
كريم صحي من نومه على صوت مؤمن بيصحيه ، فتح عينيه باستغراب : في ايه يا ابني وبتصحيني كده ليه ؟ اطلع برا
مؤمن هزه بغيظ : قوم يا كريم في مصيبة وسيادتك نايم ؟!
كريم اتعدل بسرعة وسأله بقلق : في ايه حد من الولاد حصله حاجة ؟
مؤمن بنفي: لا لا كله بخير مش حد اطمن
كريم اتنهد براحة : وقعت قلبي يا شيخ امال مصــيبة ايه ؟
مؤمن بتردد : مصــيبة هتقع أو وقعت فوق راسك انت
كريم بصله بحيرة ومؤمن حط الموبايل قدام وشه على صورته هو وناريمان ، كريم أخد الموبايل منه ولسه هيقول انها صورة عادية بس لاحظ المكتوب تحتها فاتصدم
مؤمن كمل : في مقالات كتيرة وصور أكتر وإشاعات أكتر وأكتر يا كريم
رفع راسه بصله بغضب مكتوم من اللي مكتوب: ما انت اهو بتقول إشاعات يا مؤمن ، مين هيصدقها يعني ؟
مؤمن بتردد : أمل مش هتصدق يعني ولا هتتضايق من الصور والمقالات دي ؟
كريم بصله وبص للصور اللي قدامه وبيفتكر خناقتهم أول ما عرفت انه قابل ناريمان وعرفت الحوار كله ، هل أمل هتضايقها الإشاعات دي ؟ واللي زاد وغطى رفضه انها تيجي معاه بس هو ما رفضش هو مافكرش أصلا تيجي معاه ، وهو رفض انه يعتذر ، أمل مش هتتضايق لا .
حاول ينطق ويطمن نفسه ويقول لمؤمن ان أمل مش هتتضايق بس لسانه ما طاوعهوش يتكلم .
مؤمن ربت على كتفه بتفهم: كلم أمل أو امسح كل الليله دي قبل ما حد يشوفها
كريم بصله بتوتر : ولو كانت شافتها ؟
مؤمن أخد نفس طويل ومش عارف يقوله ايه فحرك راسه بعدم معرفة وماردش .
كريم بص حواليه : اللاب بتاعي فين ؟
مؤمن بص حواليه لحد ما شافه وجابه حطه قدام كريم اللي لسه قاعد على السرير متلخبط وقلقان ، أخد اللاب وفتحه وفضل باصصله بدون ما يعمل حاجة.
مؤمن مراقبه ولما لاحظ حالته اقترح : طيب قوم الأول فوق كده ، وبعدها نفكر مع بعض هنعمل ايه .
كريم بصله وقفل اللاب بحزم : مش هعمل حاجة يا مؤمن .
بصله بعدم فهم : يعني ايه مش هتعمل ؟ مش هتمسح الصور ؟
قام من مكانه ورد بجمود: مش همسح ، لو مسحت يبقى أنا خايف من الإشاعات دي أو الكلام ده لمس وتر من الحقيقة وأنا خايف منه ، كل الصور عادية من الافتتاح وكل الكلام ده هبل في هبل ومش هديله أكبر من حجمه .
مؤمن بصله وبيوزن الكلام وجزء منه عارف ان كلامه صح بس جزء تاني عارف غيرة الستات وجنانهم فقال: طيب أمل هتعرف تتعامل معاها ؟
كريم اتنهد قبل ما يبصله بعجز : مش عارف يا مؤمن مش عارف بس أتمنى .
مؤمن مسك دراعه قبل ما يخرج : كريم انت عارف ان الإشاعات دي ما طلعتش كده لوحدها لازم يكون في حد وراها وحد قاصد يشوشر على حياتك.
كريم بصله وعقله بيحاول يخمن مين اللي عايز يضره للدرجة دي وليه ؟
سأله : تفتكر مين ؟ مين بيحط كاميرات في مكاتبنا ؟ ومين عايز يغــرق شركتنا ، ودلوقتي مين اللي عايز يدمــر حياتي الشخصية وليه ؟
مؤمن ماكانش عنده إجابة ولا كريم نفسه عنده إجابة .
أول يوم دراسي عند هند وبدر ما اختلفش كتير عن أختها ، نفس الحماس ونفس الحيرة في اختيار لبسها لانه يوم مميز وكأنها أول مرة هتروح شغل .
حتى أنس كان متحمس انه هينتقل لمرحلة جديدة وكمان عند أبوه وهند وهيكون طول النهار معاهم في مكان واحد .
مها وأسماء أول ماشافوا هند جريوا عليها وكان سلام حار، زميلها هاني باركلها هي وبدر وجواه نظرة حزن لهند اللي كان دايما بيتمنى قربها .
في وقت البريك بدر دور على هند بعينيه لحد ما شافها وراح ناحيتها وقف فوقها وقال :المرة دي أقف أتأمل جمالك من غير ما أخاف حد ينتقد وقفتي معاكي .
رفعت عينيها وبصتله بابتسامة : وأنا أقدر أقولك اقعد نفطر مع بعض وأتكلم وأضحك وأهزر معاك براحتي .
قعد قصادها وقال بصدق: ما تتخيليش فرحتي قد ايه يا هند بارتباطي بيكي ودخولك حياتي .
هند اتحرجت من كلامه ونظراته اللي بيربكوها دايما ، مسكت شنطتها وحاولت تهرب من عينيه وطلعت الساندوتشات وبصتله : نفطر مع بعض يلا .
ابتسم بتفهم لحرجها وماحبش يحرجها أكتر فأخد من ايدها الساندوتش وغير الموضوع : أنس شوفتيه ؟
ابتسمت : اه شوفته واديته حصة كمان ، كان مبسوط أوي وشكله اندمج مع زمايله الجداد .
اتكلموا في أمور عادية وفجأة هجم عليهم أنس وقف قصادهم بحماس : المدرسة دي جامدة
بدر ابتسمله : ايه اللي عجبك فيها أوي ؟
أنس بصله وضيق عينيه : ده سؤال خبيث على فكرة
استغربوا الاتنين إجابته ونظرات الذهول في عيونهم واضحة فضحك و وضحلهم : هقولكم بدل بصاتكم دي ، المفروض أكتر حاجة تعجبني وجودي هنا معاكم انتم الاتنين بس ممكن ما أكونش انتبهت لحاجة زي دي وأنطلق وأقول المدرسة حلوة والمدرسين حلوين وكده فعرفت بقى انه سؤال خبيث ؟
بدر ضحك ووضح : والله يا ابني أنا نفسي مافكرتش في كل ده وكنت مستني فعلا تقولي المدرسة والمدرسين واصحابك مش أنا وهند خالص فده معناه ايه ؟
أنس بفضول : ايه بقى ؟
بدر بضحك : ان انت اللي خبيث لتفكيرك ده مش سؤالي البريء اليتيم .
قعد معاهم وقت البريك يهزر ويضحك وبيضحكوا معاه .
كريم اتصل بأبوه علشان يشوف الأخبار؛ لان أمل موبايلها مغلق ، سلم عليه ولسه هيتكلم بس حسن سبقه : كريم احنا في الطريق وراجعين
الصدمة لجمته لوهلة وفكر ازاي راجعين وليه ؟!
سأل بعدم استيعاب: راجعين ازاي ؟ العربيتين مش هيكفوا
حسن وضح بتردد : ركبنا أنا و والدتك مع عمتك وجوزها والولاد معانا وطه معاه أبوه وأمه .
كريم وقف بسرعة وقلقه زاد : وأمل فين ؟
حسن اتنهد قبل ما يجاوب ابنه : أمل هتيجي في أتوبيس ( كريم لسه هيعترض بس أبوه ماسابلهوش فرصة ) أي كلام هتقوله قلته قبلك ، هي أصرت وراحت المحطة
كريم أخيرا نطق بالسؤال اللي كان خايف يسأله : هي أمل ..
ماكملش السؤال بس أبوه فهمه وجاوبه : شافت الصور والمقالات ، ما علقتش ولا اتكلمت مع أي حد ، أنا توقعت هتمسح الصور دي
كريم قعد مكانه وبرر : أمسحها ليه ؟ فيها ايه الصور يا بابا علشان أمسحها ؟ والكلام المكتوب كله هبل في هبل لو مسحته يبقى هزني وخايف منه أو له أساس من الصحة ولا انت عندك رأي تاني ؟
حسن كان محتار ومش عارف يقول ايه لانه عارف ابنه كويس وعارف ان كل دي إشاعات لا راحت ولا جت، فقال بهدوء : عمري يا ابني ما اهتميت بالصحف الصفرا وإشاعاتها بس معرفش دماغ أمل مراتك وهي رفضت تتكلم .
كريم بتيه : تيجي ونتكلم ، توصلوا بالسلامة .
همس قاعدة مع سيف وفجأة قالت بلوم : ايه ده ؟ انت ليه ماجبتليش شاورما ؟ اخص عليك يا سيف .
ابتسم ورد بهدوء : مش عايزك بصراحة تاكلي شاورما
بصتله بذهول واستغربت رده : ليه ؟
بص حواليه قبل ما يقرب منها أكتر ويهمسلها بمغزى : علشان بتغرقيه تومية وما بحبش ريحتها
فضلت باصاله ومش عارفة تربط الكلام ببعضه ايه علاقته هو بأكلها هي ؟
لاحظ نظرتها فضحك على منظرها وحيرتها وحرك دماغه بيأس : مفيش فايدة فيكي صح ؟
مسكت كم بدلته بتاعه بإصرار : لا فهمني ايه علاقتهم ببعض ؟
قهقه بخفوت وبعد ايدها عنه بمرح: لما تكبري شوية هقولك
قبل ما تعترض اتصــدموا الاتنين بمايا بتشد كرسي وتقعد فبصولها بذهول من جرأتها بالشكل ده .
همس لسه هتتكلم بهــجوم بس تراجعت وطبقت ايديها وبصت لسيف في انتظار انه يتعامل .
سيف سألها بحـدة : هو مين سمحلك تقعدي معلش ؟
مايا ما تخيلتش انه ممكن يحرجها فبصتله باستغراب: حضرتك قلت في المحاضرة لو لقيتك أسألك .
سند ظهره على كرسيه و وضح بتعالي: في مكتبي ، قلت لو لقيتيني في مكتبي اسأليني أعتقد اني مش في مكتبي ولا ايه ؟
مايا بصت لهمس بغيظ واضح : ماهي قاعدة اهيه وبتاكل معاك كمان ولا هو ناس وناس يا دكتور ؟
همس استغربت أما سيف فعلق ببرود: اه هو كده بالظبط ناس وناس فاتفضلي حضرتك لاني بفطر ولو عندك سؤال يا إما في المحاضرة أو السكشن أو المكتب لو وقتي يسمح – كمل بتهكم – دلوقتي بعد إذنك يعني أكمل فطاري ؟
مايا وقفت وهي متغاظة منهم الاتنين بس من همس أكتر ؛ لانها مبتسمة وقبل ما تمشي شاورتلها بايدها عملتها باي علشان تضـايقها أكتر .
مايا راحت لاصحابها بغــضب: تخيلوا مشاني بكل بجاحة ويقولي ناس وناس ؟
نانيس ضحكت وحذرتها : ابعدي عنه وعنها لانها مميزة واللي بيضايقها بيمحيه .
مايا بتحدي : أنا مش أي حد ودي ما تيجيش جنبي حاجة قال بتبتسم تغيظني قال، ماشي لما نشوف مين هيبتسم في الآخر ، ان ماخليته يحبني أنا وأقعد مكانها ماأبقاش مايا .
نانيس ربتت على كتفها بتهكـم: الحلم مش وحش يلا المحاضرة
مايا بصت لساعتها : لسه بدري خلينا شوية هنا وبعدين لما الهانم دي تقوم .
سيف قام هو وهمس وراحوا ناحية عربيته ولمحت شلتها واقفة فسألته : انت وراك محاضرات تاني ؟
نفى بهدوء : لا يا حبيبي أنا رايح الشركة روحي لزمايلك ولما تخلصي كلمي نصر يجيلك أو كلميني أنا الأول .
سألته بابتسامة : هتيجي تاخدني ؟
بادلها ابتسامتها : لو ينفع هاجي أكيد .
وصلها عند زمايلها وهي سلمت عليهم بعدها بصتله : خلاص تمام يا سيف روح انت الشركة .
كان ماسك ايدها وقبل ما يسيبها نبه عليها: لو في أي حاجة كلميني ، تمام ؟
قبل ما يبعد وقفته بحـرج وبعدت عن اصحابها خطوة وقالت بتردد : سيف أنا مش معايا فلوس
بصلها باستغراب : يعني ايه مش معاكي ؟ ومش معاكي ليه ؟
حركت كتفها : معرفش انت ما اديتنيش
استغرب نفسه : بجد ؟ وانتِ ما طلبتيش مني ليه ؟
حبت تشاكسه فردت ببراءة: بابا عمري ما طلبت منه كان على طول هو يديني من نفسه ، حتى نادر كمان ، ما تخيلتش انك هتبقى بخيل كده ياسيف
رفع حاجبه بتهكم : أنا بخيل ؟ أنا يا همس ؟
قبل ما ترد موبايله رن فطلعه كان إمام المحامي ، بصلها : لحظة واحدة
رد عليه وهي وقفت مع زمايلها يتكلموا
سمعوا كلهم صوته وهو بيقول بغــضب: يعني ايه يا أستاذ إمام لا طبعا ما ينفعش ، أنا عايز أنهي الموضوع ده بأي شكل ، خلصني منه انت .
سكت شوية بعدها كمل : خلاص تمام ( كان هيقفل بس افتكر ) اه صح قبل ما أنسى افتحلي لهمس حساب في البنك ومحتاج فيزا ليها بأسرع وقت .
سمع إمام بعدها رد: النهارده تفتح الحساب وأنا هاخدها بكرا أو أي وقت نكمل الإجراءات بس انت انجز المطلوب .
قفل وبصلها بغــيظ: بقى أنا مش زي أبوكي وأخوكي ؟ ماشي يا ستي
قبل ماترد موبايله رن تاني فاعتذر منها ورد : أيوة يا مريم
سمعها بعدها اتنهد بصوت عالي وقال بضجر: مريم انتِ عارفة كويس شروطنا ايه فما تكلمينيش في أمور زي دي وتضيعي وقتي
مريم : عز بيه كان بيتعامل معاه وهو طلب مني أفكرك انه صاحب والدك
سيف بحزم : مريم بلاش تخليني أغير نظرتي ليكي وبعدين من امتى المجاملات في حاجات زي دي ؟ أنا غير أبويا هو ممكن يهتم بالأمور دي أنا لا
مريم : طيب هو عايز يقابلك بشكل شخصي يقنعك بنفسه
سيف رد بملل: و وظيفتك هي انك تمنعي حد يقابلني علشان يقنعني بأي حاجة ، شروط الانضمام لينا من ٥٠٠ وفوق أقل من كده يبقى بنضيع وقت بعض
مريم بتوضيح: هو عايز يقابل باشمهندس كريم وباشمهندس مؤمن ويقنعهم
سيف بدأ يتنـرفز : مريم انتِ بدأتي تعصـبيني أنا ما بتكلمش بلسان حد هو هيروح وهما هيوافقوا براحتهم دي حاجة ما تخصنيش مع اني أشك انهم يوافقوا لان وقت ما حطينا شرط ال ٥٠٠ مليون ده كان رأي جماعي والمجموعة كلها شافت ان ده رقم مناسب ، كلامي لحد هنا خلص وحرف زيادة هتقوليه هقولك انتِ مرفودة عندك كلام تاني ؟
تراجعت بسرعة: شكرا يا فندم أنا هتعامل خلاص .
قفل وأخد نفس طويل يحاول يرجع لطبيعته ، بص لهمسته اللي سألته بفضول : معلش بس فضولي هيقــ.تلني لو ما سألتش
ابتسم لطريقتها : بعد الشر عليكي اسألي وأنا هرضي فضولك
سألته : الراجل اللي انت اديته استمارة ٦ ده كان عايز يشارك معاكم في حاجة بمبلغ معين وانتم رفضتوا المبلغ ده كام ؟
ضحك على أسلوبها ورد بمشاكسة: انتِ يفرق معاكي في ايه ؟
همس بعفوية : أصلك بتتكلم عن ال ٥٠٠ مليون وكأنهم ٥٠٠ جنيه مثلا وحسستني ان هو فقير وماحيلتهوش فعايزة أعرف الفقير ده والمسكين عرض عليكم ايه ؟
سيف بصلها بابتسامة؛ لانها لحد دلوقتي مش مستوعبة أبدا شخصية رجل الأعمال ، هي بس نظراتها كلها فضول فوضح : عرض ٢٠٠ يا همس وقبل ما تعترضي أو تفتحي بوقك بالمنظر ده – قفلت بوقها فكمل- المشاريع اللي بنعملها ضخمة وبتكلف كتير فمش أي حد هينفع يدخل فيها تمام؟ وبعدين أمور البيزنس خليكي بعيد عنها لحد ما تتخرجي ولو عايزة بعد كده تدخلي فيها وتفهمي كل كبيرة وصغيرة ماعنديش مانع بس مش وقتها ، يلا هسيبك أنا ، عايزة حاجة مني ؟
باس خدها بتلقائية بعدها استوعب انه في الكلية بس تعامل كأن الموضوع طبيعي ومشي كام خطوة بعدها رجعلها لانه نسي يديها أي فلوس : همس ، ما أخدتيش فلوس يا حلوة
ردت بمزاح : مش قلتلك مفيش زي أبويا ؟