روايات

الفصل السادس والستون

همس قامت من نومها بحماس فظيع،خصوصًا ان سيف وافق يطلع الرحلة وسبيدو وآية طمنوها ان كل حاجة تمام ، قامت بهمة اتأكدت إن كل حاجة جاهزة، وبعدت عن سيف علشان ما تصحيهوش بدري، قررت تستعد بسرعة. كمان اطمأنت إن آية وهوليا صاحيين. بصت لساعتها ولقت إنه الوقت المناسب تصحي سيف. راحت لعنده في السرير، لقيته غرقان في النوم، قعدت جنبه وباست خده كذا مرة، فتحرك: “صاحية ليه بدري؟”
باسته تاني بعنف علشان يفوق، فـفتح عينيه بالعافية: “عايزة إيه طيب؟”
ابتسمت: “اصحى يلا، كلنا جاهزين وإنت نايم كويس؟ قوم.”
بص لساعته بنص عين، وبصلها، كانت بالفعل جاهزة: “إنتِ لابسة بجد؟”
اتعدلت بحماس: “آه، لابسة. شفت بحبك إزاي؟ وسيبتك نايم لآخر لحظة!”
بصلها شوية، بعدها علق: “ولنفترض إني عايز حاجة قبل ما ألبس وأخرج، إيه العمل سيادتك؟”
بصتله بذهول لأنها ما فكرتش في حاجة زي كده: “ما هو إحنا بالليل كنا…” (كشرت مرة واحدة) “بقولك إيه، مش وقته. قوم اتفضل. هو أصحيك مش نافع، أسيبك نايم مش نافع؟ إيه هو ده؟ أنا نازلة أشوف الفطار.”
سيف اتعدل بسرعة وحاول يمسكها: “بت!”
جريت بسرعة وقفلت الباب وراها. هو فضل في السرير بيفكر: هل وقته يطلع رحلة زي دي ولا ده أكبر استعباط ممكن يعمله في حياته؟
قام بتكاسل، لاحظ إنها مجهزة كل حاجة، فدخل يستعد زيها. شوية، وموبايله رن، كان سبيدو. بعد ما سلم عليه: “إنت واثق إن الخطوة دي صح؟ نمشي كلنا بالشكل ده؟”
سيف بحيرة: “والله ما عارف، بس ربنا يسترها. وبعدين ممكن آخر الليل نرجع أو الصبح، مش شرط نكمل للآخر معاهم. خلينا نعدي النهارده ونشوف الدنيا إيه.”
نزل واتفاجئ إن الكل جاهز ومستعد، فطروا بسرعة علشان يتحركوا، وآية ماسكة موبايلها. علق: “ما تتصليش بسبيدو، قولتله يقابلنا عند الجامعة، وإنتِ هتيجي معايا.”
آية اتضايقت وما علقتش، لكن همس علقت: “تصدق إنك رخم؟ ما كان جه خدها، هو اشتكالك؟”
سيف بصلها بتحذير: “ما تسكتي إيه رأيك؟ بعدين إحنا رايحين نفس المكان، واليوم كله هنفضل مع بعض، لازمتها إيه يجي هنا يعني؟”
ركبوا معاه واتحركوا للجامعة. همس نزلت قابلت أصحابها وعرفتهم على آية اللي كانوا عارفينها من الرحلة اللي فاتت.
سيف شاف منظم الرحلة والمشرفين، وكلهم رحبوا بيه وبعيلته. شوية ووصل سبيدو، خط*ف الأنظار بدخلته وعربيته ، وخصوصًا إنه دخل بسرعة ناحية سيف اللي كان مديله ظهره وبيتكلم مع الناس. الكل بعد، لكن سيف التفت بهدوء وفضل مكانه. سبيدو وقف قدامه بأقل من متر، وبصله من شباك عربيته: “ولو خبطتك يعني؟”
سيف بتهكم: “ده يبقى عيب على اسمك حتى.”
سبيدو ابتسم واتحرك بعربيته، ركنها ونزل يسلم عليه: “ما تقوليش هنركب أتوبيس مع الطلبة؟ فين عربيتك اللامبو؟”
سيف نفخ بضيق: “في البيت، وبعدين همس بتحب الأتوبيس وعايزة الكل مع بعض.”
بدر قرب بعربيته، فسبيدو علق: “وأختها الحامل دي مش هتتعب في الأتوبيس؟”
سيف بحيرة: “والله ما عارف، بس أخوها موجود معانا، زمانه على وصول.”
راح يستقبل بدر، وسبيدو راح لآية يسلم عليها. سلم على هوليا، وبعدها بص لهمس: “إزيك يا هندسة.”
همس سلمت عليه، وبعدها حضن آية: “يا هلا يا قمر.”
بتلقائية بصت ناحية أخوها اللي كان بيسلم على بدر وهند وأنس.
سبيدو حذرها: “ما تبصيش لأخوكِ وأنا معاكِ، إنتِ مراتي.”
آية بحرج: “لسه ما اتعودتش، معلش.”
ملك ونادر وصلوا ومعاهم خاطر وفاتن اللي كانت رافضة تيجي، لكن همس أصرت عليهم. مروان كمان وصل، وكلهم وقفوا مع بعض.
سيف اقترح: “إيه رأيكم؟ هتركبوا الأتوبيس ولا نتحرك بعربياتنا؟”
هوليا علقت: “رحلة يعني جمعة يعني أتوبيس، مش كل واحد لوحده.”
همس بعتتلها بوسة في الهوا: “حبيبي اللي بيفهم ده.”
سيف بص لها، وبعدها بص لبدر: “وبالنسبة لهند؟ إيه؟”
هند ردت: “مالي؟ أنا تمام معاكم.”
سيف لنادر: “مش أفضل تركب عربية ولا إيه؟ لتتعب؟”
نادر بص لأخته: “لو أمورها تمام فعادي، مش هيفرق أتوبيس من عربية.”
سيف باستسلام: “أوك، اركبوا يلا الأتوبيس براحتكم.”
الكل بدأ يركب، وهوليا قعدت هي وأنس جنب بعض، وكل واحد جنبه مراته. شلة همس كلها ركبت، واتفاجئت بمايا ومعاها نانيس وهايدي وشلتها كلها، لكن همس ما اهتمتش بيهم.
بصت لسيف تحت كان واقف مع محمود السمري ومعاه مراته منى. راحت تسلم عليهم، وبعدها انضم لهم مهندس حامد اللي بيديهم مادة سيف في السيكشن. همس أخذت منى وطلعت الأتوبيس وسابت سيف معاهم.
الاتوبيسات بدأت تتحرك وسيف لسه مركبش، فسبيدو قام وقف على الباب يشوفه: “ما يلا يا عم الصياد؟”
سيف جه بسرعة، وسبيدو مد إيده شده ودخلوا مع بعض.
همس كانت قاعدة أول صف وقصادها هوليا وأنس. سيف بص لسبيدو: “إنت قاعد فين ياض؟”
سبيدو بضحك: “الصف اللي قبل الأخير.”
سيف بص له بذهول، وسبيدو ضحك جامد: “يا عم خلاص، بهزر، وراك بصف أهو.”
سيف بغلاسة: “طيب ما تبدل مع هوليا وأنس؟”
سبيدو بص لهم، وبعدها بص لسيف: “أنا عارف إنه يوم مش هيفوت.” ربت على كتف سيف: “ما تقعد جنب مراتك وتخليك في حالك، إيه رأيك؟ إنت قولت مش طالع مشرف، صح؟ خليك في حالك وكل عيش.”
سيف ضحك: “إنت بتقولي أنا آكل عيش؟ ده بجد؟”
سبيدو: “شوفت بقى؟ أنا أصلًا قولتلها نروح بعربيتي، قالت لا نركب معاهم.”
سيف بضحك: “فيها الخير والله.”
الاتوبيس اتحرك، وشوية والكل بدأ يهيص ويرقص على الأغاني اللي اشتغلت.
همس كانت منتظرة سيف يتحرك ويشارك الناس، لكنه كان قاعد مكانه، علقت: “ما تقوم نهيص مع الناس دي؟”
بصلها بنبرة هادئة: “قومي، هو أنا مانعك؟”
بصتله باستغراب: “مالك؟”
رد بنبرة عادية: “مفيش، عايزة تقومي تهيصي معاهم، قومي.”
همس حاولت تخفف الأجواء: “مصُدع وعايز مسكن؟ أجيبلك؟”
نفى: “لا، مش مصدع، بس مش طالبة معايا قومان، روحي انضمي ليهم إنتِ.”
إحساسها قال لها إن في حاجة مش طبيعية، لكنها مش قادرة تحددها، فقعدت وربعت إيديها: “خلينا قاعدين، إيدينا على خدنا.”
شوية وآية هجمت عليهم: “أوعى تقولي مصُدع. المرة اللي فاتت كنت بتتحجج عشان تقعد جنبها، والمرادي؟”
ابتسم بخفة: “بقولها تقوم، هي اللي مش راضية، أعملها إيه؟ أشيلها غصب؟”
همس بصتله بذهول: “أنا برضه اللي مش راضية؟ ولا إنت اللي عايزنا نقعد كده؟”
بهدوء قال: “ما تقومي، طيب. أنا مسكتك؟ قومي يا همس براحتك.”
آية استشعرت التوتر: “تعالي يا همس، سيبيه. شوية وهو هيحصلنا. تعالي.”
همس كانت هترفض، لكن آية شدتها تقوم معاها، فقامت وهو دخل مكانها لجوه .
آية، وهي ماشية معاها: “في إيه؟ هو مالُه؟ شديتوا ليه؟”
همس بحيرة: “معرفش ماله. مرة واحدة قاعد زي ما إنتِ شايفاه، مش عايز ينطق ولا يتكلم ولا يقوم. وبيقولي: قومي انتِ براحتك. بذمتك إنتِ شايفاه طبيعي؟”
آية بنبرة متفهمة: “لأ، بس سيبيه شوية، هيفك ويقوم. ولو في حاجة هيقولك. تعالي، الجو هيعجبك والهزار على آخره.”
همس مسكت دراعها بتردد: “شلة مايا ونانيس، مش بحبهم.”
آية استغربت: “ليه؟ دول غيرانين منك.”
بذهول وضحت: “يا بنتي، مش هم اللي رفعوا علينا قضية أنا وسيف وخلونا اتحولنا للتحقيق؟ ولا نسيتي؟ مايا ونانيس وهايدي.”
آية تذكرت: “آه، نسيت والله. إيه الغباء ده؟ بس إحنا مش بنتكلم معاهم أصلًا. إحنا كده أصحابك وبس. هم واقفين على جنب، بيرقصوا مع نفسهم.”
هوليا قررت تتدخل، راحت قعدت جنب سيف: “مزعل همستك ليه؟”
رد باستغراب: “مزعلها ليه؟ هي زعلانة؟ هو يا أقوم أهيص مع الناس يا أبقى مزعلها أو زعلان؟”
هوليا بنبرة تأكيد: “يعني مش زعلان ولا مزعلها؟ قاعد بس كده؟”
ابتسم: “بالظبط كده. قومي انضمي ليهم يلا.”
قامت انضمت لهم، وسبيدو جه قعد جنب سيف، لكن قبل ما يتكلم، سيف حذره: “لو قولت زعلان ليه، هض*ربك.”
سبيدو قفل بقه على طول وغير الموضوع: “لا يا عم، ما تزعل ولا تتصالح. المهم…”
بصله سيف باستفسار: “إيه المهم؟”
سبيدو بحذر: “مايا وشلتها نظراتهم مش لذيذة، وبيحاولوا يتكلموا مع آية. أمنعها ولا أسيبها؟”
سيف سأله: “هي مش عارفة حكايتهم؟”
رد بتردد: “معرفش.”
سيف نصحه: “طيب عرفها وخليها تحترس منهم.”
وصلوا لاستراحة، والكل نزل على الكافيتيريا. سيف طلب قهوة له ولـهوليا، وكل واحد طلب حاجة مختلفة. قعدوا على تربيزة كبيرة، وشوية وانضموا البنات اللي دخلوا الحمام يظبطوا نفسهم.
همس قعدت جنب سيف: “أطلبلك إيه تشربيه؟”
بصت لعينيه: “إنت بتشرب إيه؟”
جاوبها : قهوة ، اطلبلك إيه إنتِ؟

السابقانت في الصفحة 1 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل