
رواية حطام_فتاة” بقلم منال كريم الفصل_الخامس_والأخير” حصريه وجديده
كان يقود بسرعه جنونيه ، حتي صرخت : انتبه سيدي .
أوفق السيارة بصعوبة، كان يتنفس بصعوبة ،ويحمد ربه أنه استطاع منع اصطدام السيارة في الشاحنة .
نظر لها حتي يطمن عليها و قال بندم: أعتذر.
أجابت بهدوء: الحمد لله سيدي، هيا الآن.
تحرك بالسيارة و كان يقود بهدوء هذه المرة.
وصلوا أمام المصحة ، دلف سريعاً و هي خلفه.
ذهب إلى غرفتها ، كانت تجلس على السرير تبكي بانهيار ، جلس بجوارها و أخذها في حضنه ، و انهارت من البكاءو هو معها.
كانت تقف تشاهد بصمت.
بعد وقت يجلس معها في كافية
و بدأ يقص لها قصة جميلة.
تنهد بحزن عميق ثم قال: أختي جميلة و هي جميلة جدا في كل شيء ، مؤهل دارسي عالي، جميلة الشكل و القوام و الروح ،وكل من يراها يتمنى أن تكون زوجته ، أحببت شاب كان جار لنا ، تم الزواج فهو مستوى دراسي و مادي جيد ، كانت تعيش معه بسعادة.
ثم اغمض عيونه بحزن، و دمعة سقطت منه ، ثم أكمل: منذ سنة تعرض المنزل للحريق ، كانت بمفردها ، كانت الحروق خطيرة، نجت بأعجوبة من الموت ، و خضعت لأكثر من عملية، و بعد كل العمليات أصبحت بهذا الشكل ، و يجب الانتظار حتى تخضع لعملية آخرى، كانت متقبلة الوضع ،لكن هو لا يحتمل تغير شكلها، فقرر الابتعاد، لا تتحمل هذا الوضع ، في الاول كانت تخضع للطيب نفسي، لكن يوماً بعد يوم تدهورت حالتها النفسية، حتي وصلت إلى المصحة، و هذا الحقير لا يكتفي بجرحها بالكلمات، و لا يفكر بالظروف و ارسل لها ورقة الطلاق.
كانت تسمع الحديث و هي شبه منهارة من البكاء، فهي أكثر شخص ضحية التنمر، و بالأخص لو كان شخص قريب.
نظر لها بحزن و قال: أعتذر آنسة.
لتجيب بدموع: لماذا الاعتذار؟ أنا ابكي على نفسي و علي جميلة و على كل شخص ضحية التنمر، و المحزن في الموضوع عندما يكون من القريب، هي ضحية تنمر زوجها ،و أنا اخي و زوجته.
و بكت أكثر كانت تبكي على حالها ليست علي جميلة، ما ذنبها أنها فتاة بدينة؟ حاولت تخفيف وزنها ، لكن لا تستطيع ، هل هذا يعطي أحد الحق لجرح قلبها ؟
حاول أن يخرجها من الحزن ، ليقول بمزح : من فضلك توقفي عن البكاء، يظن الناس إني ذئب متوحش.
ابتسمت بخفوت ثم قالت: هيا .
غادروا الكافية.
في السيارة
أمام منزل ميساء
نظر لها ، ثم قال: اشكرك .
قالت بابتسامة: العفو.
كانت تهبط من السيارة ، قال سريعاً: ميساء يجب ان تحبي نفسك لأنها تستحق، دون الاهتمام برأي أحد.
أجابت بحزن: ياليت الموضوع بهذه السهولة ، ياليت الجميع مثلك سيدي، ينظر إلى الإنسان على أنها إنسان .
و هبطت من السيارة
مرت الايام و الشهور
أصبحت ميساء دائما تذهب الى جميلة حتي تساعدها على التعافي، و الحقيقة ميساء كانت تتعافي أيضاً.
أما مروان كان سعيد بتحسن حالة جميلة، و أصبح سعيد أن ميساء دائما مع جميلة أو بالأحرى دائما معه.
نعم وقع مروان في حب ميساء ، لا يهتم بالشكل، عشق الروح و الطيبة ، لكن لا يملك الجرأة حتي يعترف لها.
أما عادل يعيش اتعس أيام حياته مع زوجته ، بعد انتهاء المال في اموار تافه ، تريد المزيد، ينال عقابه في الدنيا على ما فعل مع عائلته و يتبقي عقاب الآخرة.
بعد مرور سنة
تغادر جميلة المصحة برفقة مروان و ميساء.
في السيارة
يتولى القيادة و تجلس جميلة و ميساء في الخلف.
ليردف بمزح: أشعر أني سواق الهوانم.
تحدثت بابتسامة: هل أنت غاضب؟
ليجيب بابتسامة: بالتأكيد لا، هل أكون غاضب و أنا سائق أجمل فتيات في الدنيا.
نظرت جميلة إلى الجالسة بصمت و خجل ، و مسكت يديها لتردف بشكر و امتنان : أشكرك ميساء، بفضلك أصبحت حالتي النفسية جيدة.
لتجيب بحب و دموع: أنا التي أريد شكرك ، أنا أصبحت بحالة جيدة بفضلك، جميلة الكلمات التي كنت اقولها لكِ كنت أنا في حاجة إليها أكثر منك.
تتلألأ الدموع في عيون جميلة و أجابت: أنتِ جميلة حقا ميساء، لا تتهتمي بما يقولوا الناس.
لتجيب الأخرى بدموع : أنتِ نفس الشيء يا جميلة الجميلات.
و ذهبوا إلى عناق ممتلئ بالحب و الدموع ، فالاثنين
يشكوا من نفس الامر، الاثنين مجروحين جرح عميق و الاثنين عبارة عن حطام فتاة ، بقايا انسان.
كان ينظر لهنن في المرآه ، و أصوات البكاء تزيد ، حاول التحكم في دموعه.
ليردف بهدوء: صدق من قال النساء تعشق الحزن و الدموع.
ابتعدوا عن بعض و كل منهن تزيل أثر الدموع.
ليكمل بمزح: لا النساء تبحث عن الاشياء التي تجعلها حزينة.
لتردف بعصبية: أصمت مروان.
ليجيب با ابتسامة: أمرك جميلتي.
تنظر لعلاقته مع أخته بحزن، كانت تتمني يكون عادل مثل مروان لا يفرق معه شكله، نظارات مروان كلها حب و عشق لجميلة، لماذا أخي لا يحبني؟
فاقت من شرودها على صوت جميلة و هي تقول: ميساء هل تأتي معي إلى المنزل؟
أجابت : كلا أريد الذهاب الى مصر الجديدة.
كانت في حاجة إلى حضن اخيها، حتي لو كان رغم عنه ، سوف تذهب لعناق أخيها و تعود بدون حديث.
بعدما ودعت جميلة ، تقف أمام منزل أخيها و تخشي دق الباب، و قبل ان تدق الباب فتح الباب و كان أخيها و زوجته