الفصل السادس من رواية شمس تتحدى الغيوم
بقلمي :عبير سليم حصريه وجديده
جالسه على الأرض تضم ركبتيها إلى صدرهاوتنظر إلى تلك النار الموقده فى ذلك الثوب الأبيض نعم انه فستانها الذى اشترته منذ يوم واحد وظلت تحتضنه طوال الليل مثلما كانت تحتضن فستان العيد وهى طفله صغيرة كأنها كانت تريد أن تشبع منه قبل أن تحرقه بيديها.
كانت تراقبه والنار تأكله بقهرة نعم فإنها قهرة قلب أحب وعشق ولم يحالفه الحظ لينعم بذلك الحب او يهنأ به أيعقل ذلك أو كان يخطر ببالها يوما.ان تقدم على ذلك الفعل
أيعقل او كان يمر على خاطرها ان تحرق بيديها ذلك الثوب الذى طالما حلمت باليوم الذى سترتديه فيه لمن أحبه وعشقه القلب. وتنظر إليه والنار تلتهمه هكذا
تلك النيران لم تكن تندلع فى ذلك الثوب الأبيض وإنما كانت تأكل وتنهش فى قلبها الذى احترق بنيران العشق والهوى
جالسه تنظر له بعيون زائغه لا تدرى ماتفعله لا تنتبه لأى شئ حولها لم تخف من أن تصل إليها تلك النيران وتصيبها بمكروه فما المكروه الذى قد يصيبها اكثر مما هى فيه الآن
تفتح سناء، الباب وتتفاجا بهذا المنظر
فستان الزفاف ملقى على الأرض والنار موقده فيه
جرت إيمان سريعا واخذت الغطاء من على السرير ووضعته على الفستان لتخمد تلك النيران المشتعله حتى هدأت النار بينما كانت سناء تحتضن شمس وتبكى بقهرة على حال ابنة أختها
إيمان :شمس حبيبتى انتى كويسه
شمس تنظر إليها دون أن التحدث بكلمه
تمسكها إيمان وسناء وياخذونها خارج تلك الغرفه ويجلسونها فى غرفة خالتها
بينما فتحت ايمان الشباك لتخرج رائحة الدخان من الغرفه فوجدت الشمعه والولاعه على المكتب أمامها فأخذتهم سريعا خوفا عليها من أن تصيب نفسها بالاذى.
. ثم لملمت ماتبقى من ذلك الثوب الذى لم يكتب القدر لصاحبته أن ترتديه لترميه فى صندوق القمامه.
دخلت غرفة سناء فوجدتها محتضنه شمس وتبكى بحسرة عليها وعلى حالها بينما كانت شمس مختبئه داخل احضانها وكأنها تقوى بها تهرب مما هى فيه لم تتلفظ بحرف
إيمان :شمس حبيبتى اتكلمى عيطى طلعى اللى جواكى متسكوتيش ياحبيبتى
شمس بصوت ضعيف:سابنى ياايمان عصام سابنى ياخالتو
ليه عمل فية كده ليه أنا عملتله إيه عشان يعمل فية كده
سناء: فى ستين داهيه ياحبيبتى ده كلب ولايسوى وميستاهلش دمعه واحده من عينيكى.
إيمان :شمس ياحبيبتى احنا مش بنهون من اللى انتى فيه لكن حنعمل إيه ده قدر ربنا وان شاء الله ربنا حيخلف عليكى بالخير وحيعوضك بالاحسن منه
هو الخسران ياحبيبتى وملوش فى الطيب نصيب.
إيمان :خلاص ياايمان انا مش عاوزة حد تانى خلاص انا معنديش حاجه اديها لحد تانى انا اديت كتيييير اوى ومااخدتش حاجه مخدتش غير الغدر والخيانه.
سناء :شمس يانور عينيه انا كل اللى يهمنى دلوقتى انك تفوقى ياحبيبتي وبعدين اى حاجه تانيه تبقى هينه
تبكى شمس بصوت عالى هيستيرى وتصرخ من قلبها:ليه ليه غدر بية ليه انا كنت بحبه كنت بحبه اوى كنت بمتناله الرضا
ليه ليه ده حرام حرام
سناء:اهدى اهدى ياحبيبتى اهدى ياشمس الله يخليكى ياحبيبتى يابتى كان مستخبيلنا ده كله فين بس ياربي لا حول ولا قوه الا بالله.
فتقوم وتجرى على غرفتها وترمى بكل اشياءها ارضا وتقوم بتكسير كل ماتقع عيناها عليه
كانت ايمان وسناء، يحاولان تهدئتها بلا فائده كانت تصرخ وتبكى بشده تصرخ صرخات نابعه من قلب ادماه العشق
قلب طعنه الحبيب بخنجر دون رحمه او شفقه
خلاص مش عاوزة حاجه ملهومش لازمه خلاص مش عاوزة اشوفهم ادامى خلاص كل حاجه راحت خلاص
ليه عمل فية كده ليه ده جزاء، حبي ليه يغدر بية ليه ليه
يقوللى مبحبكيش بعد السنين دى كلها ليه ليه
إيمان :عشان خاطرى كفايه كفايه ياحبيبتى حرام عليكى نفسك يغور فى داهيه
كان يوم اسود يوم ماعرفناه ودخل حياتك منه لله ربنا ينتقم منه
انهارت وخارت قواها وجلست ارضا تبكى بكاء يجعل الحجر يصرخ من شدة ماتشعر به من الالام تقطع قلبها
سناء وهى تأخذها فى حضنها وتحاول تهدئتها
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يارب وحياة حبيبك النبي الغالي تبعد عنها الهم والحزن والغم انت القادر على كل شئ يارب شيل عنها اللي هى حسه بيه يارب ارفع مقتك وغضبك عنا يارب
اللهم انى لا أسألك رد القضاء ولكن اسالك اللطف فيه
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
ظلت تدعو لها الله أن يزيح عنها ماهى فيه
إيمان :شمس نامت ياخالتى فتقوم بتغطيتها بهدوء ويجلسان بحوارها
إيمان :خالتى اتصل بالدكتور اقولله اللى حصل واشوفه حيقولنا ايه
سناء:مش عارفه والله يابنتى انا اهم حاجه عندى انها تفوق بسرعه خايفه عليها اوى
ايمان :طب تعالى نقعد برة عشان منصحيهاش
وخللى الباب مفتوح عشان تبقى ادام عينينا.
سناء:ياااه ياايمان حالة شمس دلوقتى بتفكرنى بحالتى زمان لما جوزى الله يسامحه طلقنى عملت زى اللى شمس عملته واكتر بكتير ومفيش حاجه هونت علية غير وجود شمس فى حياتى ربنا عوضني بيها عشان تنسينى اللى حصللى
إيمان :ومحاولش يرجعلك تانى بعد كده ياخالتى
سناء:لا ياايمان زى مااكون كنت حمل تقيل عليه وماصدق خلص منه مع انى عملت معاه اللى مفيش واحده تعمله مع جوزها كل ذمبى فى الدنيا انى مخلفتش ياللا الله يسامحه.
بقى. انا المهم عندى دلوقتى شمس عاوزاها تبقى كويسه ومتخليش الحزن يكسرها عاوزاها تقف على رجليها ومتشمتش حد فيها فى ناس كتير بتحب تشمت فى مصايب الناس
إيمان :ان شاء الله ربنا حيقف جمبها والناس كلها بتحب شمس ياخالتى بس احنا لازم نساعدها ونخرجها من اللى هى فيه
سناء:بصى احنا حنستنى لحد ماتصحى ونشوف وضعها ايه ولو كده نتصل بالدكتور يابنتى
إيمان :ماشي ياخالتى بصي ياخالتى انا حروح البيت بس اطمن على بابا وماما وارجعلك على طول
سناء:روحى ياحبيبتى انتى روحى انتى معايا من الصبح
إيمان :انتى بتقولى ايه بس ياخالتى انا اسيب شمس فى الظروف دى طب ازاى
انا بس حروح استئذن من بابا وحرجع على طول
سناء:ماشي ياايمان وانا حدخل اقرالها قرآن عشان ربنا يبعد عنها اى حاجه وحشه
تخرج ايمان من المنزل وتتجه الى منزل ابيها تحكى لهم ماحدث وتستئذنه ان تبقى مع صديقتها
بينما كانت ايمان فى طريق عودتها تجد اتصالا من حسن
ايمان:ايوة ياحسن ازيك
حسن :أنا بخير يا إيمان المهم انتى عامله ايه وحشتينى اوى
إيمان :ربنا يخليك يا حسن بس معلش مش حعرف اكلمك دلوقتي
حسن :ليه انتى صوتك ماشيه فى الشارع
إيمان :ايوة رايحه عند شمس حبات عندها الليلادى
حسن:هى حالتها عامله ازاى ياايمان متقبله الموضوع واللا مضايقه
إيمان :لا دى مبسوطه اوى ومشغله الديجى ونازله رقص من الصبح
حسن :انتى بتتريقى على كلامى ياايمان
إيمان :يعنى بالله عليك واحده فى ظروفها دى حتعمل ايه
ثم تدخل فى نوبة بكاء شديد
حسن:طب ممكن تهدى طيب وتردى علية
إيمان :شمس تعبانه اوى وولعت فى فستان فرحها وكسرت حاجات كتير من حاجتها اللى كانت حتتجوز بيها انا خايفه عليها انا لو شمس حصلها حاجه انا حقتله بايدي
حسن:ايمان اهدي عشان خاطرى ايمان انا محتاج اشوفك ضرورى عاوز اقعد واتكلم معاكى
إيمان :مش وقته ياحسن أشوف صاحبتى اهم من اى حاجه تانيه دلوقتى ياحسن
حسن:واهم منى ياايمان
إيمان :شمس أهم من الدنيا كلها ياريت بايدي كنت شيلت الحزن عنها
حسن انا وصلت عند شمس حضطر اقفل معاك دلوقتى سلام
