روايات

رواية الغموض عنوانها الفصل الاول والثاني بقلم شيماء عبدالله حصـ,ـريه وجديده

رواية الغموض عنوانها الفصل الاول والثاني بقلم شيماء عبدالله حصـ,ـريه وجديده

1/ الـغـمـوض عـنـوانـهـا

بقلم :شيماء عبد الله (جوهرة الجنة)

الفصل الأول

نور فتاة في الثامنة عشر من عمرها، صـ,ـفاتها تحيلك على فـ,ـتاة هادئـ,ـة غامضـ,ـة. شـ,ـعرها الـ,ـحريري الأسود يذهل كل من يراه، أما عينيها فلا يمكنك ان تحدد لونها مهما حاولت تحديده لن تستطيع ، أما ابتسامتها فهي تأسر كل من يراها. كثير ممن يرونها يعتقدون انها من عائلة غنية لكـ,ـنها على عكس ذلك تماما فهي من عائلة متوسطة ،أمها ربة بيت و أبوها تاجر صغير يحاول ان يوفر لها كل ما تحـ,ـتاجه، ففي الأخير هي الفتاة الوحيدة لدى والديها. والدتها من عائلة غنية لكنها لا تهتم بمالهم و تزوجـ,ـت بالرجـ,ـل الذي أحبته رغم فقره، أو ربما تكون هذه الحقيقة الظاهرة للجميع ولا أحـ,ـد يعلم الخفي منـ,ـها.

و أخيرا، جاء اليوم الذي انتظرته منذ اثنتي عشرة سنة اليوم الذي سيـ,ـبدأ فيه تحقيق أحلامـ,ـها، اليوم ستحصل على شهادة البكالوريا. كانت تنتظر ان ينادوا عليها بكل شوق لكن اخفته ببراعة وراء وجهها البارد. بعد لحـ,ـظات من انتظارها أخيرا سمعت اسمها نور التازي الاسم الذي يعكس كل صفاتها ذهبت مباشرة الى الخـ,ـشبة لتستسلم شهادتها. كانت ملامحها تظهر عليها الهدوء و ابتسامة صغيرة تكاد تظهر، لكنها من الداخل سعـ,ـيدة جدا كيف لا تكون سعيدة و اول خطوة من هدفها تحقق.اتجـ,ـهت مباشرة الى المنزل فور حصـ,ـولها على الشهادة لتتشارك فرحتها مع والديها. وجدت والدها ينتـ,ـظرها امام متـ,ـجره و يبدو علـ,ـيه الشوق اكثر من ابنته.

نور: أبي.

علي(والد نور):مرحبا حبيبتي، تظهر عليك السعادة هل حققت حلمك أخيرا؟

نور: لا يا أبي ليس حلمي بل حلمنا. الحمد لله لقد استـ,ـطعت تحقيقه ،انا في غاية السعادة.

علي: انا سعيد لاجلك، مبروك عليك.

نور: شكرا يا ابي فلولاك ما كنت لأستطيع تحـ,ـقيق هذا الحلم.

علي: أنسيتي اني والدك و من واجبي تشجـ,ـيعك.

نور: احبك ابي.

علي: وانا ايضا احبك عزيزتي و هناك ايضا من يحبك اكثر مني ينـ,ـتظرك في البيت.

نور(في دهشة): امي لقد نسيت انني لم اخـ,ـبرها بعد بنجاحي.

علي: ادخلي اخبريها فورا فهي ستسعد اكثر منـ,ـك بهذه الأخبار.

وجدت نور امها في المطبخ تحضر الغداء لكن عقلـ,ـها كان مع نور،فايقظتها نور من غفوتها

نور(وهي تصرخ): ماما لقد حصلت على شهادتي.و قد كانت تلوح بشهادتها وهي في غاية السعادة.

ضياء(والدة نور): أنا سعيدة جدا لأجلك مبروك عليك يا ابنتي.عانقت ضياء ابنتها بقوة فسعادتها في هذه اللحظة لا توصف.

مر أسبوعين بعد حصول نور على الشهادة، و كانت خلال هاذين الأسبوعين كلما استيقظت تنظر إلى شهادتها فلقد وضعتها في إطار جميل و وضعتها فى الحائط المقابل لسريرها. حان الوقت لتستمتع أكثر بعطلتها ستسافر مع والدتها إلى منطقة جبلية حيث تقطن جدتها ،فهي تحب كثيرا هذه المنطقة لهدوئها الرائع و خرير مياهها الذي ينسج لحنا في أذني مستمعها،و طبيعتها الخلـ,ـابة التي لا مثيل لها.

بعد وصولها ستتسلق الجبل بما ان منزل جدتها يقع وسط أحد جبـ,ـال المنطقة. لكنها لا ترى ذلك حاجزا يمنعها من المجيء إلى هذه المنطقة بل هي على العكس من ذلك فهي تجـ,ـد متعة في تسلق الجبال، وخصوصا الجبال الواعرة فهي من محبي المغامرة. كما أنها تحب هذه المنطقة كثيـ,ـرا بل تعشقها فقد كانت كلما أتت تستكشف المنطقة رفقة جدها لكنه الأن توفى و تركها تستكشفها بمفردها لكنه قبل أن يتوفى ترك نسخة عنه…نور أخدت منه الكثيرمن الخصال كالشجاعة و الثقة في النفس و أهمها الغموض فلطالما كان يقول لها “الغموض سر نجاح الكثيرين” و قال أيضا “الشجاعة لا يمكن أن تجدها عند الجميع لذا حاربي و كوني شجاعة و لا تسمحي لشيء تافه أن يقف في طريقك”. فور وصولها لمنزل جدتها ركضت لتعانقها بشدة فلقد مرت سنة على أخر مرة زارتها.

مضى أسبوع منذ مجيئها عند جدتها، لم تكن تجلس في البيت كانت تقضي أغلب أوقاتها تستكشف الأماكن الجديدة في هذه المنطقة و التي لم تكن تعلمها. تسلقت حوالي أربعة جبال،كما زارت خالتها في الجهة الثانية من الوادي.

في يوم من الأيام، نزلت مع أمها إلى الوادي لكي تستمتع بخرير المياه الجارية.بينما كانت تجلس في حجرة كبيرة وسط هذا الوادي المنقسم إلى قسمين بسبب كتلة من الحـ,ـجارة، سمعت صوتا عاليا أرعب كل من كانوا بجانب الواد.إنه إنذار بالخطر،هذا الخطر هو زيادة منسوب المياه .بينما كانت تريد عبـ,ـور الـ,ـواد لاحظت أن هناك طفل عالق وسط الواد فلم تتردد لثانية ثم اتجهت نحو الطفل لإنقـ,ـاده وكانت على وشك أن تجرف مع الطفل من طرف الواد و تغرق بسبب سرعته. كانت ضياء تصرخ بأعلى صوتها وتنادي على ابنـ,ـتها خائفـ,ـة عليها اسرعت نحوها ثم رفعت يدها كادت ان تصفعها فتوقفت وقالت: أكان من الضروري ان تقومي بهذا الـ,ـدور البـ,ـطولي. ماذا لو حصل لك شيئا ماذا سأفعل في ذلك الوقـ,ـت.

نور: اهدئي يا أمي لم يحدث لي شيء انا بخـ,ـير.

ضياء: لن تقومي بمثل هذا التصرف الصـ,ـبياني مرة ثانية.

نور: أمي هذا ليس تصرفا صبيانيا إنه واجب إنسـ,ـاني.

ضياء: حسنا اعرف انك عنيدة و لن تستمعي لي مهـ,ـما قلت لك.ثم صـ,ـرخـ,ـت بدهشـ,ـة و فزع:من أين أتى هذا الدم؟ فلاحظت أن رجل نور جرحت عندما كـ,ـانت تحاول إنقاذ الطـ,ـفل.

ضياء: أرأيت هذه نتائج عملك الإنساني.

نور: أمي اهدئي انه مجرد جرح بسيط لا يستحق كل هذا.أخدت ضياء رجل نور وغسلتها جيدا ثم لفت حولها قطعة من قماش.

بعد انتهاء ضياء، لفت انتباه جميع من كانوا يحيطون بنور صوت امرأة تصرخ و تطلب المساعدة، بينما كان الجميع يبحث عن مصدر الصوت نور نظرت إلى الواد فلاحظت أن هناك رضيعا تجرفه المياه فأسرعت نحوه لتنقذه و بالفعل استطاعت الإمساك به، لكن رجلها انزلقت و كانت تحتاج لمن يساعدها فهي لا تستطيع الصد وحدها لقوة المياه فإذا بشاب في العقد الثاني من عمره يمسك بيدها و يساعدها و عـ,ـندما اسـ,ـتطاعت الخروج من المياه لاحظت أن الرضيع لا يتنفس ، فوضعته على الأرض ثم بدأت بالضغط على قلبه لكن الأمر لم يجدي نفعا فاضطرت لأن تلتجأ إلى التنفس الاصطناعي. و بعد عدة محاولات نجحت و عاد الرضيع يتنفس. جاءت والدة الرضيع و أخدت طفلتها إلى صدرها و شكرت نور لكن نور قاطعتها قائلة: ليس أنا من يجب شكري فهذا الشاب هو السبب في إنقاذ طفلتك فلولا مساعدته ما كنت لأستطيع إنقاذها. فتشكرت الوالدة ذلك الشاب أيضا ثم رحلت. و ها قد جاءت العاصفة مرة أخرى ضياء كانت غاضبة جدا و كادت ان تضرب نور لكن ذلك الشاب أوقفها ثم قال لها: لماذا تريدين ضرب هذه الفتاة.

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل