة التي نطقت بها نجوان كانت تكشف جحيمها الداخلي. رجب، الذي كان يتلصص خلف الباب، شعر بأن الغضب الذي يغلي في صدره يتبدل بمزيج من الصدمة والشفقة، لكنه تشبث بقراره: نجوان ستدفع الثمن مهما كانت مأساتها.

جلس الرجل امامها، يتأملها بغضـ,ـب مكـ,ـتوم، وكأنه يحاول استيعاب حجم الشيطان الذي خلقه بيديه. قبض على ذراعيها بقوة مرة أخرى، يهزها بعنف حتى اهـ,ـتزت جسـ,ـدها، وصاح بصوت أشبه بالزئير:
“نجوان! انتي مجنونة رسمي! فاهمة إنك بكده مش بس بتدمري الرجالة اللي بتكرهيهم؟ ده إنتِ بتحرـ,ـقي البنات اللي زيك، وبتكبري الوصمة اللي عايشة بيها! فاهمة ده؟”

تململت من قبضته، لكن عينيها بقيتا مشتعلة بنـ,ـيران الحـ,ـقد وهي تضـ,ـحك بتهـ,ـكم:
“إيه؟ خايف على الرجالة اللي زيك؟ ولا يمكن خـ,ـايف من دورك اللي في اللعبة؟ اسمع يا باشا… أنا ماليش دعوة بجنـ,ـس حوا! خلاص، أنا خلصت منهم يوم ما اتبريت من نفسي ومن أنوثتي! دلوقتي، كل بنت تدخل هنا تبقى وسيلة انتقام من اللي كسرني… وكل راجل يتألم يبقى انتصار ليّا!”

جلست على طرف الفراش، تحدّق في الماضي بعينين ملتهبتين بنيران الانتقام، وقالت بصوت غاضب يخالطه ألم مكبوت:
“من يوم ما ساعدتني، وأنا أقسمت أنتقم من كل راجل في الست بتاعته، سواء كانت بنته، أخته، أو مراته. هفضحهم زي ما اتفضحت، وهشوّهم زي ما تشوهت. طول ما أنا حية، مفيش واحدة هتسلم من أذيتي لو كان ليها راجل جه هنا. هكسرهم في شرفهم زي ما انكسرت في شرفي.”

انقض عليها الرجل وأمسك ذراعها بقوة، يهزها بعنف، وقال بغضب مكتوم:
“فوقي يا بنت! انتِ هنا علشان شغلي، الشبكة اللي بتديريها دي أنا اللي بصرف عليها وبحميها. كل يوم تعملي مصيبة جديدة للوصول لأنتقامك؟ لا فوقي انت كده بتدمري كل حاجة بنيناها!”

توقف للحظة، ثم تابع بنبرة صارمة:
“فاكرة نفسك بتنتقمي من الرجالة؟ الحقيقة إنك بتدمري جنس حواء كله، والستات اللي بتخربي حياتهم هما اللي بيدفعوا تمن جنونك!”

ضحكت بسخرية متلذذة، وقالت بلهجة متشفية:
“وهو شرف البنت أو الزوجة أو الأخت يمس مين؟ مش راجلها اللي هيكتوي بنار فـ,ـضيـ,ـحتها!”

توقفت لحظة، وابتسمت بسخرية، ثم أضافت ببرود مشوب بالجنون:
“عارفه؟ انت مش محتاجة حد يفهمني، لأن نار الانتقام اللي في قلبي هي الوحيدة اللي بتدفيني.

تزايدت ضحكاتها الشيطانية، وتابعت حديثها بنبرة تحمل مزيجًا من الانتشاء والغضب:
“عارف من امبارح لحد النهاردة، دمرت أربع رجالة. الأول سلم لي مراته، اللي ماتت في إيد الراجل اللي وصلني لبنته العذراء. وبالبنت دي، دمرت راجل تالت. أما رجب، سلم لي أخته بايده، ومن النهاردة هيعش مكسور بعد ما فضحت عرضه. ولسه، الزبون اللي هرب مني , مدبّرة له انتقام يدمره هو كمان.”

توقفت لحظة، ثم أضافت بابتسامة خـ,ـبيثـ,ـة وشر مستعر:
“كلهم هيشربوا من نفس الكأس اللي شربت منه، وأكتر. أنا هنا علشان أكسر كل راجل وأدوس على كرامته بنار الشرف اللي بيحميه.”

توقف الرجل عند كلماتها الأخيرة، ونظر إليها بعيون ملأتها الغضب والدهشة. استند بيديه إلى الطاولة خلفه وهو يحاول السيطرة على أعصابه، ثم قال بصوت خافت لكنه مملوء بالغليان:
“أربع رجالة؟ وإنتِ مبسوطة كده؟ كل مرة بتحكي فيها عن اللي بتعمليه كأنك بتاخدي حقك، لكن الحقيقة… إنتِ بتخسري نفسك أكتر!”

اقترب منها ببطء، وأمسك بذقنها ليرفع وجهها نحوه، وعينيه تنفذ إلى أعماقها، ثم أكمل بصوت صارم:
“لو كنتي فاكرة إنك بتحققي انتقامك، فإنت غلطانة! كل اللي بتعمليه إنك بتكبري النار اللي جوه قلبك… وبتتحولي لوحش ملهوش ضمير. الناس اللي حواليكي يمكن يتكسروا، لكن إنتِ… إنتِ اللي بتنهاري من جواكي.”

ضحكت نجوان بتهكم وهي تسحب نفسها من قبضته، وقالت بخبث واضح:
“خايف عليا يا باشا؟ متقلقش، أنا مش هنهار، لأن كل راجل بيموت من شرف واحدة هنا… بيحيني أكتر. أنا بعيش على صوت صراخهم ودموعهم… كل ما بيتحرقوا أكتر، بحس إن قلبي بيرجع يدق تاني!”

في الخارج، كان رجب يستمع إلى هذا الحوار الشيطاني، وكأن كل كلمة تزرع خنجرًا في قلبه. قبضته على المسدس ازدادت قوة، وكاد ينفجر غيظًا، لكن فكرة الانتقام كانت تغلي في عقله. قرر أن الوقت لم يحن بعد… كل كلمة قالوها كانت دليلًا، وكل اعتراف كان وسيلة لتدميرها بطريقة أشد قسوة مما خطط له.

همس لنفسه بصوت منخفض، وعيناه تلمعان بدموع الغضب والخزي:
“مش هسيبك يا نجوان… نهايتك هتكون على إيدي، بس لازم ادمرك الاول زي ما دمرتي الكل.”

تجمدت الكلمات في الهواء، والرهبة هيمـ,ـنت على الغرفة. الرجل نظر إليها وكأنها مخلوق آخر، أقرب للوحشية منها للبشرية، لكنه لم يستطع إنكار شيء واحد: كانت خطتها جهنمية، وكلما زادت خسائر من حولها، شعرت أنها أقرب إلى تعويض ما فقدته.

ضرب الرجل يديه كفًا بكف، وملامحه تكسوها الغضب والدهشة:
“لا انتِ كده بتدمري كل حاجة، شغلنا كله هيضيع! اعقلي وانسي الانتقام. بس أنا مش فاهم، مين الراجل الرابع اللي دمرتيه؟ انتِ قولتي إنهم تلاتة رجالة، مين الرابع ويقرب لمين من اللي أذيتِهم يا شيطانة؟”

لمعت عيناها بشرٍّ خبيث، وارتسمت على وجهها ابتسامة شيطانية، ثم ردّت بثقة:
“ما هو ده السبب اللي خلاني مجهزتش البنت ليك. لسببين، الأول لانها كان مجبوره، مش بمزاجه زي باقي اللي بخليهم ليك. والتاني علشان اللي دفع فيها تمن ليلته الأولى كنت عايزه اكسره زي ما كسرتها؛

توقف الرجل مشدوهًا وسألها، والقلق يكسو وجهه:
“مش فاهم… يبقى مين؟ أوعي يكون الـــ…”

هزّت رأسها برفض قاطع وابتسامة ساخرة على شفتيها:
“لاء، ده أنا اللي جبته بنفسه وسلّمته البنت من غير ما يعرف… إنها !

*******

#نوفيلا
#شياطين_الانس
#اخر_المطاف
#نهاية_الحكايةج٢
***********
داخل غرفة نجوان
كانت تفسر له من هو الضحية الرابعة التي انتقمت منها دون أن تكون لها علاقة مباشرة بما حدث، فقالت بنبرة باردة:
“الراجل الرابع كان خطيب البنت. صحيح انتقمت من أبوها وكسرت قلبه بعد موت الست بين إيده، لكن لما شفت البنت حسيت إن وجع خطيبها فيها هيكون أكبر من وجع أبوها. علشان كده سلمتها ليه بعد ما أقنعته إنها مش بريئة، وإنه كان هينخدع فيها.”

ثم فجأة انفجرت في ضحكة شيطانية وهي تسترجع في ذهنها ملامح خطيب الفتاة، وقسمات وجهه التي جمدتها الصدمة.

نظر إليها الرجل باستغراب ممزوج بالغضب وسألها بضيق:
“ممكن أفهم إيه اللي بيضحك في مصايبك السودة دي؟!”

أخذت نفسًا عميقًا ورفعت رأسها بزهو حاقد، ثم ردت بتفاخر واضح:
بضحك علشان سعيدة! وجعه وكسرة قلبه رضوا روحي. لما شفته بيتحطم قدامي، حسيت إن بحقق انتقامي الكامل.”

غلي الدم في عروق الرجل، فجذب يدها بعنف وصاح فيها:
انطقي يا مجنونة! فهميني عملتي إيه بالضبط، وليه كسرتيه كده؟ و إزاي فكرتي بالطريقة دي اصلا؟

نزعت ذراعها من بين يديه بقوة، ونظرت إليه بعينين تلمعان بحقد دفين، ثم قالت بصوت مملوء بالشماتة:
“علشان أشوفه بيتحطم قدامي، وأحس أن كل خطوة خدتها في الانتقام بتحقق الغرض. لما شفته واقف قدامها، والصدمة علي ملامحه، حسيت بنشوة ما حسيتهاش قبل كده. كنت عايزة أزرع فيه الشك والكراهية، أخليه يتاكد إنه كان مخدوع فيها، واتأكد إنه عمره ما هيقدر يثق في واحدة تانية.”

طالعها الرجل بحيرة وسألها بنبرة حادة:
قوليلي عملتِ إيه ووصلتِ لإيه إزاي؟ وإشمعنى البنت دي بالذات اللي أصريتي تحطمي أبوها وخطيبها؟

أخذت نفسًا عميقًا، وابتسمت ابتسامة تحمل زهوًا شيطانيًا وقالت:
“بعد ما أبوها حكالي عنها وعن قصة حبهم، قررت أستغل كل ده. دبّرت حد يصوّرها في غرفة الغيار، وبعدها أخذت رقم خطيبها من تليفون أبوها لما راح للست اللي ماتت في إيده. وبعد ما خرج، ووصلني الفيديو، هددت البنت بفضحها لو ما جتش. حاولت أتكلم مع خطيبها، لكنه رفض يسمعني، روحت ليه بنفسي وقدرت أزرع الشك جواه.

بدأت أسمّم أفكاره عنها، وأكدت له إنها بتجي كل ليلة عندي بترقص للزبائن. قلت له إنها اتفقت معايا تبيع نفسها لراجل مقابل مبلغ كبير علشان تسدد ديونها. وأكّدت له إنها هتعمل عملية بسيطة قبل الجواز وترجع بريئة علشان تتجوزه

فلاش باك:
لم يصدق فهد ما سمعه، وكاد يضربها لولا احترامه لأنها امرأة، فصرخ في وجهها بغضب:
إنتِ كذابة! ملك متدينة وبنت ناس، وأبوها مش محتاج فلوس علشان تبيع نفسها!

ضحكت نجوان ضحكة رنانة وهي تنظر إليه بازدراء، وقالت:
هي فعلًا مش محتاجة، بس الكيف والمزاج بيعملوا أكتر من كده. البنت مديونة لكذا راجل، وقررت بدل ما تكون لهم مقابل ديونها، تبيع نفسها لواحد يسدد الكل. أنا حبيت أبلغك قبل ما تدبس فيها، وبالذات إنك ابن ناس ودكتور جامعة، وعندك مستقبل كبير.

ضغط فهد على فكه بغضب شديد، وثار عليها صارخًا:
إنتِ حقيرة وكذابة! مستحيل ملك تعمل كده أنا هكلمها دلوقتي وأثبت كذبك يا مجرمة!

ظل يتصل بملك مرارًا، لكنها لم ترد، فقد كانت غارقة في صدمتها من الفضيحة التي تنتظرها علي يدها

ابتسمت نجوان بشماتة، وقالت:
أنا سيبتك تتصل وأنا واثقة إنها مش هترد. أصلها لسه واحدة جرعة تعلي الدماغ وتظبطها واكيد مش هتعكر مزاجها بالكلام معاك،. المهم إنت بكرة الصبح الساعة ١ تعال بنفسك، وشوفها وهي بترقص للزبائن بكل خلاعة علشان تثيرهم ويدفعوا أعلى سعر فيها،

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل