
يوسف نظر إلى مرام بعينين مليئتين بالعاطفة وقال: “مرام، أنا بحبك… بحبك بجنون.”
شعرت مرام بدقات قلبها تتسارع، ولم تعرف كيف ترد.
يوسف، بنبرة متوسلة: “مرام، قولي أي شيء… بس لا تسكتي. انتي مابتحبيني متل ما بحبك؟”
مرام بقيت صامتة، عيناها تحدقان في اللاشيء.
يوسف سحب يده من فوق يدها ووضع الوردة التي كان يحملها على الطاولة. ثم قال بصوت خافت: “أنا آسف… يمكن استعجلت. بس ما قدرت أخبي مشاعري أكتر. انتي حرة، من حقك ترفضي… خلاص، انسي كل اللي قلتو. يللا نفطر ونرجع الجامعة.” أمسك الشوكة والسكين وبدأ يأكل وكأن شيئًا لم يكن.
مرام ظلت صامتة وهي ترى الحزن في عينيه، تفكر في نفسها: “هو فعلاً بحبني… وأنا كمان بحبو، كتير. بس أنا خايفة… خايفة أتعلق فيه ويجي يوم وأخسره. خايفة مشاعره تكون مؤقتة ويتركني بعد فترة. خايفة أغلط وأغضب رب العالمين.”
يوسف رفع رأسه: “مرام… يلا كلي، بدنا نرجع الكلية.”
مرام همست: “يوسف…”
يوسف قاطعها: “مرام، أنا آسف، خلص، اعتبري حالك ما سمعتي شي.” كانت كلماته مليئة بالأسف والحزن، وكأن قلبه مكسور.
مرام، وهي ترى الجرح في عينيه، أدركت أنها لو بقيت صامتة ستجرح نفسها أكثر. تحبه بجنون، وقررت أن تتحدث، مهما كانت النتائج. مدّت يدها وأخذت الوردة، وقربتها إلى أنفها لتشم رائحتها.
مرام بابتسامة خفيفة: “حلوة كتير ريحتها، ممكن احتفظ فيها؟”
يوسف: “أكيد، هيدي جاي على اسمك.”
مرام: “شكراً.” ثم بدأت تأكل. بعد لحظات من الصمت، قالت: “يوسف، انت عنجد بتحبني؟”
يوسف بارتباك: “مرام، بترجاكي سكري على الموضوع.”
مرام بإصرار: “لا، بترجاك جاوبني.”
يوسف: “إي، بحبك… وبحبك كتير.”
مرام: “ليش حبيتني؟ ليش أنا؟ في كتير بنات حواليك.”
يوسف بابتسامة: “لأنك أجمل بنت شفتها بحياتي.”
مرام: “انت حبيتني لأني حلوة؟ في بنات أحلى.”
يوسف: “مش بس الجمال الخارجي. انت طيبة، حنونة، وعاقلة. عندك عقل كبير، وراكزة، ومجتهدة.”
مرام بابتسامة خجولة: “معقول كل هالصفات فيني؟”
يوسف: “وأكتر.”
مرام: “طيب، ما بدك تعرف شو ردي؟”
يوسف: “إذا بدك تقولي لأ، لا تحكي.”
مرام: “لازم أقولك، مشان تعرف بشو بشعر تجاهك.”
يوسف وقف فجأة: “أنا رايح على الحمام.”
مرام بصوت مرتجف: “يوسف… أنا بحبك.”
توقف يوسف في مكانه والتفت نحوها: “انتِ قلتي شي؟”
مرام بابتسامة: “إي، قلت بحبك.”
عاد يوسف بسرعة إلى كرسيه وأمسك بيديها: “عنجد… بتحبيني؟”
مرام: “إي، بحبك… كتير.”
يوسف، وهو يقبل يديها: “مرام، أنا بعشقك.” احمر وجه مرام خجلاً، فأمسك يوسف بذقنها ورفع وجهها برفق: “أنا بعشق خجلك.”
مرام ضحكت: “مو كنت بدك تروح على الحمام؟”
يوسف: “نسيت.” وضحكا معاً.
بعد لحظة، قالت مرام بجدية: “يوسف، أنا مترددة.”
يوسف: “من شو؟”
مرام: “من الزمن… خايفة نكون عم نغلط. خايفة نغضب رب العالمين.”
يوسف بلهجة مطمئنة: “نحنا ما عم نعمل شي غلط… وبوعدك، ما رح اتزوج غيرك. وإذا ما كنتِ من نصيبي، ما رح أتزوج أبداً.”
مرام بابتسامة: “وفي طلب تاني… بدك تصير تصلي.”
يوسف: “بوعدك. من اليوم بدي أبلش أصلي.”
مرام: “وعدني، حتى لو بعدنا عن بعض، ما تترك الصلاة.”
يوسف: “بوعدك… ووعدي إننا ما رح نبتعد عن بعض.”
مرام: “بإذن رب العالمين.”
بعد الفطور، جلسا على البحر يتحدثان ويأكلان المثلجات، بينما تمر أمامهما الحياة بهدوء.
في مكان آخر، سلمى، وهي تعد الطعام في منزل عائلة يوسف، شعرت بتعب مفاجئ وضيق في التنفس. تناولت دواءها وجلست ترتاح قليلاً، تهمس لنفسها: “يا الله، ما إلي غيرك، اشفيني يا رب.”
دخلت منار إلى المطبخ ولاحظت شحوب وجه سلمى. سألتها بقلق: “انتِ منيحة؟”
سلمى، بابتسامة: “إي الحمد لله، بس تعبت شوي.”
منار: “لازم تتغذي منيح.”
سلمى: “الدكتور عطاني دوا، وعم اتحسن عليه.”
منار: “طيب… شو محضرتلنا اليوم؟”
سلمى: “كل اللي طلبتيه، جاهز.”
منار: “ممتاز، سارة ويارا جايين يتغدوا معنا اليوم.”
سلمى: “أهلا وسهلا فيهن، عملت لكل واحد الصنف اللي بيحبوه. عملت ليارا المحاشي ولسارة الرز بالدجاج… ويوسف حبيب قلبي الملوخية.”
منار: “هههه، بس يوسف حبيب قلبك؟”
سلمى ضحكت: “كلهم بحبهم، بس يوسف إله معزة خاصة.”
في هذه الأثناء، مها تقود سيارتها وهي تفكر بطرق لإبعاد يوسف عن مرام. مليئة بالغيرة والغضب، تقول لنفسها: “يوسف إلي، وبس. ما رح أخلي هالشرشوحة تاخده مني. هالشغلة صارت تحدي… بس خليهم ينبسطوا شوي، الأيام جاية.”
في الكافيه، كرم وسليمان يجلسان ويتحدثان عن حياتهما. سليمان قال: “مزعوج من حالي. كل هالفترة ماشين ورا مها وما عم نعمل شي لأنفسنا. بصراحة، يوسف تغير للأحسن.”
كرم سأله: “ليش؟”
سليمان: “يوسف ملتزم بحياته، مافي ولا مرة عمل علاقة مع بنت. ومرام غيرته للأحسن… أنا بدي أكون مثله.”
كرم وافقه: “صح، لازم نتوب ونلتزم بدراستنا.”
سليمان: “الله أنعم علينا بنعمة الإسلام، ولازم نقدرها.”