منوعات

رواية لم تكن خطـ,,ــيئتي الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم سهام صادق حصريه وجديده

– انا اسمي فتنة ياست قدر
اقتربت منها الخادمه الأخرى تبسط يدها اليه فزجرتها فاطمه بعينيها لتسحب يدها تمسحها بثيابها
– والله ايدي نضيفه ياست فاطمه
مدّت قدر يدها مبتسمه تصافحها
– عاشت الاسامي يافتنة.. اسمك جميل زيك
تهللت اسارير فتنة وهي لا تصدق ان سيدة المنزل تلاطفها
– ده انتي اللي جميله ولسانك بلسم
– ها قولولي بتطبخوا ايه… انا طباخه شاطره
لتشهق فاطمه مصدومه وهي تجدها تُشمر عن ذراعيها
– ميصحش ياهانم… احنا مخلصين كل حاجه
– تاني هانم… ما قولتلك انتي زي امي
واردفت بعبوس مصطنع تتأمل ما حولها
– انا لازم اعمل حاجه لاحسن اموت من الملل.. يرضيكم كده
تعلقت نظراتهم بها ف سيدة المنزل ليست لطيفة وحسب وانما ذات حس فكاهي وبسيطة
وهكذا انقضى باقي اليوم معها… لتسرع نحو غرفتها تزيل عن جسدها رائحة الطعام وتُبدل ملابسها
*****************************************
ضاقت أنفاسها وهي تراه يتدخل في كل صغيرة وكبيره تخبر بها المزارعين بعد فحصها للتربه والمحاصيل
احتدت نظراتها وهي تراه يعطي اوامر مخالفه لتزفر أنفاسها بضيق
– يااستاذ عاصم مينفعش اللي بتعمل ده… انا بتكلم في حاجات ان درساها وعلى درايه بيها
امتعضت ملامحه وهو يشير نحو اذنه
– على ايه يابشمهندسه… لا شغل المتعلمين ده وكلامهم المكلكع مبيعجبنيش
تأففت ضجراً لتشيح بأنظارها بعيداً عنه وجثت فوق ركبتيها تلتقط حبات الطمي تشمه ليهتف ساخراً
– احنا هنقضيها شم… افرض حست الشم عند حضرتك مش تمام نضيع بقي شغلنا
تجاهلت عبارته تنظر للمزارع
– ياريت السماد هنا يقل
وهكذا انقضى يومها الثاني… عائدة الي المنزل تُلقي بجسدها فوق الفراش تدعي على عاصم وأمثاله
********************************************
ورغم تأخيره للتاسعة مساءً الا انها ظلت تنتظره.. تسطحت فوق فراشها تقرء إحدى القصص البوليسية حتى غفت عيناها دون شعور
شعرت بلمسة خشنه فوق ذراعها العاري لتفتح عينيها الناعسة تفركهما
– قدر… قدر
هبت فزعاً حينا أدركت ما ترتديه في غرفتها… ضمت جسدها بذراعيها مما جعله يجفل ويتراجع للخلف
– هستناكي نتعشا
وانصرف دون اضافه كلمة أخرى فهكذا حديثه دوما معها مجرد بضعة كلمات لا اكثر ولكن نظراته كانت توحي بالكثير
أغلق باب غرفتها فوقف لبرهة يمسح فوق وجهه… لقد جعلته يقف لدقائق يتأملها وهي نائمه دون أن يشعر بالملل.. مشاعر لا يريدها بحياته لذلك نفض رأسه من أفكاره وهبط لاسفل ينتظرها على مائدة الطعام
بضعة دقائق مرت ليجدها تهبط بثوب منزلي بسيط وقد غطت شعرها بحجابها… كان لأول مرة تجمعهما مائدة الطعام.. اقتربت منه ..فشرع في تناول طعامه
– فاطمه قالتلي انك متغدتيش ومستنياني
– ده المفروض اللي يحصل… اتربيت ان الزوجه بتستني جوزها
راقه كلامها فأرتسمت ابتسامه صغيره فوق شفتيه.. ليتذوق طعم الشربه بتلذذ متمتماً
– تسلم ايدك
كان على علم انها من اعدت الطعام معهم.. فالسيدة فاطمه لم تتركه الا وقصت له كل شئ بسعاده فمخاوفها من سيدة المنزل الجديده كانت تقلقها فقد عاشرت شيرين وشتان ما بين الامرأتين
– عجبك الاكل
– انا في العادي مبتعشاش بس اظاهر بعد كده هتبقى عاده عندي
اتسعت ابتسامتها شيئاً ف شئ ليبتسم هو الآخر وكأن ابتسامتها عدوة تصيبه
– تعرفي ان شكلك ميدكيش غير سن العشرين
مضغت طعامها تقاوم ضحكتها
– انت كده صغرتني عشر سنين… انا كلها شهر وأتم التلاتين
– انا عجوز عليكي بقى
– امممم تسعه وتلاتين مش كبير اوي
ليميل نحوها مما جعل أنفاسهم تتقارب يسألها بمكر
– وعرفتي عمري منين
ارتبكت من اقترابه فأطرقت عينيها نحو طبقها
– من السيرة الذاتيه بتاعتك…
واردفت بخجل فجذبت عينيه عليها
– انت رجل أعمال وسهل الاقي معلومات عنك
ضحك رغماً عنه وهو يرى اللون الوردي يزداد على وجنتيها من آثر خجلها المفرط
– شكرا على الأكل ياقدر
لطيف، قاسي، شهماً، حنوناً… لا تعرف على اي شاكله يكون هذا الرجل
************************************
تجمدت عيني حامد وهو يسمع ما يخبره الطبيب بأسف
– للأسف الجنين اتولد ميت… ربنا يعوض عليك
الطفل الذي انتظره لثلاث سنوات هكذا ذهب ببساطه… استند بجسده فوق الجدار ليقترب منه عاصم يربت فوق كتفه
– ربنا يعوض عليك ياحامد… بكره تجيب بدل العيل عشره
تعلقت عيني حامد به يغمض عيناه يتسأل لما هو سعادته لا تكتمل؟
********************************************
طالعت السيده سميرة المكان بفاه متسع تقترب من الارائك تمسد عليها مذهولة من فخامتها
– ايه العز ده كله
زجرها منير بذراعه نادماً أشد الندم انه اصطحبها معه
– انا غلطان اني جبتك معايا
– أخص عليك ياسي منير.. كده عايز تحرمني اشوف الحاجات الحلوه ديه
– ياوليه اسكتي.. يقولوا علينا ايه جاين نحسدهم
لوت شفتيها ممتعضه من تلك الكلمه تضع كفوفها أمام عينيها تفرد اصابعها الخمس
– الله اكبر.. ده انا عيني مليانه ياخويا
وقبل ان تستطرد حديثها كانت قدر تتقدم نحوهم بسعاده
– وحشتني ياخالي… كده متسألش عليا الفتره ديه كلها
ضمها منير اليه بحب سعيداً لرؤيتها
– قولتله ياقدر انك هتزعلي مننا… وهو يقولي عرسان وعيب كده… ده انا كنت جيالك الصباحية وعملالك اكل انما ايه بس منه لله خالك
امتقع وجه منير يزفر أنفاسه حنقاً ينظر لسميره بسأم لتلوك سميرة شفتيها
– انا قولت حاجه ياقدر …
ضحكت قدر على نظرات خالها لتقترب من سميرة مرحبة بها
– أنتي تنوري في اي وقت
اتسعت ابتسامه سميره تغمرها بقبلاتها
– والله انتي بنت أصول… مش عارفه خالك ده طالع لمين
اتسعت عيني منير الذي وقف يشد خصلات شعره القليله
– لا انتي شكلك ناويه على طلاقك النهارده
فتحت سميره عينيها على وسعهما تتسأل
– تطلق مين
– في حد غيرك هنا راديو
– ابعدي انتي ياقدر ياحببتي
اتسعت عيني قدر ذهولاً وهي ترى سميره تزيحها عنها وبعدما كانت بداية اليوم اشراقاً انتهت بكدمة زرقاء فوق عينيها نادمه أشد الندم انها وقفت حائل بينهما
*****************************************

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل