روايات

رواية أوراق الياسمين البارت الرابع بقلم الكاتب يحيى الحريري حصريه وجديده 

رواية أوراق الياسمين البارت الرابع بقلم الكاتب يحيى الحريري حصريه وجديده 

شعرت بقلبها ينبض بقوة، ليس بسبب التحدي فقط، ولكن بسبب الطريقة التي نظر بها إليها قبل أن يرحل.

أدركت شيئًا واحدًا…

وقفت حلا في وسط المكتبة، أنفاسها لا تزال متسارعة بعد فوزها في التحدي. شعرت للحظة بالانتصار، لكنها لم تكن ساذجة بما يكفي لتصدق أن يزن سيستسلم بسهولة.

حين خرج من المكتبة، خُيّل لها أنها ربحت الجولة، لكن هناك شيء ما في نظرته الأخيرة جعلها تشعر بأن اللعبة لم تنتهِ بعد… بل بدأت للتو.

•••

في اليوم التالي، استيقظت على طرقات سريعة على باب شقتها، فتحت الباب لتجد سمير يقف أمامها، وجهه يحمل قلقًا واضحًا.

— “يجب أن تأتي معي فورًا.”

— “ماذا هناك؟”

— “المكتبة… هناك مشكلة كبيرة!”

شعرت بقلبها يغرق في قلق مفاجئ، ارتدت معطفها بسرعة واتجهت معه إلى هناك. لكن عندما وصلت، لم تكن مستعدة لما رأته.

لوحة كبيرة مُعلّقة أمام باب المكتبة، كُتب عليها بخط واضح:

“المكتبة مغلقة حتى إشعار آخر بسبب مشاكل قانونية.”

شهقت، نظرت إلى سمير الذي كان وجهه يزداد شحوبًا، ثم استدارت بسرعة نحو الرجل الذي كان يعلّق اللافتة.

— “ما معنى هذا؟!”

التفت الرجل إليها ببرود، وأخرج لها ورقة رسمية.
— “صدر أمر بإيقاف النشاط بسبب مشاكل تتعلق بملكية العقار. هناك شخص تقدّم بشكوى يدّعي فيها أن الأرض التي بُنيت عليها المكتبة ليست ملكًا لكم.”

أخذت الورقة بيدين مرتجفتين، قرأت التفاصيل، وعيناها تتسعان بصدمة.

الاسم المُدرج في الشكوى… يزن القاسمي.

•••

بعد ساعة واحدة فقط، كانت تجلس في مكتب يزن، الذي لم يكن أقل من قاعة اجتماعات فاخرة تطل على المدينة. كانت يداها مشدودتين إلى قبضتيها، لكنها حافظت على مظهرها القوي وهي تواجهه.

كان يجلس خلف مكتبه، بإطلالة الرجل الذي يعرف تمامًا أنه يسيطر على الموقف.

— “لعبتك قذرة، يزن.”

رفع حاجبًا بسخرية.
— “أنا رجل أعمال، وأنتِ دخلتِ حربًا معي، ما كنتِ تتوقعين؟”

— “تتوقع أن أستسلم بهذه السهولة؟”

ابتسم ببطء، وكأنها قالت شيئًا يثير إعجابه.
— “لا، بل توقعتُ أن تأتي إليّ فورًا… وهذا ما حدث.”

شعرت بالغضب يتصاعد داخلها، لكنها أبقت عينيها على عينيه بثبات.
— “ماذا تريد؟”

وقف عن كرسيه، اتجه نحوها ببطء، ثم قال بصوت هادئ لكنه يحمل خطورة واضحة:
— “صفقة.”

ضغطت أسنانها بقوة، لكنها تمالكت نفسها.
— “ما نوع هذه الصفقة؟”

اقترب أكثر، حتى بات بينهما مسافة قليلة جدًا، ثم قال ببطء:
— “أريد أن تعملي معي.”

شهقت بدهشة، حدّقت فيه وكأنها لم تسمعه جيدًا.

— “ماذا؟!”

— “لدي مشروع جديد، وأحتاج إلى شخص لديه نظرتك المختلفة في عالم الكتب. ستعملين معي لمدة ستة أشهر، وبعدها سأعيد لكِ المكتبة دون أي مشاكل قانونية.”

لم تستطع أن تصدق وقاحته.
— “تريد أن أعمل لديك كموظفة؟ بعد كل هذا؟!”

ضحك بصوت خافت، ثم قال:
— “لا، أريدكِ كشريكة.”

تجمدت في مكانها… لم تكن تتوقع هذا أبدًا.

لكنها كانت تعرف شيئًا واحدًا… إذا قبلت، فهذا يعني أنها ستكون في قلب العاصفة، أقرب إلى يزن مما ينبغي، لكنها في نفس الوقت ستتمكن من معرفة خططه، وربما حتى الانتصار عليه من الداخل.

أخذت نفسًا عميقًا، ثم نظرت في عينيه وقالت ببطء:

— “موافقه… لكن بشروطي.”

ابتسم، وكأنه وجد في تحديها متعة أكثر مما توقع.

وهكذا… بدأت لعبة جديدة.

يتبع…..

انت في الصفحة 2 من 2 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل