منوعات

رواية شظا..يا قلو..ب محتر..قه الفصل الاول بقلم الكاتبه سيلا وليد حصريه وجديده

### القسم الثاني

خرجت رانيا من عند عطوة وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة خبيثة، تنقل قدمها من مكان إلى آخر، وكأنها تتراقص فرحًا بتلك الخطوة التي أقدمت عليها. تفقدت هاتفها لتتأكد من أن جمال لم يتصل بها بعد. **”هو فين بقى؟!”**، همست في نفسها وهي تشعر بقلق متزايد. لكنها تمالكت أعصابها وحاولت أن تتصرف بهدوء.

عادت إلى المنزل، ورغم ضغوطها النفسية، حرصت على تزيين نفسها، وكأنها تستعد لمقابلة مهمة. تحضيراتها لم تقتصر على المظهر فقط، بل راحت تفكر في الخطوات التالية، كيف ستستغل غياب جمال في تلك اللحظة الحرجة.

بعد ساعة تقريبًا، دخل جمال إلى المنزل. كانت الأجواء في البيت هادئة، ورانيا تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز. نظرت إليه مبتسمة، بينما هو تعجب من مظهرها.

**”شكلِك عامل إيه النهاردة؟”**، سألها جمال مبتسمًا.

**”والله كنت بفكر أعمل مفاجأة، لكن على قد ما نضفنا البيت محتاج لزيادة في الطلبات”،** أجابت وهي تخفي مشاعر القلق داخلها.

استلقى جمال على الأريكة بجوارها، ثم انتبه إلى عينيها، **”بتفكري في إيه يا رانيا؟”**

أجابته بحماس، **”كنت بفكر في الولد، وقلت ليه ما نحاول نجيب له أخ تاني؟”**

**”ممكن، لكن لما ييجي وقته، مش مستعجلين”،** رد جمال.

تأملته رانيا، مستغلة انشغاله عن ابنها، حتى تمكنت من استكمال خطتها.

بعد تناول العشاء، طلبت منه أن يساعدها في بعض الأعمال. استجاب لها وتوجه معها للمطبخ. بينما هما هناك، تلقت رانيا رسالة من عطوة تطلب منها التأكد من تنفيذ الخطة.

**”الولد تعبان، محتاج أكل صحي، ومش قادر أكون موجودة، انت تعرف الأكل الصحي بتاع النهاردة إيه؟”،** سألته بابتسامة ماكرة.

**”أيوة طبعًا، هعمله الأكل اللي يحبوه”،** رد جمال.

استغلت رانيا انشغاله بالطبخ لتأخذ الهاتف وتختفي قليلاً.

بعد أن تأكدت أن جمال مشغول في المطبخ، اتصلت بعطوة: **”الحاجة اللي طلبتها هتكون جاهزة، لكن لازم تتم بسرعة قبل ما يجيني شغل كتير”.**

رد عطوة بصوت حازم، **”ما تقلقيش، هنعمل كل اللي انت عايزاه”.**

عادت رانيا للمطبخ، حيث كان جمال مشغولًا في تحضير الطعام. شعرت بارتياح، ولكن توترًا داخلها بدأ يتزايد مع كل دقيقة تمر.

في اللحظات التالية، دخل جمال الغرفة، بينما رانيا تتظاهر بالهدوء.

**”محتاجين نرجع نشتري بعض الأغراض ليوسف، خصوصًا بعد الوعكة اللي مر بيها”،** قالت بحذر.

فاجأها جمال بقوله: **”حاضر، بس خلينا نشوف إيه أولوياتنا دلوقتي، ونشتري له كمان شوية ملابس جديدة”.**

**”أيوة، فكرة جيدة”،** ردت رانيا ببطء، وهي تدرك أن كل ما تفعله سيؤثر بشكل أو بآخر على يوسف.

بعد فترة قصيرة، وبعد أن عادا إلى روتينهم، حان الوقت ليتوجه جمال إلى عمله. كانت تلك اللحظة التي انتظرتها رانيا.

**”ممكن تبعد شوي؟”،** طلبت منه وهي تتظاهر بالقلق على يوسف.

**”إن شاء الله هبقى معاكم في أقرب وقت”،** رد عليها ثم غادر.

فور مغادرته، اتصلت برقم مجهول وطلبت من عطوة أن يستعد لتنفيذ خطته. كانت مشاعر الغضب والغيرة تعصف بها وهي تتخيل مستقبلها مع جمال، لكن لا شيء كان سيقف في طريقها الآن.

بلا تردد، اتجهت إلى غرفة ابنها ووضعت خطة أخرى في خيالها. **”مفيش شيء مستحيل، أنا لازم أحقق اللي في بالي”،** همست لنفسها.

وفي تلك اللحظة، دخلت رانيا في دوامة من الأفكار التي ستؤدي بها إلى تحقيق أهدافها، حتى لو كان ذلك على حساب كل شيء.

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل