
رواية ورد الحته الفصل الثانى بقلم الكاتبه نورا نبيل حصريه وجديده
رجع الورشة، لقى صابر مستنيه وقاعد على الطرابيزة الخشب، بيشرب شاي وباين عليه إنه عنده كلام.
“كنت فين؟” قالها وهو بيرفع حواجبه.
حسن رمى نفسه على الكرسي الحديد وقال:
“وصلت ورد.”
صابر ابتسم ابتسامة جانبية وقال:
“آه، واضح إن الموضوع بقى رسمي بقى.”
حسن بصله بنظرة تحذير وقال:
“بلاش هري، البنت دي مش مستحملة مشاكل، وسيد مش هيسيبها في حالها.”
صابر هز راسه ببطء وقال:
“وأنت مش هتسيبها برضه… صح؟”
حسن فضل ساكت، بس جوه قلبه كان عارف إن الإجابة واضحة.
في الوقت ده…
سيد كان قاعد في القهوة، بيقلب كباية الشاي في إيده وعينيه فيها لمعة خبيثة. التفت لصاحبه اللي جنبه وقال:
“الحكاية سهلة… حسن فاكر نفسه البطل، صح؟ يبقى نخليه يقع من فوق.”
صاحبه رفع حاجبه وقال:
“تقصد إيه؟”
سيد ابتسم وقال:
“هتعرف بكرة… لما الحارة كلها تتفرج.”
تاني يوم…
الحارة كانت هادية في الصبح، بس الهدوء ده كان خادع. حسن كان في الورشة، شغال على عربية قديمة، بس عقله كان سرحان. الإحساس اللي جواه إن فيه حاجة مش تمام كان مسيطر عليه، وكل شوية يبص حواليه كأنه مستني حاجة تحصل.
وفجأة، صابر دخل عليه بسرعة، ووشه مقلوب:
“حسن، تعال بسرعة!”
حسن رفع راسه بسرعة وقال:
“في إيه؟”
صابر قرب منه وقال بصوت واطي بس حاسم:
“سيد لعب لعبته.”
في نفس اللحظة…
ورد كانت واقفة في نص الحارة، وحواليها ناس كتير متجمعين، والوشوش كلها فيها استغراب ووشوشة. هي نفسها ما كانتش فاهمة إيه اللي بيحصل، لحد ما سمعت واحدة من الستات بتقول:
“إنتي متأكدة من الكلام ده؟!”
التفتت ورد بسرعة على مصدر الصوت، ولقت واحدة من الجارات بتتكلم مع ست تانية كبيرة في السن، والست الكبيرة بتقول بصوت واضح:
“أنا شوفت بعيني… شوفتها طالعة بيت حسن بالليل!”
الحارة كلها اتجمدت. الكلام انتشر بسرعة زي النار في الهشيم. ورد حسّت كأن الأرض بتلف بيها، مش مصدقة اللي بتسمعه
“إيه؟!”
وفي اللحظة دي، حسن وصل…
دخل وسط الناس، وعينيه كانت بتدور على ورد، ولما شافها، فهم كل حاجة من نظرتها. قلبه اتحرق.
بص حواليه، وشاف سيد واقف بعيد، وإبتسامة خبث باينة على وشه.
حسن ضم ايده بغصب وراح ناحيته بخطوات تقيلة. لما وصلله، قال بصوت هادي بس فيه تهديد:
“إنت اللي عملت كده؟”
سيد ضحك ضحكة مستفزة وقال:
“عملت إيه؟ أنا مجرد واحد سامع كلام الناس.”
حسن ماضربوش… لا، لسه. بس عينيه كانت بتولّع نار.
“إنت فاكر إنك هتوقع بيني وبينها بكلمتين؟” حسن قالها بصوت واطي، بس كل اللي حواليهم حسّوا بمدى الغضب اللي فيه.
سيد قرب أكتر وهمس:
“مش مهم أوقع بينكم… المهم إن الحارة تصدق.”