روايات

رواية أوراق الياسمين البارت الرابع بقلم الكاتب يحيى الحريري حصريه وجديده 

رواية أوراق الياسمين البارت الرابع بقلم الكاتب يحيى الحريري حصريه وجديده 

رواية أوراق الياسمين البارت الرابع بقلم الكاتب يحيى الحريري حصريه وجديده

وقف يزن وسط المكتبة، عيناه تراقبان التفاصيل وكأنه يملكها بالفعل. لم يكن هذا مجرد استثمار عادي بالنسبة له، بل كان تحديًا ممتعًا… وكانت حلا هي خصمه الوحيد في هذه اللعبة.

أما هي، فكانت تقف على الجانب الآخر، تشاهده وهو يتصرف وكأنه انتصر بالفعل. لكن ما لم يكن يعرفه، هو أنها لم تكن تفكر في الاستسلام. بل كانت تحضّر لضربة لم يتوقعها أبدًا.

تقدمت نحوه بثقة، ذراعاها متشابكتان، وكأنها تحدّته مباشرة أمام الجميع.
— “لقد فكرت جيدًا في حديثك بالأمس، وأدركت أنك تحب التحديات، أليس كذلك؟”

نظر إليها بحذر، رغم أن الابتسامة لم تفارق وجهه.
— “أنا أعيش من أجلها.”

أمالت رأسها قليلاً، وكأنها تزن كلماتها بعناية.
— “إذًا، سأعقد معك اتفاقًا… إذا ربحت، تترك المكتبة وشأنها، وإذا ربحتَ أنت، سأبيعها لك فورًا.”

ارتفع حاجباه قليلًا، وكأن العرض قد أثار فضوله.
— “وهل لديكِ ما يكفي من الثقة لتحديني؟”

اقتربت منه حتى باتت المسافة بينهما أقل مما ينبغي، وقالت بصوت خافت لكنه مشـ,ـحون بالتحدي:
— “جربني.”

•••

في تلك الليلة، اجتمع الجميع داخل المكتبة، بما فيهم سمير والموظفون وبعض الزبائن القدامى، ليشهدوا على التحدي الذي قررت حلا أن تخوضه ضد يزن.

وضعت أمامهما طاولة خشبية قديمة، وفوقها مجموعة من الأوراق المغلقة. وقفت حلا في طرف، بينما وقف يزن في الطرف الآخر، ملامحه كانت هادئة لكن عينيه كانتا تشتعلان بالحماس.

تقدمت حلا خطوة للأمام وقالت:
— “كل ورقة تحتوي على تحدٍ معين، سنسحب واحدة عشوائيًا، ومن ينجح في التحدي سيكون له القرار النهائي بشأن المكتبة.”

ابتسم يزن بسخرية، لكنه أومأ موافقًا.

— “لنرَ ما لديكِ إذًا، فتاة الياسمين.”

مدّ سمير يده وسحب ورقة عشوائية، ثم فتحها وقرأ بصوت مسموع:
“إقناع عشرة أشخاص بشراء كتاب في أقل من نصف ساعة.”

ساد الصمت لثوانٍ، ثم ارتفع صوت همسات الحضور، قبل أن يقول يزن بثقة:
— “سهل.”

لكن حلا لم تقل شيئًا، بل تحركت بسرعة، واتجهت نحو أول زبون في المكتبة، قلبت بين الكتب، ثم تناولت واحدًا واتجهت إليه مباشرة.

— “هل تحب الروايات البوليسية؟ هذا الكتاب يُعتبر من أقوى الإصدارات لهذا العام، قصته مليئة بالغموض والإثارة.”

ابتسم الرجل وأخذ الكتاب، وقبل أن تمر عشر دقائق، كانت قد نجحت في بيع خمسة كتب بالفعل.

لكن عندما التفتت لترى ما يفعله يزن، وجدت مشهدًا لم تتوقعه…

وقف وسط المكتبة، نظراته موجهة نحو الجميع، ثم قال بصوت هادئ لكنه مشحون بالكاريزما:
— “أنا لا أبيع كتبًا… أنا أبيع قصصًا ستغيّر حياتكم.”

ثم بدأ يروي ببراعة قصة قصيرة عن أحد الكتب المعروضة، وكيف أن أحداثه أثّرت عليه شخصيًا. لم تمضِ سوى دقائق قليلة، حتى تقدم سبعة أشخاص واشتروا الكتاب دون تفكير.

تراجعت حلا خطوة للوراء، قلبها ينبض بقوة. كانت قد قللت من شأنه… لكنه لم يكن مجرد رجل أعمال، بل كان شخصًا يعرف كيف يترك أثرًا في من حوله.

ومع ذلك، لم تكن مستعدة للخـ,ـسارة بعد.

نظرت إلى الساعة، بقيت خمس دقائق فقط… وكانت بحاجة لخمسة زبائن آخرين لتتعادل معه.

فجأة، خطرت لها فكرة جريئة.

استدارت نحو سمير وقالت بصوت مرتفع ليسمعها الجميع:
— “إذا اشترى أي شخص كتابًا الآن، سيحصل على خصم خاص بنسبة 50% لمدة شهر كامل على أي كتاب يريده.”

ارتفعت همهمات الزبائن، وخلال لحظات، بدأ العديد منهم يتوجهون إلى الطاولة لشراء الكتب، حتى وصلت إلى عشرة مبيعات كاملة… قبل أن تنتهي المهلة بثوانٍ فقط!

استدار يزن نحوها، نظراته كانت مزيجًا من الدهشة والإعجاب، بينما رفعت هي ذقنها بابتسامة انتصار.

— “لقد فزت.” قالتها بنبرة واثقة، بينما تصاعدت أصوات التصفيق من الحضور.

اقترب منها يزن ببطء، وقف أمامها مباشرة، عيناه تتأملان وجهها بتركيز غريب.

— “لقد خدعتِني يا حلا.”

رفعت حاجبًا بتحدٍّ.
— “لم أخدعك… فقط لعبتُ بذكاء.”

ضحك بخفة، ثم قال بصوت خافت لا يسمعه أحد غيرها:
— “يبدو أنني كنت محقًا بشأنك… أنتِ شخص لا يمكن توقعه.”

ثم استدار، واتجه نحو الباب، وقبل أن يغادر، قال ببطء:
— “ربحتِ اليوم… لكن هذه ليست النهاية.”

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل